احمد الحاج
حملة إحياء الفضيلة بذكرى ميلاد خير البشر
لقد بات جليا للقاصي والداني حجم الهجمة العالمية الممنهجة ضد الأديان السماوية وضد الفضائل والاخلاق الحميدة ،هذه الحملة الشعواء الشرسة التي يقودها حاليا اليسار العالمي بتمويل وتوجيه مباشر من "الملياردير الامريكي اليهودي جورج سوروس" وبدعم لامحدود من حركات الهندوتفا والجوثيك والويكا والايمو وشهود يهوه والرائيلية والحجتية والبهائية والقاديانية والساينتولوجي وكنيسة مون ،وما يسمى بالتنويريين الجدد، هذا اليسار المتطرف الذي يريد استبدال الأديان السماوية ورموزها وكتبها المقدسة بديانة مسخ جديدة عبارة عن مزيج غير متجانس كليا من الالحاد المعجون بالبوذية والهندوسية والطاوية والزرادشتية والشنتو والكونفوشيوسية والطوطمية وعبدة الشيطان فضلا على الديانات الاوربية والشرقية الوثنية القديمة ما قبل ظهور اليهودية والمسيحية والاسلام، مزيج مشوه ينكر وجود الاله ويشرك به ويشكك بالأديان التوحيدية ليؤمن في ذات الوقت بتناسخ الأرواح،والكارما، وبوحدة الوجود،والحلول،والنيرفانا، وبنظام الطبقات الهندوسي " الفارنا " واليوغا بصفتها"صلاة الهندوس" وليس رياضة روحية كما يروج لها بعض المغرضين والمغفلين في آن واحد اضافة ما يسمى بـ اليين واليانغ ،والمانترات ، والشاكرات، وممارسة البادوانجين الصينية، علاوة على ظاهرة النباتية الكلية أو الجزئية، ممزوجة بالتهتك الأخلاقي والفوضى الجنسية العارمة وبما لا حدود ولاضابط له البتة ،وكلها طقوس وممارسات وثنية وكهنوتية قديمة تم إلصاقها وإلحاقها باليسار العالمي المتطرف لتكون بديلا نفسيا وفكريا ومجتمعيا عن الديانات السماوية وتعاليمها وعباداتها لتلافي المطب الذي سبق للشيوعية وأن وقعت في براثنه بعدما ألغت الاديان وحاربتها من دون أدنى مراعاة لحاجة الانسان الفطرية والاخلاقية والروحية الى دين يقومها فكانت النتيجة هي سقوط الشيوعية التي عدت الاديان أفيونا للشعوب غير مأسوف عليها والى غير رجعة مع عودة الناس الى دياناتهم السابقة رغما عن أنوف ماركس وانغلز وتيتو وتشاوشيسكو و ماوتسي تونغ ولينين وتروتسكي وستالين وأشباههم ونظائرهم .
كذلك الحال مع اليمين الدولي المتطرف الذي تقوده حاليا منظمة أيباك أو لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية " اضافة الى منظمة " الجمجمة والعظام " و"فرسان مالطا"، والليونز، والروتاري ، وبناي بريث، والحركة المسيحية الصهيونية و"مجموعة بيلدربيرغ " التي تضم أثرى أثرياء العالم ، وأخطر رؤساء وأمراء ووزراء خارجية ودفاع واقتصاد أوروبا وأمريكا ، ولعل من أبرز أعضائها صهر ترامب ،اليهودي جاريد كوشنر، والرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ورئيس غوغل السابق، ومؤسس "باي بال"، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق اليهودي النافق هنري كيسنجر، ورئيس مجلس إدارة مجموعة توتال الفرنسية وغيرهم.
ولكل من اليسار واليمين الغربيين المتطرفين أهدافه ورؤيته ورسالته من وراء تلكم الهجمات الشرسة المتواصلة على الصعد كافة والتي لاتدخر وسعا ولا تألوا جهدا لمحاربة الإسلام والنيل منه قدر المستطاع مع الترويج لما يسمى بـخطر "الاسلاموفوبيا " و " الاستبدال العظيم " بصفته العقبة الأخيرة والوحيدة الكؤود أمام أطماعهما ومراميهما الدنيئة المتمثلة بإنكار الرسالات والنبوات والكتب المقدسة، ومحو الفضيلة ، ونشر الرذيلة ، ومسخ البشرية ، وتشويه الفطرة الانسانية تمهيدا لسرقة ثروات ونهب خيرات الشعوب الـ ” المستعمرة “والمستعبدة ، والاستعداد لتجميع اليهود في أرض فلسطين تمهيدا لاقامة هيكل سليمان المزعوم على انقاض المسجد الاقصى المبارك وذلك قبيل معركة هرمجدون الفاصلة التي سيقودها المشياخ أو (المسيخ الدجال) للقضاء على أتباع الديانات الأخرى على حد زعمهم .
وبما أن الكل يعلم علم اليقين بأن النبي الأكرم ﷺ إنما بعث هاديا وبشيرا ونذيرا ورحمة للناس كافة وسراجا منيرا لينقل البشرية من عبادة العباد الى عبادة رب العباد وليتمم مكارم الفضائل وصالح الأخلاق كما ورد في الحديث النبوي الشريف “إنّما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وبما أنه ومن المؤمل أن تحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1446هـ في 15 / أيلول / 2024 م ، فليكن شعارنا في ذكرى المولد الشريف لهذا العام هو ((ولدت بمولدك الفضائل كلها..فانهارت الفحشا وزال المنكر)) وذلك من خلال استثمار المناسبة العطرة لإطلاق ( مليون خطبة وموعظة ودرس ومحاضرة ) فيديوية مسجلة تبث على جميع مواقع ومنصات التواصل والاتصال ” تيك توك …انستغرام …فيس بوك …تويتر …يوتيوب ..ريلز …واتس آب ، فايبر وغيرها ” بمختلف اللغات الحية وذلك كل من مكانه ، ومن بلده ، ومن منبره ، وبلغته الأم طيلة الشهر الفضيل من بدايته وحتى نهايته على أن لا يكون اختيار المواضيع كيفيا وعشوائيا ومزاجيا ، إذ من غير المنطقي أن تكون الهجمة ممنهجة ومبرمجة ومنسقة لتقويض أركان الإسلام ، وزعزعة ثوابته ، واقتلاع جذوره فيما يأتي الرد خافتا وباهتا وذليلا ومنكسرا أو على طريقة ” حدرة بدرة ….” في اختيار المواضيع ، ونتمنى على الخطيب المفوه أن يعلم يقينا من أين يبدأ ، وماذا يريد ، والى أين يتجه ، وحول أي شيء تتمحور خطبه ومواعظه الفيديوية – المليونية – في ربيع الأول والى أين ينتهي ولابد من التركيز على الآتي لأن الحملة “الصهيو أنجلو ساكسونية” بشقيها اليميني واليساري تستهدفها يوميا وتركز عليها وبشدة :
1- الرد على ظاهرة الإلحاد والوجودية واللادينية واللا أدرية والشرك الأكبر الجلي والكفر اللفظي = الدعوة الى ترسيخ الاعتقاد والايمان بالله تعالى وتوحيده وتنزيهه وتعظيمه في ظل موجة إلحادية هي الأشرس عبر التاريخ على الإطلاق ” علما بأن سوق النظريات والاستشهاد بالفرضيات والدراسات العلمية الحديثة الرصينة والموثقة مع ذكر أسماء العلماء والمصادر ، والمراجع ، والصفحة ،وسنة الطبع ،وبلد الدراسة، وكلية وجامعة أو معهد البحث العلمي ضرورية للغاية مع تجنب القصص والحكايا الروزخونية الموضوعة والباطلة وبما ثبت ضررها على الدعوة والمنطق السليم وبما يفوق نفعها المزعوم بسنين ضوئية والمؤمن كيس فطن ليس بالخب ولا الخب يخدعه، بل وتعد أمثال تلكم القصص مجهولة المصدر واحدة من أسباب إلحاد الاف الشباب وبما يشبه الخرافات والأساطير والمنامات الوهمية التي ملها الناس ومقتوها، وكلها من أكاذيب البويهية والشعوبية والقاديانية والبهائية والباطنية والاسماعيلية ” للتشويش على المسلمين وإضحاك الناس عليهم ، أقول إن سرد البحوث والدراسات العلمية في قضية الإلحاد تحديدا وتضمينها الخطب والمواعظ مطلوب جدا ، ومهم للغاية .
2- الدعوة الى إحياء سنة النبي الأكرم ﷺ ، ووجوب محبته ، وطاعته ، وتفعيل شريعته ، وتدريس سيرته ، والتأسي بصفاته وشمائله ، والالتزام بمنهجه، وتطبيق وصيته ،والتحلي بأخلاقه ، وحب آل بيته وصحابته ، والحذر من مناقضة منهجه ، أو السير عكس اتجاه دعوته .
3- الرد على العبثية واللا أخلاقية التي يراد ترويجها وإشاعتها من خلال الحملات الدولية الموجهة والمنظمة ضد الاخلاق الحميدة، والفطر الانسانية السليمة = إحياء الفضائل والعبادات كلها (الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الحج ، بر الوالدين، حسن الخلق ، حسن الجوار ، العفة ، النزاهة ، النظافة ، العدل ،..الخ ) مقابل مكافحة الرذائل التي يراد إشاعتها بين الناس بكل أشكالها ( قمار ، ربا ، زنا ، قتل ، سرقة ، اختلاس ، رشوة ، تزوير ، عقوق ، خمر ، مخدرات ، ظلم ، سحر ، تنجيم ، شذوذ ، أكل مال حرام ، دياثة ، غش في الميزان ، تطفيف المكيال ، غيبة ونميمة ، عنف أسري،خيانة ،تجسس ،عمالة ، نفاق…الخ ) .
3- الرد على الحركات الجندرية التي يُعرفها (قاموس التراث الأمريكي) أسوة بقاموس اكسفورد ، بأن” لا يكون الانسان بمقتضاها أنثى بالكامل ، ولا ذكرًا بالكامل” وذلك قياسا على الفوارق الاجتماعية والثقافية ، بدلا من الفوارق البيولوجية!
4- الرد على الحركات النسوية – فيمينزم – ومجتمع الميم ، و ” الترانس جندر ” وأقرانهم من الجنس الثالث ” البينجنسية ” ، والجنس الرابع الـ ” فورث سكس ” .
5- التحذير من محاولات العبث أو تقليص أو الغاء مادة التربية الإسلامية من المناهج الدراسية في العديد من الدول العربية والاسلامية بزعم” تقليص المواد الامتحانية ، لمساعدة الطلاب في الامتحانات النهائية” .
6-تبصير الساجد بردود أهل العلم على شبهات سفهاء الاحلام و”التزويريين الجدد” بشأن دور ومكانة وأهمية الجوامع والمساجد، معنويا بكثرة الخطى اليها ، والمواظبة على إقامة الجمع والجماعات والعيدين والاعتكاف فيها، وماديا بإعمارها وصيانتها وبنائها وتأهيلها وخدمتها وسد احتياجاتها والمحافظة على وقفياتها من العبث والسرقة والمصادرة وتغيير الملكية كما هو حاصل في العراق اليوم ، مع نبذ الخلافات والمشاحنات والجدال والمراء والمهاترات ورفع الاصوات فيها .
7 – بيان فضائل القرآن الكريم ،فضل تلاوته ، فضل حفظه ، فضل تعلمه وتعليمه ، فضل فهمه ، فضل العمل بأحكامه ، فضل طباعته ،فضل توزيعه ، فضل ترجمة معانيه ، فضل معرفة محكمه ومتشابهه ، فضل فهم معاني مفرداته ، فضل تعلم قواعد وأصول قراءته وتجويده ، تعلم ناسخه ومنسوخه ،أسباب نزول آياته ، إعجازه البلاغي ، فضل الاطلاع على تفسير سوره وآياته” ولا سيما التفسير الموضوعي و البياني والبلاغي والمأثور” ، فضل معرفة قصصه وأمثاله ، الإحاطة بعبره وعظاته مع التحذير من هجره ونسيانه وإغفاله ..
8- الدعوة الدائبة لبيان فضل آل البيت الاطهار ، والصحابة الاخيار ، وترسيخ حبهم في القلوب والنفوس ، والدفاع عنهم ، والذب عن حياضهم ، وذكر فضائلهم، واستعراض مآثرهم ، وسيرتهم، واخوتهم ،وبيان علاقات النسب والمصاهرة والاخوة بينهم.
9- التأكيد على أهمية الالفة والمحبة والاخوة بين المسلمين على اختلاف أعراقهم وقومياتهم وألوانهم وبلدانهم ومذاهبهم في مشارق الارض ومغاربها.
10 – نبذ الخلافات والاختلافات والمشاحنات بين المسلمين وبيان مخاطرها على الأمة جمعاء وحسبي أن أذكر الجميع بما جرى في الاندلس يوم زال الملك وزفر الأمير العربي الأخير زفرته حين غادر غرناطة متحسرا على ملك ضاع لم يحفظه كالرجال فذرف على خسارته دموعا حرى كالنساء ، كل ذلك بسبب الصراعات والنزاعات والاختلافات بين ملوك وأمراء وعلماء الطوائف ليكتسحهم ملكا قشتالة وليون واراغون” فرناندو وزوجته ايزابيلا” جميعا ولم يستثنوا منهم أحدا قط!
11- الرد على طروحات وشبهات الشعوبيين والباطنيين والتنويريين والقرآنيين الجدد ممن يسعون جاهدين وبكل ما أتوا من دعم وقوة على خطى من سبقهم من الجماعات الحاقدة إلى الفصل بين الكتاب والسنة النبوية المتواترة والصحيحة من جهة مقابل نشر الخلافات من جهة أخرى اضافة الى الاستشهاد بالآراء الفقهية الشاذة مع محاولة النيل الدائم من الفقهاء والائمة والعلماء الأجلاء السابقين واللاحقين والحط من قدرهم والتقليل من شأنهم.
12 – الرد على طروحات وأكاذيب المدارس الاستشراقية القديمة والحديثة ولاسيما الأمريكية منها والفرنسية والبريطانية والهولندية والبلجيكية والايطالية و بدرجة اقل الروسية والالمانية.
13 – إعداد بطاقات هجرية – ميلادية على غرار ” حدث في مثل هذا اليوم ” ولتكن بعنوان جامع ” من الذاكرة ” أو ” كي لاننسى ” تتضمن 365 بطاقة حيث يخصص لكل يوم من أيام السنة بطاقة تتضمن حدثا تاريخيا مهما نحو ،بطاقة عن ” فتح مكة ، معركة عين جالوت ، سقوط الامبراطورية الفارسية المجوسية على يد المسلمين ، سقوط الامبراطورية البيزنطية الصليبية على يد المسلمين، فتح القسطنطينية ، حادثة احراق المسجد الاقصى على يد المتطرف مايكل دينس روهان ، بطاقة عن ” ثورة البراق ” ومذبحة الحرم الابراهيمي ” وقبلها عن ” التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر ” وبعدها ”عن ثورة العشرين في العراق ” و” مذبحة اللد” و”مجزرة قانا ” وكفر قاسم ودير ياسين وصبرا وشاتيلا والطنطورة وبحر البقر ورفح وجنين وتل الزعتر وغزة، وهكذا دوليك بهدف شحذ الذاكرة الضعيفة بأبرز الأحداث التاريخية المهمة .
ولله در القائل قبل عقود من الزمن وبما ينطبق علينا حرفيا اليوم :
يا سيـد الرسل هذا يوم مولدكم …والناس يـغمرهم هم واتعاب
ضاعوا وجاعوا وباعوا رمز وحدتهم …فكبلتهم جماعات وأحزاب
هذا مع الشرق طبّال بجوقته…وذا مع الغرب هتّاف وصخّاب
من لم يكن عنده ديـــــن يقومه …فإنما هو دجال وكذاب
أودعناكم اغاتي
2080 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع