تحله الگعده ويه الچاي صبوله من راس القوري
الچاي بصوره عامه يشرب للتسليه وأبعاد السأم والضجر اي الضوجه والبعض ان لم يشربه يصاب بالصداع وهكذا حال العراقيين بشهر رمضان فهو يتحمل الجوع والعطش ولكنه لا يتحمل الأمتناع عن شرب الشاي وتدخين الجگاره وطبعا من عادة البيوتات العراقيه تقديم الشاي للضيف حال دخوله البيت ويقدم حار وغير ناقص ولا مملوء يطفح على المعلبكي او صحن الأستكان
فيما يتعلق بالشاي فأن الغريب بالأمر هو ان العراقيين وبالصيف حيث تتجاوز درجات الحراره الخمسين مئوي فتراهم يشربون الشاي وهو حار جدا في حين الضروف المناخيه تتطلب شرب المشروبات البارده وبعد استفسار وشروحات تبين لي ان الشاي له دور كبير بالحقيقه في تسهيل هضم الدهون وخاصة بعد وجبات الأكل حيث ان النساء والزوجات يقمن بتحضير الشاي قبل ان ينتهي زوجها من اكل الغذاء او العشاء وهذا الشاي الحار له فائده عظيمه في التخلص من الدهون ويقال ايضا ان للشاي دور مضاد للأكسده ويعمل كمدبغ لجدار المعده ولجدران الجهاز الهضمي
العراقيون يشربون الشاي بالأستكان على الخلاف من شعوب الدول العربيه الاخرى التي تشربه بالكؤوس اي الكوابه او الگلاصات والبعض يشرب الشاي كل ساعه فيجعل يومه مليئ بالحيويه وخاصة مع الچاي المهلل ومن الطرائف انه ان قدم استكان الشاي بالخطأ مع 2 خاشوگه صغيره اي ملعقة استكان فيتم الضحك لأنه بمعتقداتهم ان هذا الشخص سيرتبط اي يتزوج بأمرأتين
الشاي عادة يشرب من الأستكان مباشرة ولكن البعض منهم يصبوه بصحن الأستكان وينفخ عليه ليقلل من سخونته ويشربه ومن هنا الطريفه القائله ان پول بريمر الحاكم العسكري الأمريكي المحتل للعراق بعد السقوط عام 2003 قد تمت دعوته في مضيف من بعض المشايخ فقدم له الشاي فرأى الكثير منهم يشربه بصبه بصحن الأستكان وليس من الأستكان فسأل عن هذه الظاهره فقيل له بأنهم متعطشين بالأنتفاع والأنتشاع بشرب الشاي فيصبوه بالمعلبكي وهكذا يسهلون ويسرعون شربه لأنهم ان ارادوا ان يشربوه من الأستكان فهو حار جدا وعليهم الأنتظار كثيرا وهنا ضحك وسخر بريمر من هذه الوضعيه متساؤلا عن كيفية تعود وتحمل الديمقراطيه من قبل هذا الشعب المتعجل والذي يريد حل الامور بالسرعه حيث ان الديمقراطيه تعني الحوار والنقاش والأنتخابات والرأي والرأي المعاكس
طبعا المقهى بالعراق يسمى بالگهوه والگهاوي يقدم بها الشاي على العكس من التسميه الگهوه حيث الأسم گهوه مرتبط بالقهوه والسبب هو انه قديما بالمقهى كانت تقدم وتباع القهوه العربيه الأصيله والقهوه المره والقهوه اليمنيه ولكن بأحتلال العراق من قبل الأستعمار البريطاني عام 1917 حيث كان جنود الأحتلال اكثرهم من الهنود الذين يستهلكون ويشربون الشاي الهندي المعروف وكان الأنگليز هم الآخرين قد احبوا شرب الشاي الهندي فوصلت هذه الظاهره للعراقيين وبدأ التحول من القهوه الى الشاي
اما الكلمه استكان فأصلها وحسب البعض من المؤرخين هو ان الأنگليز كانوا يشربون الشاي بكوب خاص بذلك وبه هذا الشاي الشرقي من مستعمراتهم من دول جنوب شرق آسيا فسموه بال East-Tea-can وتعني كوب الشاي الشرقي ولكن العراقيين اختصروا هذه الكلمات الثلاثه سماعيا فقالوا استكان وللعلم هذه الگهاوي التي تقدم الشاي سميت بعد ذلك بالچاي خانه حيث خانه اصلها فارسي او تركي وتعني مكان
في البيوتات قديما حينما يقدم الشاي فأنه يقدم بالأستكانات والبعض يقدمه وبداخل الأستكان السكر والبعض الآخر يضع قطع سكر مكسره من قالب السكر المسمى بالقند او شكر الكله والتسميه شكرلمه قادمه من كمية السكر اي السكر المذاب وهناك قديما من كان يشرب الشاي بطريقة الدشلمه او دوش شكر كله حيث يضع الشارب قطعه من السكر المكسور من القند تحت اللسان وحينما يشرب الشاي من الأستكان وهو غير حلو فأنه سيصبح حلو بتلامسه مع السكر الموجود تحت اللسان
طبعا السكر ايام زمان كان يقدم وهو موضوع بوعاء خاص بذلك يسمى بالشكردان وبالشتاء تجتمع العائله داير مداير المنقله التي بها الفحم ووسطه يتم وضع قوري الشاي وهنا نرى الكثير من الجدات يقمن برواية قصص كثيره لأحفادهن المحيطين بهن وللعلم قديما هذا السكر الذي على شكل قالب القند المخروطي كانوا يضعون ثلاث قوالب منه بالصينيه ويغطى بشرشف ويوضع على الرأس ويقدم للعروسه ليلة زفافها وكذلك يهدى بهذه الطريقه لعائلة الاطفال الذين يتم طهورهم
هنا أحب التذكير بالمصطلحات تخدير الشاي وتهديره فالتخدير تعني وضع الشاي بالقوري وملؤه بالماء ويتم تسخينه فحال سخونته يتم رفع القوري من الفحم او النار ويتم تهديره بوضعه اما على نار غير قويه او على المهدايه او نضع ابريق الشاي على ابريق اخر ينتج بخار الماء او يمكن وضع قوري الشاي في قمة السماور الذي يسخن الماء فيولد البخار منه والذي بدوره يسخن قوري الشاي بشكل غير مباشر اي دون تلامس مع النار مباشرة
قوري الشاي قد يكون مصنوع من الفافون او السيراميك الذي يتعرض للكسر بعض الأحيان وهذا يتطلب اصلاحه من قبال خياط القواري والصحون المتجول في درابين الأحياء البغداديه وقديما الشاي يقدم بدون تصفيه للبثل الموجود بالشاي وحاليا نستخدم مصفي الشاي اي الفلتر ولكن البعض يفضل استساغته وبقاءه مع الشاي
الچاي عموما يشرب خصيصا صباحا كما يفعل الأنگليز حيث الكل يعرف المصطلح الأنگليزي المعروف عالميا وهو ال Tea time حيث ان اكثر الأنگليز يستراحون حوالي الساعه العاشره صباحا لشرب الشاي
هنا احب التذكير بالعباره الشهيره صبله چاي من راس القوري وهو استكان الشاي الأول المأخوذ من القوري اي اول استكان يصبونه منه وعموما يقدم للذوات وللضيف الكريم ولرب البيت وتكون نكهته ارق وأجمل وأحسن من بقية الشاي الموجود بالقوري لأنه كلما طالت فترة بقاء القوري على النار فتركيز الشاي يزداد وقد يحترق فتقل او تسيئ نكهته وكذلك البعض الآخر من الشاي نسميه بالسنگين وذلك لأن الشاي يقدم فيه بشكل مركز ميه بالميه ولم يخفف بقليل من الماء الحار
للعلم هناك انواع كثيره من الشاي فمنها الچاي حامض والچاي حلو والچاي القنداغ وچاي العروس والچاي دارسين وچاي العباس الذي تقدمه النساء مع الكعك لنساء الحي وجيرانه بعد ان نذرت بتوزيعه حال نجاح ولدها او اي امنيه ارادتها وتحققت اما الچاي القنداغ فهو بالحقيقه ماء مغلي وبه سكر يقدم للشخص الذي عنده عسر هضم او يعطى للصغار اذا عدهم غازات ولا يستطيع النوم وأما چاي العروس فهو الشاي الذي تقدمه عائلة العريس للعروس صباحية دخلتها وهو استكان مملوء حوالي لنصفه بالماء الساخن مع السكر طبعا وفوقه يتم اضافة الشاي ولكن النزول له ليس مباشرة بل يتم سكبه ببطئ وعبر ملعقة شاي وبالقرب من حافة استكان الشاي وهكذا نحصل على استكان به طبقتان منفصلتان احدهما حمراء للشاي والأخرى بيضاء
للعلم اذا شخص عنده اسهال فيستخدم الشاي اي عشبته فيأخذ المريض ملعقة من هذه العشبه ويمضغها بأسنانه بفمه اي يعلسها ثم يبلعها وهذا سيساعد لاحقا في منع وتقليل الاسهال وخلال العلس يتم علچ العشبه وكأنه العلكه ثم تبلع بعد ذلك واما من يكون قد اصابه الزكام فينصح له شرب الچاي الحامض المعمول من الليمون المجفف او ما نسميه بنومي بصره حيث يكون غني بالفيتامين سي
وهنا للتذكير من طقوس شرب الشاي في العراق منها مثلاً أن يتم شرب الشاي بطريقة ( الدشلمه ) أو بطريقـــة (الشكرلمه) وطريقة (الدشلمه) تتلخص في أن يتم شرب الشاي من الاستكان من دون وضع سكر بالأستكان حيث يقدم ( استكان ) الشاي المر على صحن او معلبكي وموضوع على صينيه خاصه بالچاي ويقدم الأستكان بدون ملعقة بينما يوضع على الصينيه (الشكردان) الذي يحتوي على قطع من السكر المكعبات أو من قطع (شكر الكله) أي ذلك القالب المخروطي من السكر الأبيض الصلب ثم يكسر الى قطع صغيرة توضع في (الشكردان) فيعمد الشارب إلي تناول قطعة سكر منه ويضعها تحت لسانه ويبقي لفترة طويلة يرشف رشفه من الشاي المر بينما هو يمص ببطئ قطعة السكر تحت لسانه .
في المقاهي قديماً، كان «الگهوچيه» يعملون انواعاً مختلفه من الشاي، فهناك كان شاي «الزعفران» و»الدارسين» و»الحليب» وشاي ماوي وورد لسان الثور» وجاي حامض» والميزه المشتركه بين كل هذه الچايات هو وجود الچاي بها مخلوطا مع نكهات اخرى .
وكان جالسي المقاهى في الايام الخوالي.. يتنادون على عامل المقهى جيب چاي للاستاذ. وآخر يقول اريده من راس القوري ما أريده سنگين، وآخر اريده هواية حلو، وآخر اريد شكره قليل، وبعض الأحيان ترى اعتراضات من مدمني الشاي فتراهم ينتقدون نوعية الشاي كأن يقول هذا شاي فاير، وهذا حلو هواية، وهذا طوخ وهذا قنداغ اي ان الچاي خفبف جدا اي ان نسبة الماء به كثيره جدا ، وهذا شاي بارد وبلاله.. وهناك من يقول عند تقديم الجايجي چاي سنگين ..او يقول قابل آني ماكل پاچه، ومن يقول عند اول جلوسه اريد چاي يگعد الراس اي چاي طوخ وهي نفسها حينما نسمع أريد چاي ثگيل.
طبعا البغداديون كانوا يحبذون شرب الچاي السنگين اي الثگيل بعد أكلهم الپاچه او الكباب او اي أكلات دسمه لأنه حقيقة يقلل الأحساس عندهم من طعم وقوة الدسم بالفم أي انهم يشبعون أكلا وتنترس معدتهم وايضا سوف لن يكون هناك أحساس بثقل المعده بفعل شرب الچاي. او بعباره أخرى هو ان هذا الچاي يهضم الأكل حسبما يقولون
للعلم الچاي السنگين هو الچاي الذي يكون تركيزه عالي جدا اي تم وضع كميه كبيره من الچاي بالقوري اما الچاي الفاير فتعني ان الچاي محروگ او تم وضعه على النار لفتره طويله او ان الچايچي نسى القوري على النار علما ان الچاي المعدل يتم تحضيره على نار هاديه وليس نار قويه وهذا يعني ان تحضيره قبل تقديمه يحتاج لوقت اطول .
لا أنسى ان اذكر هنا حسبما أخبرني به الأخ الكريم الأستاذ حاتم الفراجي من ان عدد من الگهاوي اشتهرت في بغداد عن غيرها وهذا يعود لطريقة عمل الچاي فالأسطوات الذين يشرفون على عمل الچاي يتفننون في تحضيره فيخلطون انواع مختلفه منه اي لا يستعملون نوعيه واحده فتراهم يخلطون الچاي الفله او الچاي اليابس لزهر او ورد الچاي مع الچاي الفله لورق الشاي ولفهم الفرق بين الأثنان فالأول حباته تكون ناعمه وصغيره والثاني اطول والأول هو الچاي المستخرج من زهور نبتة الشاي اما الثاني فهو من اوراق نبتة الشاي وچاي الزهور يكون اغلى من چاي الورق وقديما عندما المحلات تستلم الشاي السيلاني المحفوظ داخل صناديق خشبيه ومحاطه بأسلاك معدنيه فترى على الصنوق مكتوب شاي الزهور السيلاني الذي هو احسن نوعية چاي كانت مشهوره بالعراق وهناك ايضا الشاي الهندي والصيني ولكنهما من ورق نبتة الچاي.
وللعلم أطيب انواع الچاي هو الچاي الذي يقدم بشكل متوازن اي ان الچايچي يتحكم بنسبة خلط الماء الساخن الموجود بالسماور مثلا مع كمية الشاي الذي وضعه بالأستكان وكذلك مكان وضع القوري في وسط الفحم ام على جانبه وهل هو يستخدم كتلي معدني ام قوري من السيراميك لعمل الچاي حيث ان الأخير من ميزاته انه لا يحرق الشاي حتى ان نسينا او وضعنا القوري على نار قويه.
والمقاهي كانت تستعمل للجلوس تخوت الخشب وكراسي سعف النخيل. وللعلم قديما اي قبل الحرب العالميه الاولى فأن الشاي لم يكن مستعملاً في بغداد وكان اصحاب المقاهي، يوزعون، على رواد مقاهيهم «القهوة و»الزنجبيل» .
والأخ الفاضل الكريم الاستاذ علي الهلالي اعطاني طيا هذه المعلومه حيث يروي ان طريقة تقديم الشاي بالمضايف تختلف عنها للگهوه حيث يتم تقديم الگهوه اولا للشخص او الضيف ذو المقام العالي كأن يكون اكبر القوم او سيدهم او ضيفا يراد تكريمه وتبجيله وحسن ضيافته ومن بعد ذلك يقدم للضيوف بالسره والموجودين على يمينه والقهوه تقدم للضيف ثلاث مرات اما طريقة تقديم الچاي فهي مخالفه حيث يخدم بها اول شخص من جهة اليمين وهكذا يستمر بالتقديم للأشخاص الجالسين على يمينه. والمثل يگول الچاي گص والگهوه خص والكلمه گص هنا تعني بالسره اي هي للكل دون تعيين او تخصيص واما الكلمه خص هنا تعني خصوصي اي نخص بها سيد القوم او الضيف,
,طبعا ام البيت والچايچيه المحترمين بالگهاوي التي كانت تخدم شعرائنا الكرام كالزهاوي والرصافي فهؤلاء كانوا يحضرون الچاي بطرق رائعه ويضيفون الزعفران او الهيل للچاي ويراعى عند التقديم ان لا يكون الأستكان مملوء جدا او ناقص فهذا من المعيب بحق الضيف او طالب الشاي وكان الگهوچي الأكثر شهرة ببغداد لا اعرف اسمه وكان يشتغل بگهوة فضوة عرب وكان يحمل اكثر من عشرين استكان بيده يوزعها علي الجالسين
ختاما اذكر هنا من تراثنا الجميل بعض الأبيات الشعريه والأغاني التي تتعلق بالشاي
سكرت من دار دورك بستكانه...وعلى الچاي التصبه بستكانه...ولك ليش تگول لأهلك بستك.آنه...مو انت الجبت خدك عليه
بستكانه الأولى تعني بهدوء والثانيه يقصد بها الاستكان
طيا اغنيه لحضيري ابو عزيز يقول فيها
دمضي العريضه...أمضي العريضه.......عيني يبو التومين...أمضي العريضه....الحلوه على الچاي...طاحت مريضه
دمضي يقصد بهاء امضاء او يوقع او يوافق اما ابو التومين فهو المسؤول الاداري بالبلديه الذي يرفض او يوافق على طلب الفقراء بشراء خبز التومين ذو التسعيره المرخصه اي التي سعرها ارخص من سعر گرصة الخبز عند الخبازين العاديين ايام الحكم الملكي اي كانت التسعيره مدعومه من الدوله
سليمه مراد والعديد من المغنيات العراقيات غنن الأغنيه الشهيره التاليه عن الشاي
خدري الچاي خدري...عيوني ألمن أخدره
مالچ يا بعد الروح..دومچ مكدره
أحلف ما أخدره...ولا أگعد گباله
الا يجي المحبوب...وأتهنه بجماله
بعد هواي يا ناس...ألمن آنه أصبه...محد بعد عيناه...يستاهل يشربه
اي والله وحياتك أبد ما خدره...واخذ فاس بيدي للقوري أكسره
طيا رابط بالنقر عليه تسمعون جمال الأغنيه العراقيه بخصوص الچاي:
https://www.youtube.com/watch?v=fktdND_acfQ
1218 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع