سعدي الحلي.. سائق التاكسي الذي غنّى في حفل زواج رئيس دولة الإمارات العربية

                    

ولد الفنان الكبير سعدي الحلي على ضفاف نهر الفرات عام 1932 في مدينة الحلة مركز محافظة بابل من عائلة فلاحية وفي حي المهدية واكمل دراسته الثانوية في مهنة السياقة فأصبح سائقاً عمومياً لنقل الركاب من بين مدينة الحلة وبغداد...

وكان يغني في السيارة وامام الركاب ويقلد داخل حسن وحضيري ابو عزيز وحسن داوو وقد برز في مجاله الغنائي في اوائل الستينات وعندما كان يغني في الاعراس والمناسبات الوطنية ثم دخل الاذاعة العراقية وغنى (لا يولدي) و(عزيز الروح) و(اريد احجي عليك) و(الابوذية) والنايل والسويحلي والمقام العراقي، والجوبي، وغيرها من مئات الاغاني الفراتية التي اطربت عشاقه العرب ومحبي فنه العراقي..
تخرج الفنان سعدي الحلي من معهد الفنون الموسيقية عام 1973 وشارك في تلحين اغانيه كل من الفنانين محمد جواد اموري وروحي الخماش ورضا علي وغنت اغانيه كل من المطربات العراقيات غزلان وملايين وساجده عبيد ، ثم سافر الى القاهرة وعمان ودمشق والامارات واحيى العديد من الحفلات الغنائية ثم ساهم في فتح مدرسة للموسيقى والفنان الريفي في محافظة بابل على نهر الفرات وبذلك كان الفنان سعدي الحلي واحداً من اعلام الفن العراقي والعربي ..‏
أحب الفنان سعد الحلي ابنة عمه ( بدرية ) من مدينة المحاويل إلا أن والدها لم يوافق على زواجها من سعدي كونه فناناً فقام والد الفنان سعدي بجمع عشيرة زبيد كون الفنان سعدي هو من هذه العشيرة وذهبوا الى مدينة المحاويل وطلب والد بدريه من سعدي أن يترك الغناء الا أنه أبى وقال بالحرق الواحد ان الفن والغناء الفراتي يجري في عروقي ولم يتزو ج سعدي الحلي من ابنة عمه (بدرية).
  حط رحاله في بغداد عام 1969 وكانت شهرته قد سبقته من خلال اشرطته الغنائية الناجحة وسرعان ما التقى بالفنان الكبير الراحل حقي الشبلي الذي كان حاضراً في حفل زفاف احد اعضاء (الفرقة القومية للفنون الشعبية) التابعة للسينما والمسرح حيث كان سعدي يشدو بأغانيه الجميلة التي اطربت الفنان الشبلي فسأله: اين تعمل؟: فقال له سعدي: سأئق اجرة (تكسي) ما بين علاوي الحلة والوشاش... وعندها عرض عليه المرحوم الشبلي ان يعينه في الفرقة القومية للفنون الشعبية ليؤدي لونه الشعبي المميز إلى جانب الفنانين جبار عكار ومحمد قاسم الاسمر ومن هنا انطلق الفنان سعدي الحلي إلى عالم ارحب واكثر قرباً من شروط ومستلزمات الغناء في الصالات والقاعات الرسمية ومرافقة الفرقة في عروضها الشعبية.

  

ثم انتشرت اغاني الفنان سعد الحلي في العراق و الوطن العربي و سجل حوالي الخمسة آلاف كاسيت بأغانيه العراقية ثم سجل العديد من الاغاني في تلفزيون بغداد و العواصم الاخرى و قد احب فتاة من مدينة الرمادي اسمها ( سعاد ) فأحبته و احبها و تزوجها فأنجبت له اطفالاً إلا ان سعدي تزوج امرأة ثانية من بغداد زيونه ... إلا انها تركته.
وبعد رسوخ شعبيته وانتشارها انتقل صدى اغنياته إلى الساحة العربية ليتلقى المزيد من الدعوات لاحياء العديد من الحفلات الخاصة والعامة والمشاركة في المهرجانات الغنائية فضلاً عن مشاركته في احياء ابرز حفلات الاعراس لرجال السياسة والمال والاقتصاد العرب حيث سبق له ان غنى في حفل زواج رئيس دولة الامارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان وامتدت مشاركاته الغنائية إلى دول الخليج العربي وسوريا ولبنان ومصر وامريكا وبريطانيا وغيرها.. ولأبي خالد خمسة ابناء هم خالد وعلي والحان وسندس وسعاد ولكن اياً منهم لم يدخل عالم الغناء إلا ابنه البكر خالد الذي كان، من قبل، ضابطاً في الشرطة وانهى ايضاً دراسة الهندسة الزراعية ووصل إلى المرحلة الثالثة في كلية الحقوق بجامعة بغداد ولكنه ترك هذا العالم كله ليدخل عالم والده محاولاً تقليده فقدم عدة اغان كان من ابرزها اغنية (أنا وحيد) وعلى الرغم من ذلك لم يستطع ان يحقق ولو جزءاً بسيطاً مما حققه والده الذي غنى حينها اغنية (لا يوليدي) وادعى البعض انها كانت عتاباً من الوالد لابنه خالد بسبب خلاف نشب بينهما لكن ابا خالد نفى ذلك حيث بكى ابنه بحرقة شديدة وهو يغادر الحياة ولم يزل بعد في ريعان شبابه. وكانت هذه هي الفاجعة الاولى، التي واجهت ابا خالد لتليها فاجعة اخرى تمثلت بفقدانه زوجته وشريكة حياته (أم خالد) وعندها بدأ المرض يغزو جسده فبترت ساقه لكنه بقي صلباً وظل يشدو بصوته القوي احلى واعذب الاغنيات على قلتها في سنواته الاخيرة وبعد صراع مرير مع المرض اسلم الروح على سرير المرض في مستشفى ابن النفيس في العام 2005  .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

713 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع