عائشة الحسنات/ نائبة برلمانية أردنية سابقة
موقف النظام الإيراني من المرأة في القرن الحادي والعشرين
معاناة المرأة الإيرانية في ظل نظام الحكم الرجعي في إيران
في عصر المزايدات والشعارات هذا الذي نعيشه لابد من القول والتصريح لإظهار الحقائق خاصة في ظل غفلة الكثيرين واصطياد الكثيرين أيضا في الماء العكر عندما تتوفر لهم الأدوات والأسباب من خلال قوى رجعية سواء كانت أنظمة أو ميليشيات أو جماعات بعينها أو أي مسميات في نفس السياق.. هنا لابد من القول والتأكيد وإسماع من في أذنه صمم بأننا مسلمون معتدلون ونلتزم بأسس وشريعة الإسلام السمحاء التي لا تقبل بهذا الكم الكبير من جرائم القتل تحت مسمى الإعدام خاصة تلك التي تجري بحق النساء في إيران؛ في ظل النظام الحاكم في إيران منذ نحو أربعة عقود ونيف جعلوا من الإسلام وسيلة لجلد وقمع وظلم النفس البشرية على عكس حقيقة الإسلام الذي يدعو إلى رعاية الإنسان واحترامه بغض النظر عن هويته ومن يكون.. ولا يقتصر النهج العنصري القمعي على النساء في إيران فهناك نهج عنصري قائم يمارسه النظام الإيراني على أساس العرق والمذهب والدين كما يحدث مع الأقليات العربية والكردية والبلوشية والآذرية بحسب التقارير والأخبار، وقد لا يجد بعض المسلمين السُنة مكاناً لأداء عبادتهم في مدن كبيرة كالعاصمة طهران، كما لم يسلم المسلمين السُنة في مناطق كـ بلوشستان من القمع إذ قُتِلوا على أبواب المساجد بعد صلاة الجمعة وهم مدنيون عزل لا يملكون سوى آرائهم وصيحاتهم إن تعاظمت قدراتهم.. أيُقتل الإنسان على رأيه وأمام دور العبادة بهذه البساطة باسم الإسلام، ولا نعلم أي إسلام هذا الذي لا يصون حياة وكرامة الإنسان وخاصة المرأة والطفل والمُسِن.. هل هو إسلام غير الذي نعرفه؟ أم أنه ادعاءٌ عارٍ عن الحقيقة ومجرد شعارات يتم تسويقها من أجل السلطة، وما هذا إلا تشويه لحقيقة الإسلام وشريعته النقية السمحاء.. تشويه يجب أن يكون له رادع على الصعيد المؤسساتي بالإدانة والاستنكار وتوضيح الحقائق ببيانات رسمية.. أو على الصعيد الفردي من النقد.
في القرن الحادي والعشرين قرن حقوق الإنسان وارتقاء المفاهيم والعولمة والقرية الكونية لا تزال هناك أنظمة رجعية تدعي الدين وفي الوقت ذاته تتعدى عليه بممارسة القمع والقتل ونشر الفتن والأمراض والمفاسد الفكرية والاجتماعية، وفي حين ترفع بعض الدول من مكانة الإنسان في المجتمع والمرأة على وجه التحديد نجد أن هناك أنظمة رجعية لا تمعن في قمع المرأة فحسب بل تسرف في التعاطي المؤسسي معها بعنصرية وقتلها تحت مسمى الإعدام.
في الأردن البلد الآمن المستقر رغم قلة موارده المالية تسير النهضة على قدم وساق، وتحظى المرأة بمكانة رفيعة وتحتل الكثير من النساء مكانة مرموقة سواء في أروقة السلطة أو في المجتمع، وتساير المرأة ركب التقدم التقني والحضاري وتساهم في ظل أجواء الحريات التي ينعم بها الأردن في عملية التنمية الدؤوبة في الأردن، وفي عالمنا العربي تنهض المرأة وترتقي في شتى الميادين ولا تعاني من أي نوع التعسف الذي تعانيه المرأة الإيرانية، ولا يحتمل الأمر أدنى مقارنة، ولم نعرف قط بتلك الجرائم المتعلقة بقمع النساء إلا من خلال تلك التقارير التي تتوالى بشأن ما يحدث للمرأة في إيران سواء من خلال قرارات الأمم المتحدة أو مجلس حقوق الإنسان أو منظمة العفو الدولية أو باقي المنظمات العالمية أو من خلال لجنة المرأة التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي تتابع بدقة شؤون المجتمع الإيراني وتخص بالاهتمام أوضاع النساء في إيران.
لا ينم حجم الإعدامات بحق النساء في إيران عن وجود نظام حكم رشيد، وحجم الإعدامات المُضاعف والملفت للنظر والتي أجراها النظام الإيراني في الفترة ما بعد تنصيب الرئيس الجديد الذي يفترض أنه أكاديمي يدل على أمرين الأول أن هذا النهج هو من ثوابت النظام وإحدى وسائله من أجل الاحتفاظ بالسلطة وهو سياق غير مشروع، والأمر الثاني يدل ويؤكد على أن حجم الرفض الشعبي الكبير للنظام وبموجب هذا الرفض لا يجد النظام أمامه سوى الإمعان في القمع والقتل والتعسف، ولا يختلف هذا النهج تبعا لـ شخص الرئيس فالنهج هو ذاته منذ نشأة هذا النظام ولم يتغير بل يزداد تعسفا من حقبة إلى أخرى.
قتل النساء في إيران ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب فقد سبق أن أعدم الآلاف من السجينات السياسيات وسمم فتيات مئات الفتيات القاصرات وأعدم قاصرين وتعجل بإعدام الكثير من المُدانين؛ لكنهم أفرطوا هذه المرة بأحكام الإعدام على نحو يثير القلق.. والأكثر غرابة هو تبرير النظام لهذه الإعدامات بأنها من أجل حفظ أمن البلاد.. وكذلك تعد مرونة الموقف الدولي تجاه هذه الجرائم عاملاً مشجعا على استمرارها.. وما دام برنامج المواد العش الذي تتبناه السيدة مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية برنامجاً تقدمياً يلبي مطالب جميع فئات الشعب الإيراني ويتوافق مع القيم والأعراف الدولية فلم لا يقف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
إنها سياسة المهادنة والاسترضاء التي يتبعها الغرب مع النظام الإيراني ويدفع ثمنها الشعب الإيراني ودول وشعوب الشرق الأوسط أمرٌ لا خيار للغرب فيه اليوم، كما أصبح القيام بذلك فرضة على الغرب للتكفير عن أخطائهم التي لا تحصى ولا تعد في الشرق الأوسط..، ولكن يبدو أنه لا يزال هناك من يريد استمرار مشروع صناعة الأزمات من خلال الفوضى الخلاقة التي أسسوا لها في منطقة الشرق الأوسط.
هذا هو موقف النظام الإيراني من المرأة في القرن الحادي والعشرين.. لذا نتضامن معها ونقول أوقفوا النهج العنصري الدموي ضد النساء في إيران.. وكفى مهادنة للنظام الإيراني..
939 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع