سالمين غريب دوحي*
مسارات -هبوط عشتار الى العالم السفلي
هذه الأسطورة كانت معروفة منذ زمن بعيد و هي تمثل هبوط (عشتار) الى العالم الأسفل . بقيت هذه الأسطورة بشكل كسر متفرقة الى أن أدت الجهود البارعة لـ(كريمر) عالم اثار أمريكي الذي اكتشف هذه الكسر.
و أصبحت معروفة بشكل كامل و عرفت بأسطورة (دموزي- تموز-أنانا). و دموزي هذا هو الصيغة السومرية لأسم الشائع (تموز) في حين أن (أنانا) هو الاسم السومري الذي يقابلة عند الساميين أسم (عشتار) ملكة السماء ..
و دموزي هو أصل مسميات جميع الهة الخضار يموتون و يبعثون مرة أخرى حينما يتجدد الخضار في الربيع.
ولأسباب غير معروفة فأن (عشتار) ملكة السماء تهم على الهبوط الى العالم ألاسفل (أرض اللاعودة ). التي تحكمها أختها (أيريشكيجال)
و أن هبوطها الى العالم السفلي ربما كان سببه الطموح في جعل هذا العالم تحت سيطرتها .و لغرض التهيؤ لكل كارثة محتملة في العالم الأسفل فأن(عشتار) تخبر وزيرها بأن في حال عدم عودتها خلال ثلاث أيام فأن عليه أن يقيم مراسم الحداد عليها وأن يذهب بعد ذلك الى الالهة الثلاثة .
وأن يتعطفهم و يتوسط لديهم نيابة عنها لئلا تموت في العالم الأسفل. ثم ترتدي (عشتار) حلتها الملكية و تدنو من باب العالم ألاسفل فيتحداها هناك حارس ألابواب السبعة. و حيثما تطرق (عشتار) باب العالم الاسفل فأنها تتوعد بتهشيم تلك الأبواب أذا لم يسمح لها بالدخول.و أنها سوف تحرر جميع الموتى الموجودين في العالم الاسفل.و تقول ابيات من الشعر في هذا المشهد :
أفتح الباب التي سأدخل منه
و أن لم تفتح الباب و لا أتمكن من الدخول.
سوف أحطم الباب و أهشم مساميره
سوف أوقظ الموتى و أكل الاحياء.
و أجعل عدد الموتى يفوق عدد الاحياء.
عيون الموت
وتظهر (عشتار) في هذا النص من الاسطورة كشخص أكثر وعيداً و اعتداء مما يظهر في الروايات الاخرى وهي في طريق عبورها خلال ألابواب السبعة تفقد قسما من حليها في كل باب تمر به.ثم تمتثل أمام الحكام السبعة للعالم ألاسفل و يديرون عليها (عيون الموت) فتصبح جثة معلقة.
و بعد مرور ثلاث أيام لم تعد (عشتار) خلالها ، ينفذ وزيرها وصيتها. ولكن الالهة ترفض التوسط ، فيقوم وزيرها ببعض الاعمال السحرية التي تعيد الحياة الى (عشتار) و يخلق مخلوقين غريبين و يرسلهما الى العالم ألاسفل مع طعام الحياة و ماء الحياة ، ويخبرهما ان ينثرا الطعام و الماء ستين مرة على جثة (عشتار) فينفذا أمره و تعود الحياة الى (عشتار).
ولكن قانون العالم الاسفل يقضي بأن ليس باستطاعة أحد أن يترك ذلك العالم دون أن يترك شبيها له هناك.و هكذا تقول الأسطورة في وصف
صعود (عشتار) الى أرض الحياة في صحبة الجن الذين جاءوا معها لحمل البديل الذي سترسله الى العالم ألاسفل عوضا عنها.
في هذه الكرة التي تضمنت جانبا من ألاسطورة فإن (عشتار) وحراسها من الجن يجدون زوجها (تموز) الذي رفض الطاعة لها كما فعل الاخرون.
و لهذا السبب فأننا لا نعلم أذا كانت الصيغة السومرية الاصلية للأسطورة قد تضمنت القول بأن (تموز)قد حملته الجن الى العالم الأسفل.و هكذا أصبح نزول (تموز) الى العالم الأسفل رمزا لفصلي الخريف و الربيع. فعندما ينزل الى العالم ألاسفل.تذبل الورود و تصمت الطيور و تسقط أوراق الأشجار و عندما يصعد (تموز) الى العالم الأعلى عالم الأحياء تتفتح الورود و تغرد الطيور رمزا للربيع. تسلمه الجن لحمله الى العالم الاسفل..
فيتوسل (تموز) الى اله الشمس لإنقاذه.. والى هنا ينتهي النص الذي ورد في هذه الكرة.
ولهذا فأننا لا نعلم أذا كانت الصيغة السومرية ألاصلية للأسطورة قد تضمنت القول بأن (تموز)قد حمله الجن الى العالم الأسفل.و هكذا اصبح نزول (تموز) الى العالم الأسفل رمزا لفصلي الخريف و الربيع. فعندما ينزل الى العالم الاسفل ، تذبل الورود و تصمت الطيورو تسقط أوراق الأشجار و عندما يصعد (تموز) الى العالم الأعلى عالم الاحياء تتفتح الورود و تغرد الطيور رمزا للربيع.
=================
(*) كاتبة من البصرة ــ العراق
920 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع