احمد الحاج
جولة في متحف"الدمع"الفاضح للاحتلال والاستبداد والقمع !!
مما يؤسف عليه حقا وبينما يغرق عالمنا العربي من المحيط الى الخليج إلا ما رحم ربك،إما بالكوارث الطبيعية القاهرة والحروب الأهلية الجائرة، وإما بالحفلات الغنائية الساهرة، والأمسيات الفنية الداعرة إضافة البرامج الترفيهية العاهرة،والمنافسات الرياضية الاستعراضية البائرة، والمسابقات الالكترونية ذات الانجازات الافتراضية والبطولات الوهمية الخائرة، وإذا بعضو الكنيست الصهيوني السابق موشيه فيجيلين، وقد استثمر الغفوة العربية السافرة يقول وبعد اقتحامه لباحات المسجد الأقصى المبارك،أولى القبلتين،وثالث الحرمين الشريفين، بمعية مئات المستوطنين الصهاينة"يجب أن تفهموا ما يحدث،إنها حرب الهيكل،ولم نكن أقرب الى بناء الهيكل المقدس من عصرنا هذا!".
وإذا بمكتب رئاسة حكومة الاحتلال الصهيوني وبالتعاون مع “وزارة التراث”، تقرر البدء بتمويل جولات منظمة لاقتحام المسجد الأقصى بمليون شيكل بشكل مبدئي،من أجل تنظيم الاقتحامات وإرفاقها بمرشدين لـ”يربطوا المسجد الأقصى وباحاته بالتاريخ اليهودي و يشرحوا للمشاركين من يهود وسياح أجانب تاريخ المكان وقداسته للشعب اليهودي"وفقا للمركز الفلسطيني للإعلام نقلا عن هيأة البث الإسرائيلية الرسمية .
هذا الخبر المفجع علاوة على نظيره تصريح النائب المقذع قد تزامنا وبعد سويعات على تصريح "رأس الحمار بن غُرير"المعروف بـ إيتمار بن غفير" وزيرالأمن القومي، وزعيم حزب"القوة اليهودية"اليميني المتطرف، لإذاعة الجيش الصهيوني تدور بمجملها حول بناء "كنيس يهودي"لأول مرة في التاريخ داخل المسجد الأقصى،والسماح لليهود بالصلاة في جبل الهيكل المزعوم" في وقت بدأ فيه الاحتلال الصهيوني باقتحام الضفة الغربية بعد أن فرغ من تدمير غزة وغدا لامحالة سيأتي الدور على لبنان ، كيف لا والحاخام عوزي شرباف، كان قد قال في محاضرة له وبالحرف “إن قطاع غزة هو القضية في هذه المرحلة العظيمة التي تسمى قرب مجيء المسيح”مضيفا ،إن”كل المنطقة من سيناء وحتى نهر النيل هي جزء من أرض إسرائيل ويجب بذل كل جهد من أجل تحريرها !!”.
كيف لا والحاخام شلومو إلياهو،يقول”علينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون ،وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت!!”.
كيف لا والحاخام عوفيديا يوسف،يوصي أتباعه بالقول”ممنوع الإشفاق عليهم،يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، إنهم شريرون ..إنهم أسوأ من الأفاعي السامة !!”.
كيف لا والحاخام يوسف التيسور،بالاشتراك مع الحاخام يتسحاق شابيرا في كتابيهما(شريعة الملك)،قد أفتيا صراحة بـ”إمكانية قتل أطفال أعداء إسرائيل لأنه من الواضح أنهم سيكبرون لكي يؤذوننا ، وأنه وفي أي مكان يشكل فيه (الأغيار) تهديدا على حياة إسرائيل،فمن المسموح قتلهم !!”.
في هذا المقال أفترض القيام بجولة متخيلة بين أروقة(متحف الدمع) المقام الى جوار مبنى منظمة التعاون الاسلامي وقد اتخذ مدينة جدة السعودية مقرا دائما له منذ عام 1969م عقب حريق المسجد الأقصى،ولاسيما وأن منظمة التعاون الاسلامي التي تضم(57) دولة قد أصدرت بيانا يدعو الى التحرك العاجل وعلى كافة المستويات لوقف الإبادة الجماعية المستمرة والممتدة من غزة وحتى المسجد الأقصى، مؤكدة،أن"هؤلاء المتطرفين في حكومة نتنياهو وعلى رأسهم بن غفير،يشكلون تهديدا حقيقيا على السلم والأمن الدوليين ويجب استخدام كافة الوسائل لردعهم"وفقا لبيان المنظمة .
يضم المتحف المفترض مجسمات ومشاهد شمعية لأشهر الأبطال البواسل طيلة فترة الصراع الطويل والمرير مع الصهاينة والمستعمرين على غرار متحف الشمع "مدام توسو"في لندن مع الفارق في أن كل مشهد ومجسم بين جنبات (متحف الدمع) موصول بجهاز مزود ببرامج الذكاء الاصطناعي إضافة الى تقنية الهولوغرام ليشاهد ويستمع زوار المتحف الى حقائق ومعلومات لم ترد الى مسامع كثير منهم من قبل وعلى لسان صاحب المجسم شخصيا وبصوت قريب الى حد ما من صوته ونبرته يؤديها إذاعيون متمرسون،وممثلون محترفون داخل الاستوديو قبل تحميلها على البرنامج، علاوة على قاعة مصغرة للصور مع كل مجسم زيادة على مشاهد وخرائط لأشهر المعارك التي خاضها، اضافة الى أبشع الجرائم التي ارتكبتها الامبريالية الدولية، والكولونيالية الغربية، والصهيونية العالمية تلخص نضال وكفاح الموما إليهم مشفوعة باقتباسات من أبرز وصاياهم ، وأشهر مقولاتهم،فمن مجسم الشيخ عمر المختار الى عمر مكرم، مجسم الشيخ عز الدين القسام، مرورا بعبد الكريم الخطابي، وسليمان الحلبي، فالشيخ أحمد ياسين،وعبد القادر الجزائري، والشيخ ضاري المحمود،وليس انتهاء بمجسم اسماعيل هنية، وهكذا دواليك.
يبدأ المتحف الذي تُفتح أبوابه أمام الزائرين الباحثين والسائحين على مدار الأسبوع على أن تحول عائداته وريعه بالكامل لنصرة أهلنا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر بـ:
* قاعة الأرشيف الفلسطيني : وتكمن أهميتها في شحن الذاكرة الجمعية التي يراد طمسها وتغييبها عن الإدراك ، وفقدانها للوعي فبالتوازي مع نكبة فلسطين، حصلت "نكبة" أخرى أصابت الأرشيف الفلسطيني بمقتل،حتى بات هذا الأرشيف غير متوفر في مكان واحد، وصار مبعثرا وبعضه موجود لدى أفراد لا مؤسسات ، بغياب جهة واحدة تعمل على جمع هذا الأرشيف الخطير جدا،والمهم للغاية ولاسيما بعد السطو الممنهج على مركز الأبحاث والأرشيف الفلسطيني في بيروت عقب الاجتياح الصهيوني في السادس من حزيران عام 1982في عملية أطلق عليها يومذاك اسم "سلامة الجليل" وفقا للمخرجة الفلسطينية روان الضامن.
* المكتبة المركزية الفلسطينية : وتضم كل ما كتب وطبع ونشر وألف عن القضية الفلسطينية على مدار 100 عام تصطف على رفوفها مئات الكتب العربية والأجنبية بصرف النظر عن الخلفيات السياسية ومدارس المؤلفين الدينية والايديولوجية وتضم كتبا لا غنى عنها في هذه القضية المركزية الأم والاستعانة بها لكتابة المقالات والأعمدة الصحفية ، إعداد التقارير الإذاعية والمتلفزة ، لإجراء المقابلات والحوارات ، كتابة البحوث والتحقيقات الاستقصائية،لانجاز رسائل الماجستير،وأطاريح الدكتوراه نحو"موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"،وكتاب "فلسطيني بلا هوية"، و" كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمّرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها"،وكتاب"الحركة الوطنية الفلسطينية (١٩٤٩-١٩٩٣)"،وكتاب"القضية الفلسطينية؛ خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة"، وكتاب "فلسطين: التاريخ المصور"، وكتاب "التطهير العرقي لفلسطين" و" مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي "و"الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ "و"الصهيونية العالمية" وغيرها الآلاف من العناوين البارزة والمضامين المهمة فضلا على الدواوين الشعرية ، والروايات الأدبية ، والمجموعات القصصية التي تدور حول القضية الفلسطينية .
*المكتبة الصوتية : وتضم آلافا مؤلفة من تسجيلات الخطب والمواعظ والمحاضرات والندوات والكلمات والقصائد والأناشيد الخاصة بالقضية الفلسطينية منذ بدء الصراع المرير وحتى يومنا هذا.
*المكتبة الصورية وقاعة السينما الفلسطينية: وتضم الآف الألبومات وشرائط الأفلام التسجيلية والوثائقية اضافة الى الطوابع والصور والخرائط الخاصة بالقضية الفلسطينية ولعل من أهمها فيلم "خمس كاميرات مكسورة " للمخرج عماد برناط، وفيلم"جنين جنين" لمخرجه محمد بكري،وفيلم "الزمن الباقي" للمخرجه إيليا سليمان، وفيلم "عشر سنين" لعلاء العالول ، كذلك فلم "السلام المر " عن معاهدة كامب ديفيد ،كذلك سلسلة"أصحاب البلاد"وهي سلسلة من خمس ساعات وثائقية عن فلسطينيي الداخل،اضافة الى الفيلم الوثائقي الأبرز بينها "النكبة " لمخرجته الفلسطينية روان الضامن وغيرها العشرات .
*القاعة المركزية الكبرى : وتخصص لاحتضان أهم الندوات والمؤتمرات والاجتماعات والقمم على مستوى القادة والزعماء ووزراء الخارجية وممثلي النقابات والاتحادات المهنية والروابط الشعبية لمناقشة أهم المحاور المعنية بالقضية الفلسطينية ، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني السليبة، والعمل على تفعيل القرارات الدولية المعطلة ولاسيما ما يتعلق منها بحق عودة اللاجئين ، والانسحاب الى أراضي ما قبل 1967، وما يسمى بـ" حل الدولتين" ومحاسبة الكيان الصهيوني اللقيط على كل جرائمه ووقفه عند حده .
*مجسمات ومشاهد المجازر الصهيونية المتتالية:وتتضمن قاعة مخصصة لكل مجزرة شهيرة ارتكبها الصهاينة في فلسطين الحبيبة على حدة موثقة بالصور ومزودة بالبروشورات والبوسترات والملصقات والكاروسيلات واللوحات التشكيلية مع التعريف بالعصابات والوحدات العسكرية الصهيونية التي ارتكبت المجزرة كـ "عصابة شتيرن و الهاغانا وشتيرن والبلماح وبيتار اضافة الى بقية الميليشيات والوحدات الفاشية والألوية الصهيونية الإجرامية الآثمة " نحو :
- قاعة "مجزرة كفر قاسم" في تشرين الأول 1956.
- قاعة"مجزرة دير ياسين"في نيسان / 1948 .
- قاعة "مجزرة الطنطورة"في أيار/ 1948 .
- قاعة"مجزرة اللد "في تموز / 1948.
- قاعة"مجزرة خان يونس" في تشرين الثاني/ 1956.
- قاعة"مجزرة بحر البقر" في نيسان / 1970.
- قاعة"مذبحة قبية " في تشرين الاول 1953 .
- قاعة"مذبحة جنين" في آذار / 2002 .
- قاعة"مذبحة الحرم الإبراهيمي " في شباط / 1994.
- قاعة " مذبحة الأقصى الأولى" في تشرين الأول 1990 .
- قاعة"مجزرة قانا الأولى "في نيسان 1996،ومجزرة قانا الثانية"في تموز 2006 .
- قاعة"مجزرة صبرا وشاتيلا"في أيلول 1982.
- قاعة"مجازر قطاع غزة" منذ السابع من أكتوبر 2023.
- حريق المسجد الاقصى المبارك في آب / 1969 ، وهلم جرا .
*قاعة الثورات والانتفاضات الفلسطينية الباسلة : وتتضمن مجسمات ومشاهد وصورا وخرائط عن أشهر الثورات والانتفاضات الفلسطينية الباسلة بدءا بثورة 1920، وثورة يافا 1921، ثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936،الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965، انتفاضة الحجارة الاولى بين 1987– 1993،انتفاضة الحجارة الثانية "انتفاضة الاقصى"بين 2000 - 2005، عملية طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر 2023.
*معرض التحف والتراث والفلكلور الفلسطيني: ويتضمن عرض كل الصناعات الجلدية والمعدنية والزجاجية كذلك الحرف اليدوية والمشغولات والاكسسوارات والمطرزات والبسط والسجاد والفخاريات والأزياء الفلكلورية وأبرزها الكوفية والوشاح الفلسطيني بل وحتى "صناعة الفلافل" لكونها تمثل الموروث الفلسطيني الذي يحاول الكيان المسخ تشويهه ومصادرته ونسبته إليه ويزعم بأنه صاحب الأرض التاريخي بدلا من أهلها .
*قاعات أيقونات الكفاح والنضال والمقاومة : وتتضمن مجسمات ومشاهد وصورا وبقايا مقتنيات لأشهر من قاوم الاستعمار الغربي والامبريالية الأوروبية والصهيونية العالمية ووقف بوجهها في كل من فلسطين والمغرب والجزائر ومصر والعراق وتونس وليبيا وسورية ولبنان واليمن والسودان وغيرها منذ الحملة الفرنسية بقيادة نابليون على كل من مصر وسورية بين 1798-1801م، مرورا بحادثة المروحة و غزو فرنسا للجزائر في نيسان 1827م ، ومعاهدة سايكس بيكو لتقسيم العالم العربي في عام 1916، ووعد بلفور المشؤوم الذي منح اليهود الحق في الاستيلاء على فلسطين وطرد سكانها العرب وتأسيس وطن قومي للصهاينة هناك عام 1917م وصعودا حتى كتابة السطور ، وأتوهم بأن كبارهم من أمثال المختار والخطابي والقسام وكل واحد منهم وهو يخاطب من خلال برامج الذكاء الصناعي زوار المتحف وعلى النحو الآتي :
*عمر المختار : أنا الذي يمتد نسبي الى النبي ﷺ، لقد حفظت القرآن الكريم منذ صباي ودرست علوم الدعوة والشريعة، وأصبحت داعية متجولا ما بين السودان وتشاد وشرق أفريقيا، وإليَّ انتهت مشيخة الجبل الأخضر، وتونس، والجزائر، بل وحتى جبل قبيس في مكة.
أنا الذي علمت أتباعي النجارة والحدادة والزراعة والبناء لكي يعتمدوا على أنفسهم اضافة الى علوم الدين، وزرعت فيهم رعايته الأيتام وحب الفقراء والمساكين.
وعندما دعا داعي الجهاد واحتلت ليبيا على يد الطليان خضت 74 معركة و270 صداما مسلحا مع القوات الايطالية، خرجت منتصرا في معظمها، ولكن وبعد أن كبرت سني، ووهن عظمي، وضعف بصري، ألقي القبض عليِّ بعد أن أصيب فرسي في إحدى المعارك فحوكمت محاكمة سريعة قبل أن أعدم شنقاً حتى الموت في صبيحة 16/أيلول/ 1931، ولكن سلوني " وماذا حل بالمتورطين بدمي ودم شعبي من بعدي ؟ ودعوني أجيبكم على هذا السؤال !
فأما المارشال ديبونو،فقد أعدم رمياً بالرصاص بتهمة الخيانة العظمى عام 1944،وأما المارشال بادوليو فقد وقّع صاغرا على وثيقة استسلام ايطاليا في الحرب العالمية الثانية،وأما غراسياني فألقي به في السجن مدى الحياة ليموت خلف قضبانه ذليلا ،وأما كبيرهم الذي علمهم الفاشية بينيتو موسوليني، وهو القائل " لقد ورثت عن أبي الإلحاد في حين لم تتمكن شفافية أمي المتدينة من النفاذ إلى سريرتي" فقد تم إسقاط نظامه ليُسحل على يد الثوار الغاضبين من شعبه مع عشيقته كلارا في شوارع ميلانو في نيسان 1945 قبل أن تُعلق جثتيهما أمام أنظار الجميع بالمقلوب، مصداقا لما سبق لي وأن نصحت بها الأجيال قائلا لهم " إن موتي ليس النهاية، سيكون عليكم مواجهة الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا، فسيكون عمري أطول من عمر شانقي"
فهل سيكون عمرنا حكاما وشعوبا أطول من عمر عدونا وشانقنا ؟!
-أما الشيخ عبدالكريم الخطابي فيقول لزوار قاعته عبر مسجل الصوت،وبرامج "مايكروسوفت بوربوينت" أو Mug Life أو Myheritage أو Any Face وأمثالها من برامج الذكاء الصناعي :
لقد حفظت القرآن الكريم، ودرست الفقه والنحو، والحديث منذ نعومة أطافري وكنت أجيد التحدث بـ (الفرنسية والاسبانية والايطالية) فمن تعلم لغة قوم أمن شرهم ، ثم أصبحت قاضيا وما لبثت أن تحولت الى الجهاد بعيد دخول القوات الاسبانية الى الريف المغربي عام 1919 حتى خضت 200 معركة انتصرت فيها جميعا، فاضطر الاسبان الى الاستعانة بالقوات الفرنسية لمواجهتنا وبقينا نحارب على جبهتين، حتى أجبرت على الاستسلام، بعد أن احتلت القوات الفرنسية قريتنا وهددت بقتل النساء والشيوخ والاطفال، فنفيت إلى احدى المستعمرات الفرنسية وبقيت هناك 21 عاما قضيتها بالعبادة وتلاوة القرآن وتعليم الناس علوم الشريعة، ومساعدة المحتاجين، واغاثة الملهوفين، قبل أن أتمكن من الهرب الى مصر أثناء رسو السفينة اليونانية التي كانت تقلني الى منفاي الثاني في ميناء بورسعيد وعشت هناك حتى وفاتي عام 1963.
ولاشك أن شجاعتنا وأخلاقنا الحميدة أثناء الحرب قد دفعت حتى أعداءنا للاعتراف بذلك، فهذا الكاتب البريطاني روبرت برونو،يقول في كتابه "أمير الريف"، (كان يمكن للغرب أن يتعلم الكثير من هذا الرجل الذي علمنا أن الفضيلة ليست حكرا على المناطق الواقعة شمال البحر المتوسط).
وختاما لا تنسوا ما سبق وأن قلته لكم "ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة بل شيء اسمه الواجب، وأنا قمت به قدر استطاعتي " فهل سيكون لنا واجب تجاه القضية الفلسطينية ؟
أما الشيخ عزالدين القسّام فيقول لزوار قاعته: لقد كنت إماما وخطيبا وعالما بعلوم الشريعة والقرآن، وبعد الاحتلال الفرنسي لسوريا، بعت داري لأشتري بثمنه 100 بندقية قديمة شكلت بها كتائب من القرويين، وبعد معركة ميسلون التي هزمت فيها والحرب سجال يوم لك ويوم عليك ، حكم عليَّ بالاعدام غيابيا، فرحلت الى فلسطين لأبدأ مرحلة جديدة من الدعوة والجهاد والتعليم، وأطلقت مشروعا لمحو الأمية بين الفلاحين، وآخر خيري لرعاية الأرامل والايتام والمحرومين اضافة الى محاربة عصابات شتيرن والهاغانا الصهيونية وقوات الاحتلال البريطاني، وبقيت على هذا الحال حتى تم حصاري مع رفاقي في إحدى التلال فظلنا نقاتل حتى استشهادنا .
ولاتنسوا ما قلته لكم قبل استشهادي بإذن الله تعالى " ليس المهم أن ننتصر، لكن المهم قبل كل شيء أن نعطي من أنفسنا الدرس للأمة والأجيال القادمة"، فهل ستصنعون دروسكم الملهمة للأجيال من بعدكم،لتكملوا المسيرة التي بدأناها ،أم أن حمى التطبيع والتركيع والتخنيع قد أخذت منكم كل مأخذ ؟! أودعناكم أغاتي
1439 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع