د.طلعت الخضيري
ألصبورألسمك ألمهاجر
كنت أسكن على ضفاف نهر شط ألعرب في مدينة ألبصره و أتسلى في أيام ألربيع برؤيه أسراب ممتده من ألأسماك ألصغيره ألتي لا يتعدى طولها ألسنتمترين أو ألثلاثه وبعدد لا يحصى تسبح مسرعه وبدون كلل متجهه ءالى شمال شط ألعرب للوصول ءالى أهوار ألبصره وهناك وعندما تتكاثر وتنموا تبدأ بعودتها بالرجوع ءالى موطنها ألأصلي أي نحو سواحل الخليج وحتى سواحل ألهند .
وينتظر تلك ألأسراب ألكبيره من سمك ألصبورفي مسيرة ألرجوع في شط ألعرب مجاميع صيادي ألأسماك ويسمون ( هياله) بأبلامهم ألعشاريه ويمدون شباكهم ألتي تمتد على عرض شط ألعرب وهي متدليه ممسكه في أعلاها بكرب ألنخيل ألذي يطوف على سطح ألماء و نتسلى بمنظر قدوم ألبواخر ألبحريه في شط ألعرب وهي قادمه من ألخليج و تنذر بصفاراتها قوارب ألصيادون ألذين يسرعون بسحب شباكهم بعجله خوفا من تدميرها من قبل تلك ألبواخر.
كانت أسواق ألبصره تكتظ في ببيع سمك ألصبور في تلك ألمواسم ويباع بأسعار زهيده جدا وأحيانا يستهلك في تسميد أشجار ألنخيل.
يشوى ألصبور في ألتنور ألبصري ، وبحسب وصفه خاصه ، فيكون طعمه لذيذا ولكننا نضجرخلال أكله لكثرة أشواكه و عندما يصيبنا ألعطش فنكثر من شرب الماء ونبدأ نتبرم من ذلك فأطلق ألمثل ألبصري ألتالي (مثل ألصبور مأكول ومذموم).
لا يسعني ءالا أن أقارن رحلة تلك ألسمكه مع رحلة سمك ألسلمون في كندا من ألمحيط ءالىى بحيراتها ومن ثم ألصعود في أنهارها وتسلق شلالاتها لتصل ءالى هدفها لتبيض ثم تموت ثم يترك ألجيل ألجديد بقعة ولادته و يتوجه ءالى ألمحيط من جديد.
1236 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع