يعد شهر تموز من عام 1985 شهراً مشهوداً لي بالانجازات الوظيفية وطفرة نوعية في تبلور مركزي المستقبلي في تبوء موقع قيادي ضمن المواقع القيادية لشرط محافظة أربيل والمكاسب الوظيفية التي تحققت ضمن اٍطار الشهر المذكور هي:-
1- ترقيتي إلى رتبة مقدم شرطة
2- تخرجي من المعهد العالي لقوى الأمن الداخلي وحصولي على شهادة الدبلوم العالي في العلوم الأمنية.
3- منحي قدماً ممتازاً لمدة ستة أشهر
4- قرار بتسميتي نائباً لمدير شرطة محافظه أربيل .
كل هذه المكتسبات على الصعيد الشخصي في مجال الوظيفي جعلتني اكثر ثقة في تحقيق طموحي الشخصي في الوصول الى ماكنت أصبو إليه في أن أصبح يوماً مديراً لشرطة محافظة أربيل أودهوك أو السليمانية .
في أحد أيام سنة 1987 جاءني اتصال هاتفي من الصديق المرحوم (ملا مسعود عبد الله) والملقب (بى به ش)وهو شاعر ورجل دين وله علاقات واسعة مع أغلب المسؤولين في المحافظة يخبرني فيها بأنه وزميله المرحوم الشيخ (لطيف البرزنجي) كانوا في محافظة بغداد وفي ضيافة المرحوم (عبدالله اسماعيل) وزير الدولة المخضرم في الحكومة العراقية وبأنهم تناقشوا معه حول ضرورة اٍناطة مسؤولية اٍدارة شرطة محافظة أربيل بأحد الضباط الأكراد وأنهم قد اختاروني تحديداً لهذا المنصب.
وأضاف المرحوم( الملا مسعود)بأن الوزير (عبد الله إسماعيل )قد استجاب إلى طلبهم واستحسن ذلك وطلب منهم إبلاغي زيارته في مكتبه الذي يقع في مبنى وزارة التخطيط واللقاء به لغرض الاتصال بالمسؤولين في الحكومة العراقية والتمهيد لإصدار أمر تعيني بمنصب مدير شرطة محافظة أربيل .
وزارة التخطيط العراقية في مدينة بغداد
شكرته والأخ ( لطيف) على جهودهما الأخوية وأخبرته بأنني سوف أسافر الى بغداد غداً من أجل لقاء الوزير, في اليوم التالي وبينما كنت في طريقي إلى محافظة بغداد ومعي صديق العمر الأخ ( دلاور قادر همزة) والذي كان على علاقة ومعرفة بالوزير ,كان فكري يسرح ويتخيل لقائي بالوزير غداً وانجاز هذه المهمة التي أنا في غاية الشوق لنيل نتائجها المنتظرة. وأردد مع نفسي بأنني أصبحت قاب قوسين أو ادنى من الوصول لمبتغاي جراء تدخل الوزير وعلاقاته الواسعة مع القيادة العراقية ممثلة في أعلى هرم القيادة .
صورتي مع السيد دلاور قادر همزة
وصلنا بغداد في عصر ذلك اليوم ونزلنا في أحد فنادقها الراقية وفي صباح اليوم التالي توجهنا الى وزارة التخطيط المطلة على نهر دجلة من جانب الكرخ والتي تعتبر البوابة الشمالية للمنطقة الخضراء الحالية.
استفسرنا وبحثنا عن السيد وزير الدولة (عبد الله اسماعيل) وبعد عثورنا على مكتبه المتواضع المتكون من غرفتين فقط ضمن بناية وزارة التخطيط الضخمة في حجمها وكثرة أقسامها وغرفها (غرفة للوزير وغرفة لمدير مكتبه) الذي راجعناه واستصحبنا معه الى غرفة الوزير.
رحب بنا الوزير واستفسر عن وضع مدينة أربيل وأحوال أهلها وبأن صديقيه وقبل يومين كاناعنده وهما (الملا مسعود والشيخ لطيف) وقد تحدثا معه حول تدخله لغرض تعيني بمنصب مدير شرطة محافظة أربيل.
لحظات وضغط الوزير على زر المنبه الذي أمامه حضر على إثرها مدير مكتبه فطلب منه القيام بواجب الضيافه لنا ومستفسراً : ((وين جريدة اليوم – أشو ما جبتلي ياها ))
مدير المكتب : ((أستاذ ماكو ))
الوزير : (( شنو ماكو))
مدير المكتب : (( استاذ مانطوني الجريدة))
الوزير : (( كلتلهم للوزير))
مدير المكتب: (( نعم استاذ كلتلهم للوزير ... كالولي ماكو ))
المرحوم عبد الله اسماعيل وزير الدولة
على إثر هذا الحوار بين الوزير ومدير مكتبه نهض زميلي السيد (دلاور) طالبا مني النهوض أيضاً ومغادرة مكتب الوزير, عكرت تصرفات زميلي مزاج الوزير مما حدا به ليخاطبه متشنجاً :- (( اجلس ماذا تقصد من تصرفك هذا))
أجابه زميلي : (( ياسيادة الوزير اذا كنت لاتستطيع الحصول على صحيفة فكيف تستطيع أو بوسعك التوسط لإصدارأمر تعيين المقدم محي الدين مديراً لشرطة محافظة أربيل))
أجاب الوزير على استفسار زميلي بحدة : (( ماعلاقة موضوع الصحيفة بشغله المقدم... اجلس ))
جلس زميلي ونهض الوزير ومديده على جهاز الهاتف الموضوع على المنضدة التي كانت أمامه وهي من النوع القديم الانكليزي ذات اللون الاسود.
حسبته سيتصل بالرئيس العراقي( صدام حسين) وسبب تصوري هذا مرده شروعه بتصحيح هندامه والاتصال هاتفيا وهو واقف احتراما للمتصل به قبل أن يبدأ ويدير قرص الهاتف خاطبته قائلا : ((السيد الوزير قبل أن تتصل هناك أمور أود شرحها لسيادتكم وهي : -
أنا مقدم شرطة وحقوقي وأقدم ضابط شرطة كردي وتتوفر عندي كافة المواصفات التي تؤهلني لهذا المنصب كما أن الفقرة (ز)من المادة الخامسة عشر من قانون الحكم الذاتي لمنطقه كردستان رقم 33لـعام 1974 تذكر (( يكون الموظفون في التقسيمات الادارية التي تسكنها أغلبية كردية من الاكراد أوممن يجيدون اللغة الكردية ))
بدأ الوزير بإدارة قرص الهاتف والذي كان يخرج صوتا عاليا متميزا في دورة كل رقم يديره الوزير وتتناغم معه دقات قلبي انتظاراً لنتيجة الاتصال , من خلال الحوار الذي دار بين الوزير والشخص الذي اتصل به خابت آمالي وتيقنت من عدم الجدوى من هذا الاتصال، خيبةأملي هذه مبعثها توصلي إلى معرفة شخصية الطرف الذي اتصل به الوزير وإجاباته السلبية على طلبه حيث تعذر اللواء (عبد المحسن خليل) مدير الشرطة العام منه بحجة وجود ضباط كثيرين أقدم مني رتبةًوأحق مني بهذا المنصب .
شكره الوزير وودعه دون أن يخوض أو يتطرق معه في مسألة كون هذا المنصب وحسب القانون لضباط الشرطة الأكراد ممن تتوفر فيهم مواصفات إشغال هذا المنصب.
لواء الشرطة عبد المحسن خليل
أعاد الوزير سماعة الهاتف إلى قاعدته وجلس في مكانه .. لحظات صمت انهيتها مخاطباًالوزير:((السيد الوزير ـ لو أنني كنت أعلم من أنك سوف تتصل باللواء عبد المحسن خليل من أجل ماجئتك من أجله لما تركتك تفعل ذلك لأنه وبالرغم من حبي واحترامي له إلا أن الميل المناطقي يطغى على رغباته وميوله واختياراته ويفضل اشغال هذه المناصب من قبل ضباط الشرطةمن أهل مدينته (الموصل) حصرا إلا في الحالات الاستثنائية التي تفرض فيها عليه تنسيب أحد ضباط الشرطةمن خارج هذا المكون لإشغال أحد هذه الناصب (مدراء شرطة محافظات أربيل،السليمانية، دهوك)).واللواء عبد المحسن خليل من مواليد مدينة الموصل سنة 1936 خريج كلية الشرطة عام 1959 الدورة (13) شغل العديد من المناصب القيادية في أجهزة قوى الأمن الداخلي وأخرها مديراً للشرطة العامة في العراق للفترة من أيلول 1984 ولغاية تشرين الثاني 1991، يتصف بالصدق والهدوء والنزاهة وكان إداريا ناجحاً يحسم الأمور بنظرة واقعية، وكانت له علاقات واسعة على الصعيد الرسمي والشعبي ومحل احترام الجميع.
نهضنا وودعناالوزير وبدأنا رحلة العودة من بغداد الى أربيل ونحن نشعر بمرارة الفشل في مسعانا وخيبة الأمل في تحقيق ما كنت أصبوا اليه وخفف من مشاعرنا الليلة الجميلة التي قضيناها في مدينة بغداد.
وقبل أن نترك الحديث عن هذه الفرصة لا بد أن نوجز الحديث عن سيرة المرحوم ( عبد الله إسماعيل) الذي ولد في عام 1927 في ناحية كنديناده (ديبكَه) التابعة لقضاء مخمور والتي كانت تتبع محافظة أربيل في ذلك الوقت , إلا أنه في بدايات تسعينيات القرن الماضي ألحقتها الحكومة العراقية بمحافظة نينوى ( الموصل) ضمن سياساتها الهادفة الى تغيير الواقع الجغرافي لمنطقة كردستان. وظلت كذلك حتى بعد سقوط النظام السابق إلا أنها حالياً تحت سيطرة حكومة اقليم كردستان لكونها منطقة كردية صرفة.
الزعيم الكردي مصطفى البارزاني
درس في الكتاتيب الدينية, انخرط في صفوف تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد معاودة نشاطه التنظيمي والسياسي بعد عودة رئيسه (مصطفى البارزاني) من الاتحاد السوفيتي بعد انقلاب 14 تموز 1958 .
الزعيم الكردي جلال الطالباني
انشق عن الحزب المذكور عام 1964 مع جناح ( جلال الطالباني) وبعد اتفاق الحكومة العراقية مع الحركة الكردية بعد صدور بيان الحادي عشر من آذار عام 1970 عاد أغلب من انشقوا عن الحزب المذكور اليه مرة ثانية وعلى رأسهم (جلال الطالباني) باستثناء (عبد الله اسماعيل) الذي استمر في موقفه الرافض للعودة الى صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني , وفي عام 1974 ومع بداية تجدد القتال بين الحكومة العراقية والحركة الكردية استوزر المذكور وزيرا للدولة واستمر في هذه الحقيبة الوزارية لغاية عام 1988 حيث أحيل على التقاعد وبذلك انهى أطول فترة استيزار لوزير عراقي دامت أربعة عشر عاماً.
هذه المحاولة وفشلي فيها لم تؤثر على معنوياتي وطموحي في الوصول الى قمة تسلسل الهرم الوظيفي في مديرية شرطة محافظة أربيل وخاصة عندما تمت ترقيتي الى رتبة عقيد شرطة حقوقي في 6 كانون الثاني 1989.
ثم جاءتني الفرصة الثانية ففي أحد أيام صيف عام 1990 وكانت الساعة تقارب التاسعة مساء وكنت في مكتبي في الدائرة حيث جاءني نداء هاتفي من المرحوم العقيد ( كاكل حمد مولود) وبعد السلام والاستفسار عن الصحة والأحوال ... استفسر مني فيما اذا كنت على علم بصدور أمر تعيينه محافظاً للسليمانية , أجبته بالإيجاب وبأنني على علم بذلك وقد فرحت جداً ورجوت له التوفيق والنجاح في عمله الجديد ثم بادرني سائلاً إذا كنت تعلم بذلك فلماذا لم تتصل بي أو تحضر لتهنئتي.
أجبته بأنني كنت قد قررت أن أحضر الى محافظة السليمانية عند استلامك لهذا المنصب لكي أقدم لك التهنئة هناك .
قال على كل حال اتصلت بك لأبلغك بوقوع اختياري عليك مديراً لشرطة محافظة السليمانية فماذا تقول ... ؟
أجبته : بأنني شاكر له موقفه في اختياري مدير لشرطة محافظة السليمانية وبأنني سوف أبذل كل جهودي وطاقتي في أداء واجبي وأنني سأكون سنداً وعوناً مخلصاً له في نجاحه في مهمته إلا أنه ولغرض تحقيق ذلك يتحتم عليه الاسراع والاتصال بالمسؤولين الكبار المعنيين بهذا الأمر وقبل صدور أمر ضابط آخر لإشغال هذا المنصب .
المرحوم العقيد كاكل حمد مولود
أجابني بحماس – أخي أنا المحافظ وقد اخترتك أنت لإشغال هذا المنصب وما عليك سوى الاستعداد والتهيؤ لإشغاله ولن أقبل بأي شخص آخر بدلاً عنك .
شكرته وأبديت له استعدادي وجاهزيتي من هذه اللحظة ومن ثم توادعنا بعد أن كررت له شكري وتقديري من موقفه هذا .
بعد انتهاء المكالمة بيننا مباشرة اتصلت بزميلي العقيد الحقوقي (حسين علي حسين العبوسي) والذي كان يتبوأ في ذلك الوقت منصب مدير الخطط في الشرطة العامة وطلبت منه بعد أن أخبرته بفحوى المكالمة الهاتفية مع محافظ السليمانية الجديد أن يتصل بي عند صدور أمر تعييني مديراً لشرطة محافظة السليمانية ...
هنئني مسبقاً ووعدني بأنه سوف يتصل بي فور صدور الأمر .التحق المرحوم (كاكل حمد مولود) بوظيفته الجديدة محافظاً للسليمانية في اليوم التالي.
مدينة السليمانية – إقليم كردستان
بعد مرور أسبوع على المكالمة الهاتفية مع زميلي ( العقيد حسين) وفي نفس الوقت اتصل بي ليقول : ((عيني محي الدين صدر الأمر))
أجبته وأنا في غاية الفرح والسرور والسعادة : (( اشكرك أخي حسين )) إلا أنه عقب :(( أوكَف محي لا تستعجل مو أمرك أمر العميد وعد الله خليل من مدينة الموصل.. خيرها بغيرها ولا تتأثر ))
ودعته وأنا في أشد حالات الاحباط والانكسار النفسي حيث خسرت هذه الفرصة أيضاً كسابقتها.
اتصلت فور انتهائي من المكالمة بالمرحوم ( كاكل) وأخبرته بمضمون اتصال الأخ ( حسين) امتعض مستنكرا ذلك وبأنه لن يقبل تعيين مدير شرطة للمحافظة التي هو محافظها دون أخذ موافقته.
أجبته على كل حال أنا شاكر لكم جهودكم وموقفكم والتمست منه أن يترك الموضوع لعدم جدوى ذلك بصدور أمر مدير الشرطة الجديد للمحافظة ورجوت له من الله العلي القدير بالتوفيق والنجاح في عمله.
إن ما حصل في مدينة السليمانية وبالتحديد يوم 7 آذار 1991 جعلني أردد الآية القرآنية الكريمة من ذلك التاريخ وليومنا هذا (( بسم الله الرحمن الرحيم : وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنت لا تعلمون )) صدق الله العظيم.
فقد قامت قوات البيشمركة وجماهير مدينة السليمانية بالهجوم والسيطرة على معسكرات الجيش ومقرات حزب البعث الحاكم ومبنى المحافظة ومديرية ومراكز الشرطة والمخابرات في غضون ساعات باستثناء مديرية أمن محافظة السليمانية حيث تجمع فيها عدد كبير من مسؤولي المحافظة اذكر منهم المحافظ , مدير الشرطة , مدير الأمن وعدد كبير من ضباطه ومنتسبيه وأمين سر فرع حزب البعثمع عدد من أعضاء الفرع وأعضاء الشعب .
أبدى المتواجدون في بناية مديرية الأمن مقاومة عنيفة استمرت نحو عشرين ساعة تقريباً على أمل أن تقوم السلطات العراقية بنجدتهم غلى أثر النداءات اللاسلكية المتلاحقة التي كان يطلقها العقيد ( خلف عيد احمد الحديثي ) مدير أمن محافظة السليمانية مع مسؤولي بغداد وكركوك دون نتيجة بسبب انشغال السلطات العراقية بقمع الانتفاضة في مناطق وسط وجنوب العراق وكثافة اعداد الجماهير المسلحة المحاصرة للبناية , العمل الوحيد الذي قامت به السلطات العراقية هو ارسال عدد من الطائرات السمتيه والتي شوهدت تجوب سماء المدينة دون أن تستطيع فعل أي شيء للمحاصرين طالبي النجدة والذين أخيراً فقدوا الأمل في النجاة ومعه فقدوا حياتهم ومن بينهم محافظ السليمانية المرحوم (كاكل حمد مولود ) مع ولديه ( نريمان وبشتيوان)وهو من مواليد مدينة أربيل عام 1944, تخرج من الكلية العسكرية العراقية عام 1968 الدورة (46) وتدرج في الرتب والمناصب.
أحداث السليمانية تلك أصبحت عبرة لمسؤولي المحافظات الأخرى التي شملتها الانتفاضة (أربيل , دهوك , كركوك) حيث استطاع أغلب مسؤوليها الكبار من الهرب والنجاة بأنفسهم من غضب الجماهير المنتفضة, بعد تلاشي سلطة الدولة وانهيار مؤسساتها المختلفة في المنطقة .
أطلت الحديث عليكم في مسألة شخصية أراها لا تخلو من العبر والتجارب والاستيعاب الصحيح للأحداث المحيطة بنا ونتائجها التي تخلق لدينا الوعي والحس المرهف في التعامل مع الحاضر بمنظور المستقبل في ظل المتغيرات السريعة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمر بنا ولا تدع مجالاً للاستقرار والثبات على حالة معينة.
أملي وغايتي في أن أكون قد وفقت في سرد حكاية طموحي الذي لم يتحقق في ذلك الزمن وتحقق بعون الله تعالى وبدرجة وظيفية أعلى عندما تم تعييني بمنصب الوكيل المساعد في وزارة الداخلية العراقية لشؤون التنسيق مع وزارة الداخلية في إقليم كردستان في شهر كانون الثاني من عام 2004 .
3054 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع