الرسالة الأولى لِرِبْ - عَدّي حاكم مدينة بيبلوس إلى الفرعون المصري

عبد يونس لافي

الرسالة الأولى لِرِبْ - عَدّي (Rib - Addi)
حاكم مدينة بيبلوس إلى الفرعون المصري

احتجاجات الولاء
PROTESTATIONS OF LOYALTY
عِشْ مع الفراعنة في تلِّ العمارنة

هذه الرسالة ارسلت من قبل،
رِبْ - عَدّي (Rib – Addi)،
وكان حاكمًا على بيبلوس (Byblos)
في القرن الرابع عشر
قبل الميلاد، الى الفرعون المصري.

وبيبلوس هو الاسم الاغريقي،
اما الاسم الحالي فهو جبيل،
وهي مدينة ساحلية لبنانية
تقع على البحر الابيض المتوسط
وتبعد عن بيروت مسافة
23 ميلًا باتِّجاه الشمال.
تعد هذه المدينة من البلدان القديمة
المأهولة في العالم ان لم تكن اقدمها.

امتاز رِبْ - عَدّي برسائله الكثيرة
التي خاطب فيها كلًّا من الملك
امنحوتپ الثالث (Amenhotep lll)
وابنه اخناتون او
امنحوتپ الرابع (Amenhotep lV).
والرسالة التي بين ايدينا،
تميزت كغيرها من رسائله بالتظلُّم
لدى الفرعون، لما كان يواحهه من
مشاكل. انها تكشف عن الصراعات
السياسية السائدة آنذاك، وتُبرِزُ
أهميةَ العلاقات بين الملوك المحليين
والفراعنة في الحفاظ على أمن
واستقرار مناطقهم.

في هذه الرسالة يتظلَّم رِبْ - عَدّي
من الملك أزيرو (Aziru)، الحاكم
الكنعاني على امورو (Amurru)،
وهي مملكةٌ اموريةٌ سامية،
امتدت من شمال لبنان الًى شمال
غرب سوريا، خلال العصر البرونزي.

ها هو يستهلُّ الرسالةَ مخاطبًا
سيِّدَه بأنَّه يسجد سبعَ مرّاتٍ ثم
سبعًا اخرى عند قدميه.
ثم يدعو له بالقوة تمنحها له
سيدةُ جبيل او بعلةُ جبيل
الإلهة الحامية لمدينة جبيل.

في مظلمته يقف محتارًا،
كيف للملك ان يوصيه بأن
يحمي نفسه والمدينةَ الموكلةَ
اليه، دون قوةٍ تساعده!

كان له سابقًا جندٌ للحماية،
ويُزَوَّدُ بطعام يأتيه من ارض
ياريموتا (Yarimuta*)
لإطعامهم، اما الآن فلم يعدْ
قادرًا على القيام بذلك،
وقد تعرَّض لهحماتٍ متكرِّرةٍ
من قبل ازيرو (Aziru**)
افقدته القدرة على ان يملك
قوةً حاميةً، في وقت
لا يجد فيه طعامًا يُطعِمُهم.

لقد افقدته تلك الهجمات ما
كان يملكه من ماشيةٍ اوغنمٍ
او ماعز. لا بل هو لا يملك
شعيرًا يأكله، وفقد عمالَه الذين
هجروا المدينةَ الى اماكنَ اخرى،
علَّهم يجدون فيها ما يأكلون.

ثم يتساءلُ رِبْ – عَدّي عن
جدوى تنصيبِه وكيلًا للملك
في هذه المدينة غير أن يكون
مدافعًا وحاميًا لها من الاعداءٕ.
ثم يشير إلى أنَّ حكامَ المدن
الاخرى ينتمون كلُّهم الى قبيلة
عبدي – عشيرتي (Abdi-Aŝirti).

يتساءل اخيرًا مستشيطًا غضبًا،
هل المطلوب منه ان يستسلمَ
لما يُمليه عليه ازيرو فيتنازلَ
عما أُوكلَ اليه من مدن؟
هل يتنازل لهؤلاء الكلاب من
قبيلة عبدي - عشيرتي الذين
يتصرفون بتهوِّرٍ فيحرقون
المدن ويسلبون؟


نص الرسالة

قل لسيدي الملك:
خادمك رِبْ - عَدّي (Rib-Addi)
من بيبلوس (Byblos)
يرسل الرسالة لتالية:

سجدت سبعَ مراتٍ، واخرى
سبع مرات عند قدمي سيدي الملك.
فلتمنحْ سيدةُ جُبيل جلالتَك القوة.

عندما يقول لي جلالتُك:
"احرس نفسك ومدينة الملك
التي هي مسؤوليتك!"
(أسأل): بأيٍّ جنودٍ أحرس
نفسي ومدينةَ الملك؟

في السابق كانت لديّ حامية
للملك، وكان الملك يُعطيني شعيرًا
من أرض ياريموتا (Yarimuta)
ليأكلوه، أما الآن فقد شنّ عليّ
أزيرو (Aziru) حملاتٍ متكررة،
ولم تعد هناك ماشية، وأنا شخصيًا
لا أملك حتى أغنامًا أو ماعزًا.

لقد سلب أزيرو كلَّ شيء.
لا يوجد شعيرٌ لآكله،
وقد هجر الأقنانُ إلى المدن
التي يوجد فيها شعيرُ ليأكلوه.

الى جانب ذلك، لماذا نصّبني
الملكُ وصيًا على العرش هنا
(إن لم يكن لمحاربة العدو)؟
حكام المدن الأخرى ينتمون
إليهم أي قبيلة عبدي- عشيرتي
(Abdi-Aŝirti) من الرأس
إلى أخمص القدمين.

هل يجب عليّ أنا أيضًا أن أسلِّم
مدنّيَّ لأزيرو كما يريدني أن أفعل؟
ولكن لأي غرضٍ أتحالف معه؟
ما هم هؤلاء الكلاب، قبيلة
عبدي- عشيرتي ، الذين
يتصرفون كيفما يشاؤون
ويُحرقون مدنَ الملك؟

* (Yarimuta) ياريموتا هو اقدم اسم لمدينة اللاذقية ولم تكن حينها إلّا قرية صغيرة.
** (Aziru) أزيرو كان حاكمًا كنعانيًا لأمورو في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهوابن عبدي – عشيرتي
الذي كان وكيلا تابعًا لمصرعلى امورو قبل ولده ازيرو، وكلاهما كانا ينازعان رِب - عدي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

431 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع