بسام شكري
تداعيات تدمير حزب الله اللبناني على امن واقتصاديات الشرق الأوسط
لم نكن نعلم حقيقة الدور الكبير الذي كان يلعبه حزب الله على اقتصاديات وامن الشرق الأوسط الا بعد ان قامت إسرائيل بتصفية أكثر من أربعة الاف من قياداته العليا والوسطى، فما هي تلك التداعيات الخطيرة التي ستؤثر على أنظمة سياسية وتقلب موازين القوى وتقتل ملايين البشر؟ وما هي الدول التي ستتضرر من تلك التداعيات؟
لقد كان حزب الله اللبناني يقوم بثلاثة أدوار في وقت واحد، وما ان تم تدمير قيادات حزب الله اللبناني العليا والوسطى حتى ظهر فراغ كبير في الأجهزة التنفيذية وظهرت طبقة جديدة بدون خبرة تنفيذية تحاول ان تسد ذلك الفراغ الكبير، فما هي الأدوار التي كان حزب الله يقوم بها:
أولا. تهريب البترول والغاز والبوتاسيوم والرخام السوري الى أوروبا وتقاسم أرباحها مع نظام الأسد، وقد أخبرني أحد الأصدقاء بانه تواصل معه أكثر من ثلاثة اشخاص (سوري وعراقي ولبناني) يعرضون عليه بيع بوتاسيوم سوري الى أوروبا وأخبرهم ان ذلك عمل غير قانوني وهو لا يعمل في التهريب، ان هؤلاء المروجين الثلاثة هم بدائل لجهاز حزب الله الذي تم إخراجه عن الخدمة، اذن فقد كان حزب الله يدعم اقتصاد نظام بشار الأسد ويستفيد هو ماديا في تهريب تلك المنتجات.
ثانيا. زراعة الحشيش في منطقة البقاع اللبنانية وصناعة المخدرات المركبة والكيمياوية وتهريبها الى أوروبا والى الأردن والسعودية عبر الحدود والى العراق عن طريق الحدود السورية التي يتحكم بها الحشد الشعبي التابع للحرس الثوري الإيراني وتقاسم الأرباح مع إيران ونظام الأسد، اذن فحزب الله كان يدعم الاقتصاد الإيراني بتجارة المخدرات في شبكة واسعة تمتد من لبنان لتصل الى دول الخليج والسواحل الفرنسية والإيطالية واليونانية.
ثالثا. صناعة المخدرات في اليمن في مصانع يديرها أعضاء من حزب الله اللبناني ويتم تهريبها الى السعودية برا وبحرا وتقاسم الأرباح مع الحوثيين.
فماهي التداعيات التي تهدد ملايين البشر وسوف تهز أنظمة عريقة في المنطقة؟
اولا. أسرع تلك التداعيات هي قرار اتخذته إيران (التي تسيطر على النظام السياسي في العراق) قبل يومين يمنع بيع المشروبات الكحولية في العراق بهدف ان يتحول متعاطي المشروبات الكحولية العراقيين الى متعاطين للمخدرات التي توقف تهريبها من قبل حزب الله الى أوروبا وهذا سيدخل ملايين العراقيين في دوامة ادمان المخدرات ويعطل القوى العاملة ويمنع أي محاولة لتغيير نظام الحكم في العراق وسيؤدي الى زيادة جرائم القتل والجرائم الجنسية وينشر الفوضى بشكل أكبر في المجتمع العراقي.
ثانيا. سيتخذ مهربي المخدرات الجدد طرق وأساليب جديدة في تهريب المخدرات الى الأردن والسعودية للوصول الى سوق الخليج الغني والذي يسهل فيه انتشار المخدرات, وأتوقع ان تكون أساليب اختراق الامن الأردني والسعودي بأساليب جديدة غير معروفة مثل اثارة الفوضى والتظاهرات او زيارات سياحية جماعية الى الأردن والسعودية او خلق خلافات عشائرية بين القبائل التي تسكن حدود تلك الدول وبحجج مختلفة من قبل لبنانيين وسوريين وعراقيين وكذلك اختراق الحدود الأردنية من جهة العراق لأنها اقل رقابة من الحدود السورية الأردنية التي تتمتع برقابة عالية, واختراق منظم وكبير للحدود العراقية السعودية الكبيرة والمفتوحة من قبل مهربين عراقيين وخصوصا من منطقة النخيب التي يوجد فيها قاعدة للحرس الثوري الإيراني والتي كانت تابعة الى محافظة الانبار وتم الحاقها بمحافظة كربلاء بعد 2003, واتوقع ان تقوم سوريا وايران بخطوات تقارب اكبر من الأردن والسعودية لتسهيل بيع المخدرات فيهما وفي أسواق الدول المجاورة لهما, واتوقع استخدام أوسع للطائرات المسيرة في اختراق حدود البلدين لنقل المخدرات , واتوقع استخدام مواطنين أردنيين وسعوديين من المتعاونين مع حزب الله في عمليات تهريب المخدرات لانهم بعيدين عن الشبهة.
ان الدولة اللبنانية التي كان حزب الله اللبناني يحل محلها في كافة الإدارات سوف تستمر بنفس النهج في تهريب المخدرات عن طريق الشاحنات الناقلة للفواكه والخضروات والعاملين على الخطوط الجوية من اللبنانيين وغيرهم وذلك لان عملاء حزب الله ما يزالون يعملون بنفس الكفاءة فقد تجد منهم المسيحي والمسلم السني والدرزي ولن يتم إيقاف نشاط هؤلاء العملاء الا بكشف أسمائهم الموجودة في سجلات حزب الله, ولقد كان حزب الله اللبناني يفرض اتاوات شهرية على اللبنانيين العاملين في دول الخليج وكان هناك اشخاص لبنانيين من أعضاء حزب الله يجمعون تلك الاتاوات وينقلونها الى لبنان بطرق قانونية مستغلين وظائفهم و وضعهم القانوني في دول الخليج.
اما عملاء حزب الله من الأردنيين والسعوديين فلا يختلفون عن زملائهم عملاء حزب الله اللبنانيين وهم اشد حرصا وأكثر تجربة لكن إذا تم كشف قوائم هؤلاء العملاء سيتم التخلص من أكبر شبكة تخريب في المنطقة وإذا لم يتم ذلك سيقوم هؤلاء العملاء بدور تخريبي في اثارة الرأي العام وتهريب المخدرات والأسلحة الى الأردن والسعودية , ولتخفيف الضغط الإسرائيلي على حزب الله سيقوم العملاء الاردنيين بتهريب اشخاص او أسلحة الى داخل اسرائيل وكذلك سيساهمون في بيع النفط والغاز والفوسفات السورية الى دول الخليج.
ان خلخلة الامن في المنطقة سيتم تدريجيا بخلق الفوضى الخلاقة تحت مبررات عديدة من اجل انقاذ الاقتصادين السوري والإيراني الذين يخضعان لحصار دولي لذلك على دول المنطقة اتخاذ إجراءات عملية تتماشى مع الفلتان الذي سببه اخراج قيادات حزب الله عن الخدمة ودخول عملاء جدد بخبرة قليلة لكن بأساليب جديدة غير مطروقة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
766 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع