يحيى الزيدي
العدو الصهيوني المتغطرس مستمر بجرائمه
يستمر العدو الغادر والمجرم الصهيوني المتغطرس باستهدافِ المدنيين والبنية التحتيّة في غزة ولبنان بشتّى أنواع جرائمه التي يرتكبها يومياً، لاسيما ما حصلَ في لبنان الشقيق الثلاثاء الماضي من تفجيرِ أجهزة اتصال لاسلكي بعددٍ من المناطق اللبنانية أودت بحياة 12 شخصا بينهم طفل (11 عاما) وطفلة (8 سنوات)، بالإضافةِ إلى 4 ملاكات طبية، فيما يتراوح عددُ الجرحى بين 2750 و2800 مصاب في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت، بعد انفجارِ هذه الأجهزة التي يستخدمونها، ضارباً بعرضِ الحائط القراراتَ الشرعية الدوليّة وأحكام القانون الدولي.
نعم، هذا العدوانُ الإسرائيلي الآثم على فلسطين ولبنان بحاجةٍ الى وقفةٍ جادةٍ، وقراراتٍ صارمةٍ من جميع الدول، لاسيما العربية والإسلامية منها، تبدأ بطردِ جميع سفراء العدو الصهيوني من بلدانهم، ومقاطعته بشتى أنواع الطرق، والابتعاد عن بياناتِ الاستنكار والإدانة التي لم تجدِ نفعاً مع هذا العدو المتغطرس، والإعداد لخطةٍ مدروسةٍ وممنهجةٍ لردعه، وإيقاف جرائمه النكراء بحق الشعوب العربية الإسلامية.
أقول.. تكالب ملة الكفر على غزة وأهلها؛ حتى صدق فيهم وفينا وصف النبي محمد ﷺ في الحديث الشريف، قال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن». فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت». وهذا هو حالنا والله المستعان، تفرقنا، وأخذت الدنيا مكانها في قلوبنا وتربعت، وعاش الكثير منا في دائرة ذاته ونسى أخاه وأمته، فاستفرد بنا عدونا واحداً تلو الآخر من دون أن نتعظ ونأخذ العبرة.
سينال العدو الصهيوني بالتأكيدِ قصاصه العادل عن جميع جرائمه التي اقترفها ويقترفها في جميع البلدان، لاسيما في فلسطين ولبنان، وستنكشف أيضا جميع خسائره بالأرواح والمعدات عاجلاً أم آجلاً.
نعم.. لم ينجح الاحتلالُ الصهيوني على مدار 348 يوما من المجازر وحرب الإبادة ضد قطاع غزة، في تحقيق الكثير، باستثناء قتل أكثر من 41.272 شهيداً وإصابة 95.551 آخرين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أغلبهم من الأطفال والنساء، وهدم آلاف المباني السكنية، والمستشفيات والمدارس والمساجد، وتشريد وتجويع جميع أهل غزة عن بكرة أبيهم، ما أظهر وجه الاحتلال الإسرائيلي القبيح أمام العالم بارتكابه الجرائم ضد الإنسانية.
وهنا أذكر أن استهدافَ البنية التحتية الحيوية المنقذة للحياة يشكل جريمةَ حرب. أما على المستوى الاستراتيجي، فقد كان حصاد العدو الصهيوني هو الفشل على جميع الأصعدة، حتى بالمعايير التي وضعها الاحتلالُ لنفسه، فلم ينجح الاحتلال الإسرائيلي في استعادةِ الأسرى الأحياء الذين في قبضة المقاومة في غزة.
خطط أمريكا وخداعها في غزة لن تنطلي علينا، وستنكشف كل نوايا السوء عاجلاً أم آجلاً.
الحرب في غزة لم تقف رغم تبني مجلس الأمن الدوليّ للمرة الأولى قراراً يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفشلت جميع مساعي وقف الحرب على غزة، والمفاوضات التي سعت لها الدول ما زالت لم تجد نفعاً، ولم تؤتِ ثمارها ، بل على العكس من ذلك يواصل جيش العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي عدوانه على قطاع غزة، والقصف بالطائرات بمساندة أمريكية وأوروبية، واستمر معها القتل والتهجير لسكان غزة، وبشكل يومي، فضلاً عن تهديم منازل المدنيين الفلسطينيين فوق رؤوسهم، واقتحام وحرق المستشفيات، وتدمير المدارس والمساجد والبنية التحتية للمدينة، ومنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود بشكل مستمر من دون رادعٍ للكيان الصهيوني المحتل.
وفي الختام أقول.. نصركم الله وأعانكم يا أهل غزة الأبطال، ويا أهل لبنان، على ما حل بكم من قتل ودمار وتهجير.. نسأل الله تعالى أن يتقبل شهداءكم، ويشافي جرحاكم، وينصركم على عدوكم.
935 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع