عبد اللطيف هميّم؛(صدّام أعدل من عمر وبشجاعة علي وبحنكة معاوية)!!

أحمد العبدالله

عبد اللطيف هميّم؛(صدّام أعدل من عمر وبشجاعة علي وبحنكة معاوية)!!

عبداللطيف هميّم؛ كان من المقرّبين جدًا للرئيس صدّام حسين, وصاحب المقولة الشهيرة؛(صدام أعدل من عمر، وبشجاعة علي، وبحنكة معاوية)!!!. وكان يتناوب على خطبة الجمعة الرسمية المنقولة تلفزيونيا, مع خطيب آخر, وخطبته سياسية أكثر منها دينية, وفيها يتأبط مدفعه الرشاش على المنبر. وعلى شاكلة(طبيب الرئيس)!!, كان يصف نفسه, سابقًا, بأنه؛(المستشار الديني للرئيس)!!. وهو منصب وهمي ولا وجود له إلاّ في مخيّلته.

https://www.youtube.com/watch?v=WRqBJS-4k1I

بعد احتلال البلاد في 2003, فرَّ هاربا إلى الأردن, واحتجب عن الظهور, وصمت صمت القبور, رغم الأحداث الجسام التي عصفت بالوطن وبرئيسه صدّام حسين. وبعد إعدام الرئيس, خرج من(سرداب الغيبة), لينطق كفرًا, بعد سكوته دهرا. ففي مقابلة معه على قناة البغدادية, حوالي سنة 2007, وصف نفسه بأنه؛(الحالة المشرقة)في نظام صدّام, وعندما استغرب منه المحاور هذا الوصف, قائلًا له: تقصد(حالة مشرقة؟!), ولكنه ردَّ عليه بتأكيد كلامه السابق: كلا, أنا كنت(الحالة المشرقة). ومُؤدّى كلامه؛ إن نظام صدّام كان سيّئًا, وهو كان(الحالة المشرقة)فيه!!!.

ولأن سقوط المنافقين يكون بلا حدود, فقد وصل لقعر الحضيض, بتملّقه للدجال خامنئي, والذي برقبته دماء مئات الآلاف من العراقيين من أهل السُنّة. فقد ذهب إلى طهران زاحفًا على رأسه ووجهه القبيح, ليضع يده في يد هذا المجرم اللعين التي تسيل دمًا, ويسبغ عليه عبارات الثناء والمديح التي اشتهر بها, وخاطبه قائلًا؛(يوجد لدي هدية لك)!!.وكان ذلك كفيلًا بفتح أبواب المناصب له في بغداد, فتم تعيينه بوظيفة رئيس ديوان الوقف السُنّي, وحفلت فترته بالكثير من الفساد والفضائح المخزية التي أزكمت الأنوف, ذلك الفساد الذي وصفه رئيس المجمع الفقهي العراقي الشيخ أحمد حسن الطه، بأنه؛(يشيب له الولدان)!!. كما وسُرقت في عهده الأسود عقارات الأوقاف السُنّية, وتقاسمها مع فسدة الوقف الشيعي.


وبهذه المناسبة, فإني سأستعرض لهذا الدجال موقفين؛ كنتُ شاهدًا على أحدهما. ففي يوم 25 -3-2003, كنتُ ضمن لجنة برئاسة اللواء الركن إسماعيل الراوي, مرسلة من قيادة المنطقة العسكرية الوسطى, للاطلاع على أوضاع القطعات العسكرية المكلفة بالدفاع عن محافظة الأنبار بوجه الغزو الأمريكي الغاشم, وهناك وجدناه, في مكتب اللواء الركن محمد ثميل الفهداوي, المستشار العسكري لعضو قيادة الحزب المسؤول عن الأنبار, وهو يرتدي دشداشة و(جاكيت), ويعتمر(اليشماغ)الملفوف عليه خرقة خضراء, ويطلب تزويده ببنادق قنص وأسلحة أخرى مع عتادها, لأن لديه, كما زعم, مئات المتطوعين, وإنه مستعد لمسك خط صدّ يمتد من حديثة حتى الرمادي!!.

وأضاف بلغته المقعّرة التي عُرف بها, وهو يلوك الكلمات كما تلوك الإبل حشائش المراح: سيصل الغزاة لقرب بغداد وتشتد المعارك ويحمى وطيسها, وسيخسر الأمريكان الكثير من الأرواح, وسيطلبون من مجلس الأمن, عن طريق حلفائهم, هدنه مؤقتة للملمة أشعاثهم, ولكن العراق سيرفض الهدنة, وسيقوم جيشنا والقوات المساندة له, بهجوم مقابل لطرد الغزاة خارج الحدود, حتى لا يفاوضون من موقع قوي!!.

أما الموقف الآخر, فقد نقله لي الدكتور عدنان الناصري مدير عام مكتب شؤون المواطنين في ديوان الرئاسة, والذي كان حاضرًا لتجمع كبير حضره الرئيس صدّام حسين في قاعة الخلد ببغداد, بُعيد فوزه بالاستفتاء العام في 15-10-1995, والذي أطلق عليه(يوم الزحف الكبير), وكان المذكور من جملة المدعوّين بصفته عضوًا في المجلس الوطني, وألقى فيه خطبة عصماء بالغ فيها كثيرًا, وكعادته, بمدح الرئيس حتى كاد أن يوصله لمرتبة الأنبياء!!. وبعد انتهاء الحفل, كرّم صدّام حسين الحضور, ولكنه خصَّ بعض المتحدثين بتكريم خاص, وكان هو من جملتهم. ولكن بعد انتهاء الاحتفال, أمر باستدعائه, وقابله مقابلة خاصة أجزل له فيها العطاء, وكرّمه تكريمًا إضافيًا, بمنحه سيارة(بي إم دبليو)هدية من الرئاسة, يوم كان امتلاك سيارة, لا يناله إلّا ذو حظ عظيم!!.
***
فكيف كان موقف هذا المنافق الدجّال مع الرئيس صدّام حسين عندما طُلب منه أن يضيّفه بعد احتلال بغداد وخروجه منها باتجاه محافظة الأنبار؟.

يقول الشيخ طالب الخربيط في لقاء متلفز؛ إنه عند ظهر يوم الجمعة 11-4-2003, بعث الرئيس صدّام حسين مرافقه الأقدم(عبد احمود)لبيت لطيف هميّم, طالبًا منه ان يضيّفهم, ولكنه طرد(عبد احمود)لمّا جاءه, وقال له:اغرب عن وجهي!!. فأبدى صدّام حسين امتعاضه وغضبه من جحود ونكران الجميل لهذا الشخص, وسرعة تبدّله من النقيض الى النقيض.

وأوضح الخربيط, والذي ضيّفت عائلته صدّام حسين وولديه ومرافقيه بعد تنصّل الموما إليه؛ إنه في الليلة نفسها ألقت قاذفة أمريكية(بي 52)قنبلة زنة طن على مضيف آل الخربيط, وتسببت بمجزرة راح ضحيتها(22)فردًا من العائلة, من ضمنهم عشرة أطفال وست نساء. ويتهم آل الخربيط بأن للمذكور دور في إبلاغ الأمريكان بمكان وجود صدّام حسين, والذي نجا من تلك الغارة, ولكن قتل فيها مرافقه اللواء روكان عبد الغفور.

ويضيف طالب الخربيط؛ إن لطيف هميّم قد تسبب ايضا بمقتل أعداد من المتطوعين السوريين الذين جاءوا الى العراق لمقاومة القوات الأمريكية الغازية، وإن لديه وثائق تثبت انه نزع(إبر)الرشاشات والمدافع التي وزعها على الفدائيين، باعتباره مسؤولا عن(سرايا المجاهدين), لتعطيلها وجعلها غير فعالة عند استخدامها، وإنه باع قسمًا منها لحسابه الخاص، كما اختلس ملايين الدولارات التي كان صدّام حسين قد أودعها لديه قبيل الاحتلال. وتحدّاه ان يُنكر ذلك.

وفي منتصف سنة 2016, ألقى خطبة الجمعة في جامع الفلوجة الكبير بعد استباحتها تدميرها من قبل الحشد الشيعي, وبدلا من كلمة حق ينصف بها أهله, أخذ يمجّد في جرائم الحشد المجوسي الطائفي, وجعل من نفسه بوقًا رخيصًا له, إذ قال؛(اصهلي يا خيل الله.. فكل القيامات قامت, فهذا زمان البطولة)!!. وحاول أن يكرر الفعلة ذاتها في الموصل بعد كارثة غرق العبّارة, ولكن المصلّين في جامع صديق رشان, طردوه صارخين بوجهه؛(حسبنا الله ونعم الوكيل), فخرج خائبًا.

ولكن كل تلك(الخدمات)التي قدّمها لأولياء نعمته(الجدد)لم تنفعه, فبعد استنفاذ دوره لفظته حثالات إيران إلى المزبلة, فسيق سنة 2017 للمحكمة المختصة بقضايا(النزاهة والجريمة الاقتصادية وغسيل الأموال)، وقضت بسجنه لمدة سنة واحدة بسبب فساده. ووفق شاهد عيان؛ فإنه تلقى قرار النطق بالحكم بصدمة كبيرة، حيث بدا منهارًا في قاعة المحكمة, ولم يتمكن من الوقوف على رجليه!!, ممّا دفعه لطلب المساعدة للنهوض والخروج من قاعة المحكمة حسيرًا ذليلا.
وخوفا من فتح ملفات أخرى من سجله المزدحم بالفساد, أخذ بالتطبيل والردح لمحور(المقاولة والدجل والنفاق والمخدرات), حتى بلغت به الوضاعة والانحدار والسقوط أن يخلع في منشور له على المجرم الملعون(حسن نصر الشيطان)صفات(المجاهد)و(الشهيد)بعد هلاكه ودفنه في سرداب الغيبة في الضاحية الجنوبية, ويتمنّى الالتحاق به!!. ونسأل الله أن يجيب دعواه, ويحشره مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار .

 

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

767 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع