إيلاف/عدنان أبو زيد:تزدهر في العراق ظاهرة انتشار صور رجال الدين الإيرانيين، السيد الخميني، قائد الثورة الإسلامية في إيران، والسيد علي خامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، في مناطق عديدة من بغداد والعراق، لاسيما تلك التي تسكنها أغلبية شيعية.
انبرت صحف عربية في تحليل ظاهرة داخلية عراقية، وجدوا كتابها انفسهم معنيين بمناقشتها وتحليلها. انها الظاهرة المثيرة للجدل، المتمثلة في رفع صور مرشد ايران علي خامنئي في عدة مناطق بالعاصمة العراقية، تماما مثلما ترفع صور امين عام حزب الله حسن نصرالله، وصور زعماء دينين ايرانيين في عدة مدن سورية.
وبينما يعد البعض هذه الصور، تسويقا لنهج سياسي وديني، فان البعض الاخرى يرى فيها نتاج طبيعي لديمقراطية، تقوم على التنوع والتعددية وحق ابداء الرأي.
الكاتبة هدى حمودي، ترسم معادلة بين انتشار صور الخميني وعلي خامنئي في بغداد كدليل على ان إيران باتت اللاعب الوحيد في الساحة العراقية، وبين اقصاء طارق الهاشمي نظرا "للرمزية التي يحملها شخص الهاشمي في المواجهة مع ايران والتي تمثلت في وقوفه بحزم في خاصرة هذا النفوذ "، بحسب حمودي.
وكان ائتلاف دولة القانون وعلى لسان النائب علي الشلاه أكد أن " منع تعليق صور لشخصيات يُقدرها البعض من العراقيين، في بلد ديمقراطي، أمر صعب ومنافي للحرية ويتنافى مع مبدأ العراق التعددي.. وأن لا احد يمكنه منع اي مواطن ان يرفع الصور التي يريد الا بمنعه عن ذلك من باب جمالية المنطقة".
غير ان حمودي تتسائل عن " هذه الحرية في تمزيق صور الهاشمي التي علقها ابناء محافظة ديالى عند تقاطع القدس بعد تأييد الهاشمي لمطالب المحافظة بإعلان المحافظة إقليماً وكذلك الصور التي نشرت في الانبار وصلاح الدين للدواعي نفسها، وفي محافظة البصرة بعد الحملة الوطنية التي اطلقها نائب رئيس الجمهورية لاعادة الحياة للأنهار التي قطعتها ايران عن العراق؟ ".
وتزيد حمودي القول " هل يسمح العراق الديمقراطي التعددي بنشر صور لها حساسية سياسية وشعبية في العراق لارتباطها بتدمير العراق وتسببها في سقوط مئات الآلاف من الشهداء وقتلها للأسرى، وقطع المياه عن مزارعه، وإرسال المفخخات لتنشر الموت في كل شوارع بغداد؟، وهل تمنع القوانين رفع المكونات الأخرى لصور رموزها الوطنية والدينية؟
ويبقى السؤال.. من يروج لهذه الصور؟
تقول حمودي " اذا كانت الحكومة تعلم، فتلك مصيبة واذا كانت تجهل فالمصيبة أعظم، وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها، فإن الموقف المتفرج للحكومة يعد مخزيا، لا تنكيلاً بأصحاب الصور بل انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل فإيران لاتسمح برفع صور قائد العراق نوري المالكي ولا صور رئيس العراق جلال الطالباني".
وبحسب حمودي فان " الظاهرة تنطوي على رسائل ضمنية تمثل ورقة ضغط في وجه الضغوطات الدولية على ايران لتحييدها عن ملفها النووي، وإشارة إلى ان المصالح الغربية في العراق وايران هي بيد المرشد الأعلى وستكون ورقة ايران في التفاوض مع الغرب لتحقيق الالتفاف على الارادة الدولية بايقاف برنامجها النووي، ومع انه استحقاق سيادي لإيران ولكنه مثلبة على النظام الذي يدعي الوطنية في العراق، والذي يفرط بأوراقه تجاه ايران وخاصة تواجد مجاهدي خلق ويتخلى عن الحدود والحقول النفطية ومنابع الأنهار في انبطاح مخجل لايليق بتاريخ العراق وبطولاته، كما أنه موقف جعل العراق اكثر ضعفا امام جميع الدول الاقليمية."
وتحسب حمودي ان "تعليق مزيد من الصور غير الوطنية التي لا تمت للعراق والعراقيين بأية صلة مسألة تنطوي على استفزاز لمشاعر العراقيين وتستدعي من الكتل السياسية أن تتخذ موقفا عراقيا صميميا موحدا ازاءها، ويستدعي من المنظمات الوطنية العمل على كشف الجهات التي تعلق هذه الصور ".
الكاتب فواز الفواز يقارن بين صور خامنئي في العراق وصور حسن نصر الله في سوريا، فيقول " بعد الحرب الخاسرة التي جرت في منتصف عام 2006 بين الجيش الاسرائيلي وبين حزب نصر الله في جنوب لبنان تحديدا والخسارة الفادحة التي تعرضت لها لبنان رأيت بأم عيني حينها عندما زرت دمشق أن صور السيد نصر الله تملأ الشوارع وواجهات المحال التجارية وحتى على زجاج العجلات الخلفية الخاصة والعامة لا بد أن تجد صورة ( بوستر كبير) للسيد حسن نصرالله وفي محافظات سوريا قاطبة ".
يتسائل الفواز " هل فعلا نجح السيد نصر الله في سحق اليهود واعادة الحق لأهله حتى تنتشر صورة هذه الرجل التابع قلبا ولسانا إلى إيران وهو خادم مطيع لإيران وأنتم تتفاخرون بإنجازاته الكارثية ؟".
ويتابع " كانت الردود وبالذات من أهل سوريا بأنه بطل قومي، حينها كان ردي لهم الأيام والسنوات القادمة ستلعنون أعمالكم وأقوالكم ولكن علينا أن نصبر لنرى النتيجة، الكل بدون استثناء ومن الأشقاء السوريين وبعض العراقيين كانوا بالضد من رأيي".
ويردف الفواز" مرت السنوات وها نحن نرى أن أكثر شعب يلعن حسن نصرالله هم السوريون وأكثر جنود قتلوا هذا الشعب المسكين هم جنود نصر الله وأكثر من أغتصب النساء السوريات المؤمنات هم جنود نصر الله، الفكرة نفسها تعاد في عراقنا فصور الإمام خامنئي تملأ شوارع بغداد والمدن ".
ويحكم الفواز فكرته بالقول " انتظروا قريبا لتعرفوا متى تمزق هذه الصور من قبل أبناء المذهب الجعفري الاصلاء تحديدا وعلنا وأمام الملأ كما حدث في سوريا قبل سنة ونصف السنة حين مزق أهل الشام الصور التي تعلوا واجهات الأبنية وحتى في داخل المنازل والتاريخ كما قلنا يعيد نفسه باختلاف الزمان والمكان".
937 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع