اسرائيل تستغل انهيار نظام الاسد بافعالها الاجرامية هل هذا احتلال مبطن لسوريا

د علوان العبوسي
12 / 12 / 2024

اسرائيل تستغل انهيار نظام الاسد بافعالها الاجرامية هل هذا احتلال مبطن لسوريا

قامت اسرائيل بعد قيام الثورة السورية في 8 كانون الاول /ديسمبر 2024 باستهداف وتدميرالعديد من المواقع الاستراتيجية السورية بلغت حوالي 350 موقع ، (منها القواعد الجوية بكافة توابعها من مستودعات الاسلحة ، مئات الطائرات المقاتلة ، كافة وسائل الدفاع الجوي بمختلف انواعها ، تدميرمراكز البحوث العلمية، تدمير كل قواعد الصواريخ ارض/ارض الباليستيه بانواعها ، تدمير القوات البحرية ، احتلال مرتفعات جبل الشيخ الاستراتيجية للسيطرة على جنوب لبنان ...الخ) ناهيك عن التوغل في الاراضي السورية ، ثم الاختراق والتوغل في المنطقة العازلة وفق اتفاق عام 1974 والتقرب اقل من 25 كلم عن دمشق ، كل هذه الامور تعتبر خرقاً فاضحاً للقوانين الدولية، المبعوث الدولي لسوريا (غير بيدرسون) ندد بكل ماتقوم به اسرائيل في هذه الظروف الانتقالية دون رد فعل معادي سوري تجاهها، بينما سوريا تسعى الى عهد جديد في بناء علاقات جيدة مع دول العالم وانهاء كل الاساليب القمعية التى انتهجتها عائلة الاسد .
بتصريح رسمي اسرائيل تعترف بانها (دمرت مقدرات الجيش السورية باكبر عملية جوية قامت بها في تاريخها حيث تم تدمير 70% - 80% من القدرات العسكرية السورية) ، كما اعلن (نتن ياهو) بان الجولان اسرائيلية الى الابد ، هكذا يتعامل هذا المجرم وحكومته اليمينية المتطرفة مستغل الموقف الامريكي الداعم له والموقف العربي والاسلامي المخجل وكاّن سوريا وجبة غذاء يرفضها او يتقبلها كيفما يشاء .
الامم المتحدة نددت بما تقوم به اسرائيل في سوريا من انتهاكات لامنها القومي خاصة انتهاكها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1974 الصادر في 31 ايار/مايو 1974، بإنشاء منطقة عازلة بين القوات الإسرائيلية و القوات السورية في هضبة الجولان بهدف تقليل التوترات العسكرية وضمان تطبيق وقف إطلاق النار بعد حرب أكتوبر 1973.
اسرائيل الان تقوم باحتلال العديد من المناطق السورية بواقع جيبولتيكي بعد سقوط نظام بشار الأسد، وعززت سيطرتها على مرتفعات الجولان وخصوصًا في المناطق القريبة من القنيطرة وجبل الشيخ، مؤكدة أنها لن تسمح لأي قوى معادية، مثل حزب الله أو إيران، بالتمركز قرب حدودها، هذا التحرك حسب تصريحها بسبب الفراغ الامني الناتج عن انهيار النظام السوري.

مما تقدم ماهي الغاية الاسرائيلية من كل هذه الافعال الاجرامية التي تقوم بها وسوريا في مرحلتها الانتقالية؟
من الغريب قيام اسرائيل بمثل هذه الافعال الاجرامية الغير مسبوقة ضد سوريا وهي تعلم جيدا وعندما كانت سوريا تحت نظام الاسد بانها لم يسبق لها القيام باي تعرض عليها وانما كان النظام يقمع شعبه فقط ، ودليلنا ان نظام الاسد في حرب تشرين / اكتوبر 1973 لم يقوم باي تعرض ناجح ضد اسرائيل سوى تعرضات جوية ضد القوات الاسرائيلية في الجولان لم تحدث اي اثر ايجابي في هذه الحرب وسوريا قريبة من اسرائيل وبامكانها فعل اي تعرض ايجابي يحد من قدراتها العسكرية ، حتى وصلت اسرائيل على تخوم دمشق بهدف احتلالها ، وكان لوصول القوات العراقية لسوريا دورها الايجابي لايقاف هذا الاحتلال .
في حينها طلب العراق من سوريا اخذ دوره في استعادة الجولان الى سوريا بعد اكتمال وصول قواته العسكرية لكن الرئيس حافظ الاسد رفض ذلك وطالب من القيادة العراقية في دمشق سحب قواتها فورا، وذاك يوم وهذا يوم والجولان اصبحت تحت رحمة المجرم (نتن ياهو) ومن لف لفه .
اسرائيل تتحجج بان الواقع السوري الحالي قد يكون اكثر جدياً من النظام السابق في المواجهة معها وعليها الحذر مسبقا في تدمير كافة قدراته العسكرية لتكون في الجانب السليم ، وهذه الحجج غير سليمة فالواقع السوري لايزال في خطواته الاولى في البناء وتنظيم الامور السياسية والاقتصادية المتهالكة بسبب النظام السابق ، ولكن السبب الاكثر منطقيةً ان اسرائيل ومعها الولايات المتحدة الامريكية ومن خلال تصريحات نتن ياهو بانه يسعى الى شرق اوسط جديد تكون اسرائيل فيه اكثر امناً، فالبدايات وفق ماتقوم به لتبيان قوة ردعها سواء كان في هجومها الناجح على ايران في 26 تشرين الاول / نوفمبر 2024 او في لبنان على حزب الله ، واخيراً على المواقع السورية التي اعتبرته اسرائيل بانه انجح هجوم قامت به لتدمير القدرات العسكرية السورية في تاريخها ، وهذه الهجمات قد تعطي انذار لباقي المليشيات الايرانية الموجودة في العراق واليمن لتصفية اعمالها وانهاء وجودها قبل ان تقوم اسرائيل باساليبها العدوانية المدمرة المدعمومة من امريكا واوربا .
اذن ان مايجري في سوريا من قبل اسرائيل عبارة عن انذار لاحتلال مبطن قامت به اسرائيل قد يستكمل فيما اذا قامت القيادة السورية الجديدة باي عدوان مهما كان نوعه على اسرائيل بتنفيذ ما كان قد يحدث في حرب 1973 باحتلال دمشق ، ودون ان يحرك احد ساكناً سواء سواء من الدول العربية او الاسلامية اوغيرها من دول العالم هكذا اصبحت الامور في هذا العالم الديمقراطي الحر الذي تحكمه الارادة الامريكية والكيان الصهيوني.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

646 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع