عبدالله عباس
كلمات على ضفاف الحدث :التاريخ والغرب... والحلم الكردي ..!
( 1 ) الاصابة بعمى الالوان الامريكية
كما اشرت في موضوع أخر : أستغرب من تصدي بعض من الادعياء تحليلات الاوضاع السياسية في عالمنا الشرقي للكتابة بايجابية لسياسة وتصرفات الادارة الامريكية المتعاقبة ويروجون بطريقة كلها ثقة بان المواقف الرسمية الامريكية في العلاقات الخارجية ضمان الاوحد الى حد كبير لتطبيق القوانين الدولية المتعلقة بالحرية واستقلال ارادات الشعوب ..!! ‘ في حين ان كتاب ومحللين الامريكيين انفسهم ( أكيد مخلصين لولاياتهم المتحدة ) ‘ ينتقدون بشدة كل التصرفات الرسمية الخارجية وتمسكها المدمر بفرض الهيمنة حتى على اخلص اصدقاءهم في ( عالمهم الحر ) ‘ لانهم يعتقدون مباشرة إن جهود الولايات المتحدة لإدارة وتشكيل السياسة العالمية لم تجعلها أكثر أمانًا ، بل على العكس ، زعزت سياستها الخارجية استقرار عدة مناطق حول العالم ، وانتهكت حقوق الإنسان، وأضرت بالحريات المدنية
وبعيدا عن الاتهام و التشكيك بنوايا هؤلاء الكتاب في منطقتنا ‘ اعتقد ان تصوراتهم و تقيماتهم الايجابية داعمة لتواجد ( ألارادة الامريكية ) في زوايا هامة من اماكن قرار مصير بلدانهم ‘ جاء من سطحية تفكيرهم بمعنى الحرية الحقيقية لبلدانهم وانخداعهم بالوان العولمة التى تقود نشر تفاصيلها الادارة الامريكية و حلفائها الغربين في جانب ‘ وهذه السطحية في التفكير والتقيم ادى الى انسلاخهم من الانتماء الحقيقي لهموم بلدانهم وحتى في مجتمعهم ‘ مقتنعين ان ماتروجه الادارات الامريكية عن الحرية و الاستقلال اختيار صحيح لبناء المستقبل .
( 2 ) النفاق الامريكي و الحلم الكردي
لانقول شيء جديد بل نذكر ‘ بأن القومية الكردية و نتيجة تقسيمها ارضا وبشرا ‘ بين أربع دول ومنذ نهاية الحرب العالمية الاولى تعاني من الاضطهاد بسبب : اولا الظلم الذي ظلمه قوى (الاستكبار ..! ) بعد تلك الحرب ‘ فارضين أنفسهم مسؤولين عن ضمان حق تقرير مصير الشعوب التي كانت واقعة تحت سيطرة العثمانيين ‘ فكان مصير هذه القومية الحية ظلم يفوق الظلم الذي وقع على سلب ارض فلسطين و تأسيس الكيان العبري المسخ عليه ‘ ولم تكتفي تلك القوى بذلك التقسيم السيء بل احتفظ بحق التصرف الخبيث بقضيتهم ‘ كورقة للضغط عند الضرورة لتمرير المؤمرات و تنفيذ خطط الهيمنة على المنطقة والدول التي قسمت ارض كردستان عليهم ‘ وعند تحقيق طموحهم يتركون قضية الكرد معلقه وامام ( حق التصرف الرسمي لدولة التي تحكم بجزء من ارض الوطن الكرد ....!!)
وهذا الوضع على امتداد التأريخ المعاصر واللا عيب القوى العظمى و عنصرية حكام الدول المقسمة عليهم الكرد ‘ أثر ولايزال سلبا على وضع الانسان الكردي حتى مع نفسه في بعض الانعطافات الحاده حدث ويحدث في المنطقه ‘ خصوصا في اختيار المواقف السياسيه منطلقا للتوجه نحو ضمان حقوقهم القوميه بحيث ان مقولة ( عدو عدوي ...صديقي حتى دون ضمان ....!!! ) اصبح فكر ونهج لبعض الكرد مع الاسف ..! لذا لانستغرب ان نرى بين الفئات الكردية عندما تحدث ازمات في المنطقة بين بعض الحكام وقوى الاستكبار عموما و الادارة الامريكية خصوصا والازمة ليس لها علاقة بمصير الكرد اساساً‘ نسمع بين الكرد من يتعاطف مع الادارة الامريكية مستندا على ذلك المثل دون ان يرى اي ضوء في النفق ان وجود هذه الازمة يؤشر على ضمان لصالح الحلم الكردي المشروع بكل المقايس الشرعية ...!! فعلى سبيل المثال ‘ تابعت تخيلات البعض من نفس النوع من المحللين الذين اشرت اليهم يقومون بتوجهات و تصرفات الادارة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط ‘ ظهر بينهم محللين الكرد الحالمين اثناء التقيمات ما تنتظرها المنطقة بعد عودة الشرير (قديم جديد : ترامب ) الى البيت الابيض ‘بأن الوضع العام الكردي ضمن برنامجه السياسي في المنطقة ‘ والغريب اذ ان بعض المحللين (العرب بس بالاسم ) يعتمدون على ثقتهم بتصرفات الادارة الامريكية الى دلائل ملموسة في علاقتهم ببعض رمز الحكم والسياسة في المنطقة ‘ ان المحللين الكرد لايملكون شيء حتى ككلمة منشورة في اي مصدر (حتى لو تحريضية ) تخص مستقبل الكرد في السياسة الامريكية ‘ وتجدد هذه الظاهرة (خيالية ) بين المحللين والكرد فعل للازمة الحالية بين ايران و الادارة الامريكية وعصابة الصهاينة الذين يقودون (الابادة الجماعية للفلسطينين ) ‘ وردا على الموقف السلبي والسيء للنظام الايراني تجاه الحقوق القوميه للكرد ‘ نسمع الاصوات الكردية تبدي تصوراتها كان ضرب ايران من قبل امريكا ستكون على الاقل في احد جوانبه لصالح قضيتهم ...! دون ان يكون امامهم حتى اشارة داخل الارادة الكردية لها تصور او ضمان لهكذا نتيجة ‘ لذا استغربت عندما قرأت مقال لمحلل في موقع كردي يوحي بالتفائل نتيجة التهديدات الامريكية واسرائيليه لايران ...!!! مبشرا بعودة (ترامب ) وكتب تحت عنوان ( ترامب ارعب الجميع ...!! )
مؤسف لوجود هكذا محللين انهم يغدرون بشعبهم مرتين : مرة يصيغون تخيلاتهم بالوان زاهية الخداع واضح فيها دون ان يملكون اي دليل قريب من اي ضوءفي نهاية النفق ‘ ومرة ثانية انهم يشاركون الغربيين العدوانيين عموما والامريكيين خصوصا في نشر هدف الغرب و ادارة البيت الابيض والحركة الصهوينية : فكرة محو ذاكرة التأريخ ‘ لان وتحديدا الادارة الامريكية خصوصا والغرب الاستعماري عموما هم الذين غدروا الكرد و وطنة كوردستان و فرضوا بالقوة مستندين على مايسمى الشرعية الدولية ‘ بالاضافة ان بعض من هولاء الغربيين الهوى يعتمدون على تسريبات خداعية على طروحات ينشر بين حين واخر كمعلومات في الاعلام ولا يعرفون انة حلقة من مؤامرة اكبر يعمق اذلال الارادات الوطنية في المنطقة فقط لاجل بقاء شوك الشر الاشرار الصهاينة ليس الا
• مختصر مفيد :
حكمة يابانية تقول : إذا أردنا أن تتحول أحلامنا إلى حقيقة ‘ من أول ما علينا فعله هو أن نستيقظ ... والسلام عليكم .
921 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع