بسام شكري
مـــن أنتــم؟؟
مازلنا نتذكر صرخة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من شرفة قصر العزيزية في أيامه الأخيرة وهو يصرخ الى الجموع الهادرة: من أنتم؟
العراقيين اليوم يعيدون نفس الصرخة بوجه الأحزاب والميليشيات الإيرانية التي تحكم العراق لكن تلك الصرخة لها أسباب ودلالات مختلفة عن صرخة القذافي:
من أنتم؟
لقد جاء حكام العراق الحاليين على ظهر الدبابة الامريكية سنة 2003 وفتحوا أبواب العراق لإيران لكي تحتله رسميا وتتحكم بالدولة ومواردها وبكافة قرارات العراق الداخلية والخارجية وتنهب ثرواته وتنشر الفساد الحكومي في أجهزة الدولة وتنشر المخدرات وسوء الاخلاق في المجتمع العراقي وتنشر الجهل بشكل منهجي في كل مرافق الحياة وبقوة سلاح الميليشيات تجعل العراقي صاحب النخوة والشهامة تحت اقدام الإيراني قولا وفعلا وتجعل العراق اضحوكة امام العالم فلم يتم بناء مدرسة او مستشفى واحد في العراق على مدى واحد وعشرين عاما ولم يتم اصلاح الكهرباء التي تصل الى منازل العراقيين لساعات قليلة خلال اليوم وانخفضت العملة العراقية الى مستويات قياسية والعراق ثاني اكبر مصدر للبترول في المنطقة بعد السعودية, واختفت العملة المعدنية من التداول بسبب التضخم الهائل كما اختفت الهواتف الأرضية بسبب رفض الدولة إعادة تشغيلها وهذه سابقة لم تحصل لسكان الكرة الأرضية اغنى وأول دولة اكتشف فيها البترول في المنطقة بدون كهرباء وبدون عملة معدنية وبدون تلفونات أرضية وبدون مدارس وبدون مستشفيات, لقد وصلت فضائح النظام لحد يفوق قصص الف ليلة وليلة الخرافية كسرقة القرن والاف المشاريع المكتوبة على الورق والتي لم تنفذ ومزاد بيع العملة ( الدولار) في البنك المركزي والذي يجري أسبوعيا ويتم فيه تحويل مليارات الدولارات الى ايران, موارد البترول يتم نهبها وأربعين بالمئة من العراقيين تحت خط الفقر وايران تستولي على اكبر خمس حقول بترول عراقية بحجة انها حقول مشتركة ونظام المحاصصة الطائفية الحالي يغض الطرف عن ذلك والحقول الخمسة هي حقل مجنون وأبو غرب و البزركان والفكة والنفط خانة وحيث تبلغ احتياطات تلك الحقول 95 مليار برميل من النفط الخام وبعد عشرين سنة من النهب الإيراني لبترول تلك الحقول تم نشر تقارير صحفية من صحيفة عربية عن تلك الفضيحة فقامت حكومة الميليشيات في سنة 2023 بتوقيع مذكرة تفاهم للاستثمار المشترك لتلك الحقول مع ايران وحتى مذكرة التفاهم تلك لم تنفذ لغاية الان ومازالت ايران تستخرج البترول بمفردها وتصدره لحسابها.
بعد انتصار الثورة السورية على نظام الأسد في معركة استغرقت 11 يوما فقط , اصابت الصدمة كل العملية السياسية في العراق وانتشرت دعوات لإسقاط النظام السياسي في العراق في داخل وخارج العراق مثلما سقط تؤامه العميل لإيران نظام بشار الأسد وارتبكت الميليشيات الإيراني التي تحكم العراق واهتز عرشها وتصاعدت تهديداتهم باقتحام الحدود السورية وإعادة بشار الهارب للسلطة واقوى تلك التهديدات صدرت من حاكم العراق الفعلي عراب ايران في العراق نوري الهالكي كما يسميه العراقيين, وما ان شعر نظام الميليشيات في بغداد بقوة النظام الجديد في سوريا والتأييد العربي والدولي له حتى توقفت التصريحات العدائية وتغير السيناريو واصبحوا لطيفين جدا ويريدون ان يسود السلام في سوريا .
وبعد أسبوع تقريبا من انتصار الثورة السورية شعرت ايران بقوة الضربة التي تلقتها في سوريا فتغيرت لهجتها كليا بعد ان صار سقوط نظام بشار الهارب امرا واقعا ولكي تحافظ على احتلالها للعراق تم استدعاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (ابن شهيد البايسكل كما يسميه العراقيين) الى ايران واعطائه تعليمات باتباع التقية في الوقت الحاضر مع الجميع لحين جلاء الموقف بعد تسلم الرئيس الأمريكي ترامب الرئاسة والبدء بجولة لدول الجوار لتبييض وجه النظام والتوسل لقادة تلك الدول بحماية نظام الميليشيات الإيرانية في بغداد من السقوط, وطبقا للأوامر الإيرانية له بضرورة حشد التأييد الدولي لنظامه السياسي للحيلولة دون أسقاطه و ضمن محاولاته اليائسة توجه محمد شياع السوداني يوم امس الى بريطانيا كآخر محاولة لإنقاذ النظام الطائفي وقد عرض على بريطانيا مكاسب واستثمارات بالمليارات في العراق مقابل ضمان استمرار النظام دول اسقاطه, هو يعلم جيدا ان لا تأثير لبريطانيا على القرار الأمريكي الان وذلك لان الحكومة البريطانية الحالية غير مرضي عنها في أمريكا وقد صرح ايلون ماسك مستشار الرئيس ترامب قبل أسبوعين بوجوب اجراء انتخابات مبكرة في بريطانية واتهام الى الحكومة البريطانية الحالية بالفساد .... نعم هو يعلم تلك الحقائق لكنه عبد مأمور لا يتمكن من مناقشة رئيسه الإيراني اليائس الذي فقد لبنان وسوريا في وقت قياسي لم يكن يحسب له أي حساب.
العبث وتضييع الوقت هو غباء وزيارات السوداني الى الدول العربية وبريطانيا لن تطيل من عمر النظام وقد انتهت الحاجة اليه وتم اعتباره مرحلة انتقالية بين نظام الرئيس الراحل صدام حسين وبين النظام الجديد الذي ترغب به أمريكا الان والذي يتماشى مع المتغيرات الجديدة.
مرة أخرى يصرخ العراقيين لحكومة ابن شهيد البايسكل: لماذا تتوسلون الى الدول العربية وبريطانيا لكي تحميكم؟ ماهي انجازاتكم؟
ومن أنتم؟
أنتم شلة لصوص ومرتزقة ولا قيمة لكم ولم تقدموا للعراق أي منجز خلال 21 سنة.
نصيحتي الشخصية الى محمد شياع السوداني بتسليم السلطة للجيش الأمريكي في العراق ومغادرة العراق حماية لنفسه من الهلاك لان العراقيين لو أصبح الامر بيدهم لن يبقون واحد منكم على قيد الحياة، ومجازر 14 تموز 1958 مازالت في الذاكرة العراقية، واني اتخوف على الابرياء الذين سيقتلون والتخريب والنهب الذي سيطال المرافق الحكومية.
لا انصح قادة الميليشيات بالمغادرة لان للعراقيين حساب طويل معهم عمره واحد وعشرين سنة ولكل مجتهم نصيب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1242 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع