وأخيرا تحقق المراد الإيراني وأطلقت حكومة حزب الدعوة الإيراني وشركاه في العراق سراح الإرهابي اللبناني التابع لحزب اللات الإيراني اللبناني علي موسى دقدوق وهو أحد عناصر فيلق القدس للحرس الثوري الإرهابي الإيراني و احد أخطر القتلة الذين ساهموا في توسيع مساحة الحرب الطائفية في العراق إضافة للتخطيط و التنفيذ للكثير من العمليات الإرهابية المسلحة و التي ذهب ضحيتها آلاف العراقيين إضافة لأعداد غير محددة من قوات التحالف الدولي ،
ولقد كان واضحا منذ اللحظات ألولى لتسليم الإرهابي الحرسي اللبناني للحكومة العراقية بعد الإنسحاب ألأمريكي أواخر العام الماضي من أن إطلاق سراحه ليس سوى مسألة وقت فقط لاغير وهي عملية روتينية مرتبطة بتكتيك الوقت و الظروف ، وفعلا تم إطلاق السراح ومن ثم السفر لإيران للإرهابي دقدوق في ظل الظروف السيئة العامة المحيطة بالعراق وفي أوضاع معروفة من توسع و إمتداد الهيمنة الإيرانية وبتوقيت يتناسب ومرور الحدث بسلاسة و كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عيون حكومة نوري المالكي الغارقة حتى أذنيها في أوحال الفساد و الإفساد و الخراب العراقي المقيم وبما يثبت أيضا بأن القضاء في العراق قد إنتقل للرفيق الأعلى أسوة بأشياء كثيرة حولت العراق وحكومته العاجزة الفاشلة لمجرد حديقة خلفية لصبيان وغلمان الولي الإيراني الفقيه!! فالقضاء العراقي يعتبر الجرائم ضد قوات التحالف و التي أدارها وخطط لها دقدوق ومن هم خلفه لا تعني شيئا بالنسبة للقانون العراقي رغم أن تلك الجرائم مرتكبة فوق أرض العراق و مخترقة لسيادته وسقط جرائها أيضا أعداد من العراقيين إضافة للأمريكان ومع ذلك فلاشيء يهم أبدا في عرف الحكومة العراقية التي يهمها كثيرا عدم إزعاج النظام الإيراني و تنفيذ رغباته مهما كانت محرجة و تمس أقدس مقدسات الأمن الوطني و القومي ، فالجماعة في بغداد لايتلقون الأوامر و لا ينفذون الفرمانات إلا إذا كانت صادرة بمهر و توقيع و ختم الولي الإيراني الفقيه ، بدءا من قضية تحويل المليارات لدعم النظام السوري المتهاوي و ليس إنتهاءا برعاية الإرهابيين المرتبطين بعجلة المخابرات الإيرانية من العراقيين أو غيرهم ، فقد تم مثلا العفو و التفاهم عن أخطر جماعة إرهابية إيرانية ( تنظيم ) عصائب أهل الحق بل و أدمجوا في العملية السياسية العجفاء رغم جرائمهم المريعة و المقترفة بحق الأبرياء فيما تم تفعيل و إختلاق ملفات إتهام كاذبة م ومفبركة ضد نائب رئيس الجمهورية الأسبق السيد طارق الهاشمي متهمين إياه بأخطر النهم الإرهابية في التاريخ و مصدرين بحقه سلسلة من قرارات و أحكام الإعدام الكارتونية و المثيرة للسخرية، كل هذا يجري و الطرف الأمريكي صاحب الفضل الأول و الأخير في تسليم رقبة العراق و العراقيين للنظام الإيراني وحلفائه و عملائه يراقب الموقف بسلبية غريبة و تردد مثير للوجع و بما يؤكد متلازمة التواطؤ الأمريكي/ الإيراني لإدارة ملفات الصراع في العراق ؟ فهل من المعقول أن تصمت الولايات المتحدة عن إطلاق سراح إرهابي أشر قتل عددا من جنودها من قبل حكومة عراقية كانت هي صاحبة الفضل في تنصيبها و حمايتها و حقنها بمصل الحماية و التغطية الدولية ؟ وهل هو امر طبيعي أن تسقط جميع التهم عن إرهابي متورط حتى الثمالة في مسلسل الإرهاب الطائفي الذي إجتاح العراق ومارس مختلف الحيل وتنكر بمختلف وسائل التنكر لإبعاد الشبهات عنه قبل أن يتم إكتشافه كصيد ثمين ثم يتم إطلاق سراحه بكل سهولة ويسر و تسليمه لولاة الأمر في طهران ؟ ثمة ألغاز و أحاجي غير معلومة ولا مكشوفة ضحيتها الأساس العدالة و الحقيقة ودماء الأبرياء ، فلم يكن يعتقد أكثر الناس سذاجة بأن الحكومة المالكية ستستمر في إعتقال و محاسبة دقدوق عن جرائمه ولا أن تحاسب من يقف خلفه و يموله لأن ذلك أمر خارج التصور و المعقولية ، المهم في القضية برمتها هو سقوط ورقة التوت عن الوضعية الحقيقية للقضاء العراقي الفاسد الذي إرتهن لإرادة السياسيين ومصالحهم وباع تاريخه وتخلى عن دوره الوطني و أنبطح أمام الخيارات و المصالح الطائفية المريضىة ، فإطلاق سراح الإرهابي دقدوق لايمكن أن يفسر أبدا إلا في ضوء الهيمنة الإيرانية المباشرة على حكم العراق ، أما الموقف الأمريكي السلبي فهو واحد من العجائب غير المفهومة و الألغاز المشفرة ، فالإرهاب و اهله في نعيم بفضل بركات حكومة دولة القانون دام ظلها وقدست أسرارها... و الله حالة.. و الله طرطرة... وعيش وشوف..؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع