النظام الملكي العراقي البداية والنهايه/الجزء الثالث .. الدور البريطاني والايام الاخيره..
بقلم/ صديق المجلة ـ بغداد
لم يحظى العراق بشخصيه سياسيه تمتاز بالحنكه والمسؤوليه والذي بدأ تاريخه ضابطا في الجيش العثماني وهرب الى جانب الثوره العربيه مع الشريف حسين بن علي وساهم في بناء الدوله العراقيه الحديثه وترأس 14 وزاره من اصل59 لغاية 14/7/1958 .. (نوري سعيد) ..
لقد كانت هناك ثلاثة عوامل تحكم نوري السعيد وهي ,, اخلاصه المطلق للعائله المالكه ,, ايمانه المطلق بالعشائر العراقيه وقدرتها على حفظ الكيان الجديد ,, وعلاقته المتميزه مع بريطانيا,, ...
لقد كان لنوري باشا الدور الكبير في القضايا المصيريه والاتفاقات الدوليه..... في تقرير رفعه السفير البريطاني في العراق ا لى حكومته في اواخر عام 1957.. وصف نوري السعيد بهذه الكلمات: (ان نوري منذ الحادث الذي وقع لابنه (حادث سقوط بالطائره) اصبح عصبي المزاج شارد التفكير يبدو انه فقد شعوره بالتوازن وتقديره للامور ولذلك رجاني ياسين الهاشمي ان اقدم له النصح وقد ابديت استعدادي لذلك) ..... قبل نهايته المأساويه باكثر من شهر واحد شعر بالاحباط وخذلان بريطانيا لسياسته لانها لم تستجب لمذكرته التي يطالب بها (منح الكويت استقلالها وترتيب انضمامها الى الاتحاد الهاشمي ) لكي يكون بمقدوره التفاوض مع حكومه كويتيه واشراكها بالنفقات العسكريه الكبيره التي اضطلع بها الاتحاد العربي في مواجهة الكيان الاسرائيلي في حدود مكشوفه لمسافة 600 كم باعتبار انها مسؤوليه عربيه مشتركه..
المرحوم/ عبدالكريم الأزري
مقابلة نوري سعيد والسفير البريطاني ,, مهم ارسل نوري باشا وزير الماليه المرحوم عبد الكريم الازري( وزير مالية الاتحاد الهاشمي) الى كل من السفير البريطاني والامريكي يستوضح مدى استعداد حكومتيهما للاستمرار في تقديم الدعم المالي الذي كان يقدم للجيش الاردني ويستوضح الحكومه البريطانيه
حول نواياها بخصوص الكويت .
ويقول المرحوم الازري في مذكراته:
لقد كان انطباعي بعد مقابلة السفير البريطاني ان بريطانيا غير مهتمه بموضوع الكويت وانها منزعجه من ذلك اضافة الى المماطله في موضوع المساعدات الماليه للاردن ..اخبرت الباشا السعيد بذلك فقال لي : لماذا اكون انا المبتلى في هذا كله ؟؟ لم اكن انا البادىء بهذا الاتحاد !!.
وتناول سماعة الهاتف ليخبر عبد الله بكر رئيس الديوان الملكي باستقالته من الحكومه وانه سوف يقدمها تحريريا يوم غد .. ثم قال لي والكلام للمرحوم الازري اتصل بالسفير البريطاني واخبره بالاستقاله , يقول الازري اتصلت بالسفير البريطاني واخبرته بذلك وان الباشا منزعج من موضوع الكويت فأرتبك السفير ارتباكا شديدا وقال لي انا اؤويد انضمام الكويت الى الاتحاد الهاشمي ولكن الامر خطير ويحتاج الى التأني والصبر وطلب ان يقابل السعيد يوم غد حتما وتمت الترتيبات للمقابله في دار السعيد وبحضور الازري .....
ماذا دار بين نوري سعيد والسفير البريطاني
حضر السفيرالبريطاني مع السيد الازري الى دار نوري سعيد وبعد المجاملات الروتينيه بفتره وجيزه انفجر الباشا بعنف قائلا ,, انا اقول لكم وانا صديقكم ان سياستكم في البلاد العربيه قد فشلت فشلا ذريعا وانتم اليوم في خصومه مع اكثر البلدان العربيه من البحر المتوسط الى الاحمر الى باب المندب فعمان والخليج العربي. فلماذا لاينضم العراق الى خصومكم ؟ لقد انزلتم هذا البلاء (اسرائيل) على البلاد العربيه واخذ يهدد وجودهم في الصميم وعندما يريدون ان يدافعوا عن انفسهم تقفون في وجوههم وتمنعونهم من تسخير مواردهم . انا متأكد من استمراركم بهذه السياسه سوف لن يبقى لكم صديق في المنطقه وان بقى فان مصيره القتل والسحل في الشوارع. لقد راجعناكم حول الكويت وانضمامها الى الاتحاد العربي واشرتم علينا بمفاتحة شيخ الكويت فرأيناه معرضا ولايريد الخوض بالموضوع اصلا .لقد كنتم انتم السبب في وجود اسرائيل وان الاتحاد العربي يعاني من ضيق بالموارد الماليه ... لقد تجاوزت السبعين من العمر وثابرت على سياسه واحده لم انحرف عنها وهي الصداقه معكم , ان بوسعي الان ان اصبح بطلا واستجيب لراي الشارع العربي واقوم بالهجوم على الكويت لارغامكم على التسليم بمطالب العراق,لقد تقدم بي العمر وليس من السهل ان اغير طريقي الان لذا افضل ان انزوي في قريه من قرى العراق ليأتي بعدي من يلقنكم درسا بليغا ويرغمونكم على تنفيذ مطالب العراق المشروعه ... انتهى كلام نوري باشا السعيد مع السفير البريطاني (مايكل رايت ) الذي كان مذهولا وقال للمرحوم الازري لم ار في حياتي نوري باشا في مثل هذه الحاله . كان ذلك في اوائل حزيران من عام 1958 ولم يطول الوقت حتى حدث الانقلاب في 14\7\1958
هل كان لبريطانيا دورا في احداث تموز 1958 ولماذا اعرضت عن انضمام الكويت ..الكويت التي يبدو انها السبب في موت الملك غازي وفيصل الثاني ونوري سعيد وعبد الكريم قاسم وصدام حسين ولاندري من هم اللاحقون ان وجد شرفاء في حكم العراق لحد الان ... هذه من ضمن الاسئله التي سنتناولها في مناقشتنا حول هذه الاحداث ....
الجزء الرابع والاخير هو ( آراء في احداث تموز 1958)
صديق المجله / بغداد
للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني... النقر على الرابط أدناه:
http://www.algardenia.com/ayamwathekreat/5909-2013-08-15-21-50-45.html
674 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع