حاتم خانى
خوف الدولة التركية .... هل هناك حرب مقبلة
العقلية التركية الحالية باتت شبه مقتنعة ان الاضطرابات والفوضى السائدة في الشرق الاوسط حاليا ستؤدي بالنهاية الى اندلاع حرب عالمية ثالثة , ولان تركيا ستكون من اكثر دول المنطقة تأثرا بهذه الحرب , تليها سوريا والعراق واذربيجان ثم ايران , لذا فهي تحاول ان تتجنب ما ستتمخض عن هذه الحرب من نتائج مؤلمة على ساحتها بالالتفات نحو الكورد وكسب تأييدهم وجرهم الى الوقوف بجانب الاتراك في اي حرب مستقبلية , لذا سارع باهتشلي الى تقديم اقتراح الى زعيم حزب العمال الكوردستاني لاقناعه بحل حزب العمال الكوردستاني وممارسة السياسة بدلا من الكفاح المسلح والاندماج مع الطبقة السياسة التركية .
ثم عاد اردوغان ليقول بان تركيا هي بلد للاتراك والكورد , وليقدم دليلا آخر على خوف الساسة الترك بان هناك انقلابا كبيرا سيحدث لا محالة في اي حرب اقليمية في هذه المنطقة .
القيادة الكوردية الموجودة في قنديل سارعت الى الرد على ( الحنان التركي الذي ظهر نحو الكورد ) بتبني عملية سوتاش انقرة لكي تقول , حتى لو تم اقناع اوجلان بحل الحزب فلن تتجاوب قواعده مع هذه الدعوة وسوف تستمر في حربها ضد الحكومة التركية حتى الوصول لنيل الحقوق الكوردية .
هناك مؤشرات كثيرة عن توسع نطاق الحرب التي تجري الان بين اسرائيل ووكلاء ايران , والحرب التي تجري بين روسيا واوكرانيا ولن تكون هناك اي دولة اقليمية بمأمن منها . واي حرب تندلع لابد ان تنتج تغييرا في ديموغرافية المنطقة , واي نوع من التغيير سيكون للكورد نصيب منها وعلى الاغلب سيكون في الاتجاه الايجابي بالنسبة لهم , لاسباب كثيرة منها اعادة عجلة التطور للدول الاقليمية الى الوراء , وتكوين دول جديدة تكون بحاجة للسلع الغربية , والحصول على توازنات اخرى تتمحور لصالح الدول المحركة والمسببة لهذا التغيير وسيكون للدويلات الكوردية عوامل التأثير الكبيرة في خلق هذه التوازنات خاصة انها بحاجة ماسة لدعم الدول الغربية لتكوين دويلاتهم , كل ذلك يدفع تركيا للاىسراع في اقناع الكورد بالاصطفاف معهم وارضاء حزب العمال لرمي السلاح والانخراط في العملية السياسية التركية .
المؤشرات السابقة التي مرت على الشعب الكوردي تؤكد انه ليس من صالح حزب العمال التخلي عن الكفاح المسلح , لانه لازال هو الطريق الوحيد الذي يجبر الاتراك على الاقتناع بان هناك شعب اخر يعيش معهم لا ينتمي للعنصر التركي , فلقد اثبتت كل معطيات التاريخ القريب والبعيد بان القوة سواء كانت قوة السلاح او قوة الاقتصاد هو الاسلوب الوحيد لنزع الحقوق والحصول على العيش الكريم على اراضيه وليست تركيا وحدها وانما اثبتت كل الدول التي تضم اراضي كوردستان بانها تتبنى نفس النهج تجاه الكورد عند تعاطيها مع حقوقهم وعند ادراكها بخطر يهدد دولها ويهدد وحدتها حيث تلجأ لمغازلتهم او منحهم بعض الحريات الانية الطفيفة لاقناعهم واعادتهم الى احضانها , وقد تنجح في ذلك بعض الاحيان كما كان يحدث في العراق سابقا , وكما حدث عندما احتاج اتاتورك للكورد في قتاله لليونانيين عام 1922 . وعندما تصبح هذه الدول قوية متمكنة تتخلى عن كل مطالب الكورد .
ونعتقد ان الكورد الان ليسوا هم نفس الكورد الذين كانوا ينخدعون بخطاب الدين والدفاع عن الاسلام كما كان الاتراك يقنعونهم سابقا وهنا نشير الى الرأي الغالب وليس الجمع , كما لابد الاشارة الى نقطة اخرى ليست لصالح الاتراك , وهي اقتناع الغرب ومن وراءهم اسرائيل بأن الاتراك لن يتخلون عن احلامهم بالعودة الى الامبراطورية العثمانية , والركيزة الاساسية لتحقيق هذه الاحلام لابد ان يكون بزوال اسرائيل , فبوجود دولة اسرائيل لن تكتمل فصول تكوين امبراطورية تركية جديدة .
بالاضافة ان التحركات الاخيرة لايران اثبتت بان التنافس الصفوي العثماني بدأ يطفو على السطح مرة اخرى , وهي نقطة اخرى تؤرق القيادة التركية , فالقصف الايراني لمناطق كوردية تابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني المعروف بموالاته للاترك اشارة واضحة لهم كما ان هناك انباء عن دعم ايراني غير رسمي لحزب العمال .
عندما تختلف ايران مع تركيا سيسعى كل طرف لدعم جهة كوردية معينة ضد الجهة الاخرى , وهذا الامر قد يكون دليلا على ان هناك حرب اقليمية مقبلة .
دهوك 3 / 11 / 2024
1244 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع