د علوان العبوسي
20 / 11 / 2024
ألى متى يستمر صمت جامعتنا العربية ضد الانتهاكات الصهيونية لشعبنا الفلسطيني
للأسف، موقف جامعة الدول العربية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية الكبيرة جداً ضد الشعب الفلسطيني يعكس ضعفًا في مواجهة هذه الانتهاكات، وغالبًا ما تفتقر الجامعة العربية إلى اتخاذ خطوات حاسمة وقابلة للتنفيذ، لكنها تكتفي بإصدار بيانات ومواقف ليس لها تأثير على مايجري في فلسطين ، هذا الضعف في المواقف الإيجابية جعل الكيان الصهيوني اكثر شراسةً في القتل والتدمير للمدنيين العزل حسب رايي لهذا الضعف العديد من الاسباب اهمها ماياتي :
• الجامعة العربية تضم دولًا ذات مصالح وسياسات مختلفة، بعضها يرتبط بعلاقات مع إسرائيل أو له أولويات سياسية وإقليمية أخرى تتعارض مع اتخاذ مواقف ايجابية تجاه إسرائيل.
• هناك تباين كبير في مواقف الدول الأعضاء، فبينما بعض الدول تسعى لتقديم دعم حقيقي للفلسطينيين، بينما تتجنب دول أخرى اي نسب من التصعيد مع إسرائيل حفاظًا على مصالحها السياسية والاقتصادية معها .
• العديد من الدول العربية تواجه ضغوطاً من القوى الدولية خاصة الولايات المتحدة، للحفاظ على مواقف من شأنها تصعيد المعارضة للمصالح الأمريكية في المنطقة.
• الجامعة العربية تفتقر إلى اساليب الاليات التنفيذية القوية، فهي مثلاً ليست كالاتحاد الأوروبي الذي يتمتع بقوة اقتصادية وسياسية مشتركة، مما يجعل قراراتها مجرد توصيات غير ملزمة للدول الأعضاء، مما يتطلب اجراء العديد من التعديلات بقوانينها وفق مفهوم العمل العربي المشترك .
• الدول العربية تعاني من مشاكل داخلية كثيرة، منها النزاعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، والتوترات السياسية، ما يجعل القضية الفلسطينية ذات اولوية ثانوية للعديد من هذه الدول .
• عادة ما يكون للموقف الدولي تاثيره على قرارات الجامعة العربية، حيث تسعى بعض القوى الكبرى لتوجيه قراراتها بما يخدم أجنداتها في المنطقة عندما تجد ضعف في المواقف العربية تجاه القضايا الفلسطينية .
• وجود تكتلات داخل الجامعة العربية (مثل مواقف الدول الخليجية أوبعض دول شمال إفريقيا) تؤدي إلى تباين المواقف، مما يعكس غياب الإجماع المطلوب لاتخاذ قرارات قوية.
رغم كل ماجاء آنفاً لا يزال هناك امل في تأثير الجامعة العربية، إذا ما اتخذت خطوات أكثر فاعلية مثل:
• دعم مطالب الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، والتنسيق لاتخاذ موقف عربي موحد في مجلس الأمن والجمعية العامة يكون اكثر قبولا واحتراماً ،وليس كما يجري الان بشكل منفرد قد لايعطي موقف قوي ومتفاعل مع مايجري من انتهاكات غير اخلاقية وانسانية للشعب الفلسطيني الاعزل.
• يمكن للجامعة أن تعمل على توفير دعم اقتصادي واجتماعي يساعد الفلسطينيين في مواجهة التحديات المعيشية والصحية ويعزز من مواقفها الدولية
• الضغط على الدول ذات النفوذ الدولي مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، عبر الوسائل الدبلوماسية لتغيير موقفها مما يجري في فلسطين من قتل وتدمير للمدنيين .
• أنشاء تحالفات دولية يمكن للجامعة العربية توسيع جهودها مع دول أخرى متعاطفة مع القضية الفلسطينية، كدول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لخلق تكتل داعم للحقوق الفلسطينية على المستوى الدولي.
• تعزيز العمل الجماعي بستحداث سياقات أكثر قوة وتاثير تلتزم دول الجامعة بتنفيذها .
• تجاهل التدخلات الخارجية سواء من بعض دول الجامعة او خارجها بعد بناء تحالفات عربية قوية موحدة .
• إصلاح الجامعة من خلال تطوير نظامها الداخلي ليواكب التحديات الحالية ويقلل من تضارب المصالح الفئوية
صحيح أن هناك إحباطًا واسعًا من أداء جامعة الدول العربية، لكن إصلاحها يحتاج إلى توافق وتضامن بين الدول الأعضاء، وهو أمر قد يكون صعباً لكنه ممكن اذا صدقت النوايا العربية لنصرت الشعب الفلسطيني التي احتلت ارضه وتحقيق دولته المستقلة .
3347 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع