عبد الله عباس
كلمات على ضفاف الحدث :عودة الى (نحن ونسيان الذاكرة)
اطلعت عن طريق الصدفه على وثيقة يقول فيها (المواطن – متألم ونادم ) من بلدنا ‘ انه كان احد اعضاء الوفد الذي زار (جنة أمريكا !!! ) بعد الاحتلال عام 2003 كوفد مؤيد للاحتلال ..! مؤكدا : وكنا نستقبل باحتقار واضح لم اسمع في حياتي كلمات احتقارجماعية مثل الذي سمعته....) ..
و قبل الاحتلال بفترة وبحكم عملي كصحفي ومتابع دقيق للاحداث ‘ اطلعت على وثيقة تقول ان الادارة الامريكية طلبت ممن كانوا يتعاونون معهم لاحتلال بلدهم ان يختارون مجموعة من الشباب لتقوم الجهات الخاصة في واشنطن العاصمة بتدريبهم كيف يتعاملون ضمن عملهم في الاعلام مع احداث ما بعد الاحتلال ).
واكيد تدريبهم كان متعلق بالعمل بعكس حقيقة هدف الاحتلال كما فعلوا مع الوفد الذي (اجبر )على الذهاب لتقديم الشكر ‘ حيث ظهر جهد وتصرف النخبة الاعلامية من خلال نشر كل الوثائق المتعلقة بالتصرفات السيئة للنظام قبل الاحتلال اثارته في تلك الفترة كان له تاثيرات سلبية على وضع وحدة اهل العراق الاجتماعي والروحي من خلال الاثارات الطائفية واستغلال التناقضات الاجتماعية كان من اسوء افرازات تلك الحملة تاسيس (محاصصه الحكم بطريقة خبيثة مواجهتها يكلف الكثير من الصعوبات لوضع العراق العام ولايزال).
( التخدير لحد نسيان الذاكرة ) احد اخبث اسلوب اعتمده على العمل لنشره بين شعوب الشرق الاوسط بعد ان بدأ الغرب بتنفيذ خطة بناء قواعد الهيمنة على اوطانهم بعد الحرب العالمية الثانية وبالمقابل الاعتماد على نشر التفرقة و خلق الصراعات بين اهل البلدان التي تم احتلالها لكي ننسى جرحنا النازف منذ ذلك التاريخ
من يعتبر نفسه ولي أمرنا الان يجبرون هذا الجيل ولايتوقفون على هذه المظاهر حيث يعتبرون كل حدث من (صغائر الامور...!) بل يجبروننا ومنذ ذلك التاريخ نسيان إسقاط الاسلام مقابل إستقبالنا للاصدقائنا الانكليز ليقومون بتقطيع العالم الاسلامي و حيث اكملوا مهمتم بوعد بلفور
كلامنا ليس دعوه لعدم نسيان الماضي المؤلم من أجل إلانتقام (يكفينا شر الانتقام بين الاخوة......) أن بعض النخب القومية من هؤلاء الاخوة لايريد أن يتذكرأقرب مذبحة قام بتنفيذها اليهود في غزة ولكن يركز عدم نسيان العرب (وللاجيال) احداث لايستحق حتى الاشاره اليها على سبيل المثال : قبل اعوام حدث مصافحة الزعيم الكردي جلال الطالبانى لبارك اليهودى في إجراء تقليدي في إحدى المؤتمرات الدولية ويعتقدون أن الكرد مقابل هذه المصافحة يستحقون أنفال أخرى....
كلا، الدعوة لعدم نسيان لايعني الدعوة لزرع روح الانتقام، وأمامنا الكثير من التجارب في حياة الشعوب تؤكد حقيقة أن (الذاكرة المجروحة) كما سماها المفكر جان زيغلر أدى إلى وضع الكثير من شعوب العالم على طريق البناء وأجبر من أهانهم وأضطهدهم يتخلون عن (عنجيتهم) بل بعض منهم قدموا الاعتذار،وفي كل ألاحوال أن العكس هو الصحيح، أن إلاجبار (وباي طريقة كانت) على النسيان يعتبر إجراء بضد من منطق التأريخ ومعاني بناء المستقبل أكثر اضاءه باخذ الدرس من الماضي، خصوصاً إذا ربطنا الموضوع بالاساس الديني والروحي على النهج الاسلامي الحقيقي، أن محاولة النسيان مخطط ومنظم (كما يتعرض لها الان العالم الاسلامي) من خلال الهجمات الشرسة وبكافة الطرق من التخريب الاجتماعى والإقتصادي وتشجيع تخدير الشباب كل ذلك يؤدي، (بل وأدى) إلى ظهور من يقوم بالقاء القنابل على الحافلات المدرسية ومسطبة العمال الباحثين عن لقمة العيش باسم الدين، مع أن أعداء الاسلام قبلنا يعرفون (رغم إدعائهم عكس ذلك ) أن القران كتاب التسامح والمحبة،وهذه الظاهرة ( المصيدة)ناتج عن ترك الامة تبقى على ماهو عليها، فاقد الذاكرة، وما يفعله التطرف بأسم الاسلام يكون في صالح مخططي النسيان (الايجابي) لهم ومنسجم مع اهداف الداعين إلى فتح صفحات جديدة مع اعداء التأريخين والجدد
اتذكر ‘ أن ما طرحه الباحث والسياسي وعالم إلاجتماع جان زيغلر في حواره مع مركز الجزيرة للدراسات حول ( الذاكرة المجروحة) وكيف أن العديد من بلدان أمريكا اللاتينية تحولها إلى وعي سياسي بعيد عن العدوانية لبناء الاساس الاجتماعي والسياسى بينهم ومن ثمه الانتصارات إلانتخابية الرائعه مثل ماحدث في بوليفيا و فينزويلا أو في الاكوادور
من الممكن أن نشجع ظاهرة عدم النسيان ما فعل بنا الهمجيين الغربيين بوعي وباتجاه بناء مستقبل شامخ يجبرهم على الاعتراف بوجودنا الشرعى أو حتى الاعتذارمما فعلوا بنا، بالاعتماد على النهج الاسلامي، نهج الحياة في كل العصر، بالعكس الذين يرونه نهجا عاف عليه الزمن، وانظروا إلى تأثير روح الاسلام في اوربا
• مختصر مفيد :
الذاكرة بالنسبة للانسان هي التجربة و هي التي تمنع الهزيمة / روائي عبدالرحمن منيف.
1267 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع