خالدة بابان
مقتل الصحفي، ومدير مكتب اذاعة العراق الحر، والأكاديمي في جامعة المستنصرية ببغداد، الدكتور محمد بديوي الشمري الذي قتل بنيران ضابط في الفوج الرئاسي في سيطرة جسر الحسنين في منطقة الجادرية وسط بغداد في وضح النهار وأمام جمع من الناس سببها مخالفة مرورية تطورت إلى مشادة كلامية بين الضحية ومجموعة تابعة للفوج الرئاسي التابع للبيشمركة، انتهت بإطلاق النار من قبل ضابط السيطرة على الضحيه وقتله بدم بارد.
حادث لم يكن الاول ولن يكون الاخير في العراق الجديد ولكن هذا الحادث اظهر بعض الظواهر والتصرفات من المسؤول الاول في الدوله وتبعه آخرون وافتعلت ضجه لم يسبق ان افتعلت مثلها عندما وقع فعل القتل والاغتيال على اكثر من مائة صحفي واعلامي..
ويسجل منتدى الحرية الذي يكرس نشاطه لقضايا حرية الصحافة وحرية التعبير مقتل 79 بينما منظمة صحفيون بلا حدود التي تتخذ من باريس مقرا لها تسجل مقتل 66 صحفيا بالاضافة الى 30 اخرين من العاملين في مجال الاعلام. ويسجل منتدى الحرية الذي يتخذ من ارلنجتون بولاية فرجينيا الامريكية مقرا له ان عدد الصحفيين الذين يعرف انهم قتلوا في الحرب العالمية الثانية بلغ 69 صحفيا وان كان يشير إلى ان العدد ربما كان منخفضا بسبب انخفاض التغطية.
وقال جويل كامبانا منسق البرامج البارز في لجنة حماية الصحفيين "الخطر موجود في كل مكان للصحفيين في العراق. توجد اماكن قليلة يمكن اللجوء اليها." واللجنة نفسها ليس لديها عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
اخذ الحادث ابعادا سياسيه وقوميه وفرصه للدعايه الانتخابيه والذي يلفت النظر ان السيد رئيس الوزراء قد حضر مسرعا وقبل حضور سيارة الاسعاف لنقل جثة المغدور وانحنائه على الشهيد وتصريحه الناري ( الدم بالدم ) وكأننا في حرب البسوس وايام ابو لهب وعنتره بن شداد ..
هنا ليس دفاعا عن القاتل فهو ارتكب جريمه قتل اين كانت دوافعها واسبابها والظروف التي ادت اليها ولابد ان يأخذ القانون مجراه ولكن هنا بعض الاسئله التي فرضت نفسها عقب الحادث ولابد منها :
1 . لم يسبق للسيد المالكي ان حضر موقعا لجريمه حتى في اكثر الانفجارات حده وخسائر واقرب جغرافيا من هذه ,, لماذا حضر الى هذه بالذات وبسرعه وكأن سيادته كان متفرغا ومتهيأ وجاء مسرعا وكان الحادث جاء هديه غير متوقعه من السماء وفرصه لافتعال ازمه اخرى للعراق الذي يعيش على ازمات المالكي منذ ثمانية سنوات ؟؟..
2 . الصحفيين والاعلاميين الذين قتلوا بالتفجيرات والاغتيالات والاعتقالات ,, لماذا لم يحضرعلى جثثهم احد من المسؤولين و حتى وزير الثقافه ولم يتكلف السيد رئيس الوزراء بمتابعة قضاياهم التحقيقيه ولحد الان لم تنشر قضيه واحده لمقتل صحفي ؟؟ كما لم تثار مثل هذه الضجه مع الشهداء الاخرين ومنهم اساتذه واكاديميون ايضا ؟؟ ناهيك عن الاطباء والضباط والطيارين والمحامين والفنانين ؟؟
3 . كيف يحق لرئيس دوله يفترض به ان يكون رئيسا للجميع ان يتفوه بكلام لايليق به سياسيا ولا مقبولا ( الدم بالدم ) وكأن سيادته يريد بذلك تأجيج الوضع اكثر مما هو عليه ونحن لانزال في معضلة الانبار لم نخرج منها بعد وهي ايضا كان فيها دم ( بيننا وبينهم بحور من دم ) اهي هذه السياسه ياسيادة رئيس الوزراء ؟؟ اهكذا يحكم البلد ؟؟ هذا العراق ؟؟
4 . لو كان القاتل من حزب الدعوه الفاشل او من احباب القائد لكان الموضوع مر مرور الكرام اسوة بمواضيع عديده مرت دون ان يكشف عن واحده منها وهي تعد باللالاف من الابرياء العراقيين ,, لو كان من المجلس الاعلى والتيار الصدري لكان الفعل مشابها لان السيد رئيس الوزراء يحاول ان يتصيد في الماء العكر لكل مخالفيه ؟؟ ولو كان القاتل سنيا عربيا لكان الارهاب حاضرا وداعش و 4 أرهاب جاهزه ؟؟
5 . افتعال الازمات وتطويرها باتجاهات مختلفه لاتخدم سيادتكم يا سيد نوري المالكي واليوم* بعد ان توضحت الصوره لحادثة مقتل الدكتور علي بديوي الشمري سنعرض عليك رأي آخر تماما وفيه انت المتهم بقتل الشهيد لانك متهم اصلا في قتل كل العراقيين الذين سقطوا من جراء اخفاقاتك وسياساتك غير المتزنه وافتعالك للازمات ,, هنا سؤال لماذا الغيت السيطرات في مناطق عديده من بغداد ؟؟ واين كان سيادتكم قبل هذا الوقت ومعاناة الناس ؟؟ هل يعقل ان يعيش بلد في حالة طوارىء منذ احد عشرة سنه وبدون قانون ولامحاكمات وسيطرات واعتقالات ولاضوء في نهاية النفق ويتبجح السيد المالكي ويقول انجازات ؟؟ نعم انجازات من يقتل شعبه ويكلفه اكثر من مليون شهيد وخمسة ملايين يتيم وسبعة ملايين تحت خط الفقر والبطاله والنهب والفساد والمهجرين وكل هذا يهون والمهم اليوم دم عراقي واحد سقط وكأن باقي العراقيين دمهم ماء آسن غير نظيف ولايستحق حتى السؤال ؟؟
دم الشهيد بديوي هو في رقبة كل العراقيين حاله حال رفاقه الاخرين الذين لم تتكلف سيادتكم حتى بالسؤال عنهم ..
هذا اذا لم تكن وراء الجريمه دوافع اخرى من سيناريوهات ابتكرها المستشارون الاغبياء الذين يحيطون بسيادتكم ؟؟
*وردت معلومات من موظف يعمل في ديوان الرئاسه يقول :
ان الدكتور بديوي منع من العبور على جسر الطابقين بامر من مكتب رئيس الوزراء وتم تزويد السيطرات باسمه ورقم سيارته لافتعال مشكله وسحب المنطقه من الاكراد وتسليمها الى سوات بموجب حسابات سياسيه ضد المجلس الاعلى وضد الاكراد ايضا متوقعين امتناع الاكراد من تسليم الموقع ولكن الاكراد فهموا اللعبه ..
1327 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع