شَيْءُّ مِنْ اَلّتَأْريخْ / مَعَاْرِكْ مَاوّتْ ١٩٨٧-١٩٨٨ - الجزء الثالث
سير المعركة
11. سيرالمعركة على جبل ماوت / القسم الأيمن 1987
أ. المقدمة
من خلال الخبرة العملية التي تجمعت في ذاكرتنا عن إسلوب قتال العدو الإيراني في القاطع الجنوبي للسنوات ( 1985-1987 ) كان العدو يبدأ التعرض على قطعاتنا بأكثر من محور ويستثمر الفوز بالمحور الذي تحقق فيه قطعاته نجاح أكثر من المحور الثاني ، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار حجم التعاون الإستخباراتي والعملياتي الذي قدمه المتمردين الأكراد للجيش الإيراني من جماعة بيشمركه حزب الإتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني في هذه المعركة بالذات ، ومن خلال دراسة الخريطة والتصاوير الجوية للقاطع بتمعن و إستبصار كبير وكما مبين في شرح طبوغرافية المنطقة المفصل آنفاً ولوجود مقتربين مهمين يؤديان الغرض المطلوب لتأمين الستر من الرصد والنار في آن واحد هما وادي (ماشان ) من جهة اليمين ووادي (جومه) من جهة اليسار .
ب. قطعات فرقة المشاة ( 34 ) التي كانت تدافع في العوارض الجبلية في قاطع (ماوت) أثناء قيام العدو بالتعرض على القاطع :
أولاً. لواء المشاة 504 ناقص فوج كان يتخذ موضع دفاعي في عارضة جبل (كيمو) أثناء قيام العدو بالتعرض على القاطع .
ثانياً. فوج مشاة من لواء المشاة 504 كان يتخذ موضع دفاعي في عارضة جبل (هزار كانيان) الذي يعتبر موضع عمق لجبل (كيمو) أثناء قيام العدو بالتعرض على القاطع .
ثالثاً. لواء المشاة 94 كان يتخذ موضع دفاعي في منطقة (ميرآوه) الراقم 1530 الذي يعتبر موضع عمق للجناح الأيمن لقاطع (ماوت) بشكل عام أثناء قيام العدو بالتعرض على القاطع ، وكان هذا التشكيل بإمرة فرقة المشاة 39 .
ج. المحور الأيمن لهجوم العدو الإيراني على قاطع (ماوت ) نيسان 1987
أولاً. إستخدم العدو الإيراني طريق وادي ماشان ( ماشان السفلى – ماشان الوسطى – شاخنسي – نوره - دره العليا – برده سي – سراو ) لغرض الوصول إلى عارضة جبل (كيمو) وعارضة جبل ( هزار كانيان ) كأهداف بأسبقية أولى ثم عارضة (ميرآوه) الراقم 1530 كهدف بأسبقية ثانية .
خارطة تمثل محورهجوم العدوالأيمن على قاطع ماوت
ثانياً. حالما حقق العدو التماس بقطعات لواء مشاة 504 التي تدافع في عارضة جبل (كيمو) تمكن العدو من تحقيق موطئ قدم فيها لكن صمدت بقية المواضع الدفاعية ولم يتمكن العدو من إزاحتها من أماكنها وبعد أن تم تحديد الأماكن التي سقطت بيد العدو وحجم قوة العدو المتواجد فيها تم توجيه نيران المدفعية على قطعات العدو وشن هجوم مقابل بقوة الإحتياط
خارطة تمثل هجوم العدو على جبل كيمو
المتيسرة لدى الفرقة وتمكنت قوة الهجوم المقابل من طرد العدو من المواضع التي إحتلها وإستقر الموقف لصالح لواء المشاة 504 رغم كل المحاولات اللاحقة للعدو الذي شن فيها هجمات وتكبد خسائربشرية كبيرة .
خارطة تمثل هجوم العدو على جبل ميرآوه الراقم 1530 قاطع ماوت
ثالثاً. بعد فشل العدو من تحقيق ما يصبو إليه في إحتلال عارضة جبل(كيمو) غير إتجاه هجومه نحو عارضة (ميرآوه ) منطقة الراقم 1530 التي كان يدافع فيها لواء المشاة 94 وحال تحقيق التماس مع المواضع الدفاعية لقطعات لواء المشاة 94 لم تبدي الصمود المطلوب بوجه العدو وسقطت المواضع بيد العدو بالكامل وبعد شن هجوم مقابل في الأيام اللاحقة تمكنت قطعات الهجوم المقابل أحد ألوية القوات الخاصة من سحق قوة العدو في منطقة الراقم 1530 وتم تسليم منطقة الراقم بعد تحريره إلى لواء المشاة 77 لكن سرعان ما شن العدو هجوم مقابل جديد على قطعات لواء المشاة 77 وتمكن العدو من إحتلال الراقم 1530 مجدداً ، وشن لواء القوات الخاصة 68 هجوم مقابل وإنتزع الراقم 1530 من مخالب القطعات الإيرانية وسلمه إلى لواء المشاة 501 الذي كان آمره العميد علي حسين مزعل وإستقر الموقف لصالح لواء المشاة 501 .
رابعاً. كانت إدارة القطعات في هذه العوارض الجبلية في هذا المحور مشتركة بين فرقة المشاة 34 وفرقة المشاة 39 وهذا خطأ فادح لأن التنسيق والتعاون بين الفرقتين خلال المعركة يصبح صعب للغاية وكان المفروض أن تكون العوارض في هذا المحور تحت مسؤولية فرقة مشاة واحدة .
د. قطعات فرقة المشاة ( 39 ) التي كانت تدافع في العوارض الجبلية في قاطع (ماوت) أثناء قيام العدو بالتعرض على القاطع :
أولاً. لواء مشاة (مجهول الرقم للأسف) في عارضة جبل (ماوت) منطقة الراقم 1706 وبإمرته مايلي :
( 1 ) فوج مشاة من لمش 238
( 2 ) ف١ لمغ١ ق ع ق م
ثانياً. فوج المشاة الأول لواء المشاة 603 في عارضة جبل ( قشان )
ثالثاً. لواء المشاة ( 73 ) في عارضة جبل ( كنجرين )
رابعاً . مقر الفرقة (39 ) المتقدم في باش قلا.
ه. المحور الأيسر لهجوم العدو الإيراني على قاطع (ماوت ) نيسان 1987
أولاً. إستخدم العدو الإيراني طريق وادي جومه (جومه ناوه – دشتي خاين – باي رشوان – كولكه – قلاته – كولان – سبيداره) لغرض الوصول إلى عارضة جبل (ماوت) منطقة الراقم ( 1706 ) كهدف بأسبقية أولى ثم عارضة جبل (قشان) كهدف بإسبقية ثانية ، بمساعدة عناصر البيشمركه التابعة لحزب الإتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة جلال الطالباني
خارطة تمثل محور هجوم العدوالإيسر على قاطع ماوت
ثانياً. عند قيام العدو الإيراني بالتعرض إستخدم واد ي ( جومه ) المذكور في الفقرة ( أولاً ) أعلاه لغرض الوصول إلى عارضة جبل ( ماوت ) ، كان هذا الوادي يدافع عنه فوج دفاع وطني وحال قيام العدو بالتعرض وبتنسيق مسبق مع عناصر البيشمركه التابعة إلى حزب الأتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني إنسحب الفوج المذكور من الوادي وترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لتقدم القوات الإيرانية ، كما يقول الفريق الأول الركن نزار الخزرجي قائد الفيلق الأول في حينه في كتابه مذكرات مقاتل .
ثالثاً. حين حقق العدو التماس مع قطعات اللواء والوحدات المتجحفلة معه الذي كان يدافع عن عارضة جبل ( ماوت ) بوغتت قطعات اللواء بهجوم العدو من جناحها الأيسر و أصابها الذهول وفقدت مواضعها الدفاعية بسرعة مذهلة وتمكنت قطعات العدو من الوصول إلى مقر اللواء و أسر آمر اللواء لكن تمكن آمر اللواء من التملص من العدو نتيجة القصف لمدفعية الفيلق ، لم يذكر السيد الفريق الأول الركن الخزرجي في كتابه ( مذكرات مقاتل ) إسم آمر اللواء وإسم اللواء الذي كان يتموضع في عارضة جبل ( ماوت ) وتم أسر معظم منتسبي اللواء من قبل الجيش الإيراني .
رابعاً. نتيجة للنجاح الذي حققه العدو خلال الهجوم على جبل ( ماوت ) إندفع العدو جنوباً نحو عارضة جبل ( قشان ) التي كان يدافع عنها بفوج المشاة الأول من لواء المشاة 603 وتمكن العدو من إكتساح مواضع الفوج و أسر جميع منتسبي الفوج المذكور إلا من تمكن من التملص من العدو وهو الشخص المنسوب للفوج المذكور الذي زودني بتفاصيل معركة جبل ( قشان ) Ali MH Ziar .
خارطة تمثل هجوم العدو على جبل قشان
خامساً. إستخدمت قيادة فرقة المشاة (39) إحتياطها الذي هو فوج مغاوير الفرقة لشن هجوم مقابل بغية طرد العدو من جبل ( قشان ) لكن العدو تمركز وحصن مواضعه في جبل ( قشان) وعززها بقطعات إضافية ولم يستطيع الفوج المذكور من طرد العدو من جبل ( قشان ) وتوالت الهجمات المقابلة المتعددة لأستعادة جبل ( قشان) بتشكيلات ألوية مغاوير الفيالق وألوية القوات الخاصة بين ( كر وفر) ولفترة طويلة مع قوات العدو وبقتال ضروس لكن دون جدوي ، لحين قدوم فرقة القوات الخاصة للحرس الجمهوري بألويتها الثالث والسادس عشر وخاضت معارك عنيفة مع العدو تتبادل المواقع بين ليلة وضحاها و إصرار قوات الطرفين على التحدى بعدم التخلي عن هذه العارضة الحيوية وتكبدت قوات الطرفين خسائر بشرية جسيمة لم يتم إحصائها في حينه وقسم كبير من شهداء الجيش العراقي تركت جثامينهم في أرض المعركة لصعوبة الإخلاء تحت تأثير القصف المدفعي للطرفين .
12. معركة جبل ماوت القسم الأيسر 1987- 1988
أ. كتب الفريق الأول الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي قائد الفيلق الأول في حينه ورئيس أركان الجيش العراقي الأسبق لاحقاً عن معركة ماوت القسم الأيمن لكنه لم يكتب عن معركة ماوت القسم الأيسر ، كذلك لم يكتب عن هذه المعركة قادة الفرق الذين أشرفوا على إدارة المعارك في هذا القسم ، كذلك لم يكتب آمري التشكيلات الماسكة للمواضع الدفاعية في العوارض الجبلية التي دارت فيها معارك طاحنة في ظروف جوية قاسية جداً ، ولا حتى آمري تشكلات الهجوم المقابل التي أبلت بلاءاً حسن وتكبدت خسائر بشرية فادحة نتيجة للظروف الجوية القاسية التي تزامنت مع تعرض العدو ، هذا يعني إن تأريخ هذه المعارك ذهب أدراج الرياح .
ب. عرض قبل سنة أو أكثر في مقطع فديوعلى اليوتيوب بإسم (المختصر) السيد ( سليم الشحماني) معلومات عن هذه المعركة من خلال تشبثه الشخصي بإتصاله بعدد من الضباط الذين إشتركت تشكيلاتهم في معارك الهجمات المقابلة لإستعادة تلك العوارض الجبلية التي إحتلها الجيش الإيراني لكنها لم تنجح ، يفتقر الشخص المعد لهذا الفديو إلى عرض الخرائط االتربيعية للمناطق التي جرت المعارك على أرضها وكذلك معلومات وصف طبوغرافية المنطقة الجبلية بشكل دقيق لإنها في غاية التعقيد ، كذلك عرض مقطع فديو عن معركة ماوت سبق أن عرضته إحدى قنوات الجيش الإيراني وهذا لم يذكر الحقائق عن خسائر الجيش الإيراني البشرية التي تكبدها نتيجة لقصف مدفعية الفيلق الأول ومدفعية الفرق 34 و 39 و 44 التي كانت تقوم بإسناد هذه المعارك .
ج. من خلال الفيس بوك ( صفحة أبطال الجيش العراقي الباسل ) التي أخذت إدارة هذه الصفحة على عاتقها نشر مآثر الجيش العراقي الباسل دخل أحد الأشخاص معلقاً على أحد المنشورات وطلب التواصل معي على المسنجر ، لْْبَيتْ طلبه فوراً بدون تردد وطلبت منه التعريف بشخصة أولاً فلبى الطلب بدون تردد أيضا وإستغرقت المكالمة بيننا عبر المسنجر أكثر من ساعة ، لذا أعرفكم عن هذا الشخص هو النقيب الإحتياط (عاصم الحمداني ) دورة 31 الصنف درع المنصب آمر سرية الدبابات الثالثة كتيبة دبابات 7 نيسان شارك في هذه المعارك منذ أيامها الأولى وحتى نهايتها متنقلاً بدبابات سريته من قرية ( كانه ماسي - عارضة جبل الدول شكات - جبل بندوره - وادي سفره وكلاله - فتحة قاميش - جبل كردي هلكان - جبل أحمد رومي – جبل كرده رش ) وجال في كافة العوارض الجبلية التي مرّ ذكرها خلال فترة هذه المعارك وقاتلت سريته ببساله منقطعة النظير في ظروف جوية قاسية للغاية في عوارض جبلية ذات طبوغرافية أكثر تعقيداً من أي قاطع تحت نيران مدفعية العدو ،
إضافة إلى ذلك هذا الضابط الشجاع المخلص لجيشه ووطنه وثق كافة الأحداث بدقة متناهية من ناحية حفظ أسماء العوارض الجبلية وأسماء التشكيلات التي كانت تتموضع فيها و أسماء آمري التشكيلات وتفاصيل سير المعارك في القاطع الأيسر من قاطع (ماوت) ، أنا شخصياً إعتبرته كنز معلومات كنت أبحث عنه والرجل سبق أن قرأ مقال معركة تحرير عارضة (كرده رش) من قبل لواء المشاة التاسع عشر الذي كتبته سابقا ونشر في مجلة الكاردينيا الثقافية الغراء تحت الرابط أدناه.
https://www.algardenia.com/maqalat/4938-2013-06-15-18-50-42.html
سير المعركة - في القسم الأيسر من قاطع ماوت
13. توزيع القطعات التي بإمرة فرقة المشاة 44 على الأرض قبل تعرض العدو على القاطع
أ. لواء المشاة 39 يمسك عارضة جبل ( كرده رش ) آمره العميد الركن
( ق خ ) فدعم سعد الله
ب. لواء المشاة 83 يمسك عارضة جبل ( ويلانه ) آمره العقيد إبراهيم سويدان
ج. لواء المشاة 603 يمسك عارضة جبل ( أحمد رومي ) آمره العقيد الركن موفق محمد علي
د. لواء المشاة 604 الفوج الثاني منه يمسك عارضة جبل ( كوجر- شيخ محمد ) الفوج الثالث منه يمسك عارضة جبل ( كردي هلكان) الفوج الأول منه يمسك عارضة جبل ( بندوره ) مقر اللواء في وادي اولاغلو بين بندورة و كردي هلكان ، آمر اللواء العقيد عبد الله علي .
14. بعد أن إمتصت إسفنجة الجيش الإيراني زخم الهجمات المقابلة المتكررة للجيش العراقي وأفقدتها زخمها وإخفاقها في تحرير عوارض جبل ( قشان) وجبل ( ماوت ) في معارك القسم الأيمن من قاطع (ماوت ) منتصف سنة 1987 ، أخذ العدو يعد العدو لشن هجوم جديد على القاطع الأيسر مستغلاً الظروف الجوية القاسية في موسم تساقط الثلوج لتحقيق هذا الهدف .
أ. سبق أن شرحنا في (طبوغرافية الأرض ) فقرة الطرق التي تؤدي إلى القسم الأيسر من قاطع ماوت الطريق الرقم ( 4 ) أدناه :
من طريق التعاون الحدودي من قرية ( ئاوكورته ) الكائنة على خط الحدود شمال (ماوت) يوجد طريق يعبر نهر( قره جولان ) جنوب شرق عارضة ( كرده رش ) وشمال عارضة ( أحمد رومي ) بعد عبور النهر يتفرع الطريق إلى فرعين الفرع الأيمن يتجه نحو عارضة ( كرده رش ) والفرع الأيسر يتجه نحو قرية (سفره) ثم يتصل بالطريق رقم ( 1 ) بالقرب من قرية ( سفره ) أعتقد هذا المعبر يستخدم في فترة إنخفاض مناسيب مياه نهر( قره جولان ) كما يوجد في هذا الطريق إلتواءات كثيرة ، ومما لايقبل الشك قام العدو بنصب جسرعسكري على نهر( قره جولان ) لتسهيل نقل المعدات و القطعات من القسم الأيمن إلى القسم الأيسر في نفس المنطقة التي أشرنا إليها آنفاً.
ب. قام العدو بنصب جسر حديدي على نهر( الزاب الأسفل ) خلف عارضة ( كرده رش ) مباشرة لكون المنطقة التي خلف العارضة يتعذر رصدها من الأعلى كما يوجد نيسم يسمح بتسلق الأفراد من الجهة الشمالية لعارضة ( كرده رش ) جهة الزاب الأسفل إستعداداً للتعرض القادم على القسم الأيسر من القاطع .
ج. تأكد للعدو من خلال معارك القسم الأيمن في قاطع (ماوت) ومن خلال عناصر البيشمركه التي تقدم المعلومات الإستخبارية للجيش الإيراني إن مستوى كفاءة القطعات العراقية التي تدافع في العوارض الجبلية في القسم الأيسر من القاطع ليست أفضل من القطعات التي كانت تدافع في العوارض الجبلية في القسم الأيمن .
د. طرق الإدامة أصبحت أكثر خطورة من السابق لتعرضها لقصف المدفعية الإيرانية بسب الرصد الجيد للطرق من مراصد العدو في عارضة جبل ( قشان ).
خارطة تمثل هجوم العدو على عارضة جبل ( كرده رش)
ه. عندما بدأ تعرض الجيش الإيراني على القاطع الأيسر شاغل أهم العوارض الجبلية وهي عارضة ( كرده رش ) من إتجاه الحدود من الجهة الشمالية للعارضة لغرض جلب إنتباه القوة التي تدافع عنها وهي وحدات لواء المشاة ( 39 ) وبينما كان محور الهجوم الرئيسي من جهة الجنوب الشرقي حيث إستخدم العدو الطريق الرقم ( 4 ) الذي يربط القاطع الأيمن بالقاطع الأيسر مندفعاً من إتجاه نهر ( قره جولان ) وتمكن من القضاء على القوة التي كانت أسفل العارضة بسهولة وقطع طريق الإدامة وخط الإنسحاب الوحيد لوحدات لواء المشاة ( 39 ) من إتجاه وادي ( سفره وكلاله ) لذلك إنهارت معنويات وحدات اللواء و إستسلمت للعدو بوقت غير متوقع ، و شنت قطعاتنا عدة هجمات مقابلة محلية دون جدوى .
خارطة تمثل هجوم العدو على جبل ويلانه
و. بعد إنهيار مقاومة وحدات لواء المشاة ( 39) في عارضة (كرده رش ) هاجم العدو مؤخرة دفاعات لواء المشاة ( 83) في عارضة جبل (ويلانه ) ونفس الموقف الذي حدث مع وحدات لواء المشاة (39 ) تكرر مع وحدات لواء المشاة ( 83 ) حيث قطع العدو طريق الإدامة والإنسحاب الوحيد الذي يمر من قرية ( سفره ) فأنهارت دفاعات وحدات لواء المشاة ( 83 ) و إستسلمت للعدو لذا أحكم العدو السيطرة على وادي ( سفره وكلاله ) من جهته الشمالية .
ز. يوم 22 تشرين الثاني1987 كلف لواء مغاير الفيلق الأول بالهجوم لإستعادة عارضة ويلانه شمال عارضة أحمد رومي وإن يتم إسناد الهجوم بالدبابات كان الهجوم في الساعة 1400 يوم 22 تشرين الثاني تمكن اللواء من إستعادة الهدف بعد ساعتين وبإسناد مباشر من الدبابات.
ح. خططت قيادة الفيلق الأول وقيادة فرقة المشاة 44 لشن هجوم مقابل عل عارضة ( كرده رش ) لغرض إستعادتها من العدو ، في ليلة 26 / 27 تشرين الثاني 1987 قامت قطعاتنا بشن هجوم مقابل لإستعادة عارضة
(كرده رش) إشترك بهذا الهجوم لواء المشاة 74 ولواء المشاة 76 وبإسناد سرية الدبابات الثالثة ك دب 7 نيسان وكلف العميد علي حسين مزعل آمر لواء المشاة 501 لقيادة الهجوم ، إستدعاني العميد علي حسين مزعل إلى المرصد يوم 26 تشرين الثاني وسألني عن موقف السرية وتوزيعها ثم طلب مني تهيأة السرية للواجب المقبل وأمر بعد إنجاز الأعمال وتسجيل الأهداف أن أكون بقربه في المرصد ، شنت قطعاتنا هجومها في الساعة 2200 يوم 26 تشرين الثاني بقصف تمهيدي كثيف من المدفعية والدبابات وكان العميد علي حسين يوجه برمي أهداف محددة بالدبابات ، لقد خاضت قطعاتنا قتالا قاسياً إلا إنها لم تتمكن من إستعادة العارضة ، بسبب ضعف خطط القيادة الميدانية ، و إستقر الموقف على هذا الحال.
خارطة تمثل هجوم العدو على جبل أحمد رومي
ط. بعد أن أمن العدو مؤخرة قطعاته في عارضة ( كرده رش ) وعارضة ( ويلانه ) بدأ العدو يهاجم وحدات لواء المشاة (603 ) في عارضة ( أحمد رومي ) من جهته الشمالية ، كان المفروض أن تكون وحدات لواء المشاة (603 ) أكثر يقضة وإستعداداً لملاقات العدو إضافة إلى جهد الإسناد الناري لمدفعية فرقة المشاة (44) الذي تركزعلى مقتربات جبل (أحمد رومي) الشمالية حيث بدأ العدو بالهجوم في الساعة 230 يوم 15 كانون الثاني 1988 ، إتصلت حركات الفرقة لتبلغني بقيام العدو بشن هجوم على جبل (حمد رومي) لذلك يجب التهيؤ لأي تطورات كما طلبت رمي بعض الأهداف المسجلة لدينا ، كانت الثلوج تتساقط والرؤيا محدودة جداً ، وإبلغنا إن العدو إحتل جبل (أحمد رومي ) ، لقد فوجئنا بسرعة إنهيار الدفاعات في (أحمد رومي) بهذه السرعة .
ي. بدأ لواء مغاير الفيلق الأول التهيأ لشن هجوم مقابل ولكن العدو قد سيطر على قمة شاخي 1445 من جبل (أحمد رومي ) المشرفة والمسيطرة على فتحة قاميش وعند قيام اللواء أعلاه بشن هجومه من المنطقة القريبة على فتحة قاميش حيث المنطقة ضيقة قام العدو الذي تحصن في هذه القطوع بفتح نيران أسلحته على لواء المغاوير فشتت القائمين بالصولة وفشل الهجوم الأول ثم قامت تشكيلات أخرى بمحاولات الهجوم المقابل بدون نتيجة تذكر ، بعد فشل الهجمات المقابلة خلال الساعات التالية بدأ العدو بتصفية جيوب المقاومة ليسقط مقر لواء 603 وفقدان آمر اللواء وهيئة ركنه كما إستولى العدو على دبابات السرية الثانية من كتيبة دبابات 7 نيسان التي إستبدلت سريتي بعد صدور أوامر بإنسحاب القطعات المتبقية .
ك. بالتزامن مع هجوم العدو على حلبجة ليلة 13/ 14 آذار 1988 وفي نفس الليلة شن العدو هجوماً واسعاً على قاطع (ماوت) الأيسر وإحتل جبل (كوجر- شيخ محمد ) وجبل (كردي هلكان ) .
خارطة تمثل هجوم العدوعلى جبل كردي هلكان
ل. لغرض التوثيق بأمانة لتأريخ معارك الجيش العراقي الباسل في قاطع ماوت 1988 القسم الأيسر ، عند نشر هذا المنشور في صفحة أبطال الجيش العراقي الباسل كتب لنا أحد المقاتلين الذي ينتسب إلى لواء المشاة
خارطة توضحح هجوم العدو على جبل بندورة
604 مايلي :
Haider A .Latif
كان لي الشرف أن أكون أحد مقاتلي لواء المشاة ٦٠٤ ، في ٢٢ كانون الثاني ١٩٨٨ تحركنا من قاطع سيدكان فق٣٣ الفيلق الخامس إلى قاطع الفرقة 44 الفيلق الأول وقد كلف اللواء بمسك قمة جبل بندورة و كردي هلكان و كوجار و في منتصف شهر آذار ١٩٨٨ تعرضت مواضع اللواء الى قصف شديد من قبل العدو و بعدها تعرض الفوج الثالث المتموضع في جبل كردي هلكان إلى هجوم من قبل قطعات العدو و تمكن من الحصول على موطئ قدم و في تلك الإثناء تم دفع سرية مغاوير اللواء لإ ستعادة موضع مقر الفوج و لكن بسبب قصف العدو تكبدت سرية المغاوير خسائر كبيرة و بنفس الوقت تعرض العدو على مواضع الفوج الثاني و تمكن العدو من الحصول على موطئ قدم و من ثم الإندفاع لإحتلال كافة مواضعنا على عارضة كوجار و كردي هلكان أما موضع الفوج الاول على قمة جبل بندورة فقد تعرض العدو و تمكنوا من الحصول على موطئ قدم في سريتين من الفوج الأول و في نهاية الهجوم لم يبقى من اللواء سوى مقر اللواء+ مقرالفوج الأول وسريتين فقط تحياتي
خارطة تبين هجوم العدو على قمة كوجر – شيخ محمد
م. تم تعزيز قاطع فرقة المشاة 44 بعدة ألوية منها لواء الثالث حرس َجمهوري الذي دافع عن جبل ) بندوره ( بكل بسالة بعد أن كاد أن يسقط بيد العدو وحافظ على هذه العارضة الحيوية والتي لو سقطت لسيطر العدو على حوض كاريزه.
ن. بعد إنتهاء معركة جبل ( أحمد رومي ) لصالح العدو ، تغيرت قيادة الفيلق الأول وأصبح اللواء الركن سلطان هاشم أحمد رحمه الله قائداً للفيلق الأول والعميد الركن غانم سلطان البصو قائداً لفرقة المشاة 44 .
س. ملاحظات عن إدارة المعركة من قبل قيادة فرقة المشاة 44
أولاً. الفرقة 44 تشكيل حديث وهيئة ركنها غير متكاملة وتشكيلاتها منهكة
بسبب إشتراك معظمها في معركة شرق البصرة في الشلامجة.
ثانياً. تناوب أربعة ضباط قادة للإدارة المعركة بعد إستشهاد قائدها وأكيد كانت هيئة الركن تعيش حالة من التخبط في إتخاذ القرارات لتأثرهم بإستشهاد قائد الفرقة .
ثالثاً. تكليف آمر لواء المشاة 501 العميد علي حسين مزعل لقيادة هجوم مقابل ليلي عل عارضة (كرده رش )بقوة لوائي مشاة في منطقة جبلية غير وارد في سياقات العمل بالحروب الجبلية لصعوبة القيادة والسيطرة وصعوبة دلالة القطعات على أهدافها يؤدي إلى مزيد من الخسائر في صفوف القطعات الصائلة .
رابعا. زج القطعات في هجمات مقابلة ليلية بدون إستطلاع وبدون إستحضارت يعتبر إنتحار وجريمة بحق القطعات و يؤدي إلى المزيد من الخسائر البشرية.
15. إستحضارات الفيلق الأول لطرد العدو من الأراضي الوطنية
أ. بعد معركة تحرير الفاو في 17 نيسان 1988 ومعركة تحرير الشلامجه في 25 مايس 1988 شرق البصرة ، بدأت علامات إنهيار قطعات العدو أمام جيشنا الباسل ، وسادت علامات الإستبشار بين صفوف قواتنا المسلحة بتحقيق النصر على العدو .
ب. كانت هناك قطعات تتدرب في منطقة سرداوة شمال السليمانية وبدأت تدخل القاطع وحدات المدفعية في منطقة قيوان.. توقعنا أن تبدأ عمليات لتحرير الأراضي الوطنية في قاطع فرق المشاة 44 ، أرسل آمر كتيبتنا في طلب آمري سرايا الكتيبة وأبلغنا بتهيئة سرايانا للواجب المقبل ، قبل بدء عمليات التحرير صدرت الأوامر بتهيئة السرية الثانية من كتيبتنا ورعيل من سريتي الذي كان في خط الصد للتهيؤ لاسناد قطعاتنا لتحرير عارضة جبل (كوجار- شيخ محمد ) وموعد بدء العملية ليلة 13/ 14 حزيران 1988..فقمت بإستطلاع مكان مناسب لرعيل سريتي قرب منطقة كابلون غرب جبل بندوره مقابل جبل (كوجار) لاسناد قطعاتنا وبعد تحديد مكان الرعيل تم حفر عدة مواضع رمي للدبابات ليلا بشكل لا يثير إنتباه العدو ، وكذلك السرية الثانية.. وقبل يوم من تنفيذ العملية تحركت السرية الثانية ورعيل سريتي إلى أماكنها ليلا لغرض تسجيل الأهداف في اليوم التالي.
ج. كلفت التشكيلات والوحدات التالية لتحرير عارضة جبل ( كوجار- شيخ محمد ) وعارضة (كردي هلكان) والجزء الشمالي الغربي من عارضة
( بندورة ) وهي:
أولاً. لواء المشاة 18 آمره العقيد عبد بطاوي .
ثانياً. فوج مشاة من لواء المشاة 604.
ثانياً. لواء مغاوير الفيلق الأول آمره العقيد زكي خطاب الفدعم.
رابعاً. فوج مغاوير فرقة المشاة 44 آمره الرائد عبد الكريم ندى
خارطة الهجوم المقابل لتحرير جبل كوجر- شيخ محمد
تمثل الدائرة البيضوية الحمراء تموضع قطعات العدو و الأسهم الزرقاء هجوم التشكيلات العراقية لتحريرها من الجيش الإيراني
ساعة (س) كانت بالساعة 230 يوم 14 حزيران 1988.. في الموعد المحدد بدأت مدفعيتنا وراجمات الصواريخ وبآن واحد بالقصف التمهيدي وقذف حممها على العدو بشكل جعل الليل كالنهار من شدة ومضات مدفعيتنا والراجمات ، إستمر الرمي لمدة 30 دقيقة.. بعدها إستمرت المدفعية بالرمى حسب حاجة القطعات الصائلة.. في الساعة 800 يوم 14 حزيران إستدعاني آمر الكتيبة وعلمت أن قطعاتنا وصلت أهدافها وبدأت بتطهير عارضة ( كوجار) عدا منطقة (كردي هلكان ) 1891م حيث حاول العدو التمسك بها ولكن بعد عدة ساعات تم تحريرها وتم تحرير جبل (كوجار) بكافة رواقمه.. كان لتحرير جبل (كوجار) أثراً إيجابياً على العمليات اللاحقة.
خارطة الهجوم المقابل لتحرير جبل أحمد رومي
د. يوم 15حزيران 1988 مع إستقرار الموقف على (كوجار) بادرت قيادة الفيلق بإستثمار الفوز لطرد العدو من عارضة (أحمد رومي) فدخل اللواء 65 قوات خاصة بإتجاه (أحمد رومي) وفي الساعة 1400 يوم 15 حزيران بدأت المدفعية بالرمى الكثيف والمركزعلى عارضة(أحمد رومي ) بدأ من الراقم 1225 حتى الراقم 1448 (شاخي بالوسه) فقام اللواء 65 قوات خاصة بإقتحام مواضع العدو في وضح النهار وتمكن من السيطرة على أهدافه وأنهزم العدو أمامه وقد شارك رعيل دبابات من سريتي في فتحة قاميش في هذا الواجب.. في مساء نفس اليوم كلفت سرية الدبابات الثانية من كتيبتنا بالحركة من خط الصد إلى جسر كونه مأسي.. في صباح اليوم التالي تقدمت دبابات السرية الثانية إلى أهدافها.. تم طرد العدو من مواضعه ولم يبقى سوى قمة ( أحمد رومي) 1653م وقمة هودال 1733م وتمتاز تلك المنطقتين بالوعورة الشديدة وكثرة السنون الصخرية وصمد العدو فيها رغم كثرة رمي المدفعية والدبابات عليها.. في مساء نفس اليوم 16 حزيران دخل لواء المشاة 110 إلى القاطع لتعزيز اللواء 65 قوات خاصة وأخذ مواضعه في المناطق المحررة في (أحمد رومي).. وفي نفس الليلة شن العدو هجوماً مقابلا أزاح قطعاتنا إلى الخلف قليلا.. في صباح يوم 17 حزيران شنت قطعاتنا هجوماً على العدو وإستعاد المنطقة ولم يبقى سوى قمة هودال 1733م حيث تم تحريرها عصر هذا اليوم وبذلك تم تحرير عارضة (أحمد رومي) بعد ثلاثة أيام من القتال الشرس مع العدو.. ولم يبقى سوى (سفره وكلاله) و ( كرده رش ).
ه. بعد أن تم تحرير جبل (أحمد رومي) بالكامل إستمر إدامة الزخم بإتجاه عارضة (كرده رش) الحيوية ونظراً لأهميتها فقد سماها رفسنجاني عندما إحتلها العدو بأنها عمليات الفاو المصغرة لذلك تمسك بها العدو وكانت مقاومته شديدة لجميع هجماتنا المقابلة وخلال التحرير.. كلف لواء المشاة 445 ولواء المشاة 419 لتنفيذ هذه المهمة وهي تحرير (كرده رش). في مساء يوم 18 حزيران 1988 صدرت الأوامر بتخصيص رعيل دبابات من سريتي ليتجحفل مع لواء المشاة 419.. و رعيل من السرية الثانية كتيبتنا ليتجحفل مع لواء المشاة 445 تحرك الرعيلين صباح يوم 19 حزيران للواجب ، في الساعة 1100 يوم 19 حزيران صدرت الأوامر بحركة سريتي ناقص رعيل دبابات إلى هذا الواجب للتعزيز.. وصلنا إلى منطقة تسمى المطار وتقع بين نهاية جبل (أحمد رومي) الشمالية شرقاً وجبل (كوجار) غرباً فوجدنا السرية الثانية من كتيبتنا التي كانت مشتركة في تحرير ( أحمد رومي ) فأصبح في المنطقة سريتي دبابات وهما الثانية بأمرة الملازم أول سلام صبري وسريتي الثالثة.. لذلك صدرت الأوامر بحركة مقر الكتيبة ليكون معنا.. فتم توزيع الدبابات من منطقة المطار بإتجاه الشمال على الطريق بما يؤمن السيطرة على الأهداف في (كرده رش) الذي يبعد مسافة (4 - 5 ) كم عن موضعنا ، عند وصولنا كان اللواء 445 قد شرع بتنفيذ واجبه بتحرير مرتفعات (سفره وكلاله) كمرحلة أولى ، في صباح يوم 20 حزيران صدرت الأوامر بحركة الرعيلين المتجحفلين مع اللوائين 445 و 419 بإتجاه ( كرده رش) وخلال حركة الرعيلين قرب مرتفعات (سفره وكلاله ) إنفجر لغم مضاد للدبابات على الدبابة الأولى للرتل مما أدى لتوقف الرتل إذ قام العدو قبل هزيمته بزرع ألغام مضادة للدبابات على الطريق.
و. صباح يوم 20 حزيران بدأ لواء المشاة 419 بالتقدم لتحرير( كرده رش) في الساعة 1000 يوم 20 حزيران علمنا أن موقف قطعاتنا لا يبشر بالخير وإنها متوقفة عن التقدم على (كرده رش) بسبب المقاومة الشديدة من قبل العدو وعليه صدرت الأوامر بحركة سريتي الدبابات مع مقر الكتيبة والتقدم أمام وحدات المشاة لتحرير( كرده رش) ، الحقيقة أن هذا الأمر كان غريباً إذ من مبادئ التعبية للصنف المدرع إن الدبابات تقود التقدم في المناطق المفتوحة وفي بعض الأحيان في المناطق المتموجة أما في المناطق الجبلية الوعرة فلا يمكن أن تقود الدبابات التقدم بسبب تحديدات إستخدام أسلحة الدبابة خاصة المدفع في التعامل مع الأهداف وزوايا الإرتفاع الحادة ، لم يكن أمامنا سوى التنفيذ وأعتقد أن هذه المرة الأولى خلال الحرب أن تقود الدبابات التقدم خلال الحرب ، شرعت دبابات الكتيبة وهي السريتين الثانية والثالثة ومقر الكتيبة بالحركة بإتجاه (كرده رش)
ز. كان الطريق وعراً عبر الوديان مما سهل حركتنا عن نظر العدو وعندما وصلنا إلى حقل الألغام إذ تم سحب الدبابة المصابة من قبل مفرزة الكتيبة.. إتصل آمر الكتيبة بقيادة الفرقة 44 لإخبارهم بالموقف وطلب مفرزة هندسة ميدان لفتح طريق في حقل الألغام إلا أن الفرقة أمرتنا بالتقدم عبر حقل الألغام حتى لو أدى إلى إصابة جميع الدبابات !!!. بدأت دباباتنا بالتقدم فاصيبت أربعة دبابات أخرى بإنفجار الألغام ضد الدبابات وغلقت طريق التقدم عندها طلبت الفرقة التوقف والإنتظار لحين وصول المفرزة لفتح الطريق وبعد وصول المفرزة قامت بفتح طريق للدبابات بعد إزالة عدد كبير من الألغام شاهدناه على جانبي الطريق عندما إستأنفنا التقدم بعد خسارة خمسة دبابات بسبب أمر إرتجالي غير مدروس.. وخلال التقدم كانت أعطال دبابات السرية الثانية سببا في خروجها من الرتل علما أن السرية الثانية إستلمت تلك الدبابات حديثاً من مستودع الدروع بعد فقدان دباباتها في معركة أحمد رومي الأخيرة ولم يبقى من دبابات الكتيبة سوى دبابة آمر الكتيبة ودبابتين من السرية الثانية فيما كانت سريتي متكاملة ولله الحمد ولم تتخلف من سريتي سوى دبابة واحدة أثر إصابتها في حقل الألغام.. كنا نتسابق مع الزمن لتنفيذ الواجب قبل غروب الشمس لأن الدبابات لا تصلح للقتال الليلي لعدم توفر أجهزة الرؤيا الليلية في دباباتنا.. بعد إجتيازنا قريتي سفره وكلاله شرعنا بتسلق عارضة (كرده رش) في الساعة 1430 وهنا إلتحق بنا فوج مغاوير فرقة المشاة 44 المكلف بالتقدم معنا وتم إركاب مقاتلي فوج المغاوير على الدبابات في الوقت الذي كانت مدفعيتنا تصب نيرانها على عارضة ( كرده رش) ردّ العدو عند مشاهدته لدباباتنا تتقدم بالقصف الشديد علينا وعلى طريق التقدم وكان كثيراً ما يعيق تقدمنا بسبب إيقاعه الخسائر برجال مغاوير الفوج المحملين على الدبابات ، إستمر تقدمنا حوالي ثلاث ساعات فوصلنا إلى قرب قمم( كرده رش ) حيث إنسحب العدو وتحصن بالقمم أما مقاتلي اللواء 419 وعند مشاهدتهم لدباباتنا تتقدم فقاموا بالتقدم خلفنا رغم القصف المعادي الشديد علينا.. كانت الدبابة الأولى والثانية في رتل التقدم من سريتي ثم دبابتي ثم دبابة آمر الكتيبة وخلفه بقية الدبابات.. وصلنا إلى الإستدارة الأخيرة وبعد إجتيازها كان أمامنا وإلى الغرب الرقم 1426 ونحن نسير بمحاذات الراقم 1326 وكان العدو أمامنا متحصن في مواضع فحصل الإشتباك مع العدو فيما ترجل قسم من المغاوير من على الدبابات للصولة على العدو الذي بدأ برمي الدبابات بالقاذفات واس بي جي 9.. لقد كان من المستحيل التوقف في هذه المنطقة لأنها منطقة قتل لنا ويجب الصولة على العدو الذي صمد في المواضع رغم الرمي المركز عليه كان أمامي طريقين أحدهما إلى اليمين فإذا سلكته الدبابتين التي أمامي تختفي عن أنظاري أما الطريق الأيسر فيتسلق الراقم 1426 من جهة الغرب ونتمكن من إسناده من قبلنا فاصدرت الأمر للدبابتين للتقدم من الطريق الأيسر فيما كان رجال المغاوير يتساقطون من على الدبابات بسبب إصاباتهم بأسلحة العدو بدأت الدبابتين بالتقدم فطلبت من آمر الكتيبة إسنادنا بالنار خلال صولتنا علما أن الدبابات التي خلف آمر الكتيبة لم تكمل الإستدارة الأخيرة لذلك لا تستطيع إسنادنا.. إتصلت بآمر الكتيبة فلم يرد عليه فنظرت إلى الخلف فوجدت دبابة آمر الكتيبة تتفجر بعد إصابتها بصاروخ معادي والعدو يبعد عنا 100 إلى 150م وفي تلك الأثناء إرتجت دبابتي لإصابتها بصاروخ قاذفة معادي ولكن الإصابة كانت في بدن الدبابة ولم تكن مؤثرة تقدمت للأمام خلف الدبابتين وأسقطت من حساباتي إسناد الكتيبة لي في الوقت الذي إختفى فيه مقاتلي المغاوير ومقاتلي لواء المشاة 419.. في تلك الأثناء دخل على شبكة الكتيبة قائد الفرقة العميد الركن غانم البصو وهو يشاهد المعركة من المرصد ونحن في إشتباك مع العدو وتكلم معي قائلا مانصه.. عاصم بارك الله فيك إستمروا بالضغط على العدو لقد قاتلتم قتالاً رجولياً ولم يبقى إلا القليل.. بعد إصابة دبابة آمر الكتيبة تمكن آمر الكتيبة وطائفته من إخلاء أنفسهم قبل أن تنفجر الدبابة وإنسحب إلى دبابة آمر السرية الثانية وأصبحت الدبابة المدمرة عائقاً أمام تقدم الكتيبة بسبب ضيق الطريق.
ح. بقينا ثلاث دبابات وسط مواضع العدو ونحن في حالة إشتباك معه ولم تتمكن بقية دبابات الكتيبة من إسنادي بسبب دبابة آمر الكتيبة التي تتفجر وطبيعة المنطقة كذلك لا أعلم أين إختفى جنود فوج مغاوير الفرقة ومقاتلي اللواء 419 في تلك الأثناء.. وقد غابت الشمس. كان العدو أمامنا على أعلى قمة في (كرده رش) من جهة الغرب وهو الراقم 1426 كما أعتقد .. في تلك الأثناء إتصل بي قائد الفرقة العميد الركن غانم سلطان ليخبرني بمحاولة العدو الإلتفاف علينا من جهة اليمين علما أن هذه المنطقة هي حافة طريق جبلي اي سفح لمرتفع ولا نستطيع معالجته بأسلحة الدبابة وأعتقد أن إندفاعنا جعلنا وسط العدو.. بعد عدة دقائق أصدرت الفرقة أمراً بالإنسحاب.. إنسحبت الكتيبة وبقينا وسط العدو ولانستطيع الإنسحاب بسبب غلق الدبابة المدمرة لنصف الطريق ونيرانها تضيئ المنطقة.. كانت لحظات قاسية جداً سيدي اللواء.. كان أمامي خيارين أما ترك الدبابات وتدميرها لكي لا يستفيد منها العدو وهذا تعليم كنا ندرسه في تعبية الدروع لمجابهة هكذا حالات كتنفيذ أوامر الإنسحاب وفي حالة تعذر الإنسحاب أو الخيار الثاني المخاطرة بالمرور من جانب الدبابة التي تتفجر والخطورة ليست من الدبابة بل من الوادي السحيق غرب الطريق اي سفح شديد الإنحدار أي إذا فشلنا بسبب ضيق الطريق فالدبابة ستسقط في الوادي بطائفتها ولن ينجو أحد هكذا كنت أفكر حينها.. أما الخيار الأول وبسبب إعتزازنا بالسلاح إستبعدته تماماً وفضلت الخيار الثاني مهما كانت النتيجة رغم خطورته العالية جداً فتوكلت على الله فأصدرت أمراً إلى سائق الدبابة بالمرور من جانب الدبابة المدمرة لغرض العبور لغرض الإنسحاب ونجحنا في الإنسحاب ولله الحمد وتبعتني الدبابتين تنفسنا الصعداء وحمدنا الله كثيراً إنسحبنا ثلاث أو أربعة إلتواءات أي بحدود 400 إلى 500 متر وجدنا الكتيبة وأمر الكتيبة الذين إنسحبوا قبلنا.. في الحقيقة لم تبقى من الكتيبة سوى 10 أو 11 دبابة بقينا تلك الليلة في هذه المنطقة قريباً من قمم (كرده رش) الغربية.
ط. يوم 21 حزيران أي اليوم الثالث لمعركة تحرير( كرده رش) كان الموقف مستقراً ومازال العدو على القمم ونحن على السفوح قريباً من القمم والتراشق مستمراً بيننا.. في حدود الساعة 1030 يوم 21 حزيران وصل إلينا المقدم الركن ظاهر من قيادة الفرقة 44 وطلب الإجتماع بنا وبضباط فوج المغاوير وأبلغنا تحيات قائد الفرقة وثناءه على التقدم والأداء الرائع لدباباتنا وأبلغنا بمعاقبة آمرلواء المشاة 419 وآمري أفواجه من القيادة العامة بعقوبة الإعدام لفشلهم في إستعادة أهدافهم لذلك صدرت الأوامر بسحب لواء المشاة 419 من أرض المعركة فوراً وإستبداله بلواء المشاة
19طلب منا خاصة الدبابات سد الفراغ والصمود هذا اليوم ومنع العدو من التدخل لحين دخول لواء المشاة 19 لكي لا يلتقي مقاتلي اللواء 419 مع مقاتلي اللواء 19 على أن يستأنف الهجوم مع اللواء 19 لتحرير( كرده رش) وأخبرنا إن آمر اللواء 19 وآمري الأفواج قائمين بالإستطلاع.. بعدها إتصل المقدم الركن ظاهر بالفرقة بالجهاز اللاسلكي فاستمكن العدو موضعنا بقصف مركز ودقيق فركبنا بالدبابات تحسبا لأي إحتمال وكانت أحرج فترة عندما إستهدف دباباتنا بصواريخ التاو الأمريكية المضادة للدروع والتي كان يطلقها من جبل كولان 1242 م من شمال غرب ماوت ونستطيع تميزها من صوتها وسلك التوجيه ويبلغ مداها المؤثر 4000 متر وكانت ترتطم بالصخور حول الدبابات.. وتم معالجة قواعدها وإسكاتها من قبل مدفعيتنا.. إستمر القصف المدفعي المعادي المركز والعنيف إلى المساء وخلال الليل.
خارطة الهجوم المقابل لتحرير عارضة كرده رش
ي . بالساعة 500 من يوم 22 حزيزان وصل إلينا طلائع لواء المشاة 19 البطل وصدرت لنا الأوامر بالتقدم مع لواء المشاة 19 وبهجوم صاعق مع اللواء إنهار العدو وتم طرده من الرواقم 1426 و1418 و1391 وبقية الرواقم ، ومن المواقف خلال تقدمنا وإجتيازنا أعلى قمة غربية من (كرده رش) متجهين إلى عمق العارضة شرقاً رأيت عشرات المقاتلين يسيرون بالرتل من شمال العارضة بإتجاهنا وكنا نعتقد إنهم قطعات معادية وكدنا نطلق النار عليهم بالدبابات وبعد التأكد منهم وجدناهم من قطعات ل 19 وكانوا يلوحون لنا بأيديهم.. وفي الساعة 1000 أكملنا تحرير( كرده رش) في الحقيقة كنا نتوقع معركة قاسية مع العدو ولكن عندما تقدمنا مع لواء المشاة 19 وجدنا أنفسنا كأننا في تمرين من خلال كفاءة مقاتلي هذا اللواء البطل تأكيداً لمقولة الوحدة بأمرها.. وبعد قرائتي لمقالتكم عن تلك المعركة في إختياركم الطريق النيسمي لسرية مشاة ثم أصبحت سريتي مشاة للإلتفاف على العدو أعتقد إن سر النصر وسرعة حسمها من قبل لوائكم البطل هي تلك السريتين أي بمصطلح الدروع عملية ضرب الجناح وتطويق العدو.. لقد عجزت الكثير من الألوية عن تحريرها إلى أن حررها لوائكم البطل لواء المشاة 19 وبعد تحرير(كرده رش )أنهار العدو في حوض ماوت.. لقد كتبت لمقامكم الكريم كما وعدتكم الأحداث منذ سقوط عارضة (كرده رش) بيد العدو لغاية تحريرها وهي شهادة أمام الله أولا وكتبتها بكل دقة من زاويتي وربما كانت هناك أحداث لم تكن أمامي ولا أعلم بها خلال تلك الفترة.
وأخيراً سمعنا بعد تحقيق النصر طلب قائد الفيلق الأول اللواء الركن في حينها سلطان هاشم أحمد رحمه الله تخفيف حكم الإعدام عن آمر لواء المشاة 419 وآمري أفواج اللواء وحصلت الموافقة وطردوا من الجيش ولا أعلم مدى صحة هذا الخبر.
تدقيق وتوثيق أحداث المعركة من قبل:
اللواء المتقاعد
فوزي جواد هادي البرزنجي
26 كانون أول 2021
للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني:
https://algardenia.com/terathwatareck/52307-2022-01-12-09-45-07.html
1383 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع