د علوان العبوسي
9 / 9 / 2024
غزة تنتصر –٢٠غزة والموقف العربي والاسلامي
كتبت سلسلة من المقالات في موقع الكاردينيا الثقافية ( تحت عنوان غزة تنتصر) ،ضمنتها مايحدث من مجازر وانتهاكات لحقوق الانسان من ابادة جماعية في قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من تشرين الاول / اكتوبر2023 وحتى الان استطعت تغطيت الجانب الاخلاقي والانساني والعسكري في حرب غزة بنسبة معقولة .
معظم هذه المقالات كنت اناشد القادة العرب باتخاذ مواقف ايجابية يحد من غطرست وعربدت الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ومع الاسف لم نجد اي موقف يساعد على انقاذ الفلسطينيين مما هم فيه من قتل وتجويع وابادة جماعية وتخريب مساكنهم ،حتى بات العالم الحر ينتقد القادة العرب بسكوتهم تجاه احداث فلسطين ، واكيد هذه المواقف تشجع الكيان الصهيوني ألاستمرار بمواقفه الاجرامية ضد شعبنا الفلسطيني، وهي مسرورة تطبق ماجاءت به تعاليم بروتوكولات صهيون التي يصرح بها ساستهم نهاراً جهارا ،(اقتل... اقتل ..اقتل ودمر ولا ترحم الاطفال والنساء وكافة العناصر المدنية)،والجيش الاسرائيلي والمستوطنون يطبقون ذلك دون تهاون تجاوزا للقوانين الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية ، فلا فرق بين المقاومة حماس والمدنيين كما صرح بذلك الرئيس الاسرائيلي (إسحاق هرتسوغ)، اذن نحن امام تحدي عربي اسرائيلي ، نجحت اسرائيل في كسر شوكت العرب والمسلمين اما تُطبع او انت عدولاسرائيل وهذا مبدء عملت به اسرائيل منذ ان تمكنت بتطبيع معظم دولنا العربية وعقد اتفاقيات امنية مجحفة بحق شعوبنا العربية.
عندما نتكلم على مواقف الكيان الصهيوني لانقصد مواقفه الحالية في فلسطين فقط ،فان المخطط الصهيوني واسع وكبير يهدف مستقبلا لاستيلاء على الارض العربية وفق مفاهيمهم العدوانية بدعم امريكي/ اوربي مطلق ، ونحن نتسائل هل هذا جاء بالصدفة فاسرائيل لاتتوانا التصريح بين فترة واخرى ارضك يا اسرائيل من النيل للفرات ،وتنظر الى الدول العربية باستصغار وكره ، ونفسهم طويل في السيطرة تمهيدا للاستيلاء عليها او ضمها وفق معاهدات جائرة تظمن امنها ولاتعي للضرر الذي قد يصيبها .
في تصوري ان إسرائيل لديها عدة أهداف استراتيجية تجاه الوطن العربي، وقد تطورت هذه الأهداف على مر الزمن بناءً على تغيرات سياسية وأمنية في المنطقة. من بين الأهداف الرئيسة ما ياتي
• الأمن والبقاء والحفاظ على أمن الدولة وضمان بقاءها وسط بيئة إقليمية معادية، ومنع أي تهديدات من الدول المجاورة أو الجماعات المسلحة.
• تفوق عسكري نوعي مدعوم ، لضمان القدرة على الردع والدفاع ضد أي هجمات محتملة من دول أو جهات غير حكومية في المنطقة.
• تسعى إسرائيل إلى تحقيق تطبيع شامل مع الدول العربية، ما يؤدي إلى اعتراف كامل وعلني بها. التطبيع يهدف إلى تأمين الاعتراف بإسرائيل كدولة شرعية من قبل أكبر عدد ممكن من الدول العربية.
• إضعاف الخصوم الإقليميين، التي تشكل تهديداً لها، مثل إيران وحزب الله في لبنان، وباقي القوى المسلحة ، قد يتم ذلك من خلال التحالفات مع دول عربية معينة أو من خلال دعم حركات أو سياسات تساهم في تفكيك أو إضعاف نفوذ تلك القوى.
• ضمان الوصول إلى الموارد الطبيعية الحيوية، مثل المياه، هذا الهدف يتضمن التحكم في مصادر المياه المشتركة مثل نهر الأردن ونهر الليطاني، وكذلك التأثير في خطوط الطاقة التي تمر عبر المنطقة.
• التأثير على السياسات الإقليمية والدولية بما يخدم مصالح إسرائيل، وذلك من خلال إقامة تحالفات مع بعض الدول العربية أو التأثير في السياسات الغربية تجاه المنطقة.
• احتواء الصراع مع الفلسطينيين بطريقة تضمن أمن إسرائيل وتقلل من الضغوط الدولية.
كيف كنا وكيف اصبحنا
في اذار/ مارس 1990 اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي (دان شومرون )،لابد من توجيه ضربة وقائية للعراق في اي وقت تشعر بانه اصبح يشكل تهديدا لها ، وفي ذات الوقت صرح رئيس الوزراء (اسحاق شامير)،بان اسرائيل ستوجه ضربة للعراق عند علمها ان العراق يسعى لانتاج السلاح النووي ، في ذات الوقت ايضاً رد الرئيس العراقي صدام حسين على التهديدات الاسرائيلية بان العراق سيحرق نصف اسرائيل بالكيميائي المزدوج في حال استخدامها السلاح النووي ضد العراق .
نتيجة لهذه المواقف المتشنجة عقدت جامعة الدول العربية في منتصف عام 1990 ندوة عسكرية لمناقشة الامن القومي العربي ، وقد شارك فيها ممثلين عسكريين كبار من كافة الدول العربية والقت بحوث لمواجهة الكيان الصهيوني باعتباره يشكل التهديد الاكبر في هذا الشان وقد القيت بحثا في المواجهة بعد تشكيل قيادة عسكرية موحدة باستخدام الجهد الجوي العربي ، القى البحث استحسان الحضور ، كما القيت في الندوة العديد من البحوث في مختلف الصنوف بالمواجهة المحتملة.
ولنا ايضا مواقف مشرفة ضد الكيان الصهيوني في 6 تشرين الاول/ اكتوبر 1973 وكيف كانت المواجهة من قبل كل دولنا العربية بالتضامن المشهود بغض النظر عن مستوى مضامين التعاون لعدم علمها بالحرب مسبقاً ، كل هذه دلائل للشعور القومي الوجودي للامن القومي العربي .
هكذا اصبحنا
نحن نعلم ان الموقف العربي تجاه الحرب في غزة معقد ومتباين، ويعود إلى عوامل سياسية، اقتصادية، وجيوسياسية تؤثر على القرارات التي تتخذها كل دولة للمشاركة المباشرة ضد الكيان الصهيوني ، نحن لا ندعي المشاركة العسكرية ولكن هناك مواقف شاركت بها دول غير عربية ، ضد إسرائيل ودعمت الفلسطينيين، سواء عبر إدانات سياسية أو من خلال قطع العلاقات أو تقليص كل اشكال التعاون مع إسرائيل، تجاري اقتصادي ،هذه الدول لم تشارك بالضرورة بشكل مباشر في النزاع، لكنها اتخذت إجراءات دبلوماسية أو اقتصادية للتعبير عن معارضتها، في ادناه بعض الدول غير العربية التي اتخذت خطوات ضد إسرائيل في هذه الحرب:
• تركيا . لتركيا موقف مميز ضد إسرائيل تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان حيث ندد بشدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفًا إياها بالإبادة ،ناهيك عن إجراءات دبلوماسية،رغم وجود علاقات دبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، إلا أن تركيا أدانت إسرائيل بشدة واستمرت في دعم القضية الفلسطينية سياسيًا.
• إيران . كان لها دور داعم مباشر للمقاومة الفلسطينية، خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ناهيك عن الدعم العسكري في غزة .
• ماليزيا.بقيادة رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد كانت من الدول التي دعت دائمًا إلى دعم الفلسطينيين وقطعت أي علاقات مع إسرائيل في حرب غزة كما هناك دعم قوي من الشعب الماليزي للقضية الفلسطينية، ويتضح ذلك في التظاهرات والتبرعات التي تُجمع لصالح الفلسطينيين.
• باكستان .لا تعترف بإسرائيل كدولة، وهي من الدول التي تتمسك بموقف متشدد ضدها ، كما أدانت باكستان الأعمال الإسرائيلية في غزة ودعت المجتمع الدولي للتدخل لوقف العدوان، ناهيك عن الدعم الشعبي والحكومي.
• إندونيسيا . وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والحكومة الإندونيسية أدانت إسرائيل بشدة خلال الحرب الأخيرة على غزة، ودعت إلى تدخل دولي لحماية الفلسطينيين، كما ان هناك دعم شعبي واسع للقضية الفلسطينية .
• جنوب إفريقيا. كانت حكومة جنوب إفريقيا من أشد المنتقدين لإسرائيل بسبب إرثها الخاص بالنضال ضد نظام الفصل العنصري. خلال حرب غزة اتخذت جنوب إفريقيا موقفًا متشدداً ضد إسرائيل، وأدانت الأعمال العسكرية ووصفتها بأنها انتهاكات للقانون الدولي،وقيامها باعمال ابادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
• فنزويلا. فنزويلا تحت قيادة الرئيس نيكولاس مادورو استمرت في اتباع خط مناهض لإسرائيل، حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 2009. خلال حرب غزة، أدانت فنزويلا الأعمال العسكرية الإسرائيلية وأكدت دعمها الكامل للفلسطينيين.
• كوبا. كوبا لطالما أيدت القضية الفلسطينية وأدانت إسرائيل في المحافل الدولية. خلال حرب غزة، استمر هذا الدعم من خلال إدانة العدوان الإسرائيلي.
• هناك أيضًا دول أخرى اتخذت مواقف داعمة للفلسطينيين، سواء عبر الدعوات لوقف إطلاق النار أو من خلال الدعم الإنساني،والتظاهر الذي لم ينقطع منذ 7 اكتوبر ضد الكيان الصهيوني منها دول في أمريكا اللاتينية، إفريقيا، وآسيا كانت صريحة في انتقادها لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة، لكنها لم تتخذ بالضرورة خطوات تصعيدية مثل قطع العلاقات.
ولكن مع الاسف لم نجد من دولنا العربية سوى المواقف الغير ايجابية والتطبيع مع الكيان الصهيوني ألتي لم تعير لها اية اهمية ، بل اعتبرتها إسرائيل ضعفاً زادت من تعنتها واضرارها بشعبنا الفلسطيني بعد ان كانت قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى ،مضى على الحرب في غزة احد عشرة شهراً بلغت خسائرها حوالي 41000 الف شهيد و93000 الف جريح جلهم من الاطفال والنساء ،ولا تزال غزة تشكو همها للعرب والمسلمين في الوقوف معها لانقاذهم مما هم فيه، ويبقى الامل احد الاماني التي قد تتحقق بارادت الله سبحانه .
1070 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع