شخصيات بغداديه دخلت التاريخ ح \ 3 الملك فيصل الاول

   

           شخصيات بغداديه دخلت التاريخ ح \ 3الملك فيصل الاول

         

                                             

                        
كان العراق بولاياته الثلاث (بغداد , الموصل , البصره) تحت الحكم العثماني وكانت الحجاز اماره كما هي امارة مكه وكانت الطائف التي ولد فيها الملك فيصل الاول ولايه تابعه لامارة الحجاز ولقد ولد وهو الثالث في تسلسل اولاد الشريف حسين بن علي الحسني الهاشمي من سلالة الرسول الكريم محمد (ص) ,,

        

ولد فيصل في 20 مايس 1833 م وكان الشريف حسين ذا نزعه قوميه عربيه ,, اختير فيصل ممثلا عن جده الشريف علي في البرلمان العثماني وثار مع ابيه فيما عرف بالثوره العربيه الكبرى متحالفا مع الدول العظمى لتحقيق الاستقلال للوطن العربي عن تركيا والتخلص مما يسمى بسياسة التتريك ..
قاد فيصل جيش الشمال الثائر بالتعاون مع القوات البريطانيه وفيه الفيالق العربيه والضباط العرب ضد الجيش العثماني اثناء الحرب العالميه الاولى وتمكن من السيطره على شرق الاردن وسوريا ودخوله دمشق, سمي قائدا عاما للجيش العربي ونصب ملكا على سوريا في 7  اذار 1920 ولمدة لم تتجاوز الشهر حتى عزله الفرنسيون وخاض معهم حربا من خارج سوريا ولم تكن حربا متكافئه وقاد الشهيد يوسف العظمه وزير الدفاع السوري معركه  (ميسلون ) واستشهد فيها وهو اول وزير دفاع يستشهد في المعركه ..
 كان التنافس في الجزيره العربيه على اشده بين العوائل العربيه المتنفذه وخاصة (أل سعود ) ومحاولات تاسيس نظام خلافه مشابه للخلافه في صدر الاسلام وبالتالي انتهت الامور الى الرضوخ لقوات الحلفاء والذهاب الى تقسيم المنطقه الى دويلات ..

           
بعد تنحيته من عرش سوريا ذهب فيصل الى المملكه المتحده ومن ثم حضر مؤتمر القاهره الذي عقد على اثر ثورة العشرين وانبثق منه المؤتمر التاسيسي ومن بعض الزعماء العراقيين منهم (نوري باشا السعيد , رشيد عالي الكيلاني , جعفر باشا العسكري , ياسين الهاشمي , عبد الوهاب النعيمي ) وانتخب المؤتمر السيد عبد الرحمن النقيب ,نقيب اشراف بغداد رئيسا للوزراء ونودي بالامير فيصل ملكا على العراق وتم تتويجه في 23 اب 1921 م ..  
كان الملك فيصل الاول ذا خبره سياسيه واداريه اكتسبها من خلال عمله حاكما للحجاز 1916م وكذلك قيامه بقيادة القوات العسكريه العربيه ونجاحاته في الاردن وسوريا عام 1918م ,, في العراق كانت هناك مشاكل كثيره وكبيره عند تسلمه الحكم وخاصة موضوع الانتداب البريطاني الذي خاض بسببه مباحثات طويله وصعبه مع الحكومه البريطانيه حتى تمكن من انتزاع الاستقلال بموجب اعلان الاستقلال عام 1932م ..

   
الجيش ...
 لقد كان فيصل يدرك جيدا ان قوة الدوله الفتيه وبقائها يعتمد بصورة رئيسيه على قوة الجيش وامكانياته ولقد حاولت بريطانيا الابقاء على جيش ضعيف كما اتخذت اجراءات لتخفيض رواتب المتطوعين بحجة الميزانيه ولكن بدأ عوائد النفط دفعت فيصل الى الاهتمام بالجيش وتسليحه وتوسيعه ..

   
الاقتصاد ...
عملية بناء الاقتصاد الوطني كانت من اولويات الملكلانه كان يعتبر ها الاداة الرئيسيه لتقدم البلد وفي جميع الاتجاهات وفي مقدمتها النفط بالرغم من تساهله مع الانكليز في موضوع الامتيازات بسبب الموصل واغراءات الاتراك للانكليز بامتيازات كبيره اذا ما الحقت الموصل بتركيا وبدا بعد ذلك بسياسة نفطيه متغيره تدريجيا ..

    
 الزراعه ...
 كان العراق بلدا زراعيا يعتمد على انتاجه الزراعي الكثير من دول الجوار مثل السعوديه والاردن ولذلك كان اهتمام فيصل بالزراعه كبيرا وانشأ الجمعيه الملكيه الزراعيه وانتخب رئيسا فخريا لها وكان من اوائل المشجعين للاستثمار والانتاج الزراعي وساهم في تاسيس المصرف الزراعي وانشاء مشروع الغراف ومشروع تربية دودة القز واصدار قانون يملك الارض لكل من يزرعها لمدة 10 سنوات وتشجيع التحديث وجلب مكائن حلج القطن والتبوغ وتنظيف البذور ورفع الضرائب عن المزارعين وعين نظام للري ومحاكم للنظر بالمنازعات الزراعيه ..


الصناعه ...
 كما كان المغفور له شديد الاهتمام في مجال الصناعه وتحديثها وارسل الكثير من الشباب الى الخارج لاعداد كادر زراعي حديث كما ربط الصناعه بالانتاج الزراعي لكي تكتمل الدوره الصناعيه  واصدر لائحة حماية المنتوجات الوطنيه وظهر اهتمام الملك بالجانب الاقتصادي اثر الازمه الاقتصاديه العالميه عام 1929  بالتقرير الذي رفعه حول الازمه والكارثه التي حلت بان دعى الى : الاكتفاء الذاتي ,, وقف استيراد المنتوجات والمحاصيل الاجنبيه ,, التحول الى التصدير بدل  الاستيراد  التعليم ...
 وكان من ضمن اهتماماته موضوع التعليم وكان يؤمن بان تقدم البلد لايمكن ان يتم بدون المعلم لانه اللبنه الاساس والخطوه الاولى لهذا التقدم وفي عهده ازداد عدد المدارس الابتدائيه بشكل مضاعف وقد اسس (جامعة أل البيت ) عام 1922 م لتقريب المذاهب والاديان وكان يتبرع من راتبه للمدارس ..

   
مشكلة الموصل ...
كانت الموصل من اكثر المشاكل التي تؤرق الملك والالحاح التركي في  ضمها الى الدوله التركيه واعتبرها المحور الاساسي لوحدة العراق وقوته وان التفريط بها يعني التفريط بكل العراق وفي تصريح له اثناء زيارته الموصل عام 1925م ( اذا ما انفصلت الموصل عن العراق فاننا سوف نسعى لزيادة مجهودنا الحربي واستعادة لواء الموصل بالقوه )..
 لقد تعامل الملك بسياسه رصينه مع كل المشاكل ومنها المشكله الكرديه وكان يؤمن بحقوق الاكراد وفي عام 1923م  قد اكد ذلك للشيخ محمود بانه مقتنع بشكل كامل بضرورة اعطاء الكورد حقوقهم ومنحهم حكما ذاتيا في اطار الدوله العراقيه ..  سياسته الداخليه والخارجيه ...
 لقد كانت سياسته الخارجيه كما هي سياسته الداخليه تتسم بالحصافه وبعد النظر والتوازن بالعلاقات مع الدول والمصالح المشتركه وخاصة ما كان من المشاكل الحدوديه مع ايران وتركيا والسعوديه وانصافا لهذا الرجل فقد كان من اول المطالبين باعادة الكويت الى العراق وطرح الموضوع عدة مرات مع الانكليز ..
من الحوادث التي تذكر في مجال السياسه الخارجيه ( ان الملك غادر البصره الى عرض الخليج والتقى بالملك السعودي بن سعود على ظهر الباخره البريطانيه ,,لوبون ,, وتعانقا وقال سعود لفيصل اخي فكان رد فيصل اذا كنت تنظر لي باعتباري فيصل بن شريف مكه فأنك تحتقرني) وان كان خلافنا شخصي لهان الامر ولكنه خلاف العرب الذي ادى الى جريان الدم ويقصد فيصل هجمات عشائر نجد (الوهابيه ) على العراق

    
وفاته ...
 توفي الملك فيصل الاول ملك العراق في ايلول عام 1933م في سويسرا (مدينة برن ) وسبب الوفاة هو تصلب الشرايين وبالرغم من الشهادات الطبيه قد ذكرت ان الوفاة طبيعيه الا ان هناك من يشك في هذا  ولقد فصل ذلك الدكتور (محمد مظفر الادهمي ) واستند على قول الزعيم اللبناني شكيب ارسلان بانه قال (الانكليز قتلوا فيصل )وذكر صلاح الدين طرابلسي في خطاب امام تظاهره كبيره في دمشق من ان الانكليز قتلوا فيصا بدس السم اثناء مصافحتهم له ,وهنالك قصة اخرى اقرب الى التصديق وهي موضوع صديقته الهنديه والرجل الغامض معها والمشاجره التي جرت بينهم قبل يوم من الوفاة وشرب الشاي معا واختفاء الاكواب حسب قول الممرضه السويسريه (باجيت ) التي ذكرت الحادثه وقالت ايضا انه كان في صحه جيده جدا ذلك اليوم .. والله اعلم ..
 لقد تركت وفاة الملك فيصل المفاجئه اثرا كبيرا على العراقيين وكذلك على الدول العربيه فكان استقبال الجثمان في حيفا مهيبا  بالاف المستقبلين وكذلك دمشق فقد اغلقت الاسواق وخرجت التظاهرات وكان في بغداد استقبالافي مقدمته الامير طلال بن عبد الله وشقيقه نايف ونوري السعيد وجعفر العسكري وقد نكست الاعلام وخرجت الصحف باشارات سوداء واذنت المأذن بالنعي ورفعت الاعلام السوداء وشيع الى مثواه الخير بموكب مهيب .. وانتهت مرحله مهمه من مراحل الحكم الملكي في العراق كانت البدايه لتأسيس الدوله العراقيه الحديثه ...
والى اللقاء مع  شخصيه اخرى  ..  مع تحياتي .. عبد الكريم الحسيني

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع