أثر اللوائح والمعايير على تنظيم سلامة وامن الطيران المدني

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 13 آب/أغسطس 2025 21:01

كتب بواسطة: فارس الجواري

 فارس الجواري

أثر اللوائح والمعايير على تنظيم سلامة وامن الطيران المدني

لقد كان للقانون دورا أساسيا فى تحويل السياسات والأهداف العامة إلى قواعد تشريعية فاعلة للوصول إلى لوائح تنفيذية تصدرها المؤسسات المخولة في أطار تطبيقي واضح يسهل تطبيقه وتفسيره لمواكبة التطورات والمستجدات في مختلف المجالات ليضمن تلبية احتياجات المجتمع المتغيرة لذلك تعتبر اللوائح والمعايير عناصر أساسية في أي تنظيم قانوني حيث تساعد اللوائح على تفصيل الأحكام العامة للقانون إلى إجراءات وتوجيهات تضمن تطبيق القوانين بشكل منظم تساعد في تحديد مسؤوليات الأفراد والمؤسسات , أذن هي قواعد ملزمة تصدرها جهات حكومية تغطي مجموعة واسعة من المجالات منها مجال الطيران الذي هو موضوع مقالتنا اليوم .
يتميز قطاع الطيران المدني بأجراءاته الصارمة تجاه سلامة وأمن الطيران بهدف حماية المسافرين والطائرات والمطارات بكفائة من العوارض والحوادث التي من شانها أن تضر بكل ماله علاقة بهذا القطاع من خلال قانون يضم مجموعة من اللوائح والتشريعات تصدرها الجهات الدولية والمحلية ذات العلاقة تأتي على رأس قائمة تلك الجهات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ومن بعدها تأتي سلطات الطيران المدني المحلية والاقليمية في العالم لعل ابرز تلك الجهات الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران EASA وايضا إدارة الطيران الفيدرالية الامريكية (FAA) وكذلك الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA بالاضافة الى سلطات الطيران المدني لكل دولة عضو في الامم المتحدة CAAتلك الجهات تتحمل المسؤولية في وضع لوائح ومعايير سلامة وامن الطيران حول العالم بهدف توحيد الممارسات وتحقيق السلامة والكفاءة بشرط اساسي هو اعتبار المنظمة الدولية للطيران المدني الايكاو المرجع الاساسي لباقي الجهات المذكوره اعلاه مع مراعاة خصوصية وبيئة كل أقليم أو دولة في تطبيقها للوائح والمعاييرالاساسية المفروضة من قبل الايكاو في قانونها العام وملاحقه والوثائق الصادرة منها بهذا الخصوص والتي أقرت في أتفاقية شيكاغو قبل اكثر من ثمانون عام حيث تتضمن الإطار الأساسي لقانون الطيران المدني الدولي مجموعة من اللوائح والمعايير في السلامة والملاحة والتراخيص والمطارات وباقي الخدمات المتعلقة بقطاع الطيران منها تاخذ باقي السلطات الاقليمية والمحلية التي ذكرناها اعلاه تلك الاطر القانونية لتبني عليها لوائح تفصيلية مع إجراءات دقيقة تفرضها على مخدمي الطيران في دولها ؤعلى سبيل المثال سلطة الطيران في الاقليم او الدولة هي التي تقوم باصدار الاعتمادات الخاصة بادارة صلاحية الطائرات فيها وايضا اعتمادات مراكز الصيانة وكذلك أصدار رخص كوادر الطيران العاملة كما تنظم حسب تلك اللوائح والمعايير في قوانينها في مجالات خدمية اخرى لها علاقة بالطيران المدني مثل خدمات الأرصاد الجوية وإدارة الحركة الجوية والبحث والإنقاذ وكذلك تلك التي تتعلق بالنقل الجوي والنقل الآمن للبضائع الخطرة , وبهذا الشان اعتمدت تلك المنظمات في مراقبتها لمخدمي الطيران حول العالم اصدار برامج تدقيقية لمراقبة الاداء بشكل صحيح لذا شرعت الايكاو برنامج تدقيقي خاص بالسلامة التشغيلية وفرضته على جميع سلطات الطيران المدني حول العالم لمراقبة أداءها أزاء مخدميها يطلق عليه برنامج UOSAP كما اطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي الاياتا برنامج تدقيق خاص بشركات النقل الجوي IOSA بالاضافة الى الاتفاق الذي تم بين جميع هذه المنظمات على تفعيل أنظمة إدارة السلامة لكل من يعمل في مجال الطيران المدني حول العالم من خلال قسم أدارة نظام السلامة في كل قسم من اقسامه يسمى قسم SMS لتحقيق أداء مقبول في مجال السلامة في أنظمة الطيران المدني .
من ماتقدم تبرز تسألات حول العلاقة بين هذه المنظمات التي تم ذكرها في سياق المقالة وتحديدا الاياسا كونها اصبحث حديث كل من يعمل في مجال الطيران بانها الاساس في سن قوانين الطيران المدني بل بدأت العديد من سلطات الطيران لدول من خارج الاتحاد الاوربي في تطبيق معاييرولوائح الوكالة الاوربية لسلامة الطيران على مخدميها من شركات طيران ومراكز تدريب وغيرها بل اصبحت هذه الوكالة التي يطلق عليها الاياسا أختصارا بأن تفرض على باقي سلطات الطيران حول العالم شروطها الصارمة في تطبيق مباديء سلامة الطيران على شركات الطيران من خارج الاتحاد الاوربي التي تستخدم أجواءها حتى على العاملين في المجال تشترط عليهم الحصول على رخص صادرة منهم للعمل في قطاع الطيران ولعل ماحصل ويحصل حاليا لشركة الخطوط الجوية العراقية من حظر لطيرانها لاوربا منذ اكثر من عشر سنوات واحدة من الامثلة الحية فهل اصبحت الاياسا بديل للايكاو في سيطرتها على الطيران المدني حول العالم , الاجابة بالطبع لا ولكن ضعف الاجراءات لبعض سلطات الطيران المدني في مراقبة مخدميها وفق اللوائح والمعايير التي فرضتها الايكاو جعلت الاياسا تلعب هذا الدور المتسلط علما ان الوكالة الاوربية لسلامة الطيران الاياسا هي سلطة الطيران المدني لدول الاتحاد الاوربي وعملها مماثل لعمل سلطة طيران مدني في اي دولة من حيث النطاق والصلاحيات ووضع اللوائح والمعايير الخاصة بالبيئة المحيطة وفق قانون الطيران المدني العالمي المنبثق من الايكاو بفارق بسيط وهو انها اي الاياسا ليست سلطة محلية بل سلطة أقليمية تمثل الاتحاد الأوروبي والدول المرتبطة بها , اذن هي تقف أمام المنظمة الدولية للطيران المدني الايكاو بمسافة واحدة مع باقي سلطات الطيران المدني المحلية حول العالم ومنها سلطة الطيران المدني العراقي وهو مايثير استغراب متابعي شأن الطيران المدني في العراق حول ماتفرضه الاياسا من اشترطات ومطاليب ان لم تنفذها السلطة العراقية ستبقي حظرها على المخدمين العراقيين وتحديدا شركة الخطوط الجوية العراقية وهذا يعني باختصار انها لاتعترف بمعايير ولوائح سلطة الطيران المدني العراقي في منحها لشهادة التشغيل للخطوط العراقية وتدقيق عملها خصوصا ان هذه السلطة لم تجتاز لحد الان برنامج تدقيق السلامة التشغيلية للطيران المدني االمسمى USOAP وعلى رأي المثل ....اذا عرف السبب بطل العجب .

بغداد / أب 2025