ئه مير الرشيد
تفاصيل الساعة الاخيرة صبيحة يوم ١٤تموز ١٩٥٨ في ( قصر النكبة ) – الرحاب - !...
حسب الامر الذي تلقاه الرئيس "النقيب " منذر سليم آمر السرية الاولى في الفوج الاول الذي آمره العقيد الركن ( عبد السلام محمد عارف التوجه الى القصر الملكي ( الرحاب ) شمال منطقة الحارثية والانتشار امام بوابات القصر واسوارها ريتما تاتيهم التعزيزات من قبل بقية افواج اللواء (20) الذي اصبح اللواء بافواجه الثلاث بامرة ( عبد السلام عارف ) الذي تمكن من خداع آمر اللواء الزعيم الركن ( أحمد حقي محمد علي ) بان يسبق اللواء بسيارة الاسلكي وينتظرهم في الشارع العام في ( الفلوجة ) وذلك حرصا عل راحته كما ابلغه بها ! ولما اتخذ جنود السرية مواقعهم مقبل القصر انتظارا للتعزيزات لتنفيذ الصفحة الثانية واثنائها شاهد جنود حراسة تابعين للحرس الملكي انتشار الجنود هناك ذهب احد ضباط الصف للاستفسار و التحقق منهم فاجابوه بان لديهم تمرين عسكري فاجابه منتسب الحرس الملكي انه ممنوع اجراء التمارين العسكرية قرب ( القصر الملكي ) وان عليهم العودة من حيث جاءوا فاجابوه بانهم مكلفين بواجب التمرين حسب الاوامرالتي تبلغوا بها عندها قام باخبار ضابط خفر الحرس الملكي بهذه الحالة الغريبة والتي لم تحصل سابقا..
فقام الضابط يايقاظ آمر الحرس الملكي العقيد ( طه البامرني ) الذي كان ينام في الغرفة المخصصة له داخل ثكنة الحرس الملكي لان ( البامرني ) كان كما هي عادته ارسل العائلة الى قريتهم ( بامرني ) شهري الصيف هناك وللراحة والتنعم بالمناخ اللطيف فيها وفي تلك المنطقة وهذه القرية تقع على سفح الجبل وتبعد( 7 ) كم الى الشمال من مصيف ( سرسنك ) فقام الامربمحاولة الاتصال بمدير خفر رئاسة اركان الجيش للاسيضاح منهم عن هذا الامر الغريب وزادت الغرابة عندما تفاجىء ( البامرني ) بان لا اتصال ولا حرارة في الهاتفين العسكري والمدني مما زاد في استغرابه وشكوكه فقام باستدعاء ضابط استخبارات الحرس الملكي ( محمد الشيخ لطيف ) من داره القريبة او كان موجودا في الثكنة ( لا اعرف ) المهم ان عبد السلام عارف اوكل الى احد الضباط بقيادة فصيل الى مركز الاتصالات الهاتفية المركزية في ( السنك ) بالسيطرة على المركز لقطع جميع الاتصالات في بغداد و ومن والى العراق وبذلك تم عزل العراق عن العالم الخارجي ووكان في الطرف الآخر ( الرئيس ( منذر سليم ) ينتظر بدء البث الاذاعي من اذاعة بغداد لاعلان ( (الثورة ) كما كان الاتفاق ولم يطل الوقت كثيرا ووآمر الحرس يحاول مع ضباطه الموجودين محاولةالاتصال بالهاتف واذا بصوت عبد السلام من الاذاعة يعلن البيان الاول للانقلاب وعندها قامت السرية المقابلة والمتخذة مواقعها امام القصر الملكي باطلاق عدة زخات من الاطلاقات نحوبوابة وسور قصر الرحاب واثنائها في غرفة نوم الامير عبد الاله الذي استيقظ من نومه اثر سماعه لصوت الاطلاقات واستيقظت بطبيعة الحال زوجته الاميرة ( هيام ) فقام الامير وادار مفتاح الراديو على اذاعة بغداد سمع صوت من يقرأ بيانا فسالته زوجته عن الامر فاجابها انه ( انقلاب ) ! وتقول الاميرة ( هيام) ان زوجها الامير لم يفعل شيئا بل اخذ يدخن السكارة تلو السيكارة ربما ثلاث او اربعة سيكاير وعنده طلبه آمر الحرس الملكي العقيد ( طه البامني ) وبدأ بسرعة في ارتداء ملابس خارجية لمغادرة الغرفة وحينها على اثر سماع الاطلاقات النارية من السرية المقابلة للقصرادرك ( البامرني ) ان الامر خطير واصدر الامر الانذاري للحرس وفتح المشجب وتوزيع عتاد الخط الاول على الجنود للتهيوأ للقتال وتكون الصفحة الاولى هو ازاحة الجنود المتموضعين امام القصر بالقوة واسرع الى الامير ليشرح الحالة وتلقي اوامره ...
الا انه تفاجىء بما قاله ( عبد الاله ) حيث قال انه ( انقلاب ) ولا يريد نهائيا سفك الدماء واردف قائلا ..(( اذا ما يريدونا فسوف نرحل )) ! وهذا الكلام احبط معنويات أمر الحرس الملكي وضباطه الى ادنى الدرجات وسرى بين الجنود ايضا فقام ( طه البامرني ) بالتوجه نحو السرية المحاصرة للقصر وهو يلوح لهم بمنديل ابيض ويحاول ان يجد ملاذا لتبرئة نفسه فيما لو سيطرت قوات الانقلابيين على مقاليد الاموربعد امر عبد الاله بعدم المقاومة وكان مضطربا وشديد الارتباك لدرجة انه عندما وصل امام آمر السرية لم يعي نفسه وخاطب أمر السرية بكلمة ( سيدي ) وهو ادنى منه يمكن بثلاث درجات او رتب وتفاهم معهم بدخول فصيل منهم الى داخل القصر بعد نزع اسلحة ضباط وجنود الحرس الملكي واثر عودته لغرض تنظيم عملية الاستسلام ومغادرة الملك وولي العهد والاميرات الى موقع آمن ريثنا يغادرون العراق الى الابد اثنائها وصلت سيارة جيب عسكرية مفتوحة السقف وتحمل قاذفة ( بازوكا ) وهذه القذيفة تطلق ضد الدروع وكانت هذه السيارة تحمل الرئيس الاول ( سبع العبوسي والرئيس مصطفى عبدالله وم . اول حميد اسماعيل السراج وضابط ملازم اول اخر شارك فيما بعد بتملرد العقيد عبد الوهاب الشواف في اذار 1959 واعدم في ساحة الرمي ( ام الطبول ) وما ان ترجل العبوسي قام بتوجيه مدفع البازوكا نحو الطابق الثاني حيث غرف الملك وعبد الاله والملكة نفيسة وبقية الاميرات وشبت النيران في الطابق والدخان يتصاعد منها فاضطروا جميع بالنزول الى ( القبو ) او السرداب حيث الامان من القذائف !.. اذن الجميع التجاوا الى الملجأ مستسلمين لاقدارهم حيث لا نصير لهم وفي خارج القبو والممرات الداخلية والحدائق الصغير الداخلية كانت زمر الضباط الاربعة سيطروا على الموقف بشكل تام ومعهم امر سرية الانقلابيين الرئيس منذر سليم وكان الاتفاق الغير المعلن بين ( طه البامرني ومنذر سليم ) يقضي بخروج الملك و ولي العهد الى قاطع آمن ضمن ثكنة فوج الحرس الملكي الى ان يحضر ضابط كبير الرتبة من الانقلابيين او الثوار لاستلامهم وفق الاصول واكثر الاحتمال تسفيرهم جوا الى البلد الذي يريدونه ولكن الوضع كان هكذا في مخيلة الطرفين ( البامرني ومنذر سليم بينما عبر مايكروفون الاذاعة كان عبد السلام عارف يدعو الناس الجماهير ومعهم الغوغاء بالهجوم على قصر الرحاب ومساندة قوات الجيش في دك القصر وان يصبوا ( زئيرهم )جنبا الى جنب مع القوات العسكرية الثائرة على قصر الرحاب ! بل مضى في ذلك ابعد مما كان يتصور بان دعى ابناء الشعب الى سحل جثثهم في الشوارع تاييدا للثورة ! وهذه الهمجية والوحشية لم يكن في بال احد حيث حيث كرر ولعدة مرات ندائات تنم على الوحشية والهمجية لم يحصل في اي بلد في العصرالحديث وما قبله وكأنه اعاد غزو ( المغول ) لبغدادالى الاذهان كان ( عارف ) يصيح في ميكروفون الاذاعة بما يلي ..(( يا ابناء الشعب العراقي الثائر اخرجو الى الشوارع فستجدون جثتين قذرتين يسحلهما ابناء الشعب وهما للاول الذي اراد ان يرتفع الى السماء والاخر سيده )) ! اذيعت هذه الندائات والاسرة المالكة لازالو في القبو ينتظرون تقرير مصيرهم وبدأ يلحون على ( البامرني ) بالخروج من الملجأ او القبو واخذ الرئيس ( مصطفى عبد الله ) وهو من اهالي السليمانية يصيح باعلى صوته موجها الى القابعين في الملجأ الملك و ولي العهد والبقية صائحا ..( اخرجو ايها الخونة والعملاء ..اخرجوا ايها العبيد ) عندها اضطر ( البامرني) التكلم معه باللغة الكردية محاولا تهدئته وكسب عاطفته ولكن دون جدوى واخير خرج الجميع وهم وخاصة النساء في حالة لايمكن وصفها من الخوف والقلق الشديدين على امل ايصالهم الى قاطع امين ريثما يتم البت في مصائرهم وما هي الا ثوان انطلقت النيران من قبل الضباط الاربعة نحو العائلة في مسيرتهم والتي قضت عليهم في لحظات وثواني معدودة وقبل انطلاق رصاص الضباط المجرمين انظم احد مرافقي ولي العهد هو م. اول ( ثامر الحمدان ) الى الموكب واصبح خلف ولي العهد قتلوا جميعا باستثناء الاميرة ( هيام ) التي اصيبت بجروح ومن بين الجرحى احد الضباط المجرمين ( مصطفى عبد الله )حيث اصيب بنيران من احد زملائه لان الرمي صار على الموكب من الجهتين ضابطين من كل جهة ! هكذى قضي على الجميع وحتى النساء لم تسلمن من الموت والغدر وفيما بعد وضعت الجثث في سيارتين لنقلهم ال ( الطب العدلي ) وفي الطريق حيث كانت الجماهيرتملىء الشوارع اعترض ( الغوغاء ) السيارة التي كانت تحمل جثث الملك وعبد الاله والضابط ثامر الحمدان وجثث اخرى من الرجال بينهم الطباخ فاعترضوها وحوصرت السيارة بطوق من جميع الجهات فاستطاع الضابط تخليص جثة الملك من السحل عندما قال للجماهير المسلحة بالعصي والسكاكين حيث اشار الى جثة ولي العهد قائلا لهم هذه جثة ( عبد الاله ) خذوه وهكذا وقعت جثة عبد الاله بايدي الغوغاء وما فعلو به تم ذكرها في الكثير من الرويات وهذا كان اجراءا سليما لتخليص جثة الملك الشاب و الاخرين من السحل والتنكيل بهم والسيارة الثانيية ايضا الغوغاء حاصروهم وكان اثنان من الجنود محتظنين بند قيتهما احدهما ربما من اهالي الجنوب والاخر كردي حيث هجم الغوغاء على سيارة البيكب الحاملة للجثث بحراسة الجنديين فلم يتمكن الجندي الكردي من منعم ولكن قال لهم بتوسل ..( بابة عيب خطية..هذي حورمة ) فكف الناس وابتعدوا عن السيارة والجثث حيث واصلت مسيرتها الى الطب العدلي وبالعودة الى ما قاله الامير عبد الاله في تلك الصبيحة من يوم 14 تموز1958 مخاطبا العقيد طه البامرني بعد سماعه الاذاعة العراقي وهي تعلن ( الثورة على النظام الملكي ) حيث قال له (( اذا ما يريدوننا فنحن راحلون )) ! فهو لم يقصد قوات الانقلاب وقادتهم بل هو قالها يرمز منه انهم غير مقبولين من الشعب العراقي ولا يريدون ان تحكمهم عائلة ملكية غير عراقية وان كانت عربية وهي الاسره الهاشمين منبتهم ( مكة ) وهم احفاد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا الحالة كانت لدى نفوس الاكثرية من الشعب العراقي عرفها وتلمسها الامير عبد الاله ولكي نغوص بشكل اكثر عمقا نجد ان ولي العهد عبد الاله والى درجة واضحة كان يعاني من عقدة ( المواطنة ) ويسترجع كشريط سينمائي ما حل بهم وهم احفاد رسول الاسلام حكم عليهم اكرها ان يغادروا اراضي منبتهم واصولهم في ( امارة الحجاز) او الجزيرة العربية ليتحولو ملوكا لاجئين غير مرغوب فيهم بدل ان يكونوا ملوكا وزعماء في اراضي ابائهم واجدادهم فهو يتذكر ما حصل لجدهم الكبير الشريف( الحسين بن علي ) حيث نفي الى جزيرة قبرص والتي كان يحكمها حاكم عسكري ظالم يتصف بالفظاظة والعنجهية ففي احدى الشهور انقطع المورد المالي للشريف حسين والذي كان يرسلهابنه الملك فيصل الاول واخذا حارس البيت والسائق والخادم يطالبونه بمرتباتهم الشهرية التي انقطعت ومع ضغطهم وتهديدهم بانهم يتركون خدمته اضطر الى مراجعة الحاكم العسكري لقبرص والذي احدهما لا يطيق الاخر ولما طالبه الشريف بمبلغ مالي معين لسد احتياجاته واحتياجات العمال لديه من السائق والحارس والطباخ فاجابه الحاكم العسكري حسنا ساعطيك ما تريده من سلفة ولكن ماهو ( الضمان ) ؟! عندها اصيب الشريف بصدمة من هذا البريطاني الذي يطالبه بضمان تسديد المبلغ المطلوب لفترة معينة عندها اخرج الشريف( حسين بن على ) ( الخنجر ) من وسطه وهو خنجر عظيم الرمز وصلت اليه بشكل متوارث ويعود الى عهد النبوة فاخرجه ووضعه على الطالولة امام الحاكم الانكليزي واخرج هذا قلمه واخذ يحرك الخنجر يمينا وشمالا على المنضدة بقلمه مستخفا بها قائلا له وبابتسامة خبيثة وما قيمة هذا مقابل المبلغ الذي تريده عندا لم يتحمل الشريف هذه الاهانة الفضيعة وعاد الى داره واصيب في نفس الليلة ذاتها بجلطة في الراس او الدماغ ادت الى وفاته ! ثم كان عبد الاله وماروي وعرف عنه كيف طرد جده الحسين وغادر امارته الحجازية مرغما وبدت مسألة سيطرة ( عبد العزيز بن سعود )اراضي الجزبرة العربية واهمها ( فتح ) مكة وطرد الشريف منها ومن امارة الحجاز لتتحول الى مملكة سعودية وكان هذا بفضل تعاون جماعة ( الاخوان ) مع ابن سعود الذين كانو يخوضون معارك انتحارية ( مثل الدواعش العصر الحالي) ضد قوات ( الشريف الحسين ) واخيرا ترك امارته مهوزوما وهاربا من قوات ( ابن سعود ) حيق وصل ن معه العائلة والبعض من اعوانه ونفر من العبيد على متن مركب بخاري اوصلتهم الى ميناء ( العقبة ) الاردنية ومن هناك الى المنفى في جزيرة قبرص حيث ذكرنا حالته واوضاه هناك الى حين وفاته المؤثر وايضا كان عبد الاله يتذكر عمه الملك فيصل الاول عين ملكا على سوريا وكيف اهالي الشام رفضوه ملكا عليهم الى حين اختيار الانكليز مملكة له ليحكمها وكانت تلك المملكة هي ( العراق ) كان عبد الاله يتذكر تلك الازمات والانكسارات التي لاحقتهم على مر السنوات والايام وكان لا يذكر همومه ومعاناته لاي احد من القريبين والشخص الذي كان يثق به ويطمئنه هو الضابط الطيارالعراقي ( لا اتذكر اسمه ) كان الطيار الخاص له وثم تعرف عن طريق طياره الخاص المشار اليه تعرف بالطيار العسكري والسياسي المعروف ( عارف عبد الرزاق ) الذي اطمأن بهم وفي احدى سفراته الاستجمامية اقام بضعة ايام في القصر الملكي في ( سرسنك ) وفي احدى الليالي وعلى مجلس الشرب تذكر تلك المحطات الاليمة ف حياته وحياة اسرته كانه شريط سينمائي لدرجة امتلآت عيناه يذرفها بحضور الضابطين المذكورين..
1238 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع