لندن ـ «القدس العربي»: صدم جيرارد بيكيه عشاق المستديرة مساء الخميس الماضي بقراره المفاجئ باعتزال كرة القدم نهائياً. الكتالوني العنيد وصاحب الفكر الجدالي والتصريحات الكثيرة التي طغت على أدائه في السنوات القليلة الماضية والتي سببت له ولبيئته الكثير من المشاكل.
ولد بيكيه في 02/02/1987 من عائلة كتالونيةٍ بحتة. لعب في بطولة برشلونة الاجتماعية عندما كان صبياً صغيراً قبل أن ينضم إلى فئة الشباب الأولى في ذلك الوقت 12Bs، في سن العاشرة. ثم تدرج في مستويات الشباب قبل أن يقرر الانضمام إلى مانشستر يونايتد في نهاية موسم 2003/04. وأثناء وجوده في الشياطين الحمر، لعب جيرارد بيكيه موسم 2006/2007 على سبيل الإعارة في ريال سرقسطة قبل أن يعود لمساعدة يونايتد في الفوز بثنائية الدوري الممتاز ودوري الأبطال في موسم 2007/2008. ظهر اللاعب صاحب المركز الخامس الأعلى ظهوراً في تاريخ برشلونة لأول مرة رسمياً بالقميص في 13 أغسطس/ آب 2008 في مباراة دوري الأبطال ضد ويسلا كراكوف التي انتهت4-0. كانت هذه مجرد بداية لمسيرة الناجحة مع نادي برشلونة، الذي فاز معه بـ30 لقباً. كما جاء هدفه الأول بموسم الثلاثية الرائعة في 2008/09 وأصبح أحد المدافعين البارزين في كرة القدم.
وفي 2018 أصبح بيكيه قائدا ثالثا للفريق. ويعرف بكونه مدافعا هدافا، حيث دائماً يتنقل بين الدفاع والهجوم، فله أهداف لا تنسى مثل هدفه في الفوز 2-6 في «سانتياغو برنابيو» أو الضربات التي تشكل جزءا من تاريخ نادي برشلونة. وسجل هدف برشلونة الألف ضد سيلتك في مباراة دوري الأبطال خلال موسم 2013-2014. وهدفان احتفل بهما من 29 له كلاعب برشلونة. في الواقع، هو ثاني أفضل مدافع في برشلونة، والمدافع الأكثر تسجيلًا للنادي في دوري الأبطال برصيد 16 هدفا. بعد 615 مباراة 396 في الليغا، و 126في دوري الأبطال، و65 في كأس الملك، و16 في الكأس السوبر الإسباني، واثنان في الكأس السوبر الأوروبي، وخمسة في الدوري الأوروبي وخمسة في كأس العالم للأندية، حيث قال في الفيديو الوداعي: «لقد تحققت أحلام جيرارد الطفل. حان الوقت لإنهاء هذه الرحلة. قلت دائماً أنه لن يكون هناك أي فريق آخر بعد برشلونة. وهذا ما سيكون عليه الأمر. ستكون مباراة السبت الأخيرة في كامب نو». حيث يختتم المدافع المخضرم مسيرته ب35 لقباً، أبرزها 4 دوري أبطال، ولقب دوري إنكليزي واحد خلال فترته مع مانشستر يونايتد و8 دوري إسباني ولقبي اليورو مع المنتخب الإسباني وكأس العالم 2010.
يبدو أن بيكيه تائه منذ بداية الموسم المنصرم، حيث أصبح مهمشاً بعدما تمكن النادي من جلب مدافعين أصغر سناً وأكثر كفاءة منه في بداية الموسم. حيث أصبح دوره ثانوياً ولم يتمكن من اللعب إلا عندما تعرض أحد الأساسيين للإصابة. وفي معظم مشاركاته الأخيرة، قدم بيكيه أداءً خجولا يفتقد للشخصية القوية التي عرفها المشجع الكتالوني خلال السنوات الـ12 الأخيرة على الأقل.
بيكيه، المدافع المخضرم صاحب التاريخ العريق اختار اليوم الوجهة الأنسب له بعد مسيرته الحافلة. حيث شعر اللاعب بتدني مستواه وقلة تأثيره على الفريق الأول، بعدما كان حجر الأساس في قلب الدفاع لسنواتٍ طويلة. إذ يمكننا القول بأنه اتخذ القرار الأنسب ليتمكن من التركيز على شركاته واستثماراته وتصريحاته الجدلية وطموحاته في أن يصبح رئيسا لنادي برشلونة خلال السنوات القادمة.
1152 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع