د. محمد صالح المسفر
استأسد من يسمى “رئيس وزراء العراق” نوري المالكي هذه الايام على اهلنا في الانبار المنطقة الممتدة من الموصل شمالا حتى عرعر جنوبا على الحدود السعودية الكويتية، وتحلقت من حوله اعني المالكي الجوقة الطائفية الصفوية البشعة.
راح المالكي يؤلب النعرات الطائفية التي لم تكن سائدة في العراق الشقيق قبل احتلاله عام 2003 وتسليمه اي العراق للهيمنة الايرانية عبر عملائها في بغداد. يقول المالكي في خطاب جماهيري في مدينة كربلا في تحشيد جماهيري طائفي لا سابقة له ــ لحد علمي ــ في تاريخنا المعاصر ضد اهل الانبار واهلنا في محيط مدينة بغداد، يقول لجماهيره: “اننا نحن جيش الحسين في مواجهة جيش يزيد” هل هناك دليل ابلغ من هذا القول على طائفية المالكي واتلافه؟ ويلحق هذا القول بقول اخر قاله عبر وسائل الاعلام “اننا في حرب مقدسة” والحرب المقدسة اذا قيلت من مسلم فانها تعني الحرب ضد الكفر بالله، فهل اهل الانبار ومن في حكمهم من الكافرين الذي يجب ان تشن عليهم حربا مقدسة وكذلك سكان بغداد اشقاء الانبار وحزامها السني؟
لقد اعلن المالكي “رئيس وزراء المنطقة الخضراء” في بغداد ان القبلة كربلاء. وفي هذا السياق هل علماء الشيعة وفقهائهم يوافقون المالكي على ان القبلة هي كربلاء، وهل يعني ذلك ان كربلاء قبلة الشيعة ومكة قبلة اهل السنة؟ نريد موقفا واضحا من ايات الله العظمى علماء الشيعة في النجف وقم وطهران في هذا الشأن.
يعلن المالكي صاحب العقل الطائفي المتطرف بانه لا هوادة ولا تفاوض مع اهل الانبار واشقائهم في عراقنا الحبيب .
( 2 )
لقد استقوى المالكي بجحافل قاسم سليماني المكلف بادارة العراق من قبل طهران واعلنت ايران انها مستعدة لارسال مجندين مكتملي التدريب والتسليح لاخضاع ثورة الانبار المطالبين بالمساواه والعدالة اسوة بغيرهم من اهل العراق، لقد بقيوا في حالة اعتصام في العراء اعتصاما سلميا لمدة عام ونيف لم يشهروا سلاحا في وجه حكومة المالكي وجيشها، ولم يعبثوا بأمن البلاد وسلامتها وراح المالكي بجيشه ومليشياته الطائفية لفض الاعتصام بالقوة دون الاستجابة لاي مطلب من مطالب اهل الانبار.
المالكي وحزبة يكذب على العالم وخاصة امريكا بانه في حرب مع الارهاب في الفلوجة والرمادي وشقيقاتهم مدن الانبار. “ادارة الرئيس اوباما” وجدتها فرصة لتثأر لهزيمة امريكا في العراق على سواعد المقاومة العراقية التي انطلقت من الفلوجة وشقيقاتها مدن الانبار ضد الاحتلال الامريكي للعراق وهكذا اعلنت الادارة الامريكية مناصرتها للمالكي ومدته بأسلحة متطورة وطائرات بدون طيار، وهنا نقول اتفقت ايران وامريكا على دعم عميلهما المالكي في المنطقة الخضراء ضد الشعب العراقي احد اركان الحضارة الانسانية.
( 3 )
لم يقتصر الامر على دعم الدولتين امريكا وايران وانما امتد النفوذ الامريكي الى مجلس الامن الدولي لاضفاء الشرعية على حرب المالكي في الانبار باصدار بيان رئاسي من المجلس جاء فيه “يعرب المجلس عن دعمه القوي لجهود الحكومة العراقية في تلبيتها للاحتياجات الامنية….” وهذا يعد تشجيعا للاجراءات المسلحة الي اتخذها المالكي ضد اهلنا في الفلوجة والرمادي. الاكثر غرابة في بيان مجلس الامن المشار اليه انه “رحب بما ابداه اية الله السستاني من ترحيب بالسكان المشردين من مدن الانبار الى النجف وكربلاء”.
يا للهول من هذا البيان!! كيف يتجرأ مجلس الامن الدولي المكلف بحفظ الامن والسلم الدوليين وبرئاسة عربي بالترحيب بما قاله السستاني وكأنه زعيم دولة. والحق ان بيان مجلس الامن الدولي لم يكن عادلا لا في الصياغة ولا الموقف وهذا يعود الى ضعف رئاسة مجلس الامن الدولي كان المتوقع من رئيس مجلس الامن وهو عربي ان يضّمن بيان المجلس الى جانب التصدي للارهاب مطالبة حكومة المالكي بالاستجابة الفورية لمطالب الشعب العراقي في المحافظات الستة وادانة استخدام القوة المسلحة ضد المدن في الانبار واعتقال الابريار بحجة محاربة الارهاب. الاكثر غرابة ان “كهول جامعة الدول العربية” في القاهره اصدروا بيانا يعلنون فيه عن تضامنهم مع المالكي وحكومته الذين يشنون حرب ابادة واعتقالات ظالمة للابرياء في العرق. انه كان حريا “بعجايز″ جامعة الدول العربية ان يناشدوا المالكي بسحب قواته ومليشياته من الانبار وادانه قصف المدن عشوائيا.
( 4 )
المالكي وحكومته يشنون حرب ابادة لمدن الانبار تحت ذريعة محاربة القاعدة “وتنظيم داعش” وهما تنظيمان صنيعة ايرانية وسورية بشار الاسد وعراق المالكي. وزير العدل العراقي السيد الشمري قال في مقابلة تلفزيونية انه جرى تسهيل هروب المساجين في سجن ابو غريب المتهمين بانتمائهم لتنظيم القاعدة الامر الذي سهل وصولهم الى الحدود السورية للانضمام الى تنظيم “داعش” وما يجري في سورية اليوم شاهد على ذلك.
الغريب في الامر ان امريكا تمد المالكي باسلحة متطورة وطائرات بدون طيار لمحاربة داعسش في الانبار ، لكنها تمنع السلاح والاعمال اللوجستية عن من يحارب داعش في سورية الجريحة.
( 5 )
ان اهل الانبار يستغيثونكم يا دول مجلس التعاون الخليجي طالبن عونكم ومدهم بالمال والسلاح ليتمكنوا من مواجهة “تنظيم القاعدة، وجحافل الطائفية التي يقودها المالكي وسليماني، الحدود مفتوحة بين ايران والعراق وانتم تغلقون حدودكم في وجه كل عون ياتي الى اهل الانبار.
المملكة العربية السعودية تتحمل مسؤولية كبرى تجاه اهلنا في الانبار والعراق عامة بصفتها الدولة القاعدة في الاقليم، وهي متهمة في كل الاحوال بانها تزود السلفيين في العراق وسورية بما يريدون.
نريد التفاتة صادقة من القيادة السياسية في المملكة نحو العراق الحر ونجدته من قبل ان يستفحل الخطب وتكونون من النادمين كما هو حالنا اليوم الكل يعبر عن ندمة باسقاط نظام صدام حسين الذي كان حقا حارس البوابة الشرقية للوطن العربي كله.
اخر القول: اليكم يا احبائي احرار العراق في الانبار وفي كل مكان في بلاد الرافدين اوجه وجهي في صبيحة كل يوم وعند الغروب نحو مكة ادعو لكم الله بان ينصركم على اعدائكم من بقايا الغزاة وعملائهم من اهل العراق واعلموا يا ابطال الانبار بأن السنين العجاف ستنتهي وسوف يزاح الستار عن الامكم واحزانكم يا حماة عرين الشرف والرجولة والنصر لكم من الله .
1222 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع