بسام شكري
تسونامي الانتخابات الامريكية ومستقبل المنطقة العربية
فاز ترامب وخسرت كاميلا هاريس، بتلك العبارات صحي العالم من صدمة الفوز، لقد اكتسح ترامب الانتخابات وفاز بفارق كبير والسبب هو ليس لأنه الأفضل لكن لان كاميلا هاريس هي الأسوأ، فما هو السبب في ذلك التسونامي؟
هذه الحالة تعيدنا الى الانتخابات الفلسطينية التي جرت في فلسطين سنة 2006 عندما اكتسحت حركة حماس الانتخابات بتسونامي شبيه بتسونامي ترامب وسبب ذلك الاكتساح وانتخاب الفلسطينيين لحماس ليس حبا بحماس لكن كرها بالسلطة الفلسطينية التي سرقت ما كانت تقدمه دول العالم من مساعدات للشعب الفلسطيني وفشلها في تطبيق الاتفاقية التي وقعتها هي مع إسرائيل وعدم التطبيق جوهر اتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية (أراضي ألف وباء وجيم) لغاية كتابة هذا المقال والسبب الأهم هو فشل منظمة التحرير الفلسطينية في التحول من تنظيمات فدائية الى سلطة مدنية.
ان ما قامت به حماس من تدمير لغزة مشابه لما قام به حزب الله اللبناني في لبنان من السيطرة على أجهزة الدولة والغاء دورها، فكيف لمنظمة سرية مثل حماس او حزب الله ان تدير دولة؟ انها ستبقى منظمة سرية وليست جهاز حكومي وحماس وحزب الله لم يحترما نظام الدولة ولم يعترفا حتى بعلم الدولة وكانا يرفعان علمهما الشخصي، وهذا نفس الشيء الذي يحدث في العراق منذ الغزو الأمريكي في 2003 لكن الحالة العراقية أكثر سوءا بمئات المرات لان عدد المنظمات الميليشياوية التي تحكم العراق يتجاوز الخمسين وعدد الاعلام المرفوعة في سماء العراق يتجاوز الالف علم في الوقت الذي ضاع علم العراق واختفى الولاء للوطن.
سبب خسارة كاميلا هاريس من وجهة نظري له عدة أسباب أهمها إصرار الرئيس الحالي بايدن المصاب بالخرف على ترشيح نفسه للانتخابات لفترة طويلة منعت ترشيح أي عضو ديمقراطي اخر وقبل الانتخابات بأشهر قليلة قرر بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة ولم يبقى وقت للديمقراطيين لتهيئة مرشح جديد وكانت كاميلا هاريس المرشحة الوحيدة المتاحة, وهي التي لم تثبت حضورها خلال فترة عملها كنائبة للرئيس, والسبب الاخر هو عدم وجود برنامج واضح لها إضافة الى انها كانت تدعم إسرائيل في قتل المدنيين الفلسطينيين بحجة الدفاع عن امنها وهي نفس الحجة التي سارت عليها الحكومة الالمانية والتي انهارت في اليوم التالي لفوز ترامب, في الوقت الذي قال ترامب ومنذ بداية ترشحه للانتخابات انه سيوقف كل الحروب في العالم وانه لو كان رئيسا لم تحدث أي حروب وهذا ما وضع العرب والمسلمين واللاتينيين والامريكيين المناهضين للحروب الى جانبه في الانتخابات, السبب الاخر لفوز ترامب وخسارة كاميلا هاريس هو الجانب الأخلاقي ففي الوقت الذي دعت كاميلا الى الانفتاح العالمي وحرية تغيير الجنس ونشر المخدرات بشكل قانوني (كما حصل في المانيا حيث صدر قانون يجيز بيع الحشيش في المانيا) , شدد ترامب على الجانب الأخلاقي وقيم الاسرة ومنع تغيير والتلاعب بجنس الأطفال القاصرين كما كان يحدث في أمريكا و أوروبا في السنوات العشرة الاخيرة.
حماس هي صنيعة الموساد الإسرائيلي الذي أسسها للتغلب على المنضمات الفدائية اليسارية الفلسطينية بأسلوب ديني يجذب عموم الفلسطينيين الفقراء والمسحوقين بين سندان الاحتلال ومطرقة السلطة الفلسطينية وقد نجحت حماس في ذلك, وحزب الله اللبناني الذي اسسته ايران التي تعتمد على إسرائيل في تسليحها وتطبق أوامر إسرائيل في نشر الفوضى والفساد في المنطقة واحتلال العراق ولبنان وسوريا واليمن ونهب ثروات تلك الدول وتدميرها وتهجير سكانها , وقد انتهى دور حماس وحزب الله فقامت إسرائيل بتصفيتهما, بعد ان قاما بدورهما الذي رسمته لهما وظهر نتنياهو كمخلص للمنطقة من الارهاب وسوف يكون الرئيس ترامب هو من سيصنع السلام بعد ان قامت إسرائيل بتصفية حزب الله وحماس.
صديقي الشيخ عبد الله نبهني الى عدة نقاط حول الموضوع ألخصها: بان الدولة العميقة في أمريكا من سيحكم الان وسوف تجمع الغلة لأعمالها التي دامت في الخمسين سنة الماضية من انشاء تنظيم القاعدة وحماس وحزب الله وداعش ونظام ملالي طهران وميليشيا إيران في العراق واليمن ولبنان وسوريا، وان ما قامت به إيران وادواتها وحماس خلال الأربعين سنة الماضية من تشويه صورة الإسلام وتشريد ملايين المدنيين وتدمير تاريخ وجغرافيا المنطقة سيحتاج الى عشرات السنوات لإعادة الوضع الى ما قبل تلك اللعبة القذرة.
ان من الطبيعي ان تكون إسرائيل ارحم على دول المنطقة من ايران ليس لأنها افضل منها لكن لان العالم يتطلع الى نتائج ما قام به نتنياهو من تصفية لاهم واخطر تنظيمين في المنطقة ساهما في قتل وتشريد الملايين ولأن اسرائيل نقطة في بحر العرب تريد ان تثبت حسن نيتها وحقها في فلسطين التي اغتصبتها, ولقد أصبح واضحا للجميع بان نظام ملالي طهران وبغداد ومنظمة الحوثيين هي أنظمة إجرامية لعصابات اتخذت من الدين ستارا شرعيا لها وان المرحلة القادمة ستكون المنطقة بداية لإنشاء الدول المدنية الوطنية، وسيكون من اليسر والسهولة على الرئيس ترامب فرض السلام وتصحيح ما قام به جورج بوش الأول والثاني واوباما وبايدن ونحن كشعوب عربية وإسلامية تلعب بنا الدول الكبرى كيفما تريد وتنهب ثرواتنا وتشرد شعوبنا (بسبب جهلنا ) نتطلع الى ان تسنح لنا الفرصة للمرة الأولى منذ انهيار الدولة العثمانية ان نحكم أنفسنا بقليل من الاستقلالية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
817 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع