تحت المجهر((أسدل الستار وانتهى السيرك ))

موفق الخطاب

تحت المجهر((أسدل الستار وانتهى السيرك ))

اعتذر لقرائي الكرام بالتوقف عن الكتابة للفترة المنصرمة ،فقد ارهق القارئ والسامع والمشاهد وسط تزاحم المقالات وكثرة التحليلات المتناقضة لما ستؤول له الامور اذا وقعت المواجهة بين ايران والكيان.
فالكتابة اصبحت سوقا رائجا لكل من هب ودب ، فآليت ان لا اكتب الا عند الضرورة ..

ماحدث فجر امس من اختراق للاجواء الايرانية من قبل الطيران الحربي الاسرائيلي وقصف عدة مواقع دون ان يكون هنالك اي دور فاعل للدفاعات الجوية الروسية المتطورة (S300 و S400) التي تمتلكها طهران يثير الفضول والريبة !!
والطيران الاسرائيلي يجوب سماء ايران لساعات طوال وكأن القوم في سباتهم يعمهون !

ومرت الجولة وكأنها حدث عادي بل حتى لم تؤثر على حركة الملاحة الجوية والبحرية، واكثر ما يمكن توصيفه بأنها
تحريكة ذكية لقطعة شطرنج.

فمهما كانت نتائج هجوم الكيان الصهيوني على المواقع العسكرية الإيرانية واشك بانها مؤثرة والتي لم يفصح اي من الجانبين عن مواقعها ولا خسائرها واغلب الظن انها جاءت منسقة .
على كل حال فقد امتص النظام الايراني كالعادة الضربة ولا اتوقع ان يكون له ردة فعل جديدة .
وبذلك اسدل الستار عن مسرحية المواجهة بين ايران والكيان ومعهم محور المقاومة والممانعة الذي سيصبح قريبا من الماضي بعد تحييد حزب الله وترسانته وتصفية قياداته وانكماش المليشيات وتواري قادتهم عن الانظار و التي لم نشهد منها الا جعجعة في خضم هذا التصعيد.

وربما سنشهد بعيد الانتخابات الامريكية القريبة فصل اخر من تنفيذ المخط الصهيوني يتمثل بتوسعة رقعة الحرب في لبنان و بقصف مقرات المليشيات و تصفية قادتهم وبعض قادة الحرس الثوري المتفق عليهم مسبقا والتخلص منهم لانتهاء خدمتهم وانكفاء ايران عن سوريا ولبنان ، و لن تندلع حرب مفتوحة بين طهران و تل ابيب كما يتأمل البعض ويذهب اخرون بعيدا بإزاحة نظام الملالي الذي مزق الامة وتفوق على اسرائيل في مهمته، فكلاهما وجهان لعملة واحدة في تمزيق الامة العربية ومحاصرتها .

فبعد هذا الرد الصهيوني الباهت فقد اصبح واضحا للعيان ان العداء بينهم ضحك على السذج وهو مفضوح ،وهو واضح و جلي ولا ينخدع به الا جاهل .

الا ترون سادتي كم تاخر الرد الاسرائيلي حتى تم اكتمال التفاهمات تحت رعاية الادارة الامريكية وانجاز وزيري الخارجية الامريكي (انتوني بلنكين) والايراني (عباس عراقجي) جولتهما المكوكية باقناع الدول بالحياد و بفتح الاجواء امام الطيران الحربي الاسرائيلي في تنفيذها لضربات توازي الضربات الصاروخية الايرانية لحفظ ماء الوجه للطرفين لتستمر اسرائيل بعدها بتدمير ما تبقى من غزة ثم الزحف نحو لبنان والوصول لتخوم الشام ؟؟؟

و اذكركم هنا كما في كل مرة فليس من اجندات امريكا والغرب ولا حتى الكيان الصهيوني قلب نظام الحكم في طهران واستبداله بنظام ديمقراطي يتصالح مع شعبه وجيرانه ويجلب الاستقرار في المنطقة فهو سيكلفهم الكثير عندها سيخسروا سوقا كبيرا تتدفق اليه اسلحتهم وشركاتهم ، فمن مصلحتهم ان يبقى الشرق الاوسط في فوضى وغليان ولا يتم ذلك الا من خلال نظام الملالي وغطرسة الكيان .

وللاسف فالعرب مغيبون عن قضيتهم وايران اخذت دورهم ولعبت الدور بدهاء ولا عتب ابدا على من يصفق لها..

شاهدوا سادتي الدمار الحقيقي الذي شل ومزق المنطقة ذلك هو ما فعلته ايران ومليشياتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان بل حتى طالت اذرعها ليبيا والسودان فانظروا الى حال ادلب و حلب والموصل و ديالى وصنعاء!!

و ليس بضعة صواريخ طالت تل ابيب يقابلها رد الكيان الصهيوني الباهت حتى تعلموا المكر الايراني والخبث الاسرائيلي ولا تنخدعوا باعلامهم..

فجميع احزاب ايران ومليشياتها مؤدلجة منذ تأسيسها لأهداف خبيثة تتمثل بالسيطرة على دول المنطقة وتصدير ثورتهم ولا علاقة لها ابدا بتحرير القدس ولا الجهاد ولا ابادة الكيان .
كما ان الغاية الكبرى منها هو اشغال المنطقة بحروب داخلية لحين ان تتمكن من تطوير برنامجها النووي و وصولا الى امتلاكها السلاح النووي لتتمكن بعدها من بسط نفوذها وفرض ارادتها ولتطويق الأمة تحت شعار تحرير القدس الزائف.

ولا اعتب ابدا على البسطاء ممن يصفق لايران فرحا لعدة صواريخ ومسيرات و التي تدغدغ مشاعرهم بعد ان تراجع عن دورهم العرب حملة الرسالة والقرآن..

و صدقوني فكل ما تروج له اسرائيل من ضرب المفاعل النووي الإيراني ومصادر الطاقة فهو محض كذب وخداع وستثبت لكم قابل الايام ذلك ، فالمخطط له هو حشر الأمة بين فكي كماشة ايران والكيان.

فهل يعقل بعد عشرون عاما مضت وايران تشتغل على برنامجها النووي تحت الشمس وهي قاب قوسين او ادنى من امتلاك القنبلة والرؤوس النووية ان لم تكن قد سبقت الزمن واعدتها لنا لأيام المحن ؟؟
و عسى ان يستيقض البعض من بني جلدتنا من غفلتهم..

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1230 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع