هوس الشباب

المحامي المستشار
محي الدين محمد يونس

هوس الشباب

في نهاية أعوام السبعين من القرن الماضي وكنت برتبة نقيب واعمل بصفة مشاور قانوني لمدير شرطة محافظة أربيل المرحوم اللواء (جمال عبد الحميد الأتروشي) طشت حكاية بين ضباط ومراتب الشرطة مفادها تردد فتاة جميلة على مدير الشرطة بين الحين والحين وهي من سكنة أحدىٰ أقضية محافظة الموصل، الفضول جعلني متشوقا لرؤيتها والاطلاع على مواصفاتها المتداولة بين مشاهديها وكل حسب تقييمه لها واتفاق الجميع على كونها جميلة وبعض الاختلاف على تحديد نسبته ونسج أنواع الحديث عنها أغلبه بعيد عن واقع الحال، أوصیت مراسلي (گيلان) أن يحيطني علماً متىٰ ما حضرت الفتاة المذكورة لزيارة مدير الشرطة وفعلاً وبعد أيام جاءني (گيلان) مسرعاً وهو يخبرني بقدوم الفتاة وهي الآن في مكتب مدير الشرطة، انتظرت لعدة دقائق افكر في إيجاد وسيلة وحجة أراجع بها مدير الشرطة وادخل مكتبه، بعد تعديل هندامي وقيافتي أمسكت بإحدىٰ الأضابير الموضوعة فوق منضدة مكتبي وأسرعت الخطىٰ نحو غرفة (مدير الشرطة) والذي كان يقف في بابها مراسله (عبدول) حيث نبهني بوجود ضيفة لديه وأخبرته بدوري بعلمي بذلك ودخلت عليه وأنا احمل الإضبارة المعتمدة كحجة لمواجهته ومشاهدة الفتاة عن قُرب في نفس الوقت،



گیلان

أديت له تحية عسكرية مضبوطة إلا إنه كان مشغولاً بمكالمة هاتفية مهمة واستمر على هذي الحال لمدة تقارب الربع ساعة وأنا واقف أمامه واختلس النظر بين الحين والحين للفتاة التي كانت جالسة على يساري وكنت أردد مع نفسي ” لك صدگ هاي البنيه حلوة وكلام الشرطة صحيح ‟ كنت منشغلاً في النظرات الأخيرة للفتاة ولم أكن أعلم بأن مدير الشرطة قد انتهىٰ من المكالمة الهاتفية وفجأة جلب انتباهي مناداته لي (نقيب محي الدين)

- فألتفت نحوه...نعم سيدي

- أجابني ونظراته نحوي مركزة من تحت عويناته وباللغة الكوردية التي لا تفهمها الفتاة: ها شلونه هاي البنيه حلوة؟!
- أجبته بكل خجل: سيدي اذا حلوة او مو حلوة آني شنو علاقتي
- أجابني: أشو جيب هاي الإضبارة وآني متأكد ما بيها شي يستوجب الاستعجال وأنت جاي بس تريد تشوف البنية
أعاد لي الإضبارة وطلب مني تأجيل النظر فيها لوقت آخر

نقيب الشرطة الحقوقي محي الدين محمد

خرجت من عنده محرجاً وفرحاً في نفس الوقت لحصولي على فرصة كافية ومستقرة لنيل مقصدي. عملت مع المرحوم اللواء (جمال عبد الحميد الأتروشي) من عام (1974) ولغاية عام (1981) أي لمدة سبعة أعوام حيث أحيل على التقاعد وكانت علاقتي به تقوم على الود والاحترام والتفاهم وكان محط حب الجميع كما كانت له علاقات واسعة مع أغلب أعيان وشيوخ وأهالي المحافظة وكان إداريا ناجحاً وحازماً وضليعا في مهنة الشرطة وأساليب إدارتها، لي معه ذكريات ومواقف جميلة لا يمكن أن تنسىٰ واختم مقالي هذا بالدعاء له بالرحمة والمغفرة ومثواه الجنة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع