سياسة ايران الاستراتيجية والمجد الامبراطوري الفارسي

                                       

                       الشهاب الحسني البغدادي

             

      سياسة ايران الاستراتيجية والمجد الامبراطوري الفارسي

ليس من قبيل المبالغة القول: إن السياسة التي تمارسها إيران عبر تدخلاتها السافرة في دول المنطقة، والمغلفة بشعارات الإصلاح الديني، مكنتها من رسم سياستها، ومواقفها الخارجية على نحو ما هو غير معلن، لكنها لن تقودها إلا إلى خسائر إستراتيجية في مستقبل الأيام القادمة، فلا مشروعها الاجتماعي، والسياسي يتسم بعناصر التقدم، بل يتناقض جذريا مع منطلقات المنطقة العقائدية، وبرامجها السياسية، وتلك حقيقة موضوعية، لا يمكن القفز عليها، أو التغاضي عنها.، لقد اكتسب الإيرانيون عبر التاريخ مقداراً من الدهاء الغريزي والتمويه التلقائي لسياساتهم ومواقفهم المعلنة ،ومصدر ذلك:
  التجارب الإنسانية والخبرات البشرية، فضلاً عن تداخل الحضارات والديانات (البوذية والهندوسية) الموجودة كلها في تلك المنطقة من العالم. أما الاهم فهو أن المذهب الشيعي(الصفوي) عرف في كل المراحل من تاريخ الدولة الإسلامية استناده على مبدأ «التقية» حفاظاً على العقيدة ؟؟ وحماية للمذهب؟؟
تدور الاحداث وتتسارع في المنطقة العربية بشكل لم يسبق له مثيل،والكل متفق على ان سبب هذه المشاكل الاول هو امريكا ودول الغرب وسياساتها في المنطقة. ولكن الدور التخريبي الخطير الذي لا يقل سوءا عن دور امريكا،الا وهو دور الدولة الفارسية التي يبدو انها تحللت من كل ضوابط الدين والعرف لتتحول الى دولة قومية تسعى الى التوسع باي ثمن. ويبدو للمتابع ان ايران تلعب الآن دورا اخطبوطيا في المنطقة فاق بكثير توقعات المتابعين للشأن الايراني، بل انها بدأت بالاستعداد لخلافة امريكا بعد هزيمتها من العراق للسيطرة على المنطقة برمتها.
بدأ النفوذ الإيراني في التمدّد بسهولة عقب الحربين الأمريكيتين الكبيرتين في المنطقة، ضد نظام طالبان في أفغانستان (بعد أحداث 11 ايلول) وضد نظام صدام في العراق(2003)، وقد كان هذان النظامان عدوّين أساسيَّين لطهران، وحائلاً دون قدرتها على بسط نفوذها في محيطها الإقليمي، سواء في الشرق الأوسط أو أسيا الوسطى
وما يهمنا العراق تحديدًا الذي يعد ركنًا أساسيًا في الإستراتيجية الإيرانية، والتي استغلت بشكل كامل احتلال العراق عام 2003، وعملت على ألا يستطيع العراق مجددًا أن يمثل تهديدًا لإيران كما كان في ثمانينيات القرن الماضي، مما أدى إلى حرب طويلة انتهت بانتصار العراق لكنها استنزفته عسكريًا واقتصاديًا، وكان الهدف الأساسي، طموح ايران باستخدام طابورها الخامس للهيمنة في العراق وليس فقط تحييده وإضعافه، وهو ما نجحت فيه عن طريق احزابها الطائفية التي هيمنت على السياسة في بغداد حاليًا، وكذلك عن طريق شبكات الميليشيات المتطرفة الموجودة في العراق، والتي يرعاها بالأساس الحرس الثوري وقوات القدس، تحت قيادة قاسم سليماني، المعروف بقاسم "سوبرماني".
بالرغم من إيران دولة تموج بالمتناقضات والإختلافات، ليس في الجانب الديني فقط بل على الصعيد السياسي أيضاً ،حيث نرى بين فترة واخرى خروج العديد من المظاهرات والاشتباكا الواسعة في الشارع السياسي الإيراني.
ومن هنا يمكن القول بأن المشهد العام في إيران لا تكفيه صورة واحدة لتعبر عنه، بل هو زخم تاريخي امتد عبر الزمان حيث تراكمت خطايا أنظمة سابقة ورثتا انظمة أخرى حتى جاءت بمايسمى (الثورة) والتي لم تفلح في التعامل مع المواطن الإيراني البسيط ولم تستغل الدين كما ينبغي في أصول الحكم، بل فرضت نظرية ولاية الفقيه وما يعرض بالمهدية تأثيراتها على الداخل الإيراني وكانت النتيجة كما هو واضح للعيان. غيرأنها محاولة للخوض في الألغام الإيرانية عسى أن نعرف إلى أين تتجه ستراتيجية إيران؟
العلاقات العربية-  الفارسية:
عندما نقلب صفحات التأريخ نجد حقائق تاريخية توالت حلقاتها في تتابع رهيب ، حتى تخالها أنـك إزاء ظـاهرة واحدة مشتركة متماثلة الأصول والقواعد فلا اختلاف بينها إلا في الجزئية ، والمفردات العرضية التي تتباين فتتفـاوت بحسب ما تفتضيه الأوضاع القائمة والظروف الراهنة ،أسماء مختلفة ، وأزمان متباعدة ، وحلقات متتابعة ، والحقيقة واحدة لا تزول ولا تتبدل تنبئ في الغاية والنهاية عن : هدم ودحر الإسلام ، وينبأنا التاريخ بما لايقبل الشك ان مجوس الفرس يعانون منذ ألف وأربعمائة سنة من عُقدة نفسيّة مؤلمةٍ هي : المجدُ التليد !
بعدما كان العالم القديم مقتَسماً بين دولتين عُظمييّن،وقوتيّن قاهرتين هما : الروم والفرس ! فأمّا الروم فقد كانت ديانتهم هي ( النصرانيّة المُحرّفة ) وينبسط نفوذهم على جنوب المتوسط وبلاد الشام وتركيا ، فيما كانت عاصمتهم هي القسطنطينيّة ، هذه القوة الروميّة الحمراء في الغرب كانت تقابلها قوةٌ ناريّة صفراء في الشرق ،هي: دولة الفُرس المجوس (magi) ، أمة معبودها النار، ووليها الشيطان ، يجمعهم الشرك ، وتكذيب الرسل ،وتعطيل الشرائع ، وإنكار المعاد ، وحشر الأجساد ، لا يدينون للخالق بدين ، ولا يعبدونه مع العابدين ، ولا يوحدونه مع الموحدين فهم أخبث ألأمم نحلة ، وأرداهم مذهبا ، وأسوأهم اعتقادا..
أما عن نفوذها السياسي فإنه كان ينبسط على أراضي إيران ( اليوم ) والعراق وشرق الخليج وبعض غربه واليمن ، وكانت عاصمة مملكتهم هي طيسفون ( المدائن ) ، ومليكهم يُطلق عليه في لغتهم اسم  ( كسرى ) .
علائقنا نحن العرب مع هذه الأمة الناريّة (الفرس) غير جيدة منذ الجاهليّة وقبل الإسلام ، إذْ أنّ النفسيّة المجوسيّة ترى في نفسها أشرف الكائنات ، وأعرق الموجودات ؛ ولذا عَبدت – حسب تفكيرهم الهزيل – النار ، لأنها بزعمهم : أقوى الكائنات ؟؟؟
وبناءً على هذا التفكير السطحي ، والنفسيّة الاستعلائية فإنّ كسرى قد مات كمَداً وقهراً حين هزمَ العربُ جيّشه في معركة ( ذي قار) فتولى من بعده الكسروية ابنُه ( شيرويه) .
وعن هذه المعركة فقد قيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال حين بلغه نصرُ العرب فيها على الفرس :"هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم،وبي نصروا " .
أمّا عن سبب هذه المعركة فهو مما يؤكد نظرية الاستعلاء الفارسي على العرب .. من اراد الاستزادة فليرجع  للتاريخ فعنده السبب .
ومنذ أشرقت شمس الإسلام على الأرض لم يكن حال هذه العلائق بين الفرس والعرب بأفضل حالٍ مع العهد الجديد (الإسلامي) ؛كذلك أعداؤه على اختلاف عقائدهم ومللهم يكيدون له ليلا ونهارا ، ويمكرون بأتباعه كلما سنحت لهم فرصة ؛ ليخرجوا المسلمين من النور إلى الظلمات ، وكان من أبرز أعداء هذا الدين : الشعوبية الفارسية الحاقدة ، سوداء باطنة المصدر والمضمون ، تتسرى بالإسلام كذبا وافتئاتا ، ممن أوجز مراتبهم وصوّرهم وكشف عن مآربهم ومقاصدهم الإمام الغزالي قبل ما يقرب من ألف عام في صدر كتابه المعروف بـ ( فضائح الباطنية ). فقل ماشئت في امة هي من أخبث الأمم طوية ، وأرداهم سجية ،وأبعدهم من الرحمة،وأقربهم من النقمة ، عادتهم البغضاء ، وديدنهم العداوة والشحناء.والغدر والقتل مكيدتهم .
وتنبئنا كُتب السيرة النبوية أن أسوأ وأوقح  ردٍ جاء من ملوك الأرض لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن دانت له الجزيرة يدعوهم فيها إلى الإسلام, عندما أرسل كتاباً مع عبد الله بن حذافة السهمي إلى ملك الفرس ( كسرى) أبرويز بن هرمز .الذي مزق كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودهْسِه بقدميّه ؛ حين استمع لأول الخطاب يذكر اسم نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل اسمه ، فقام من فوره بتمزيق الكتاب وقال عنه – حاشاه- : أيكتبُ لي بهذا ، وهو عبدي ؟..
ثم إنّه قد بالغ في الاستعلاء الفارسي  وكتب كسرى  إلى باذان عامله على اليمن: ابعث من عندك رجلين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز، فكتب باذان بذلك إلى النبي فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) للرجلين : أبلغا صاحبكما أن ربي قتل ربه في هذه الليلة ، وكان ذلك في العاشر من جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة . فكان هذا الإخبار منه (صلى الله عليه وآله وسلم) سبباً في إسلام ( باذان ) ومن معه من الفرس في اليمن. وكان مقتل كسرى كبير الفرس على يد أقرب الناس إليه وهو ابنه الكبير "شيرويه"  فيقتله، ثم ما يلبث أن يُقتل هو، ثم يقُتل من قتله، قليلٌ بعد هذا مضى ومملكة الفُرس تُكتسح وتُستباح بأكملها فتمزق ملك كسرى حتى أخذه المسلمون وفتحوا بلاده في عهد الخليفة الراشد عمربن الخطّاب – رضي الله عنه – ويُبعثُ بكنوزها من( المدائن) إلى ( المدينة) ؛ لتسقط دولة الألف عام في عقد من الزمان .
ولعل هذا يُفسر للجميع سبب هذا الحقد الأسود في قلوب الفرس على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتولاه ؛ إذْ أنهم يرونه قد أسقط حضارتهم ودمّر مملكتهم .
عُرف عن عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – عبقريّته وإلهامه الشديد وفراسته العميقة ؛ ولذا قال عنه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) " .. ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن" رواه مسلم .
تجلىّ إلهام عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا جاءت موافقاتُ الوحي لكثيرٍ من أقواله واقتراحاته ، وتجلّى أيضاً بعد وفاة الرسول  (صلى الله عليه وآله وسلم)  في كثيرٍ من الأمور ، ومنها :الستراتيجية العمرية التي لخصها في مقولته الشهيرة: " اللهم اجعل بيننا وبين فارس جبل من نار"
والتفسيرالعصري لهذه المقولة الستراتيجية والذي يأخذ بنظر الاعتبار التطورات الحديثة يقوم على عنصرين أساسيين وهما:
 العنصر الأول تحجيم بلاد فارس. والعنصر الثاني هو عزل الفرس في نطاق لغتهم ومنعهم من الخروج منه. وهو قوله عن فارس : سواء بالدعاء اوالرجاء اوالطلب والتمني  من الله ان يجنبنا هذا الشر وهذا العدو الفارسي المجرم ويستخدم مجازا جبل النار.لا يصلون إليّنا ولا نصل إليّهم " !!
ان قول سيدنا عمر هذا ينم عن معرفة جليه بعقيدة الفرس ونهجهم المتمثل بالحقد والعدوانية المستمرة على مدى التاريخ على العرب والحاضر الذي كان يعيشه سيدنا عمر عندما كلفه الله ورسوله بشرف تحرير العراق وفتح بلاد فارس وادخالهم الى الأسلام ، بقوة السيف رغم اتباعهم (التقية) المجوسية،
يقول فون كريمر: "ومع أن كثيرين منهم كانوا يتظاهرون بالإسلام إلا أنهم كانوا في قرارة نفوسهم مخلصين لمعتقداتهم الدينية القديمة، وقبلوا الإسلام ظاهرياً فقط مع تعلقهم بدين آبائهم".
وكان دخولهم في الأسلام لتدميره والكيد له من داخله حتى قيام الساعه. بل ان سيدنا عمر كان يعلم بماسيحصل من الفرس من حقد وتخطيط فضلا بانه سيقتل رضي الله عنه على يد المجوسي الكافر ابو لؤلؤة لعنه الله , بل ويعلم مايخطط له وماسيخطط له الفرس على مدى التاريخ في ضرب الأسلام والعرب وتدمير العقيدة الأسلامية بأحداث الفتنه المذهبية والطائفية .
 أيّ رجلٍ كنت يا عمر !!
ومن حقنا كعرب أن نفتخر بعمر وبعبقريته وببطولته بغض النظر عن كل محاولات التزوير والتشويه الفارسية الصفوية المعروفة لتاريخ هذا القائد العظيم والفريد القدرات، انتقاما منه لأنه حطم إمبراطورية فارس وكان أول من وضع ستراتيجية قومية – إسلامية واضحة لتجنب شرور بلاد فارس، فبعد تجارب مريرة مع الفرس الذين شكلوا أخطر أعداء الإسلام وأكبر عوائق انتشاره، نجح القائد عمر بن الخطاب في إلحاق أكبر هزيمة بهم في تاريخهم  مازالت آثارها حتى الآن متجلية في تميز كرههم له بأنه الكره الأعظم والذي خلق نزعة الانتقام منه في أجيال  متعاقبة ولحوالي 14 قرنا واتخذ شكل تعمد تشويه صورته بطرق بالغة الحقارة وهي ما نراه الآن فيما يروجه الإعلام الإيراني وتفرعاته المختلفة والتي توزع الأدوار فيما بينها لكنها كلها تلتقي حول قاسم مشترك وهو محاولة تشويه صورة القائد العربي عمر بن الخطاب.
لقد حقد الفرس الاوائل على الخليفة عمر بن الخطاب لاسباب دينية قومية وليست دينية بحته لانه كان قد قضى على دولتهم العظمى التي خضعت لها الشعوب ، على يد شعب لطالما احتقروه وصغروه. لم تتحمل النفس الفارسية ان يكون اؤلئك العرب الحفاة العراة هم مطفئو نيران فارس ومحطمو امبراطوريتهم التي لا تغيب الشمس عن اراضيها. وكان على الفرس ان يشكروا عمر بن الخطاب على فضله الذي بقيادته الرشيدة وبمشورة اخيه علي بن ابي طالب وبقيادة كبار الصحابة وابطال المسلمين جند الله الغالب تمكنوا ان يدخلوا جموع الفرس بدين الله.
اما مكمن السر في كره النخب القومية الشوفينية الفارسية للقائد عمر بن الخطاب فضلا عن إسقاط إمبراطوريتهم الفارسية ، تتجلى حقيقته أنه وضع أسس الستراتيجية العمرية(*) التي تضمن تحييد نوايا الفرس الاستعمارية التوسعية لاحقاً وإحباطها .
بقيَ الفُرسُ بعد ذلك يستروحون ريحَ فارسٍ من أيّ مكانٍ هبّت، ولذا فمن الطبيعي أن يكون الصحابي الجليل سيدنا سلمان ( الفارسي ) رضي الله عنه هو أحد الخمسة الذين لم يرتدوا عندهم من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
غير أن الفرس فاتهم أنهم حينما أرادوا أثبات ان الإمام السجاد هو حفيد يزدجر وأمه (شهر بانوا) ،ومن المنطقي جداً أن تكون سلالة الأئمة ( الإثنا عشريّة ) منحدرةً من صُلب زين العابدين ( علي بن الحسين ) فقط ؛ إذْ كان جدّه لأمه – على فرض روايتهم – هو كسرى ملكُ الفُرس!  لكنهم أوقعوا أنفسهم في أشكال تأريخي عويص وهو لزوم ان يكون الحسين تزوج في 18هـ وكان حينها عمره 14سنة فقط بينما الإمام علي بن الحسين ولد عام 38هـ ، ومن المتداول أنه لم يولد له من (شهر بانوا) سوى السجاد ، وهذا يعني أنها لم تلد من الأمام الحسين إلا بعد مضي عشرين عاما. وهذا يثبت بما لا مجال للشك ان امه لم تكن بنت يزدجرد؟. "وقد أغنى الله تعالى على بن الحسين " ع " بما حصل له من ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله عن ولادة يزدجرد بن شهريار المجوسى المولود من غير عقد على ما جاءت به التواريخ ، والعرب لا تعد للعجم فضيلة وان كانوا ملوكا" كما قاله ابن عنبة في كتابه عمدة الطالب.
وراح الفرس العنصريين , ينظرون للتاريخ الاسلامي بما يؤدي الى اغماط قيمة العرب حملة الرسالة الاسلامية المباركة منذ البداية. واستمر حكامهم الذين ظهروا في بلاد فارس وسعوا الى تأسيس كيانات فارسية في الارض التي حررها الاسلام بربط انسابهم بالساسانيين بغض النظرعن انتمائهم للمذهب السني اوالمذهب الشيعي. وما قاله ابن عنبة انفا، فنسب الاعاجم كل الاعاجم حتى لو كانوا ملوكا واباطرة وحكاما مهما علا في اعينهم لا يشرف عربيا ولا تشرف هاشميا فلا نسب اعلى من الانتساب الى رسول الله وبني هاشم.
فالفرس من الشعوب الذين يرون لانفسهم منزلة عليا بين شعوب الارض وقد سائهم او اثار حسدهم فضلا لما ذكر، ان تكون للعرب منزلة لا تسامى وهي مكرمة ان النبي محمد الهاشمي القرشي المضري العدناني التهامي الحجازي سيد العرب وان لغة الاسلام هي لغة العرب وان حملة الاسلام من العرب وان خلفاء الاسلام منذ الراشدين والامويين والعباسيين من العرب وان اهل البيت من العرب . لذلك كانت لهم روايتهم التي تحاول ان تصوغ التاريخ بما ينسجم مع تلك النزعة.
ويبدو ان قصة الزواج المنسوبة للحسين من بنت كسرى كانت تصب بنفس هذا المضمون. وقد روج لها علماء السلطة زمن الدول الفارسية المتعدده واستفادوا من بعض المرويات التاريخية غير الدقيقة والواضحة التهافت.
ومن وجهة نظر التي تحتمل كل الاوجه انها نشرت ضمن تخطيط سياسي متعمد بين الايرانيين لايجاد رابطة صميمية بن الحكام الجدد الصفويين، وكان اغلبهم يومذاك من غير الشيعة والفذلكة السياسية هي : اذا كان الامام علي السجاد زين العابدين ابن لبنت كسرى يزدجرد فان ذلك سيجعل منه حفيدا مباشرا للاكاسرة الساسانيين ومن ثم سيكون للصفويين الحق الشرعي الكامل في حكم ايران لانهم ابناء الامام زين العابدين الذي امه من سلالة كسرى وسيكون للفرس حكام يمتدون الى اكاسرة الدولة الساسانية. ومن هنا نلحظ اهتمام المجلسي في تبرير وتاصيل ان ام زين العابدين فارسية وبنت كسرى.
دين جديد وحقد دفين:
وبتعدد مذاهب المجوس (الزرادشتية والمانوية والمزدكية) تعددت آثارهم السيئة على الأمة الإسلامية وسيرتها الحضارية فقد تشبعت السبئية بأفكارهم، وحاولت الخرمية البابكية تجديدها كما ظهرت في آراء كافة الحركات الباطنية. وهكذا تم صنع دين جديد بروايات ملفقة مضللة ،اصبح عمر بن الخطاب ( كاسر ضلع كسرى ) كاسر ضلع الزهراء، واصبح ابطال القادسية سعد بن ابي وقاص وخالد بن وليد والمثنى اعداءا لال البيت واصبح الملك الفارسي المجوسي (يزدجرد )عبر كذبة تاريخية واهنة مقدس عندهم لكونه جد الأئمة .
وهذا ما يطمح اليه الفرس بتاجيج نار الفتنة الان بعد ان حرفوا الاسلام عن نهجه الرباني تدريجيا بصورة تتناسب مع توجهاتهم وجعله ذات سيادة مخصصة لهم ، تحت شعار حب آل البيت ولكن الحقيقة تكمن في الانتقام من معركة القادسية .
من يتتبع تاريخ الدولة الإسلاميّة سيلحظ أن كلّ شعوب الإسلام قد خرّجت لنا قادة حملوا بأمانة واقتدار لواء الإسلام ورايته ؛ فصرنا بهم نُفاخر الدنيا ، ونُباهِجُ الكون ، فنجد من هذا :
طارق بن زياد ( البربري ) ، ونور الدين زنكي ( التركماني ) وصلاح الدين أيوب ( الكردي ) ، ومحمد الفاتح ( التركي ).  في حين أنّا نجد العنصر الفارسي هو أقلّ شعوب الإسلام مظاهرةً له وحظاً معه ؛ بل أنّا نجدُ أن أحطّ فترات الدولة الإسلاميّة قد كانت حين يُشاركُ أو يُديرُ هؤلاء الفرس شؤونها أو بعض شؤونها .
ويلاحظ ذلك عندما استهدفت إيران وبشار وحزب الشيطان ضريح الصحابي «خالد بن الوليد» بمدينة حمص وتوالت عليه الهجمات بالقذائف ، عقاباً لبلاءاته الحسنة في التاريخ العربي الإسلامي المُشرق، لإلحاقه الهزيمة النكراء بـ «هُرْمُز المجوسي» وإذلاله بمعركة «ذات السلاسل». مما يؤكد سير المجوس على خُطى الجنرال الصليبي «هنري غورو» وقوله: «قد عدنا يا صلاح الدين» وهو يركل قبر هذا القائد الفذ بعد دخول قوّاته المسجد الأموي بدمشق عام 1920. ويخرج لهيب نار المجوس من تحت الرماد ليصب أحفاد كسرى جام غضبهم على مَن نعته أشرف المرسلين بـ«سيف الله المسلول». وكثيراً ما يتوهّم خامنئي بسعيه إلى الإحلال محل كسرى بتوسيع رقعة الدولة الفارسيّة على حساب العرب، وكأنه يرفض الاِتعاظ بما بشرّ الله تعالى «خير أمّة أخرجت للناس» وهزيمتها للفرس والروم، ».
وكثيرة هي الأقوام التي ألحقت الهزائم بالفرس كالروم والإغريق والمغول والأتراك، أما الحقد الفارسي ضد كل ما هو عربي فيفسّره فرزاد الفارسي حين قال: «إنكم (العرب) لم تكتفوا بفتح بلادنا والإطاحة بحكمنا بل غرستم فينا دينكم الإسلامي ومازلنا نعاني منه حتى يومنا هذا»!
 أو ما بيّنه المنظر الفارسي «د.زيباكلام» حول: «عدم نسيان الفرس الهزائم أمام العرب في القادسيّة وعمق أحقادهم الدفينة تجاه العرب ووصفه لها بالنار تحت الرماد التي ستتحوّل إلى لهيب كلما سنحت الفرصة»!
وعموماً ، فقد عاود نجمُ ( فارسٍ ) في الإضاءة المخفيّة منذ سقوط دولة بني أمية وقيام مُلك بني العبّاس، إذْ أنّ الفُرس كانوا أسرع شعوب الأرض إلى الشغب والمُشاركة فيه ، وكان رجالاتهم - وفي مقدمتهم أبي مسلم الخراساني - أشدّ الناس بأساً في إذابةِ الحكم الأموي وتغيّيبه مع رجالاته ،وغابت بغياب شمس بني أميّة الأسماءُ العربيّة في الحُكم والأحداث ؛ لتُمطرنا بعد ذلك صُحف التاريخ بأسماءٍ وأنسابٍ فارسيّة كان لها أدوار كبيرة وخطيرة في تحولات السياسة ، فمن آل برمك الغامضين إلى بني بويه الوزراء - في سلسلة تتقطع حتى تصل إلى ( ابن العلقمي ) الذي صنعَ سقوط بغداد بكل اقتدارٍ منه ، واحتقارٍ منّا ،و من طريف الأمر أن دولة بني العبّاس بدأت بفُرس وانتهت بفُرس .. فيا لله وتصاريف قَدره !
الدولة العثمانية بدورها لم تنجُ من المِخلب الفارسي ،إذ كان من أسباب توقف فتوحاتها الباهرة في أوربا غرباً هم الفرس شرقاً ،فقد كانت الدولة الصفوية في إيران تطعن ظهر الدولة العثمانية كلما اتجهت فتحاً إلى الغرب ، فما كان من السلطان ( سليم الأول ) إلاّ أن يوقف فتوحاته وفتوحات آبائه في أوربا ؛ ليتجه إلى تأديب الدولة الصفوية في العراق . وقد كان النصر حليفه ومؤاخيه ؛ إذ هزَمَ جُندَ الفرس الصفوية في معركة جالديران ، وأسَر فوق هذا ملكهم الحقود ( الشاه إسماعيل الصفوي ) .
جبل النار والاستراتيجية العمرية:
كانت الدولة الصفوية أحد الأسباب الهامة في رغبة العثمانيين لضم البلاد العربيّة إلى حكمهم صيانةً للعرب في ذلك وحمايةً من أخطار المد الصفوي الرافضي .واستمرت هذه العقدة النفسيّة من الريادة العربيّة ، والزعامة السنيّة على المشرق في قلوب أوغاد الفرس المجوس إلى العصر الحديث ؛ إذْ نجد شاه إيران ( محمد رضا بهلوي ) لا ينسى تاريخ أجداده الساسانيين ؛ فيأمر بالاستعداد لاحتفالات مرور ثلاثة آلاف سنة على نشأة مملكة ساسان ، فيما تبْقى آلةُ إعلامه تُصرعلى تسمية الخليج العربي باسم ( الخليج الفارسي ) ، بينما لا يزال المجتمع الفارسي إلى يومنا هذا يحتفل بأعياد الفُرس وفي مقدمتها عيد ( النيروز) المجوسي ؟
ويسقط كسرى الزمان ( الشاه رضا بهلوي) على يد موبذان العصر (خميني) ،ولم يجد ( كسرى) الزمان من دولة تتقبله غير مصر،فضمه الساداتُ واحتضنَ أموالَه .
وبعدها واجه العراق ما هو أخطر وهو النزعة التوسعية القومية الفارسية وقد تخفت برداء إسلامي – طائفي زائفين لخداع السذج والخدج العرب، ووفقا للستراتيجية العمرية توصل العراق إلى أن الحل الوحيد لتجنب شرور الفرس هو بناء جبل النار، وبالفعل بنى العراق جبل نار عظيم ركّع فارس وموبذان العصر(خميني) الذي عد أخطر حاكم في تاريخ الأمة الفارسية كله، وكان ذلك التركيع بقوة وإرادة شعب العراق وطليعته الباسلة القيادة العراقية السبب الرئيس في تراجع إيران وانكماشها وتخليها مؤقتا عن ستراتيجية التوسع الإمبريالي تحت غطاء اسمه (نشر الثورة الإسلامية). ونتيجة للدهاء الفارسي انسحبت إيران تكتيكيا وأخذت تعيد بناء نفسها وتضع خطط تدمير جبل النار ومن بنى جبل النار في العراق. وكان تلاقي الستراتيجيات الثلاث الفارسية والأمريكية والصهيونية الأساس المتين لغزو وتدمير العراق(في عام 2003) وتفكيك جبل النار فيه وفق الخطوات التالية:
محاولة تقسيم الشعب العراقي طائفيا وعرقيا أولاُ، واغتيال رموز في قيادته التاريخية التي ركعت الفرس رغما عنهم ثانياً، والتي تميزت عن باقي الزعامات  العربية بالوصول إلى الفهم الصحيح لطبيعة فارس وأحقادها المتجذرة ضد الأمة العربية ولكيفية تجنب شرور نخب هذه الأمة، والقضاء على قواته المسلحة التي كانت درع العراق والأمة العربية الفعال والمجرب ثالثاً، وتصفية علماءه وخبراءه رابعاً والذين حطموا الخطوط الحمر التي وضعها الغرب والصهيونية لإبقاء العرب متخلفين وتابعين وطفيليين فحققوا تقدماً علمياً وتكنولوجياً عظيماً أرعب الكيان الصهيوني وإيران والغرب الاستعماري ودفع هذه القوى لإشهار التحالف القديم الذي كان سرياً رغم تناقضات هذه القوى لأجل تدمير جبل النار العظيم الذي عزل فارس عن العرب سنوات طويلة ومنع توسعها. خامساً وأخيراً محاولات اجتثاث العنصر العربي.
وبعد أن دمر جبل النار بغزو العراق فتحت كل الطرق لبلاد فارس كي يجد جرادها من طابورها الخامس طرقا مفتوحة للانتشار الحر، تحت مظلة الحماية الأمريكية،وهكذا توسعت فارس الصفوية وانتشرت ليس في المشرق العربي فقط بل وصلت في تبشيرها الصفوي إلى المغرب العربي،بعد ان حلت لحظة الانتقام من العراق الذي تميز بأنه كان يحرم الفرس من تحقيق أحلام التوسع لاستعماري.
للاسف تناسى العرب أمنية الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسمحوا أو ساهموا في إسقاط نظام كان يشكل جبل نار بوجه النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، ولم يتذكروها فعلا حتى كشرّت القيادات العراقية الجديدة أنيابها وكشفت عن تحالفاتها مع إيران لتغيير معادلات النفوذ في المنطقة، وهو ما تشير إليه حقيقة كل سلوكيات النظام السياسي الجديد في العراق سواء المعلنة أم التي يجري الترتيب لها في الخفاء بالتنسيق بين طهران وبغداد.
 بالمقابل لم ينسى الفرس ان العرب، خصوصا أبناء العراق، هم من حطم الإمبراطورية الفارسية في معركة القادسية الأولى ونشر الإسلام فيها بحد السيف، ثم حطموا أمل الفرس بالاستيلاء على الإمبراطورية العباسية بواسطة البرامكة الذين تغلغلوا ووصلوا إلى مركز القرار ليحولوا الدولة إلى دولة تابعة للفرس لكن هارون الرشيد قضى عليهم، واجتثهم فزاد حقدهم على العراق، ثم هزموا مرة ثالثة في العصر الحديث أمام العراق في القادسية الثانية بعد حرب فرضتها إيران على العراق بين عامي 1980 - 1988 رغم أن النخب الشوفينية الفارسية كانت متيقنة من أن وصول خميني للسلطة هو بداية بناء الإمبراطورية الفارسية الجديدة، فجاء تجرع خميني للسم الزعاف بيد أبناء جبل النار العراقي عنصر مضاعفة لأحقاد فارس ونخبها الشوفينية على العرب عموما والعراق خصوصاً. وهذا الحقد الذي يعمي القلوب قبل العيون هو ما دفع خميني لقبول دعم "اسرائيل" وأمريكا وما (إيران- غيت) إلا مثال ساطع على التلاقي الستراتيجي الفارسي- الأمريكي- الصهيوني، لمجرد الرغبة المرضية المتأصلة لإلحاق الهزيمة بجبل النار العراقي.
والآن وبعد تحطيم جبل النار العراقي ونحن نواجه أخطر توسع استعماري فارسي في التاريخ كله تدعمه أمريكا والكيان الصهيوني بلا غموض ، فمنذ احتلال بغداد وازدياد جاذبية إيران  للقوى الصاعدة مثل حزب اللات في لبنان وحماس في غزة ودمشق ، كانت عيون المراقبين مركزة على اليد الإيرانية الممتدة بالطول والعرض والتي عرقلت جهود التوافق أوالتكلم بلغة واحدة على المستوى العربي وعلى المستويات الأخرى الأدنى التي تدور في رحى المحاور الإقليمية ؛ وفي المقدمة الانقسام الفلسطيني والحال اللبناني ، ومحاولة ضم البحرين لتصبح المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة،واصبح  العراق الذي تحول الى ساحة تصفية خلافات امريكية وايرانية على حساب الدم العراقي والوحدة الوطنية العراقية والسيادة العراقية ؟
المشروع الامبراطوري:
يقول احد اتباع ايران: ان ولاية الفقيه ستحكم العالم وليس العراق وسوريا فقط؟  وهذا فيه دلالة بإن القائل لم يكن يتحدث عن انتشار أو زيادة رقعة عدد معتنقي عقيدة «ولاية الفقيه» كنظرية، إنما كان يتحدث عن مشروع امتداد نفوذ الدولة الإيرانية، أي أنه يتوعد ويهدد بامتداد حكم (الولاية) على كل العالم بما في ذلك العربية السعودية.... فايران تريد تحقيق نبوءاتها بالقوة حتى يظهر "خسرو مجوس" ليقيم دولة العدل الساسانية الكسروية،  لكن أصعب مايواجهها أن راية خسرو مجوس لاتقوم ولا تظهر الا بمكة وهذا ليس في متناول المجوس.
من الواضح،وبعد تجارب مريرة مع ايران (رضا وولده) والشاهين المعممين (خميني وخامنئي) ،ان لايران مشروعها الامبراطوري الاقليمي او الكوني ، والذي يحتاج الى غطاء يسمح بتحقيقه وتسهيل قيامه وهذا المشروع منح تسمية مضللة وهي ( نشر الثورة الاسلامية ). وليس هناك غطاء افضل من الاسلام الصفوي لاقامة الامبراطورية واخفاء نقاط ضعف الغطاء الفارسي الصريح كما كان الامر في عهد رضا وابنه ،اللذان تعرضا لهزيمة المشروع الامبراطوري الايراني نتيجة التفاخر بالقوميه الفارسية
ان نجاح ايران في كسب دعم مسلمين مستحيل من دون غطاء اسلامي لذلك فان الاسلام الايراني هو اسلام مخادع وظيفته الاساسية في الداخل هي توحيد الشعوب الايرانية لان ايران تتألف من شعوب وقوميات متعددة ومتوازنة العدد نسبيا ( الفرس نسبتهم40% فقط) ، ولذلك فان السيطرة باسم قومية فارسية صريحة يجر الى خراب المشروع الصفوي . من هنا فان (التشيع الصفوي) هو في المقام الاول حاجة ايرانية داخلية لضمان توحيد القوميات الايرانية (عرب ، ترك ، اكراد و بلوش ...الخ وهؤلاء يشكلون 60 % من سكان ايران ) ودمجها في ايديولوجية اسلامية الاسم صفوية الجوهر ، تؤمن سيطرة الاقلية الفارسية على الاغلبية ، تدام نيرانها بتكتيكات مجالس العزاء واللطم الدورية ، والمقترنة بالتثقيف الاحادي التكفيري للاخر .لان من مصلحة ايران القومية ان تستخدم تكتيك التفكيك الطائفي للعرب والمسلمين كاداة من ادوات تحقيق المصلحة القومية عبر كسب عرب باسم التشيع واضعاف الخصوم ومناهضي التوسع الامبراطوري الايراني .اما امريكا فتشد على يد ايران، لانها ترى في التفكيك الطائفي سلاحا جبارا لتحييد القوى الاجتماعية والسياسية التي تناهض مخططاتها الاستعمارية ، من منطلق تحرري .ان شق المواطنين على اسس طائفية وعرقية يفتح الابواب امام النجاحات الامريكية الكلية والجزئية الدائمة او المؤقتة في العالم الاسلامي والوطن العربي .لذلك ابتكرت صراع الحضارات ، او صدام الحضارات ، ليكون البديل الايديولوجي عن صراع الطبقات عالميا وقاريا ،والاخير هو الصراع الحقيقي لان هدف كل استعمار هو النهب والاستغلال . من هنا فان امريكا تهلل وبحماس لايضاهيه الا رقص عرب تصهينوا واخرين تفرسوا ، لصعود التطرف الديني وبالاخص اذا كان يسير على عكازتين احداهما طائفية صفوية وثانيهما طائفية سنية ، الاولى تشتم الثانية بوصفها ( ناصبية ) والثانية تشتم الاولى بوصفها (رافضية ) ، فذلك هو المطلوب امريكيا وصهيونيا وايرانيا .
ان التوسعية الصفوية لاحدود لمراوغتها ، والتي تعد التقية اليهودية اصلها البدائي  فلقد راينا البرامكة ينازعون العرب في اعتمار العمامة والتمسك بالبسملة والمزايدة على حاتم الطائي في البرمكة وفعل الخير ، لكنهم كانوا من خلف العباءة العربية يغرزون خناجرهم في قلب الخلافة العربية ؟
 وللتذكير فقط فان الشعبين الاسلاميين الذين اقاما امبراطوريات باسم الاسلام ،وهما الشعب العربي والشعب التركي ، لم يتحدثا باسم طائفة ،على وجه العموم ، بل تحدثا باسم الاسلام ، بينما ثورة الشاه المعمم (خميني) الاسلامية نشأت اصلا طائفية الهوية والهوى والهدف . لقد اراد الترك والعرب نشر الاسلام دون التقيد بطائفة ما بينما خميني الصفوي يريد نشر الصفوية وليس الاسلام ، وبما ان ذلك مستحيل فان التقية علمته ان يستخدم اسم الاسلام للوصول الى الهدف القومي الفارسي النتن .
إنّ المُتابع للغَمْغَمَة غيرالواضحة لتصريحات الفرس ومن تبعهم من (مجوس) لبنان من جهة وللتناقض الفاضح لما يجري على أرض أفعالهم من جهة أخرى ؛ ليتلمس أن القوم يريدون أن يقولوا شيئاً ولا يستطيعونه ، فالتصاريح والنداءات النارية من قبَل هؤلاء المجوس تمضي على محوريّن :
الأول : إلى الحكومات العربيّة بوصفها متخاذلة – وهي كذلك فعلاً – ومتآمرة وغير جديرة بالقيادة ولا قديرة على الدفاع . الثاني : إلى الشعوب ويسير على وجهتين :
أ ) سياسي : ويطالبها بلحنٍ خَفي أن تُسلّم فارِساً قيادها ؛ لأنّها الأقدر على حماية العرب من الروم ؟
ب ) فقهي : ويدب دبيباً في المجتمع العربي ، وغرضه نشر المذهب الصفوي في المجتمع السني باستخدام العديد من الطرق المختلفة والمتنوعة .
إلاّ أنّ المواطن العربي البسيط - خاصةً بعد أحداث لبنان وسوريا والعراق واليمن - لا يتسع معه إلا الدهشة تعقد لسانه.، فإن مِخلَبَ الفرس (رُستُم لبنان) نصر اللات قد يصدقُ فيما وصف به أنه كذوبٌ في نيّته ومَراميه ! فمثلاً  كان يقول عن أمريكا أنها الشيطان الأكبر والعدو الأول  فيأتيه في الماضي القريب غير البعيد : التصديقُ والتصفيق ! إلاّ أنه ينكث بمن صفّقَ وصدّق له ؛ ليقول عن المقاومة العراقية لأمريكا في أرض السواد أنها " صدّاميّة بعثية "  ثم يُتناسى كل هذا منه ؛ لنراه يقول بالحرف الواحد: "عندما يكون في لبنان مليون جائع، فإن مهمتنا لا تكون في تأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الأمة السيف في وجه كل القيادات السياسية...وهذا الأمر ليس مستغربًا، لأن هذا الولاء السياسي سُبِقَ بولاء أيديولوجي، (فرُستُم لبنان) يقول: "إن المرجعية الدينية في إيران  تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا"...، ثم لنصرف النظرعلى عدم سماعه ولا رؤيته ؛ لنذهب للقراءة في مذكرات شارون ؛ علّنا نجد من عدونا خبرَ (حليفنا) – فنفاجأ بأنه يمتدح الشيعة وأنه لم ير منهم خطراً يتهدد أمن إسرائيل أبد الدهر!!
وبدوره قال (أحمدي نجادي): " أنه سيُحرق دولة إسرائيل بصواريخه" ، في المقابل يُعلن سياسيو ، دولته بأنه لولا إيران وتسهيلات إيران لما احتلت أمريكا أفغانستان والعراق !
والخلاصة .. أن المجوس لا يقولون في إسرائيل إلاّ لنا !
بمعنى آخر:اجعلونا المتحدث الرسمي لكم بيّن الأمم يا عرب، وأسلمونا قيادَكم تُغلَبُ الروم أدنى أرضكم
فالواقع العملي في السياسة الإيرانية الخارجية بعد بسط النفوذ الإيراني في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن،- إضافة - إلى إصرارها على الاحتفاظ بالجزر الإماراتية الثلاث، شجعها  لتحقيق مشروعها التوسعي، وفق أيديولوجية قومية ضيقة، لا يختلف في طبيعته، وأهدافه الاستعمارية، عن باقي المشاريع الاستعمارية، التي شهدتها بعض دول العالم.
إيران في النهاية دولة لديها مشروع قومي وإن كان ذا أبعاد آيديولوجية، إنما هو مشروع مكلف سياسيا وماديا، ومن أجله تسخر إيران جزءا كبيرا من مواردها المادية، حتى أصبحت هذه السياسة المالية عبئا على الحكومة الإيرانية ومصدر قلق في الداخل الإيراني، وتحولت إلى ملف مطروح في الجولات الانتخابية الأخيرة بين مؤيدين ومعارضين، وإن كانت هناك أقوال بأن ميزانية تلك المساعدات تأتي من الخمس (الضريبة الدينية) من الشيعة الإيرانيين ومن غير الإيرانيين.
بوجه عام، عندما نؤكد على أهمية التصدي للمشروع الصفوي، والعمل على كشف أبعاده، فإن ذلك يتطلب التعامل الإجرائي مع الإدارة الإيرانية،آخذين في الحسبان ان كفة المقومات المالية والعلاقات الدولية هي لصالح امتنا وليس لصالح اعدائها، علينا أن نعيد لستراتيجية عمر فاعليتها كاملة لضمان اعادة تحجيم وحجر ايران.
وإذا قال جاهل أو متجاهل، ولكن أليس هذا تدخل في شؤونها الداخلية؟
فنقول له: ففارس هي من استنت قاعدة تقسم الأقطار العربية والتدخل في شؤونها ونشر الفتن الطائفية فيها، وما نراه الآن في العراق والبحرين واليمن وسوريا ولبنان وغيرها أمثلة على النهج الفارسي القائم على اعتبار التدخل في شؤون العرب ضرورة ستراتيجية فارسية وليس العكس. وما يجب فعله الآن وفي المستقبل القريب هو عبارة عن استخدام لنفس أسلوب فارس ولكن ضدها، فنرد بضاعتها إليها مع الفوائد الكثيرة والبادئ أظلم.
ونتوجه اليه بهذا السؤال، وهو: هل ترغب في أن تتحول بلدك إلى بؤر صراع وقتل واضطراب دائم كما ترغب إيران؟ هل تقدم مصلحة إيران على مصلحة بلدك وأهلك؟
إن الولاء لإيران لا يجتمع أبدًا مع الولاء لبلدك، وإن رفع أعلام "المليشيات الطائفية" أو صور "ولي الفقيه" تُنافي أقل مقدار من الولاء لبلدك، لأنه لا يخفى –للأسف الشديد- مدى الكراهية والعداء الذي يُكنه "ولي الفقيه" لبلدك، بل هو مخطط إيراني لزعزعة أمن الوطن العربي بمن فيه سنة وشيعة.
كذلك نقول: لا تغتر بخطيبٍ جاهل أرعن يحضك على الإرهاب والفتنة، وهو أول من يهرب ويختفي عند المواجهة.
والسؤال الاهم للزمر التي رمت نفسها في حضن مشروع قومي أجنبي، وعزلت نفسها عن حاضنتها ومحيطها وهويتها، ما هو مصيرها في حال وقف هذا الدعم أو في حال اقتضت المصلحة الإيرانية إعادة النظر في المشروع حاليا؟ هل وضعت في حسابهم سيناريو الفشل أو حتى التأجيل؟ ما هي مصادر تمويلها أن أرادت الاستمرار؟ كيف سيكون وضعها ضمن محيطها العربي بعد أن اضطرت إلى إعلان انسلاخها وحرقت جميع مراكبها في أكثر من دولة عربية؟ إنه احتمال وارد ووارد جدا، بل وربما يكون قريبا.
ويأتي الجواب على لسان كاتب شيعي عراقي في لندن:"  وحري بكل شيعي عراقي وعربي ان ينتبه لذلك، خصوصا وان الشيعة في العراق وفي بقية البلاد العربية يدفعون ثمن تشيعهم غصصا من الموت والذل والهوان والازدراء وهم في ورطة ما بعدها ورطة فهم مستهدفون من العرب لتشيعهم ومرفوضون من الايرانيين لعرويتهم فلا العرب يقبلونهم لأنهم شيعة ويتهمونهم بالتبعية الى ايران ولا الايرانيون يقبلونهم لانهم ليسوا آريين".
واتمنى من كل من يقرأ هذا الكلام جيدًا، أن يتقبل الحق بصرف النظر عن قائله هل هو على نفس المذهب أو على خلافه، وأتمنى على الفُرس واذنابهم بعد كل هذا أن يوفروا أموالهم ويُصَدِقوا نبيّهم ؛ إذْ أنهُ قال :
" إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده "
 فالحق أصيل، والرجال يُعرفون بالحق كما رُوي عن علي رضي الله عنه
"لست فقط محاسبا على ما تقول بل انت محاسب على ما لم تقل حينما كان لابد ان تقوله" كما قال مارتن لوثر.
ملاحظة:
الستراتيجية العمرية: لخصها سيدنا عمر رضي الله عنه في مقولته الشهيرة (وددت لو كان بيننا وبين فارس جبل من نار) كناية عن قوة ضاربة عربية بشرية ونارية تستطيع منع التوسع الاستعماري الفارسي كلما قويت فارس، ومحاصرتها داخل حدود الناطقين بالفارسية فقط ومنعها من الخروج من تلك الحدود إلى العراق البوابة الوحيدة للتوسع الاستعماري الفارسي عبر ألاف السنين في آسيا الغربية وأوربا وأفريقيا. وبناء عليه فأن فارس كلما انتشرت وتوسعت حدودها ودولتها كان ذلك نتيجة تحطيم العراق أو غزوه بعد تدهور حالته لأي سبب كان، وبالعكس كلما كان العراق قويا أصبح متعذرا على فارس التوسع والخروج من حدودها الجغرافية.
 هنا نواجه حالة ترابط عضوي لا ينفك بين العراق وفارس بالغ الوضوح ويقرر مسار علاقاتهما سابقا وحاليا ومستقبلا، فكلما كان العراق ضعيفا تقوت فارس وتوسعت واحتلت أقطار عربية وغير عربية بعد الخروج من ممر العراق وهو الممر الستراتيجي الرئيس لخروج فارس إلى العالم، وذلك الخروج يفرض أولاً وقبل كل شيء  التدمير المنظم للعراق وإعادة تشكيله بحيث تكون بقاياه أداة فارسية كلها أو بعضها وحسب الوضع الواقعي الممكن.
هذا ما يقوله لنا التاريخ الواقعي والحقيقي للمنطقة ويؤكده بأحداث حقيقية متواترة ومتعاقبة تمثلت في غزوات متكررة للعراق قامت بها كل الدول الفارسية التي قامت في الألفي عام الماضية.
هذا هو سبب المقوله التاريخية الإستراتيجية الإيمانية الصادقة لسيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه بأن يجعل الله بيننا وبين فارس جبل من نار , ادعوا الله ان يجعل كيدهم في نحرهم وان يكشفهم على حقيقتهم الفارسية المجوسية وان يخلصنا والأمة الأسلامية والشعوب الأيرانية الصابرة والمنكوبة شر هذا النظام الفارسي المجوسي الكافر وان يطفئ نارهم المجوسية التي أوقدوها يوم 9 نيسان 2003 يوم احتلال العراق..
 وما النصر الا من عند الله

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2991 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع