ولا مـن شاف ولا مـن دري مشاهد ودلالات اجتماعية

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 04 تشرين1/أكتوير 2025 10:27

كتب بواسطة: محي الدين محمد يونس

المحامي المستشار محي الدين محمد يونس

ولا مـن شاف ولا مـن دري مشاهد ودلالات اجتماعية

لا يشك في كفاءة واقتدار الممثل المصري (عادل إمام) في الاداء المتقن لجميع الادوار التي اداها في جميع الأفلام السينمائية وكانت محل إعجاب واستحسان ومتابعة من قبل الجماهير العربية المحبة للفن والفلم الذي هو بعنوان (ولا من شاف ولا من دري) له وقع خاص في نفسي ومشاعري لما يحمله من قصة معبرة عن الواقع الاجتماعي لفئات كثيرة من المجتمع الشرقي بتأثير العوامل الاقتصادية والسلوك الاجتماعي، احداث الفلم تدور حول مرسي (عادل امام) مدرس مادة التاريخ في أحد مدارس القاهرة وهــــو الفقــــــير والمتزوج من (باتعة - معالي زايد) ويعاني من أزمة مالية ولديه طموح في الحياة، ويتورط مع زميلة قديمة لـــــه من ايام الدراسة فــــــي الجامعة (سلوى - ايمان) بالعمل معها قواداً ويضطر للزواج منها بعد حملها من غيره واتهامها له بكونه كان سبب حملها ومنه حملت عندما سهرا وناما سوية وكان مخموراً في أحد الدور السياحية في مدينة الإسكندرية المطلة على البحر إثناء سفرهما إليها سوية للراحة والاستجمام وقصدها توريطه بهذه التهمة الباطلة وعرض الزواج عليه والذي تقبل عرضها هذا الذي لم يكن يتوقعه بحماس وشوق ليتخلص مما هو فيه من بؤس وشقاء وفقر، صــــدر الفلم فــــي عـــــام (١٩٨٣) وهو مــــن اخــراج (نادر جلال) وقصة (فاروق صبري) ويعتبر من صنف الكوميديا والتشويق والدراما، (مرسي) بعد زواجه من (سلوىٰ) يترك والديه وزوجته (باتعة) وينشغل معها وفي الأجواء الجديدة في قصرها العامر بالضيوف أصحاب الجاه والنفوذ والمال في ممارسة القمار وتناول المسكرات وممارسة الرذيلة من قبل زوجته بعد أن يكتشف لاحقا ذلك يموت والده من صدمة ما حل بولده (مرسي) وهـــو الرجل

الملتزم بالدين الاسلامي وتعاليمه وبالعرف والعادات والتقاليد الاجتماعية المغايرة لتصرفات ابنه البعيدة عن الخلق السوي، يفاجأ (مرسي) بزوجته (سلوىٰ) في حجرة وفراش نومهما في أحضان عشيقها (فهمي بيك) بالجرم المشهود فيقتلهما تباعاً بالرغم من توسلهما به ويحكم عليه بالحبس لمدة ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ لدفاعه عن شرفه ويعود الى زوجته (باتعه) ووالدته وهو يحمل في احضانه (الطفل) ثمرة العلاقة المحرمة بين (سلوىٰ) وعشاقها والطفل يضحك دون ان يعلم بأنه ليس صناعة وطنية مع فرح (مرسي وباتعة) به لكونهما كانا محرومين من نعمة الانجاب لخلل خلقي في قدرة الزوج (مرسي) بعد فحصه طبياً لذلك فقد كان متأكداً من أن الولد الذي انجبته (سلوىٰ) ليس من صلبه وانما هو نتيجة علاقة عابرة غير شرعية. لقد شاهدت هذا الفلم لعشرات المرات منذ حصولي عليه في عام (1٩٨٣) دون أن أمل منه او اكتفي من متعة مشاهدته، لقد وقع اختياري على عدة لقطات ومشاهد من هذا الفلم أود عرضها مع دلالاتها الاجتماعية والإنسانية القيمة وقبل ذلك لابد لي من ذكر اسماء ممثلي الادوار الرئيسية في هذا الفلم وهم: -


المشاهد ودلالاتها
المشهد الأول

باتعة توقظ مرسي من النوم لأداء صلاة الفجر بصعوبة بالغة
والد مرسي (إبراهيم الشامي) كان رجلاً متمسكاً بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف ويؤدي الواجب من الفرائض بكل اهتمام وصدق واهتمامه لا يقتصر على الواجبات الفرض فقط، بل ينصرف الى السنة من العبادات والمعلوم من تعاليم الدين الاسلامي في كون الواجب او الفرض هو ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه مثل الصلاة بأوقاته وصوم شهر رمضان أما السنة هو ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه مثل قراءة القران الكريم وصيام ايام الاثنين والخميس والدعاء والوضوء قبل النوم وقراءة الأذكار، كان والد (مرسي) حريصا في متابعة ولده والزامه بالتمسك بتعاليم الدين الاسلامي واداء الواجبات الفرض والسنة كما هو حاله ويستصحبه معه الى المسجد القريب من شقته المتواضعة لهذا الغرض، كان (مرسي) كسولاً ويستثقل اداء كل هذه الواجبات والفرائض وخاصة من التي لا تدخل ضمن الفرائض الواجبة من ذكر وتسبيحات وتكبيرات والسنن الرواتب، كانت زوجته (باتعة) تعاني الأمرين عندما كانت تحاول أن توقظه من النوم في كل صباح للتهيؤ ومصاحبة والده لأداء صلاة الفجر في المسجد وكان يشعر بالحاجة الى النوم ويتثاءب باستمرار ويرغب في نهاية عاجلة لمراسيم الصلاة وما بعدها من متطلبات اضافية يؤديها والده بمصاحبة رفاقه الحاضرين معه.

مرسي مع والده خلال أداء صلاة الفجر والاذكار وهو بين اليقظة والمنام

المشهد الثاني

تزداد معاناة (مرسي) بعد عودته من مراسيم أداء الصلاة والأذكار الصباحية مع والده عندما يجلس حول طاولة الطعام وكالعادة يرىٰ أمامه صحن الفول الذي يجعله يشعر بالإحباط وعدم الارتياح يترك المائدة ليخلق لدىٰ والده ووالدته وزوجته شعوراً بعدم الرضا من تصرفاته هذه المخيبة للآمال فيخاطبه والده (إبراهيم الشامي) قائلاً... وضعك في الأيام دي مش عاجباني... أنت عايز تعاند نصيبك ورزقك في الدنيا... ولدي القناعة كنز لا يفنىٰ... فيرد عليه مرسي... والله انا كنت عارف حتقول الكلام ده... أنا عايز أعيش زي ما الناس عايشة... والده يرد عليه... محنه عايشين زي أحسن الناس...
وتكون إجابة مرسي... أنت مش شايف إلا الحته اللي أنت فيها هناك حتة كبيرة فيها عمارات اللي فيها حمامات وفيها بانيوهات.

⦁ مرسي يعمل مدرساً لمادة التاريخ في احدىٰ مدارس القاهرة ومديرها او ناظرها (علي الشريف) يتعامل مع (مرسي) بخشونة وعــدم احترام لكونه رجلاً بسيــــطاً وفقيراً علــــــىٰ عكـــس تعامــــــله مــع المدرس الآخر (مراد - احمد راتب) الميسور الحال حيث كان يحظىٰ بتعامل الناظر معه بعناية واهتمام ومراعاة طلباته وبدون تردد لقاء مجالات الاستفادة منه.
⦁ في طريق عودته الىٰ داره يفاجأ (مرسي) بفتاة جميلة (سلوىٰ - ايمان) وهي تستقل سيارة فارهة بالسؤال منه عن عنوان امرأة تمارس أنشطة اجتماعية شعبية (الست نبوية بتاع الزار) فيتعرف عليها لكونها كانت زميلة له في فترة الدراسة الجامعية في كلية الآداب – جامعة القاهرة بعد السؤال عن الحال والاحوال يعلمها بانه يعمل مدرساً لمادة التاريخ وهي بدورها تخبره بأنها تعمل ناظرة لمدرسة أهلية تمتلكها اسمها (مدرسة الاخلاق الرفيعة) ويتم التفاهم بينهما علىٰ أن يقوم بزيارتها في المدرسة وفعلاً يبادر لتنفيذ المقترح ويقوم بزيارتها ويستقبله السفرجي (عباس - محمود القلعاوي) والذي يستغرب من سؤال (مرسي) عن مدرسة (الاخلاق الرفيعة) ويجيبه متهكما لا دي مدرسة (الاخلاق الغليظة)، يلتقي (مرسي) مع (سلوىٰ - ايمان) ويتبادلان الحديث عن أوضاع المدرسة وأسلوب العمل فيها ومستغربا من خلو المدرسة من التلاميذ فتخبره بأن الدوام في مدرستها يتم ليلاً وعند استفساره عن الفترة الزمنية لكل حصة تجيبه بأن الحصة الدراسية زمنها حسب قدرة وقوة الطالب وعن الأجور التي يدفعها الطالب تكون حسب إمكانياته المادية ومنزلته الاجتماعية ومدىٰ استفادته وتمتعه بالحصة، بعد أن يجتمع شمل الحضور من المعازيب (الضيوف) و يباشروا بتناول المشروبات الروحية يلح السفرجي (عباس – محمود القلعاوي) علىٰ (مرسي) ويطلب منه أن يشاركهم في تناول كأساً من الشراب اسوة بالحاضرين إلا انه يرفض طلبه بدعوىٰ كونه يشكل عملا وتصرفاً خاطئاً وحراماً وبعد إلحاح (عباس) عليه يرضىٰ (مرسي) بتناول كأس ويردفها بعدة كؤوس اخرىٰ من الويسكي وهو يردد ((يلا انا عامل حسنات يكفيني عشرين سنة) ومن ثم يبدأ مشواره في احتساء الخمر ومشاركة الحضور في هذا النمط الجديد من السلوك، اللقطات الجميلة والمعبرة عن حالة السكير (مرسي) عند عودته الىٰ منزله وجه الصبح وحركاته وتصرفاته غاية في الاتقان في التعبير عن حالة الانسان عندما يتناول المسكرات بكميات ولأول مرة في حياته وهو فاقد السيطرة والاتزان علىٰ حركاته وتصرفاته، تستقبله زوجته (باتعه) وتحاول ترتيب أوضاعه والمفاجئة عندما يطلب منه والده التهيؤ لصلاة الفجر ويعتذر بحجة مرضه عن المشاركة.

المشهد الثالث

⦁ سلوىٰ بعد حملها من علاقة محرمة تطلب من الطبيب أن يجهضها والذي يرفض طلبها ومحذراً إياها من خطورة هذه العملية على حياتها ٰتقع في دوامة من الحزن والارتباك والتفكير في ايجاد مخرج لهذه المشكلة التــــي نغــــص عليها حياتها وجائها الحــــــل مـــن صديقتها المخلصة (فيفي- جليلة محمود) حيث ترشدها الى الطريقة الأمثل حلاً للخروج من هذه الورطة عن طريق الزواج بـ الواد (مرسي) ويتم ذلك فعلا بعد تقبل سلوىٰ لهذه الفكرة الشيطانية.
⦁ تصطحب (سلوىٰ) معها (مرسي) في سفرة الىٰ مدينة الاسكندرية للسياحة والاستجمام ويستقران في منزل سياحي وفي الليل تجعله يفرط في شرب المسكرات وفي الصباح ينهض فزعا علىٰ صوتها وهي تصرخ باكية بأعلى صوتها وتخبره بانه قد عاشرها في الليلة المنصرفة حيث أجبرها على ذلك مكرهة وطلبت منه معالجة هذا الخطأ عن طريق زواجه منها وكان طلبها مفاجئة سارة له وأعلن موافقته علىٰ العرض بكل رحابة صدر وسرور ليتخلص من حالة الفقر والبؤس التي هو فيها وفعلا تم عقد النكاح بينهما وفي ليلة الدخلة كما يقال يحاول الدخول معها في غرفتها إلا انها ترفض ذلك وتطلب منه أن ينام في الغرفة المجاورة ويقف (مرسي) حائراً ومشدوهاً ويسألها في هذه الحالة ازاي حيتم التناسل والتكاثر وهو على دراية بأنه لن يخلف.

المشهد الرابع

⦁ يعود (مرسي) الى المنزل ويشاهد زوجته (سلوى) في وضع مريب وهي تنزل من الطابق العلوي من الدار متأبطة ذراع (فهمي بيك) وعند نزولها يستفسر منها (مرسي) ... كنتوا بتعملوا إيه في غرفة النوم ولا تجيب ويكرر السؤال عليها للمرة الثانية وتجيبه بعصبية ... دي مش محتاجة سؤال ... رجل وست في غرفة النوم حيعملوا إيه... تصارحه عن سلوكها ونمط حياتها الماجنة واختيارها لهذا الوسط لتعيش حياة الرفاه والسعادة وتحقيق امنيتها في هجر حياة البؤس والفقر والشقاء دون الاكتراث لتداعيات ذلك على سمعتها ومكانتها الاجتماعية وتخيره بين أن يستمر في العيش معها دون الاعتراض على سلوكها وتصرفاتها التي اعتادت عليها ويحقق رغباتها الشخصية او أن يطلقها ويتركها وينصرف لحاله ويعود الى حالة الفقر والبؤس التي كان في إجازة منها طيلة الأيام التي عاشها معها، يختار الخيار الأول دون قناعة لغايه مروره بأحداث جعلته ينتقم لشرفه ويعود الى قناعته الحقيقية في التمسك بالأخلاق الحميدة والسلوك السوي.

⦁ تسوء الحالة الصحية لـ (باتعه) نتيجة تصرفات زوجها (مرسي) في هجرها وزواجه عليها من (سلوى) فتتأثر والدة (مرسي) لحالتها ووضعها ويجبرها ذلك على مفاتحة زوجها (جاد الحق) حول مصير ابنهما (مرسي) وما حل به وضرورة أن يبحث عنه ليجده ويطيب خاطره ويعيده الى البيت وكان النقاش والكلام بينهما يعبر عن صدق الاحاسيس الأبوية ومشاعر الأم الحنون على ابنها الذي طرده زوجها من البيت معاتبة إياه على انه قد تصرف معه بقسوة (انت زودتها حبتين وطردتو من البيت) وتضيف (هو ما عملش جناية إنصرف للعمل الحر وتزوج مرة تانية ومراتو كان ممكن نكلمها كلمتين ونطيب خاطرها) وتتوسل به وهي تبكي في أن لا يخيب ضنها ويذهب للبحث عنه ومتابعة أخباره فيجيبها (حاضر يا ستي يا ام مرسي).
⦁ قد يكون الحوار الذي يجري بين (مرسي) ووالده عند حضوره لدار (سلوى) من اشد المواقف إثارة وتأثيراً على كيانه الشخصي وانهيار معنوياته عندما شاهد ابنه وهو يحمل كأس شراب ويرقص مع الحضور من رجال ونساء. يفتح له الباب (عباس السفرجي) ويسأله باستهزاء مين فيجيبه والد (مرسي) انا (جاد الحق) والد (مرسي) ينتبه الحضور لهذا الزائر المثير في شكله وتصرفاته ويتوقفوا عن صخبهم وإيقاف صوت الموسيقى فيتقدم (مرسي) نحو والده وقدح الشراب في يده.
مرسي – أهلا يابا... الحمد لله على السلامة.
الوالد – إيه ده؟
مرسي – حفلة واحد صاحبي عيد ميلادو
الوالد – يا ترىٰ مراتك أي وحدة منهم
سلوىٰ – من ده يا مرسي؟
الوالد – انا والد الاستاذ
سلوىٰ – انا المدام
الوالد – أنعم وأكرم... (فيبادر الجميع في الضحك والاستهزاء به)
الوالد - مستفسراً من مرسي انت مين؟
مرسي – أنا ابنك مرسي
الوالد – مرسي مات من زمان مات من يوم ما ساب بيتي (مرسي يحاول أن يمسك يد والده ليقبلها).
الوالد – لا تلمسني انا طاهر... لعنة الله عليك ليوم الدين... لعنة الله عليك ليوم الدين ويغادر المكان وهو في حالة نفسية سيئة للغاية.

المشهد الخامس

مرسي يقابل بالجفاء من سكان محلته حانت ساعة الحساب
⦁ فاتني أن أذكر عندما تخاطب (سلوى) زوجها (مرسي) قائلة ... مبروك أنا حامل حتصبح أب ... وتكون ردة فعل (مرسي) على كلامها هذا الاستهزاء والضحك لكونه على يقين في استحالة أن يكون الجنين من صلبه، بعد فترة يبشره (عباس السفرجي) وهو العالم بكل الامور التي حصلت وتحصل مبروك (مرسي) بيك جالك ولد الخالق الناطق شبهك، يسرع (مرسي) الى المستشفى ويزور (سلوى) ومن ثم يتحول لمشاهدة الطفل الوليد ويخاطبه قائلاً...
فيك شبه من زكي بيك
عينك تشبه عنين فتحي بيك
منا خيرك فهمي بيك على رمزي بيك
شعرك شبه الناطق من حجي بسبوسه
فيك شبه من كل الناس إلا مني أنا، يرحب (مرسي) بزوار (سلوى) من عشاقها قائلاً ... مبروك إجانا ولد والمدام بخير وهي في الغرفة رقم (7).
⦁ يشتاق (مرسي) لأهلة فيزورهم وكانت المفاجئة في نظرات الناس اليه باحتقار ودونية ويشعر بحصول امر ما فيسرع الى شقتهم ويرى والدته وزوجته في لباس الحداد الاسود وأمه تردد... أتلت ابوك يا (مرسي) والذي يشاهد فراش والده وإثاره المتبقية عليه من قرآن ومسبحة ومن ثم يسرع الى المقبرة ويناجي قبر والده ويطلب منه باكياً العفو والسماح.
⦁ يعود (مرسي) الى دار (سلوى) ويدخل غرفة النوم ليشاهد ويفاجئ زوجته وعشيقها (فهمي بيك) في فراش الزوجية وهم عراة وبالجرم المشهود فيجلس بالمقابل منهما ويعيّرهما بالقبيح من أعمالهم وهو شاهر مسدسه نحوهما فيبدأ بأطلاق النار عليهما اولا يقضي على حياة (فهمي بيك) ومن ثم يحول فوهة مسدسه نحو (سلوى) ويمطرها بعدة اطلاقات دون اهتمام لرجاء ونصائح الاثنين في عدوله عن قراره هذا في انهاء حياتهما.
⦁ تصدر المحكمة قرارها بالحكم على (مرسي) بالحبس ثلاثة سنوات مع إيقاف التنفيذ لكونه كان في حالة دفاع شرعي عن الشرف، تعم الفرحة قاعة المحكمة وخاصة لدى والدة وزوجة (مرسى) والطفل الذي يضحك فرحاً لهذا القرار الذي حقق له الاستقرار والعيش في كنف هذه العائلة التي حرمت من نعمة الانجاب، يعود (مرسي) الى طبيعته في المواظبة على الصلاة والقناعة بما رزقه الله سبحانه وتعالى.

بهذا اكون قد انهيت الحديث عن فصول ومشاهد هذ الفلم (لا من شاف ولا من دري) ارجو ان يكون قد نال اعجاب القراء الأعزاء ونصيحتي لهم بضرورة مشاهدة هذا الانجاز الرائع لمن لم يشاهده سابقاً وتكرار مشاهدته وبإمعان لمن شاهده سابقاً من اجل الوقوف على كافة جوانب الحياة في فصولها النيرة والمظلمة والسؤال الذي يطرح نفسه... هل استمر (مرسي) في الانزواء في غرفة لوحده من دون أن ينال من زوجته (سلوى) وطراً لنهاية القصة؟ مكتفياً بعدد من القبلات على خديها... اترك الإجابة على هذا السؤال للقراء الاعزاء