السياسة والإنتماء الحزبي

بقلم جابر رسول الجابري

*السياسة والإنتماء الحزبي*

*الأحزاب الوطنية

يقتصر وينحسر ولاء المنتمي لها على قضايا وشؤون حياة أمن سكان رقعة من الأرض يسكنها شعب مهما اختلفت أصوله وأعراقه وعقائده تحت سلطة مؤسسات نظام حكم ودستور وقوانين وقضاء بغض النظر عن نوع الحكم كان ملكي ام جمهوري ،

الوطني دائما يحمل شعار (كوكب الارض لكل الناس إلا رقعة هذه الأرض فهي لشعبي ووطني فمن واجبي أن أُجاهد لخدمتهم وإعمارها )

لذلك نجد أن الأحزاب الوطنية في كل دول العالم حصرت ولائها وهدفها في خدمة دولتها وشعبها فصبّت جهودها فقط لإعمار مدنها

عند ذلك انحسرت و صَغرَت رقعة الخلافات والصراعات فأصبحت داخلية وأهمها حول كيفية تنفيذ الهدف مما ساعد ذلك إلى نجاح الأهداف الوطنية في إنشاء دولة وحضارة بكفاءة عالية وإستمرار وجودها باستمرار وجود الشعب .

‏*أحزاب الإسلام السياسي

‏ليس لديها ولاء وطني

‏أو ولاء لبلد أو ولاء لشعب لأن ولائها لعقيدة الولي أو الخليفة أو الإمام الذي يقود الحزب وفق مذهب فقهي،

عقيدتها محصورة لنوع واحد من الشعب وهو الذي ينتمي لفكرها ومذهبها الفقهي فقط (مثل الإخوان والسلفية (داعش) والشيعة وولاية الفقيه (ماعش)..الخ )

حيث إنصبّ همّها وجهدها لنشر وتعميم فكرها و التمدد لبلدان اخرى وتصدير فكرها السياسي و مذهب الفقهي للغير لذلك فشلت في تأسيس حضارة لأنها بددت ثروة البلد ونهبته لتنفقه على مشاريع نشر المذهب الفقهي و التمدد وتصدير فكرها والحروب فتشتّت جهدها بعيدا عن الإعمار وبناء حضارة وطن و صناعة شعب متماسك هدفه الحياة و والتطور و المدنية .

‏*الأحزاب القومية

‏لا تؤمن بدولة قطرية أو إقليم أو وجود حدود انما تؤمن بوجود آصرة قومية أو لغوية تواليها و قد تكن بعض تلك الأحزاب عنصرية دموية النهج والسلوك ،

وطنها وشعبها هو أينما توطنت تلك الآصرة حتى لو كان وجود تلك الآصرة مشتت في أبقاع الأرض أو هناك حواجز وحدود تفصل بعضهم عن البعض أو حتى لو اختلفت أصول و أعراق وثقافة وتراث البعض لكنهم يشتركون بتلك الآصرة معها أيضاً ، أي أن ولائها فقط محدود بتلك الآصرة القومية ،

ونتيجة لذلك بددت ثروات بلدها وإمكاناتها لتمدد وجودها مما شغلها عن الحضارة و خلق لها ولفكرها وسلوكها اعداء سواء بالداخل أم في الخارج لأن منطقيا ليست هناك رقعة في الارض لا تحتوي على تجمع بشري متنوع في الأصول والأعراق والأفكار والثقافة والتراث ،

أيضا فشلت تلك الاحزاب في بناء دولة وحضارة وشعب متماسك بل صنعت نظام هش ركيك يزول بسهولة .

‏*الأحزاب الشيوعية الإشتراكية

‏لا تؤمن بوجود وطن أو قومية أو إنتماء ديني فكل الارض لكل الناس وللناس الحرية في اعتناق العقيدة واختيار السكن بما فيها حرية إختيار الفرد لوطن ،

فشلت ايضا بسبب تشتت جهودها للتسليح و لتصدير أفكارها الثورية والتحررية لكل العالم وتركت العمارة والمدنية لهذا زادت عندها و توسعت رقعة الخلافات والصراعات بينها وبين أعدائها في الداخل والخارج .

*خدمة الوطن ورعاية الشعب تبدأ من خدمة ورعاية الأسرة ثم المدينة والدولة الحاكمة فإن زادت وتمددت زاد وكبر الثقل و الحمل وتوسع وتمدد المسار * .

———————-

المملكة المتحدة

السابع والعشرين من أيلول عام 2024

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع