قام وزير الدفاع إلايراني احمد وحيدي بزيارة إلى العراق هي الأولى من نوعها منذ التغيير في عام 2003 وهي الأولى أيضا منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979.
جاءت زيارة وحيدي إلى بغداد في اليوم التالي لقيام العراق بتفتيش طائرة إيرانية متوجهة إلى سوريا بعد إعطائها أمرا بالهبوط في أراضيه في خضم اتهامات توجهها الولايات المتحدة إلى إيران بدعم النظام في سوريا بمساعدات ذات أشكال مختلفة منها عسكرية، فيما تصعد إسرائيل من نبرة تهديدها لطهران بسبب برنامجها النووي، وتحاول حشد المجتمع الدولي وراء فكرة شن هجوم على منشآتها النووية.
الوزير احمد وحيدي التقى رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، الذي أكد لضيفه الإيراني ضرورة التنسيق المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتثبيت الاستقرار والأمن في المنطقة.
المالكي قال أيضا إن العراق يسعى إلى علاقات جيدة مع كافة الدول، لاسيما إيران، مشددا على أن الأوضاع في المنطقة تتطلب المزيد من التفاهم والتنسيق لمواجهة التحديات.
بيان صادر عن مكتب المالكي نقل عن وزير الدفاع الإيراني تأكيده استعداد بلاده للتعاون مع العراق في المجالات كافة بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.
مراقبون: موقف العراق صعب بين ضغوط من هنا وهناك
هذا واجمع مراقبون تحدثت إليهم إذاعة العراق الحر على أن تشابك الأوضاع والأمور في المنطقة مع وجود ضغوط أميركية على مختلف الأطراف، كل هذه الأمور تضع العراق في موقف صعب بعض الشئ.
الكاتب والمحلل السياسي واثق الهاشمي رأى أن الضغوط كثيرة وكبيرة وعلى العراق أن يتقن اللعبة وأن يتقن أداء دوره بشكل صحيح كي لا يخرج خاسرا من هذه المعمعمة وقال: "جاءت الزيارة مفاجئة وترافقت مع الإعلان عن زيارة أجراها قائد حرس الثورة الإيراني قاسم سليماني إلى اربيل. اعتقد أن إيران تشعر بضغوط كبيرة كما إن العراق يخضع لضغوط كبيرة إذ قام بتفتيش طائرة إيرانية يوم أمس... اعتقد أيضا أن الوفد الإيراني يحمل ملفات عديدة ضاغطة على الحكومة العراقية منها قضية الطائرات وقضية المعلومات الأميركية إضافة إلى مستقبل العلاقات في المنطقة في حال حدث تغيير في النظام في سوريا. كل هذه الملفات تشكل مواضيع محرجة بالنسبة للعراق أمام الولايات المتحدة وأمام المجتمع الدولي أيضا ولذا سيكون على العراق أن يتقن أداء اللعبة كي لا يخسر بالنتيجة علاقاته لا مع الجانب الأميركي ولا مع جارته إيران".
الهاشمي اقترح على العراق أن يجعل إيران تفهم حجم الضغوط التي يتعرض لها إضافة أن يجعلها تدرك أن بغداد تمثل همزة وصل بين طهران والمجتمع الدولي في خضم التوترات الحالية التي تحيط بالشأن الإيراني واضاف:
"هناك مخرج للعراق من هذا المأزق، سيكون عليه أولا أن يجعل الجانب الإيراني يفهم بأن حجم الضغوط التي يتعرض لها من الإدارة الأميركية ومن الاتحاد الأوربي وحتى من بريطانيا، كبيرة. ثم على العراق أن يجعل إيران تفهم أيضا بأن بغداد هي الخيط الذي يربط بينها والمجتمع الدولي لاسيما في خضم التهديدات الحالية بشن هجوم عليها".
الهاشمي رأى أن من الأفضل لإيران أن تحافظ على اتصالها بالمجتمع الدولي عن طريق العراق الذي رأى المحلل أنه سيكون طرفا مقبولا من جانب الولايات المتحدة وكذلك من جانب إيران ثم حذر طهران من خسارة الكثير إن لم تفعل.
وحيدي: مستعدون للتعاون مع العراق في المجالات كافة
كان العراق قد أمر يوم الثلاثاء الماضي طائرة شحن إيرانية متجهة إلى سوريا، أمرها بالهبوط لغرض تفتيشها والتأكد من عدم حملها أسلحة ومعدات عسكرية.
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت على لسان عدد من مسؤوليها عن خشيتها من أن تقوم إيران بتزويد نظام بشار الأسد في سوريا بأسلحة ومعدات عسكرية ودعوا العراق إلى عدم السماح لمثل هذه الشحنات بالمرور عبر أجوائه.
وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي أكد في بغداد استعداد بلاده للتعاون مع العراق في المجالات كافة بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى مشتركات عديدة تربط بين البلدين كما قال إن إيران تسعى إلى تطوير علاقاتها مع دول المنطقة وان العراق يحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية والدبلوماسية والدفاعية لإيران.
وزير الدفاع الإيراني التقى أيضا نظيره العراقي بالوكالة سعدون الدليمي وأكد حلال مؤتمر صحفي مشترك أن زيارته إلى العراق تهدف إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات الدفاعية بين البلدين، كما أكد أن التفاهم واستقرار الأمن في العراق وإيران له تأثير ايجابي على المنطقة برمتها.
المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي رأى أن إيران جزء من حرب في المنطقة بينما العراق يحاول أن يقف على الحياد.واضاف:
"إيران بالتأكيد طرف رئيسي في الصراعات في منطقة الشرق الأوسط كما هي احد الأطراف الداعمة بقوة لنظام بشار الأسد إضافة إلى كونها طرف ضاغط بقوة على العراق كي يقف إلى جانبها في موقفها من الصراع في سوريا".
غير أن إيران تشعر أيضا حسب رأي الصميدعي بمخاوف من قرب انهيار نظام بشار الأسد ومن تداعيات ذلك ليس في العراق فحسب بل داخل إيران أيضا لاسيما بعد المشاكل الاقتصادية وانهيار العملة وتزايد الغضب الشعبي مما يدفعها إلى التنسيق مع العراق الذي تربطها به علاقات متينة.
الصميدعي قال أيضا إن موقف العراق في هذه المعادلة الإقليمية والدولية الخاصة بإيران صعب للغاية بسبب تباين ميول الطبقة الحاكمة فيه، حسب قوله: "يعاني العراق من عبء كبير سببه انقسام ميول الطبقة السياسية العراقية فالمعادلة هنا شيعة وسنة وأكراد وكل منهم يحتاج إلى ملاذ معين يحميه من رياح تأتيه من جهة معينة ومما يؤسف له أن الطبقة السياسية لم تصل إلى مشترك وطني يدعوها إلى وضع ستراتيجية يجعلها تتعامل مع الجميع بحيادية ومن خلال سيادة الدولة".
واضاف: "كثير من الأسياد العراقيين وللأسف أذلاء إزاء المحاور الخارجية مما يحد من السيادة ويضع عبئا كبيرا على قادتها لاسيما رئيس الحكومة نوري المالكي".
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي ناظم العكيلي أن زيارة وزير دفاع إيران إلى بغداد ربما جاءت لمناقشة كيفية مواصلة الدعم الإيراني إلى النظام في سوريا بطرق وكيفيات مختلفة وغير محرجة عالميا بالنسبة للعراق.
هذا وقال وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي في المؤتمر الصحفي مع نظيره الإيراني احمد وحيدي، قال إن في إمكان القوات العراقية الدفاع عن العراق وبقوة عند اللزوم رغم أن بغداد لا تريد الدخول في حرب مع احد.
1094 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع