سيف الدين الدوري
ملاحظات حول زيارتي الخاطفة للعاصمة السويسرية - جنيف -
لقاء الفرصة الأخيرة ( جيمس بيكر - طارق عزيز).
قبل 48 ساعة من لقاء جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكية ، مع نظيره العراقي طارق عزيز في جنيف، صرح بيكر" بان الولايات المتحدة ثابتة على موقفها لجهة إعتبارها تاريخ 15 كانون الثاني /يناير، موعداً نهائيا قبل إستعمال القوة". وقال" أن جلسة جنيف هي جلسة إتصالات وليست جلسة مفاوضات. ( موسوعة حرب الخليج، الجزء الاول، ص 294).
فيما أعلن الرئيس الامريكي بوش الأب قبل يوم من اللقاء" أنه لم يرسل وزير خارجيته الى جنيف ، لتقديم تنازلات أو لعرض حلول وسط ، بل أن الهدف من الاجتماع، هو إعطاء صدام حسين فرصة، قد تكون الأخيرة لحل الأزمة، بالوسائل السلمية، قبل حلول الموعد النهائي الذي حدده مجلس الأمن بإسبوع. وقال بوش" أن موعد 15 كانون الثاني/يناير ليس موعدا لبدء النزاع المسلح، وإنما هو موعد نهائي لكي يختار صدام حسين السلام على الحرب.( موسوعة حرب الخليج، الجزء الاول، ص 295).
وفي 9/1/1991 جلس طارق عزيز وبيكروجهاً لوجه عبر مائدة إجتماعات في إحدى قاعات فندق ( الانتركونتننتال ) بجنيف. وكان حشد من الصحفيين والمصورين للصحافة والتلفزيون، ويبدو أن الجميع كانوا يتوقعون أسوأ الفروض منذ اللحظة الأولى للاجتماع، وربما أن رجال الإعلام كانوا على صواب حين توقعوا أن يحدث الصدام منذ اللحظة الاولى للقاء، إلا أن مفاجأتهم، كانت شديدة عندما التقى الإثنان وعلى وجه كل منهما إبتسامة، مع أنها لم تكن إبتسامة من القلب بل صادرة عن فن العلاقات العامة، بأكثر من صدورها عن مشاعر ود وتفاهم، فإنها كانت إبتسامة على أية حال. وتشجع رجال الإعلام وطلبوا من كل منهما أن يصافح الآخر. وإستمر المشهد المصافحة لعدة دقائق يتكرر صورة بعد صورة، تحت الحاح العدسات، وأخيراً جاءت اللحظة التي يتعين فيها إخراج الاقلام والعدسات، وحتى موظفي الفندق الذين كانوا في الإستقبال، أو كان عليهم تقديم آخر لمسة في ترتيبات الخدمة في القاعة ( محمد حسنين هيكل، المصدر نفسه، ص 515).
وبدأ الإجتماع بين بيكر وعزيز والوفدين المرافقين لهما، الذي كان العالم يتطلع اليه.
وفي هذه اللحظة انا- كاتب هذه السطور- كنتُ ملحقاً صحفياً في المملكة المغربية وكنتُ مساء ذلك اليوم جالس داخل سيارتي أقودها لا على التعيين في مدينة الدار البيضا لمتابعة سير المحادثات، وإنتظار نتائجها التي كنتُ اتمنى أن تنهي أخطر أزمة عراقية – كويتية في تاريخ العراق، منذ تأسيس دولته الحديثة عام 1921. وأستمع الى اذاعة (مونتي كارلو) لأستمع الى نتيجة اللقاء، وأصبتُ بصدمة كبيرة، لا تقل عن صدمة
( غزو الكويت) أو صدمة( نكسة حزيران) عام 1967 حينما سمعتُ في نشرة الأخبار. فشل لقاء بيكر وطارق عزيز.
بدأ جيمس بيكر وأخرج من ملف معه مظروفاً، ثم قال " أن الرئيس طلب أن أسلمك هذا الخطاب، لكي تسلمه بدورك الى رئيسك".
وتناول طارق عزيز المظروف ،وأراد أن يضعه أمامه على المائدة، ولكن بيكر طلب اليه أن يقرأه. وقال طارق عزيز " فهمت منك أن الخطاب موجه من رئيسك الى رئيسي، فهل يحق لي أن أقرأه؟" أجاب بيكر بصوت حاول قدر ما يستطيع أن يجعل نبرته محايدة " أنني أقترح أن تقرأه، لأن ما سوف نتحدث عنه اليوم متصل بما فيه، وستسلم نسخة من الترجمة العربية الى سفيركم في واشنطن"...وفتح طارق عزيز المظروف وبدأ يقرأ .
نص رسالة بوش
السيد الرئيس
نقف اليوم على شفا حرب بين العراق والعالم ، وهذه حرب بدأت بقيامكم بغزو الكويت، وهي حرب يمكن أن تنتهي فقط بالتزام العراق الكامل وغير المشروط لقرار مجلس الأمن( 678 ).
أكتب الآن مباشرة ، لأن المخاطر الآن تتطلب عدم إضاعة أي فرصة لتحاشي ما سيكون كارثة مؤكدة للشعب العراقي ، وأكتب أيضا، لأن بعضهم يقول إنك لا تفهم مدى عزلة العراق، وبالتالي ما يواجهه العراق نتيجة لذلك. ولستُ في موقع يمكنني من الحكم على صحة هذا الانطباع ، لكن كل ما أستطيع أن أفعله ،هو أن أحاول من خلال هذه الرسالة، أن أؤكد ما قاله الوزير بيكر الى وزير خارجيتكم، وأزيل أي شك أو غموض قد يكون لديكم في شأن موقفنا، وما نحن مستعدون للقيام به.
لقد إتحد المجتمع الدولي في دعوته العراق الى الإنسحاب من أراضي الكويت كلها من دون شروط، ومن دون أي تأخير ؟، وهذه ليست مجرد سياسة الولايات المتحدة بل موقف المجتمع الدولي، الذي عبًر عنه في ما لا يقل عن (12 ) قراراً لمجلس الأمن.
نحن نفضل نتيجة سلمية، لكن أي شيء أقل من الالتزام الكامل لقرار مجلس الأمن (678) والقرارات التي سبقته هو أمر غير مقبول، فلن تكون هناك مكافأة للعدوان ولن تكون هناك أي مفاوضات. فلا يمكن تقديم تنازلات حين يتعلق الأمر بالمباديء. لكن العراق بالتزامه الكامل ( قرارات الامم المتحدة) سيكسب الفرصة للعودة الى المجتمع الدولي، وتتفادى المؤسسة العسكرية العراقية، في القريب العاجل إحتمال التدمير ، ولكن إذا لم تنسحب من الكويت تماماً من دون شروط، فستخسر ما هو أكثر من الكويت. والقضية هنا ليست مستقبل الكويت، فهي ستتحرر وحكومتها ستعود، وإنما هو مستقبل العراق والخيار لك.
إن الولايات المتحدة لن تُعزل عن شركائها في التحالف، فهناك( 12) قراراً لمجلس الأمن و(28 ) دولة قدمت وحدات عسكرية لتطبيق تلك القرارات. ويلتزم ما يزيد على مئة حكومة العقوبات( الاقتصادية المفروضة على العراق) ، كل ذلك يؤكد أن المسألة لم تعد العراق في مواجهة الولايات المتحدة، بل العراق في مواجهة العالم، إن إحتشاد معظم الدول العربية والاسلامية ضدك أيضاً ،ينبغي أن يؤكد ما أقول، فليس في وسع العراق، ولن يكون في وسعه التمسك بالكويت، أو إنتزاع ثمن لإنسحابه.
قد يغريك أن تجد عزاء في تنوع الآراء، وهذه هي الديمقراطية الأمريكية، وعليك أن تبعد عن ذهنك أي إغراء كهذا، إذ يجب عدم الخلط بين التنوع، والإنقسام. ويجب ألا تسيء كما فعل آخرون من قبلك تقدير إرادة أمريكا.
إن العراق بدأ يشعر بالفعل بآثار العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة، وإذا إندلعت الحرب، فستكون المأساة أكبر بكثير لك ولبلدك، وأنني لاؤكد لك أيضاً، أن الولايات المتحدة، لن تقبل بإستخدام أسلحة كيماوية أو بايولوجية أو مساندة، أي نوع من الأعمال الإرهابية، أو تدمير حقول النفط الكويتية ومنشآتها، وسيطالب الشعب الأمريكي بأقوى رد ممكن ( على مثل هذه الأعمال) وستدفع أنت وبلدك، ثمناً رهيباً إذا صدرت الأوامر للقيام بأعمال شنيعة من هذا النوع.
إنني أكتب هذه الرسالة، لا للتهديد، وإنما للابلاغ. وأفعل هذا على مضض فشعب الولايات المتحدة ليس في نزاع مع شعب العراق .
السيد الرئيس أن قرار مجلس الأمن الرقم( 678) يحدد مهلة قبل 15 كانون الثاني / يناير من العام الحالي على سبيل ( لفتة طيبة لإظهار النيات الطيبة) حتى تنتهي هذه الأزمة، من دون مزيد من أعمال العنف . وفي يدك ويدك وحدك أن تستخدم هذه المهلة، كما قصد منها، أو تتحول لتصبح مجرد منطلق، الى مزيد من العنف ، وآمل بأن تفكر في قرارك بعناية وأن تختار ( قرارك) بحكمة لأن الكثير يتوقف على ذلك.
إمضاء
جـورج بوشً
( موسوعة حرب الخليج ، الجزء الثاني ، ص 341- 342 ).
كانت أنظار الوفدين العراقي والامريكي ، معلقة بملامح طارق عزيز، وهو يقرأ رسالة بوش الى الرئيس صدام حسين. وكان بعض أعضاء الوفدين ينقلون بصرهم الى بيكر، الذي هو الآخر يتنقل ببصره بين أوراق يتطلّع فيها أمامه، وبين نظرة من وقت لآخر لملامح طارق عزيز، وهو يقرأ الرسالة ببطء وعناية ولم تظهر على ملامح طارق عزيز أي خلجة، توحي بمشاعره. وقد طوى الرسالة بعد أن قرأها وأعادها الى المظروف الذي كانت فيه وقال بهدوء " أنني لا أستطيع أن أقبل هذه الرسالة، ولا أستطيع أن أنقلها لرئيسي، لأن اللهجة التي كتبت بها ليست مما يمكن أن يستعمل في توجيه خطاب من رئيس دولة الى رئيس دولة أخرى ، وأزاح المظروف الذي يحتوي على الرسالة ،الى ناحية بيكر بهدوء، وتركه بيكر في مكانه قائلاً " أنك على كل حال قرأته ، وإذا لم تكن تريد أن تأخذه فأنا لن أستعيده من مكانه حيث وضعته الآن.( محمد حسنين هيكل ، المصدر نفسه، ص 518).
بيكر - أولاً وأرجو أن أكون واضحاً، أنني لا أرى في هذه الرسالة لغة غير متحضرة .
ثانيا، من الضروري جداً أن نفهم بعضنا، وأن الهدف من هذه الرسالة، أن نجعل ما نقوله منذ أشهر عديدة واضحاً جداً. كما تظهر الرسالة أن المجتمع الدولي جاد جداً في فرض القرارات الاثني عشر الصادرة عن الأمم المتحدة . لا أستطيع أن أجبرك على أخذ هذه الرسالة ولن أحاول.
أما فيما يتعلق بنشر الرسالة في المستقبل فهذا أمر ننظر فيه، وقد نقوم أو لا نقوم به ولكن الشخص الوحيد الذي يعرف مضمون ومحتوى الرسالة هو أنت، ويبدو أن هذه مسؤولية ضخمة لشخص واحد يحملها على عاتقه، ولكن إذا أردتَ ذلك فليكن ذلك ، هكذا بدا من وجهة نظرنا في 2 آب/ أغسطس، عندما غزوتم الكويت هذا العمل الذي جرت إدانته من خلال( 12 ) قراراً لمجلس الأمن، هذه القرارات لا تستنكر فقط العمل، ولكن تصر على إعادة الأمور الى نصابها.( موسوعة حرب الخليج الجزء الثاني ، ص 323).
وجرت نقاشات مطولة خرج بعدها بيكر ليعلن، فشل المباحثات التي إستمرت ست ساعات مع نظيره العراقي طارق عزيز، وذكر" أنه لم يلمس أي مرونة عراقية للانصياع لقرارات الأمم المتحدة. وقال " هناك سوء تقدير كبير من العراق لرد الفعل العالمي على إحتلال الكويت، كما حذر من أن العراق، سيختار حلاً عسكراياً لن يربحه وسيقود الى تدميره".
واضاف بيكر" ان بلاده سوف تستدعي الدبلوماسيين الباقين في بغداد، وستطلب من العراق خفض الدبلوماسيين العراقيين في واشنطن، ولكن من دون قطع العلاقات".
وأضاف بيكر" أنا سلّمت رسالة الرئيس بوش الى طارق عزيز الذي قرأها بتأنٍ ورفض تسلمها، كذلك رفضت السفارة العراقية في واشنطن، تسلمها نسخة باللغة العربية من الرسالة نفسها".
فيما عقد الرئيس الامريكي بوش الاب مؤتمراً صحفياً في واشنطن قال فيه" أن المحادثات في جنيف، أظهرت أن الرئيس العراقي مستمر في رفض الحل الدبلوماسي لأزمة الخليج ، وأن بيكر لم يسمع خلال أكثر من ست ساعات من المحادثات من الوزير طارق عزيز أي شيء يتعلق بالإنسحاب" .
طارق عزيز من جهته قال" أنه أبلغ بيكر أن بلاده لم تسيء التقدير، ونحن نفهم ماذا يعني إرسال قواتكم الى المنطقة ، وقال أنه رفض نقل رسالة الرئيس بوش، لأنها لا تتفق مع لغة التخاطب بين رؤساء الدول ، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات إذا هاجمونا لن نفاجأ.( محمد حسنين هيكل، المصدر نفسه، ص 519).
وأود أن أقدم هنا مقتطفات من النقاش الذي دار بين جيمس بيكر وطارق عزيز. كما نشرتها موسوعة حرب الخليج :
بيكر = قبل أن نبدأ أود أن أسلمك رسالة من الرئيس بوش الى الرئيس صدام حسين، وهذه نسخة من الرسالة لكم.
عزيز = قرأت الرسالة وهي مليئة بعبارات التهديد، وفيها لغة غير مألوفة في التخاطب من رؤساء الدول، وأنني أعتذر عن تسلمها.
بيكر = سوف نعطي قواتكم في الكويت فرصة لانقاذ نفسها، وتواجهون قوى ستدمر قدرتكم على قيادة قواتكم وإدارة البلد.
عزيز = القيادة الحالية في العراق، ستبقى في الحكم الآن وفي المستقبل، والذين سيختفون عن المسرح السياسي هم بعض حلفائكم في المنطقة.
بيكر = رئيسكم أساء التقدير في ما يتعلق بإرادة المجتمع الدولي، عندما غزا الكويت ولن تكون هناك هدنة من الأمم المتحدة.
عزيز = نحن نعرف تكاليف الحرب .. وإذا ما نشبت الحرب بيننا وبينكم، فإننا نحن الذين سننتصر. وأقول هذا بدون غرور.
بيكر = إذا بدأ الصراع وإستعملتم الأسلحة الكيماوية ضد قواتنا، فإن هدفنا لن يكون تحرير الكويت فقط وإنما الإطاحة بالنظام.
عزيز = حتى الآن لم يساهم العراق في قتل مواطن أمريكي، ولم يساهم العراق في تهديد أي مصلحة أمريكية، والآن نجد أنفسنا وجهاً لوجه.
بيكر = هناك (12) قراراً للأمم المتحدة، لا نستطيع أن نعدلها أو نتفاوض في شأنها وأننا نقترب بسرعة من الوقت، وسنرى كيف تطبق القرارات.
عزيز = الخطر الإيراني لم يكن علينا فقط، ولكن أيضا على أولئك الذين جئتم لحمايتهم .. ولو لم ننجح لكنتم الآن أرسلتم قواتكم لمواجهة إيران وليس العراق.
بيكر = أنتم لم تغزو الكويت لمساعدة الفلسطينيين، وإحتلالكم للكويت عقبة كبرى في وجه السلام في المنطقة، وليس حافزاً للحل، وإذا أردتم مساعدة الفلسطينيين عليكم الإنسحاب من الكويت.
عزيز = هذه الأنظمة في الخليج الغنية جداً بشكل غير معقول، لم تكتف بغناها، ولكن أرادت تدمير بلد مثل العراق.. وحكام الكويت السابقون أوصلوا العراق الى حافة الإنهيار الاقتصادي.
بيكر = الكويت كانت كريمة جداً في دعمها المالي لكم .. والعراق كان يواجه صعوبات إقتصادية، لأنكم كنتم تنفقون ثراءكم الكبير، للحصول على قوة عسكرية كبيرة .. ونحن قلقون من جهود حكومتكم للحصول على القدرة النووية.
عزيز = أن الفلسطينيين، هم أكثر الذين تضرروا من جراء ما حدث في الكويت، من الناحية المالية .. ومع هذا فهم يؤيدون العراق، وهم أعرف بقضيتهم منكم ومنا.
بيكر = تستطيعون رفض قرارات الأمم المتحدة، وتقولون أن كل الدول كانت تتبعنا كلكلاب الصغيرة .. ولكن لو لم يكن موقفنا صحيحاً وعادلاً، لم نكن نستطيع أن نجعل الدول الأخرى تتعاون وتتحالف بشكل لم يسبق له مثيل.
بيكر= نحن نقدم سمة الدخول، وليس تقديم الخدمات، وليس صحيحاً أننا كنا لن نعطي عرفات سمة، وهو لم يقدم طلباً رسمياً للحصول عليها ونحن ملتزمون بالتزاماتنا القانونية.( موسوعة حرب الخليج، الجزء الثاني ، ص 321- 322 ).
عن لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز يتحدث الفريق أول الركن نزار الخزرجي رئيس اركان الجيش العراقي الأسبق فيقول" عندما طلب وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر الاجتماع بطارق عزيز، لم يفهم صدام أن هذا الإنذار ستتبعه الحرب ، إعتبر أمريكا ضعيفة، وبدأت ترضخ. وأن الوقت مناسب للتشدد وتحسين الشروط. أعطى تعليماته الى طارق عزيز بالتصلب" . بيكر لم يخف نوايا بلاده . قال لعزيز "أن العراق سيدمر وسنعيدكم الى عصر سابق".( غسان شربل ، العراق من حرب الى حرب، صدام مرّ من هنا، دار رياض الريس، الطبعة الاولى 2010، ص 213).
1979 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع