عبد الرضا حمد جاسم
الدكتور علي الوردي والانحراف الجنسي/ قوم لوط/٣
يتبع ما قبله لطفاً
في ص351 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي كتب الراحل الوردي:[يطلق الباحثون على اللواط اسم "الانحراف الجنسي الإيجابي "اما "الابنة" فيطلقون عليها اسم "الانحراف الجنسي السالب "و الملاحظ ان الانحراف الجنسي بكلا نوعيه الإيجابي و السلبي موجود في جميع المجتمعات البشرية و يعتقد الباحث هافلوك أليس ان(2 %)من سكان العالم في شتى الأقطار مصابون بالانحراف الجنسي بشكل يصعب عليهم التخلص منه فهو انحراف طبيعي فيهم نشاء من جراء خطأ في تكوين اجسامهم فالذكر يميل الى الذكر و الانثى تميل الى الانثى و الفرد منهم قد يكون ذا انحراف سلبي او إيجابي حسب الظروف التي أحاطت به في بداية امره و قد وقف العلم عاجزا عن علاج هؤلاء الا قليلا]انتهى.
مناقشة: ينقل لنا الراحل الوردي راي الباحث (هافلوك أليس) الذي قال ان هناك 2 % من سكان العالم في شتى الأقطار مصابون بالانحراف الجنسي الإيجابي والسلبي وفي كلا الجنسين...
ويأتي الراحل الوردي ليجعل العراق في قمة الدول في الانحراف الجنسي السالب والموجب حين كتب ان النسبة فقط عند الرجال في المدن لا تقل عن 40%.
حتى لو تَدَّخَلَ من يقول ان الوردي أشار الى ان تلك النسبة هي بخصوص اهل المدن فجوابي عليه نعم وعلى فرض ان سكان المدن في العراق يعادل او يساوي ربع سكان العراق فالنتيجة ستكون ايضاً بحدود (10%) وهو خمسة اضعاف ما ذكره هافلوك أليس.
وقطعاً للطريق على من يحاول التبرير حول الانحراف الطبيعي والمكتسب انقل للقاري الكريم التالي: كتب الراحل الوردي في ص12 مهزلة العقل البشري التالي: [نحن لو درسنا طبيعة الانحراف الجنسي المنتشر في البلاد المتحجبة لوجدنا فيه بعض معالم الاكتساب والميل الى التعويض في الغالب] انتهى
العراق حسب الوردي من البلدان المتشددة بالحجاب وحجر المرأة وهذا القول يعني أن سكان مدن العراق فيهم نسبة اللواط (40%) انحراف جنسي موجب والغالبية العظمى منهم انحرافهم طبيعي أي بالجينات/تركيب اجسامهم وهذا النوع يصعب شفاءه. حيث كتب في ص351 من /دراسة في طبيعة المجتمع العراقي التالي: [معنى هذا ان هناك فرق كبير بين الانحراف الطبيعي والانحراف الاكتسابي فالأول مرض لا يرجى شفاؤه في الغالب اما الثاني فصاحبه ليس منحرفا بطبعه انما هو اكتسب الانحراف من محيطه الاجتماعي وهو يتخذه وسيلة للتعويض عما فقده من معاشرة الجنس الاخر وهو اذن قابل للشفاء ويتغير في نسبته ونوعه حسب الظروف المحيطة به] انتهى
إضافة لما تقدم في القسم الأول من (الانحراف الجنسي .. قوم لوط): في ص128 من خوارق اللاشعور كتب التالي: [ان كلمة تكرر قولها على نفسك مرة بعد مرة لقادرة ان تطبع في عقلك الباطن شيئا من الايمان بها قليلا او كثيرا والايمان يزلزل الجبال كما يقولون...الخ] انتهى
و في صفحة 71 اسطورة الادب الرفيع المشار اليها في الجزء السابق حيث كتب الوردي التالي: [وهنا يأتي الدكتور محيي الدين فيقول بأن الشذوذ الجنسي لا دخل له في الامر ففي رأيه ان غلبت ضمير المذكر في الشعر العربي له سببان: أولهما النزعة العرفانية الصوفية وهذه تقتضي تذكير الضمير، وثانيهما: تحاشي ضمير المؤنث خشية أن يتهم الشاعر في وصف امرأة بعينها الامر الذي يتحاشاه الشعراء تخوفاً أو تأثماً. ان هذا الرأي من الدكتور قد يصح في حدود معينة انما هو غير صحيح بمعناه الشامل فالدكتور ينفي ان يكون للشذوذ الجنسي اية علاقة بشيوع الغزل بالمذكر في الشعر العربي ولو انه جعل الشذوذ الجنسي سببا ثالثا بالإضافة الى السببين اللذين ذكرهما لكان مصيباً الى حدٍ كبير. ليس من الممكن ان ننكر وجود أسباب متعددة لشيوع الغزل المذكر بين الشعراء ولكننا مع ذلك لا نستطيع ان ننكر أثر الشذوذ الجنسي فيه فلقد كان هذا الشذوذ منتشرا بين الناس ولا بد ان يظهر أثره في الشعر على وجه من الوجوه ولا اقصد من هذا ان الشاعر الذي يتغزل بالمذكر لا بد ان يكون مصابا بالشذوذ الجنسي انما أقول ان انتشار الشذوذ بين الناس قد يؤدي بهم الى استلطاف الغزل المذكر والى تشجيع الشعراء على النظم فيه. ومعنى هذا ان انتشار الشذوذ يخلق جوا مشجعا للغزل بالمذكر والشاعر مضطر ان يجاري هذا الجو قليلاً او كثيراً إذا أراد لشعره الذيوع والرواج] انتهى
وقبل ان اُناقش طرح الراحل الوردي هذا لابد ان انقل لكم نص ما طرحة الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرزاق محيي الدين له الذكر الطيب كما نقله لنا الراحل الوردي في ص31 من كتاب اسطورة الادب الرفيع حيث ورد التالي: يقول الدكتور عبد الرزاق محيي الدين : [ان غلبة الضمير المٌذَّكَرْ على الشعر العربي له سببان فيما احسب، أولهما النزعة العرفانية الصوفية وهذه تقتضي تذكير الضمير وثانيهما تحاشي ضمير المؤنث خشية ان يتهم الشعر في وصف امرأة بعينها الامر الذي يتحاشاه الشعراء تخوفاً وتأثماً ولست اريد ان اعصم المجتمع العربي والإسلامي عن شذوذ لا تخلو منه امة...الخ].
من مقارنة المقطعين نستنتج التالي:
1ـ ان الأستاذ الفاضل عبد الرزاق محيي الدين فَصَلَ فصلاً اجتماعياً/ادبياً بين غلبت ضمير المذكر في الشعر العربي وبين التغزل بالغلمان...اي انه ذهب لموضوع شائع وكثير وترك موضوع ضيق محدود شاذ...لكن كما يبدو ان الراحل الوردي أراد الخلط بين الجانبين وهذا حال الكثير من طروحات الوردي لأن قاعدته الأساسية في دراسته للمجتمع /علم الاجتماع انه علم بسيط يؤخذ من افواه الشواذ من السفلة والسقطة كما بينتُ نص ما قاله الراحل بهذا الخصوص في مقالة سابقة.
2ـ كتب الراحل الوردي ان الدكتور محيي الدين يقول ان الشذوذ الجنسي لا دخل له في الامر...وانه ينفي ان يكون للشذوذ الجنسي أي دور في الغزل بالمذكر وهذا غير دقيق ويمكن ان أقول عنه انه تحريف لغاية محددة وهي تأكيد دمج الوردي بين "غلبت ضمير المذكر" وبين "التغزل الفاحش بالغلمان".
في حين ان الدكتور محيي الدين له الذكر الطيب قال: (ولست اريد ان اعصم المجتمع العربي والإسلامي عن شذوذ لا تخلو منه امة ولكني اصحح خطأ يردده السذج من دارسي الادب وناقدي الشعر ويعممه ويهوله المتسرعون من مدعي الدراسات الاجتماعية ليكونوا منه اراء متطرفة تستثير فضول الناس)..والمقصود هنا هو الدكتور الوردي وأجد ان الدكتور محيي الدين محق تماماً والدليل هو تحريف الراحل الوردي لقول الراحل الدكتور محيي الدين.
رد الدكتور الوردي على هذه العبارة بالتالي: [الدكتور يعتقد بان الشذوذ الجنسي لم يكن في المجتمع العربي والإسلامي بأكثر مما في المجتمعات الأخرى وهذا راي لا اظن علماء الاجتماع يوافقونه عليه] انتهى
اقول: اين ورد هذا القول؟؟؟؟ ثم مَنْ مِنْ علماء الاجتماع الذين لم يوافقوا الدكتور عبد الرزاق فيما نسبه اليه الدكتور الوردي ظلماً وتحريفاً؟ ومَنْ مِنْ علماء الاجتماع من قال ان الشذوذ الجنسي في المجتمع العربي والإسلامي أكثر مما في المجتمعات الأخرى وتحت أي الأسس والذرائع قالوا ذلك؟
ان الدكتور عبد الرزاق محيي الدين قال قولاً متزناً هو: [ولست اريد ان اعصم المجتمع العربي والإسلامي عن شذوذ لا تخلو منه امة...الخ].....والفرق كبير جداً بين الطرحين /القولين.
ان ما طرحة الدكتور محيي الدين صحيح بخصوص غلبت ضمير المذكر وهذا ما أيده عليه /فيه الراحل الوردي وهذا لا ولم يقتصر على اللغة العربية والمجتمع العراقي فهناك "أبو نؤاس" في كثير من اللغات والاقوام والمجتمعات.
لي رأي قد يكون له مكان هنا وهو:
الى التالية لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم
1230 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع