عراقيون يؤكدون حاجتهم لوكالة أنباء مهنية

 

   

           مبنى وكالة الانباء العراقية القديم وسط بغداد
الفوضى الاعلامية التي يعيشها العراق حاليًا تستدعي اعادة تشكيل وكالة الانباء العراقية المعروفة برمزها المميز (واع)، لتكون لسان حال العراق الصادق بالشكل اللائق به.

عبد الجبار العتابي من بغداد: طالب العديد من الصحافيين والاعلاميين العراقيين بإعادة تشكيل أو احياء وكالة الانباء العراقية الرسمية (واع) ذات السمعة الحسنة، التي ألغاها الاميركيون في العام 2003، وسط هذه الفوضى الاعلامية التي تتصدرها وكالات أنباء خاضعة للأمزجة الشخصية والعلاقات، وتستمد اخبارها من وكالات أخرى، ومن شائعات وتسريبات ليس لها اساس من الصحة، فيما اغلب الوكالات الموجودة على الساحة ليست مهنية، يتقاضى بعضها اموالًا مقابل نشر الاخبار، ما يعني أن المهنة تحولت إلى تجارة، والمصداقية اضمحلت.


حاجة ماسة

استذكر صحافيون عراقيون من أجيال مختلفة وكالة الانباء العراقية التي مرت قبل ايام ذكرى تأسيسها الرابعة والخمسون، وتحدثوا عن حاجة العراق إلى مثل هذه الوكالة المهنية الصادقة، التي طالما تخرج منها افضل الصحافيين والمراسلين، مؤكدين أن بلدًا مثل العراق بحاجة ماسة إلى وكالة انباء وطنية رسمية ذات ثقة ومصداقية، تعكس رؤيته الحكومية والشعبية وتنقل ما يجري من احداث بكل شفافية ووضوح.

يقول الصحافي الرائد محسن حسين: "كنت واحدًا من ثلاثة أسسوا وكالة الانباء العراقية وهي الاولى في العراق والثانية في الوطن العربي بعد مصر، وعندما شرعنا في تأسيسها لم يكن في العراق من يعرف عمل وكالة الانباء، بل كان في العراق صحافيون يعملون في الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية ويلتقطون الاخبار المحلية من مصادرها أو في نشرات مطبوعة من هذه المؤسسة او تلك، وكذا الامر للأخبار الخارجية تلتقط من الاذاعات مباشرة".

إحياء الوكالة

اضاف حسين: "كان التأسيس عملًا مضنيًا سواء في التنظيم أو في الادارة أو اقناع الناس ومصادر الاخبار بالتعامل مع هذه المؤسسة، ولم تتح لنا فرصة ارسال احد إلى اية وكالة انباء في اوروبا أو غيرها للاطلاع ونقل الخبرة، وقد قضينا اكثر من 8 اشهر لكي تبدأ وكالة الانباء العراقية عملها يوم 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1959، وهي الوكالة التي ظلت تعمل لمدة 44 عامًا لحين اغلقها الاميركيون في العام 2003".

واكد الصحافي الرائد زيد الحلي على ضرورة انطلاقة جديدة للوكالة، "فلا شك في أن بلدًا مثل العراق بكل ما يمثله من ثقل حضاري واقتصادي وثقافي ودور مؤثر في الحسابات السياسية والاستراتيجية الدولية بحاجة ماسة إلى وكالة انباء وطنية رسمية ذات ثقة ومصداقية، تعكس رؤيته الحكومية والشعبية، وتنقل ما يجري من احداث بكل شفافية ووضوح".

أضاف: "كانت الوكالة تمثل تجربة اعلامية حرفية وواعدة على الاقل من ناحية توفر الملاكات الاعلامية والخبرات المحترفة التي وجدت نفسها بلا دور ولا عمل حقيقي، بعد أن تم تدمير التجربة واقصاء الكفاءات المهنية تحت شتى الذرائع والاساليب وتشتيتها بين وكالات غير رسمية أو الانزواء والبطالة والهجرة، وأرى أن الوقت قد حان لإعادة الحياة إلى وكالة الانباء العراقية واستقطاب الخبرات والكفاءات المهنية ووضع اسس جديدة منسجمة مع التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات الحديثة".

تغافل

اكد الدكتور محمد فلحي أن الاعلام العراقي يفتقد وكالة الانباء العراقية، وأن العراق بحاجة إلى هذه الوكالة الرسمية، وقال: "سبق أن طالبت باعادة تشكيل وكالة الانباء العراقية وفتح مكاتبها في داخل العراق وخارجه، لنشر الاخبار الوطنية الصادقة غير المحرفة وغير المتحزبة، وتدريب الخريجين الشباب وفق معايير مهنية صحفية للعمل فيها".

أضاف: "لا اعرف سر هذا التغافل، لكن كل قوم بما لديهم فرحون".

اما الصحافي خالد حسن التميمي فاستغرب عدم وجود وكالة انباء في بلد مثل العراق، وقال: "ليس من المعقول أن لاتمتلك الدولة وكالة أنباء خاصة بها كما في كل دول العالم، تصنع الخبر وتنشره بالشكل المقبول من كل المتابعين في العالم".

وتابع: "أعتقد أن الوكالة جديرة بالإحياء، مثلما أتمنى أن أرى صحيفة الجمهورية التي تصدر عن الحكومة العراقية وكذلك مجلة الف باء".

وكالات ام دكاكين ؟

اما الصحافي يحيى الشرع فاشار إلى أن ما ينشر الآن لا يعتمد المصداقية، وقال: "نحن بحاجة إلى سياسة اعلامية حقيقية يقف عليها ويديرها اهلها، فالتخبط السياسي والاصرار على الغاء حقبة الماضي انعكسا على مفاصل المؤسسات، ولاسيما الاعلامية، واصبحت هذه المؤسسات دكاكين يديرها من لامهنة لهم".

أضاف: "قنواتنا تديرها عائلات مثل العراقية والاتجاه وبلادي والمسار والفرات والغدير وغيرها، من دون الاعتماد على المعايير المهنية لفن الصحافة، فترى معظم هذه المؤسسات تنقل خبر الوكالة الاخبارية من دون أن تصنع الخبر وتداعياته".

وتابع: "نحن بحاجة إلى وكالة اخبارية بكادر مهني محترف والابتعاد عن الاسماء التي تتنقل يوميًا من منصب إلى اخر ,وهذا الأمر بحاجة إلى تشريع قانوني في مجلس النواب لتكون وكالة رسمية، بشرط أن لا تسلم إلى اي شخص كان أو ما زال يدير قنواتنا البائسة".

بريمر الغاها

يذكر أن وكالة الانباء العراقية تأسست في 9/11/ 1959، وألغاها الاميركيون في العام 2003. تعاقب على ادارتها عدد من المدراء العامين اصالة ووكالة، وهم حسب تسلسلهم الزمني: أحمد قطان، شاذل طاقة، العميد يحيى الخطيب، العميد دريد الدملوجي، مدحت الجادر، عامر السامرائي، بهجت شاكر، طه البصري، مناف الياسين، طه البصري مرة اخرى، حسين السامرائي بالوكالة، سعد البزاز، عدنان الجبوري، عدي الطائي، أحمد سكران بالوكالة.

ويؤكد الباحث الدكتو صالح شاكر وتوت أن وكالات الانباء لديها القدرة على أن تصل إلى بقع جغرافية متعددة، "ويمكن لوكالة انباء واحدة أن تغطي كل العالم بمجرد استخدام مرسلات ذات طاقة محددة، وبتوجيه البث نحو منطقة جغرافية محددة، فهذه الامكانية في الاجهزة المستخدمة والخاصة بوكالات الانباء تعطيها ميزة أقوى واكثر في التاثير من باقي وسائل الاعلام لأن الطاقة والمرسلة التي تحتاجها الكلمة المطبوعة للبث هي اقل بكثير من الطاقة التي تحتاجها الكلمة الصحفية".

أضاف: "تساهم وكالات الأنباء في تنوير المواطن وتعريفه بسياسة بلده الداخلية والخارجية".

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1147 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع