علاء کامل شبيب
الزيارة التي من المزمع أن يقوم بها نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي للولايات المتحدة الامريکية في 28 من الشهر الحالي، تعتبر بالغة الاهمية بالنسبة للمالکي و يعول عليها کثيرا، خصوصا وانها تأتي في أعقاب إظهاره لنيته بتولي ولاية ثالثة و التي يبدو أنها نالت موافقة تلقائية من جانب النظام الايراني ولکنها ولکي تصبح نافذة المفعول لابد من نيل الحظوة الامريکية بشأنها أيضا.
نوري المالکي الذي يسافر الى واشنطن و جعبته ملئى بکل وسائل و اساليب و طرق الرجاء و التوسل و إستدرار العطف من أجل نيل حظوة اوباما لولاية ثالثة من الواضح انها غير مرحب بها داخليا و عربيا و دوليا، لکن الذي يتناهى للأسماع من واشنطن و من اوساط سياسية في عواصم اوربية، ان الامريکيين ليسوا بحماسة الايرانيين لدعم ولاية ثالثة للمالکي، خصوصا وان الاخير قد أظهر نوعا من التلکؤ و التباطأ في تنفيذ المطالب و الاقتراحات الامريکية ، في الوقت الذي کان سباقا و بصورة ملفتة للنظر لتنفيذ کل ماهو مطلوب من طهران.
ماقد کشفت بعض من المصادر النقاب عنه بشأن إرسال نوري المالکي لمستشاره السياسي عبدالحليم الزهيري الى طهران بغية إقناعها بشأن نية المالکي لتقديم طلب الى نائب الرئيس الامريکي جوزيف بايدن من أجل إعادة إستقدام جنود أمريکان للعراق و نشرهم في المحافظات العربية العراقية من الموصل شمالا الى البصرة جنوبا، محاولة خاصة من جانب لضرب أکثر من عصفور بحجارة، فهو يريد تحقيق الاهداف التالية من وراء ذلك:
ـ ضرب خصومه بالامريکان بعد أن عجزت آلته العسکرية في قهرهم وکثرت الشکاوي و المؤاخذات و الانتقادات على ادئه الامني، ولئن کان المالکي يشير في ظاهر الامر الى أن النية من وراء ذلك ضرب القاعدة و التنظيمات السائرة على نهجها، لکن من الواضح جدا أن المالکي يريد ضرب العرب السنة في العراق بأيادي أمريکية و(يخرج منها سالما نظيف اليد و البال).
ـ المالکي يريد الايحاء للأمريکان بأنه ماض في تحالفه معهم الى أبعد حد وانه يريد من خلال إستقدامهم تحقيق نوع من التوازن مع تواجد النفوذ الايراني في البلد، ويريد أيضا من الامريکان أن يکونوا على مقربة تامة من الامور وبالتالي يکون لدورهم شکل و مضمون آخر.
ـ المالکي يحاول من خلال عودة الجيش الامريکي و عقب نجاحه في الاستحواذ على ولايته الثالثة، الايحاء لدول المنطقة بأنه محمي و مدعوم أمريکيا وان عودته لولاية ثالثة قد تمت في ضوء تغطية و دعم أمريکي عسکري مباشر له.
ـ المالکي يحاول من خلال طلبه هذا لفلفة و بعثرة الکثير من السهام و النصال السياسية الحادة التي وجهت إليه و أصابته في الصميم، فهو يريد التقليل من شأن المجزرة التي حدثت في معسکر أشرف وقتل فيها 52 و خطف 7 آخرين على أثر هجوم الاول من أيلول/سبتمبر، خصوصا وان هناك دعوات دولية تطالب بالتحقيق في هذا الهجوم و لاتثق بالتحقيق الذي أجرته الحکومة العراقية، وقطعا ان المالکي ومن خلال الاستقواء بالجيش الامريکي يعتقد بأنه في الامکان اخفاء معالم جريمة أشرف و جعلها في طي النسيان، کما ان المالکي يبتغي أيضا من وراء عودة الامريکان تخفيف الضغط الاوربي و الاقليمي الموجه ضده.
زيارة المالکي لواشنطن، هي زيارة رجل ضعيف بحاجة للکثير من القوة، ومن المؤکد أن المالکي ليس في وضع يسمح له أن يناقش و يتباحث کند، وانما وکما هو حاله في طهران، يترجى و يتوسل بل وحتى يستجدي! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1346 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع