ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
مباحث في اللغة والادب/ ٨٦
النخيل والتمر في التراث العربي/١
المقدمة
هذا المبحث سيكون على حلقات لأهميته سيما في العراق ودول الخليج ودول المغرب العربي وايران المشهورة بإنتاج التمر وتصديره، ومن المؤسف ان العراق الذي كان يمتلك اكبر عدد من أشجار النخيل قد تدنى مستواه، بسبب الإهمال والدفاف والحروب وتجريف البساتين بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي والميليشيات الولائية. لا زالت صورة رائد في الجيش العراق يقود مجموعة في بساتين ديالى وبيدهم مشاعل يحرقوا بها أشجار النخيل، وفي حرب الخليج الثانية استخدم المحتل الامريكي نوع من القنابل جعلت رأس النخيل ييبس ويموت، ولم تقوم الحكومة العراقية بدراسة الموضوع وتوضيح السبب، او مفاتحة المنظمات الدولية للمساعدة في تشخيص هذه الحالة. بمعنى ان المسؤول عن كارثة النخيل في العراق قوات الاحتلال الامريكي والحروب والحكومة العراقية والميليشيات التابعة لإيران.
قال ابن منظور" تمر: التَّمْرُ: حَمْلُ النَّخْلِ، اسْمُ جِنْسٍ، وَاحِدَتُهُ تَمْرَةٌ وَجَمْعُهَا تَمَرَاتٌ، بِالتَّحْرِيكِ. والتُّمْرانُ والتُّمورُ، بِالضَّمِّ: جَمْعُ التَّمْرِ؛ الأَوَّل عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ تَكْسِيرُ الأَسماء الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الجموع بِمُطَّرِدٍ، أَلا تَرَى أَنهم لَمْ يَقُولُوا أَبرار فِي جَمْعِ بُرٍّ؟ الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ التَّمر تُمُورٌ وتُمْرانٌ، بِالضَّمِّ، فَتُرَادُ بِهِ الأَنواع لأَن الْجِنْسَ لَا يُجْمَعُ فِي الْحَقِيقَةِ. وتَمَّرَ الرُّطَبُ وأَتْمَرَ، كِلَاهُمَا: صَارَ فِي حَدِّ التَّمْرِ. وتَمَّرَتِ النَّخْلَةُ وأَتْمَرَت، كِلَاهُمَا: حَمَلَتِ التَّمْرَ. وتَمَرَ القَوْمَ يَتْمُرُهُمْ تَمْراً وتَمَّرَهُمْ وأَتْمَرَهُمْ: أَطعمهم التَّمْرَ. وتَمَّرَني فُلَانٌ: أَطعمني تَمْراً. وأَتْمَرُوا، وَهُمْ تامِرُونَ: كَثُرَ تَمْرُهم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن تامِراً عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذا أَردت أَطعمتهم أَو وَهَبْتَ لَهُمْ قُلْتَهُ بِغَيْرِ أَلف، وإِذا أَردت أَن ذَلِكَ قَدْ كَثُرَ عِنْدَهُمْ قُلْتَ أَفْعَلُوا. وَرَجُلٌ تامِرٌ: ذُو تَمْرٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ تَامِرٌ وَلَابِنٌ أَي ذُو تَمْرٍ وَذُو لَبَنٍ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ قولِكَ تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ أَي أَطعمتهم التَّمْرَ. والتَّمَّار: الَّذِي يَبِيعُ التَّمْرَ. والتَّمْرِيُّ: الَّذِي يُحِبُّهُ. والمُتْمِرُ: الْكَثِيرُ التَّمْرِ. وأَتْمَرَ الرجلُ إِذا كَثُرَ عِنْدَهُ التَّمْرُ. والمَتْمُورُ: المُزَوَّدُ تَمْراً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
لَسْنَا مِنَ القَوْمِ الَّذِينَ، إِذا جاءَ الشتاءُ، فَجارُهم تَمْرُ
يَعْنِي أَنهم يأْكلون مَالَ جَارِهِمْ ويَسْتَحلُونه كَمَا تَسْتَحْلي الناسُ التَّمْرَ فِي الشِّتَاءِ؛ وَيُرْوَى:
لَسْنَا كَأَقْوَامٍ، إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنِينَ، فجارُهُمْ تَمْرُ
(لسان العرب4/93)
قال ابن سيده" قال صَاحب الْعين النَّخْلَة - شَجَرَة التَّمْر وَالْجمع نخلات ونخل ونخيلٌ، الَ أَبُو الْمُجيب والحرث بن دُكَيْن أول أسمائها النقيرة، والنقيرة - سرة العجمة قَالَ أَبُو زيد النقير لنقرة الَّتِي فِي ظهر النواة وَمِنْهَا تنْبت النَّخْلَة من حَبَّة صَغِيرَة مُدَوَّرَة تكون فِي ذَلِك الْموضع فَإِذا نزعت مِنْهَا ونجمت فَهِيَ نجمة وناجمةٌ ثمَّ هِيَ شَوْكَة ثمَّ تصير الشَّوْكَة خوصَة وَهِي الخناصة وَالْجمع الخناص ثمَّ تغيب أَيَّامًا ثمَّ تطلع من الخوصة خوصةٌ أُخْرَى وَأُخْرَى فَإِذا صَارَت ثَلَاث خوصات سمي الْفرش ثمَّ يتتابع الخوص حَتَّى يكثر ثمَّ يعرض فيدعى السفيف وَذَلِكَ قبل أَن يعسب فَإِذا كثر خوصه قيل عسب وَهُوَ عسيب ثمَّ هِيَ نسيغة الْغَيْن مُعْجمَة ثمَّ هِيَ شُعَيْب الْعين غير مجمعة لِأَنَّهَا قد شعبت أفناناً وَقَالَ أَبُو الْمُجيب إِذا غرست الفسيلة قيل وَجههَا - وَهُوَ أَن تميلها قبل الشمَال فتقيمها حَتَّى تثبت فَإِذا مشت الْحَيَاة فِي الغريسة واخضرت وَخرج قَلبهَا ومجت شحمتها وَضربت بعروقها وَخرج ليفها فَهِيَ مؤتزرة وَهِي لفيفة ثمَّ هِيَ عالقة فَإِذا خرج سعفاتٌ بعد غرسها قيل انتشرت وَيُقَال اجثال الفسيل - إِذا انْتَشَر وانتفخ وَهُوَ مثل اسواد واحمار من شعر جثل وَقد تقدم فِي الشّجر فَأَما أَبُو حنيفَة فَقَالَ إِذا زرع النّخل من النَّوَى فنبت فَهُوَ نوى حَتَّى تنْسب إِحْدَاهُنَّ وَهِي أطول مَا كَانَت فَيُقَال لَهَا نواةٌ قَالَ وكل نَخْلَة مِمَّا لَا يعرف اسْمه فَهُوَ جمع والنواة حِين تطله غريسةٌ لِأَنَّهَا صلحت للتحويل لِأَن الغريس مَا غرس الْوَاحِدَة غريسة وَيُقَال لما يغْرس أَيْضا غرس وغراس وغراسة وَيجمع غروساً وأغراساً وغراساً والمغرس - مَوضِع الْغَرْس والغروس - هُوَ الركز صَاحب الْعين الْغِرَاس - زمن الْغَرْس ابْن دُرَيْد الغريسة - الفسيلة سَاعَة تُوضَع فِي الأَرْض حَتَّى تعلق ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا غرس عِنْدِي نعْمَة - أَي أنبتها أَبُو حنيفَة فَإِذا علق على الْغِرَاس فَهُوَ العالق قَالَ والنخلة النابتة من النواة يُقَال لَهَا شربةٌ فَإِذا حولت فَهِيَ فصلة وَقد افتصلتها وَإِذا كَانَ الْغَرْس من فراخ النّخل وأرآدها - وَهِي أَوْلَادهَا الْوَاحِد رئد وَلم يكن من النَّوَى - فَهُوَ الجثيث لِأَنَّهَا اجتثت من أمهَا ابْن دُرَيْد المجثة والمجثاث - مَا يجث بِهِ الجثيث - يَعْنِي يقطع أَبُو عبيد هُوَ الجثيث والودي واحدته ودية والفسيل واحدته فسيلة أَبُو الْمُجيب افتسلت الفسيلة - قطعتها من أمهَا وغرستها أَبُو عبيد الهراء - الفسيل وَأنْشد أَبُو حنيفَة: أبعد عطيتي ألفا جَمِيعًا من المرجو ثاقبة الهراء وَقَالَ يَعْنِي مَا ثقب من الفسيل فِي أُصُوله وَإِنَّمَا تثقب إِذا قويت جدا فخيف عَلَيْهَا أَن تستفحل فيثقب أَصْلهَا ثقباً نَافِذا لِئَلَّا يغلو فِي الْقُوَّة ويثقب بالعتل وَقَوله ثاقبة يُرِيد ذَات ثقب كَمَا قَالَ الآخر جَوف اليراع الثواقب - أَي ذَوَات الثقب قَالَ وَمثله شجر ثامرٌ - أَي ذُو ثَمَر قَالَ المتعقب هَذَا كَلَام أبي حنيفَة وَرِوَايَته وَتَفْسِيره وَمَا أحسه لَو كَانَ أصَاب فِي الرِّوَايَة وَلكنه قد غلط فِيهَا والشاعر مَرْفُوع وَالرِّوَايَة: أبعد عطيتي ألفا جَمِيعًا من المرجو ثاقبه الهراء أذمك مَا ترقرق مَاء عَيْني عَليّ إِذا من الله العفاء وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي قَوْله ثاقبه الهراء - يَعْنِي قد طلع فسيله أَبُو عبيد فَإِذا كَانَت الفسيلة فِي الْجذع وَلم تكن مستأرضة - أَي متمكنة فَهِيَ خسيس النّخل وَيُسمى الرَّاكِب أَبُو حنيفَة هِيَ الراكوب وَالرُّكُوب واللاحقة وَلَا خير فِيهَا والركابة - الفسيلة تخرج فِي أَعلَى النَّخْلَة عِنْد قمتها وَرُبمَا خرجت فِي أَصْلهَا وَإِذا قلعت كَانَ أفضل لأمها وَإِذا كثرت فراخ النّخل قيل شكرت شكرا ابْن السّكيت الشكير - فراخ النّخل ثَعْلَب حَقِيقَة الشكير - مَا ينْبت حَدِيثا حول قديم أَبُو حنيفَة وَإِذا كَانَ ذَلِك عَن شربهَا للْمَاء قيل أَشرت أشرا وَإِذا أشْفق على الفسيل فَستر ليقوى قيل كم وَيُقَال للَّتِي اجتثت من أمهَا القلعة وللتي اجتثتث من الْجذع الركزة وَأَصلهَا فِي الْجذع يُسمى الصنبور والصنبور أَيْضا - النَّخْلَة الْخَارِجَة من أصل نَخْلَة أُخْرَى لم تغرس أَبُو عبيد فَإِذا قلعت الودية من أمهَا بكربها قيل ودية منعلة فَإِذا حفر لَهَا بِئْرا وغرسها ثمَّ كبس حولهَا بترنوق لمسيل والدمن يَعْنِي بالترنوق السماد والطين فقد فقر لَهَا وَاسم الْبِئْر الْفَقِير وَجَمعهَا فقر ابْن الْأَعرَابِي بَقَرُوا لنخلهم مثل فقروا ابْن دُرَيْد المشاش - الطينة الَّتِي غرس فِيهَا النّخل أبو حنيفة يُقَال للحفرة الَّتِي تُوضَع فِيهَا النَّخْلَة الْقَنَاة وَقد قنيت كَذَا وَكَذَا فَإِذا غرس الودية قيل وَجههَا - وَهُوَ أَن يميلها قل الشمَال أَبُو عبيد البتول - الفسيلة الَّتِي قد انْفَرَدت واستغنت عَن أمهَا وَالأُم مبتلٌ وَأنْشد: ذَلِك مَا دينك إِذْ جنبت أحمالها كالبكر المبتل أَبُو حنيفَة هِيَ البتلة والبتول وَالْأولَى أَكثر والبتل - الْمُنْفَرد لَيْسَ بصنو وَلَا لَهُ رئد وَأنْشد: من كل سمحاء لَهَا جذع بتل غَيره الجعلة - الفسيلة أَبُو حنيفَة الأشاءة - فَوق الفسيلة أَبُو عبيد الأشاء - صغَار النّخل واحدته أشاءةٌ أَبُو عبيد فَإِذا صَار للفسيلة جذع قيل قعدت وَفِي أَرض فلانٍ من الْقَاعِد كَذَا وَكَذَا أَبُو حنيفَة فَإِذا تمكنت فِي الأَرْض وغلظت أعجازها فَهِيَ غلباء والغلب من النّخل فِي أعجازه وَمن الْحَيَوَان فِي رقابه" . (المخصص3/209 ـ 211).
نعوت النخيل
قال ابن سيده" صَاحب الْعين الْجذع - سَاق النَّخْلَة وَالْجمع أجذاع وجذوع قَالَ الْحَرْث بن دُكَيْن وَأَبُو الْمُجيب الْأَعرَابِي مقاعد النّخل وقصرها - أُصُولهَا وَقد عممنا بِالْقصرِ أصُول الشّجر وَأرى المقاعد من قَوْلهم قعدت النَّخْلَة - إِذا صَار لَهَا جذع أَبُو عُبَيْدَة أعجاز النّخل - أُصُولهَا ابْن دُرَيْد الصُّور - أصل نَخْلَة وَأنْشد: كَأَن جذعاً خَارِجا من صوره مَا بَين أُذُنَيْهِ إِلَى سنوره" . (المخصص3/211).
أول الكتب عن النخيل
ذكر ابن معصوم المدني" وتبعه في ذلك أبو عمرو الشيباني ( توفي295هـ) بكتاب النخلة ، وأعقبهم الأصمعي ( توفي 213هـ ) بكتابه النخلة ، ثمّ ألّف ابن الأعرابي ( توفي 231 ) كتاب صفة النخل ( وله صفة الزرع والنبت والبقل كذلك ) ، وبعده ألّف أبو حاتم السجستاني ( توفي 255هـ ) كتاب النخلة ، والزبير بن بكار ( توفي 256 ) كتاب النخل. وقد توقفت الكتابة عن النخل والنخلة في القرن الرابع حتّى جاء ابن سيدة ( توفي 458) وجعل للنخل كتابا في السفر الحادي عشر من كتابه المخصّص ، ثمّ تلاه أبو عيسى بن إبراهيم الربعي ( توفي 480هـ ) إذ عقد بابا للنخيل في كتابه نظام الغريب، هذا عن النخل والنخيل. وقد كتب أبو زيد الأنصاري ( توفي 215 ) كتابا في التمر ، ومحمّد بن حبيب ( توفي 245هـ ) ، والحسين بن خالويه ( توفي 370هـ ) كتابا في الشجر ، وقد ألّف أبو حاتم السجستاني ( توفي 255هـ ) في الكرم خاصة". (الطراز الأول1/16).
قرأت عدة كتب عن النخيل وأهمها كتاب ((النخيل والتمور في العراق)الأستاذ المرحوم د. عبد الوهاب الدباغ، والكتاب رسالة ماجستير ويمكن تحميله مجانا عبر مكتبة نور الالكترونية، وكتاب ( النخل في تأريخ العراق) للمحامي عباس العزاوي، و كتاب (التمور قديماً وحديثاً) لجعفر الخليلي. و( النخل في التوراة والتلمود) لعزرا حداد، كتاب (النخل) لابن وحشية النبطي، و(كتاب النخيل) لسليمان نضيف، و (النخيل في الجاهلية وصدر الإسلام) لجبريل أبو فرج الله يوسف، والعشرات غيرها.
ومن الكتب الأجنبية (التمر في العالم القديم والجديد)، تأليف بول ب. بوبنوي، وفيه فصل في قيمة غذاء التمر للفاضل تشارلس ل. بنت دكتور في الطب. وان الوقوف على هذا الشجر لا سيما وإنه سبب ثروة العراق. ولا يحسن بنا أن نقعد عن التغلغل في تحسين شؤونه وإلا فإن الأميركيين يسبقوننا عن قريب فنتأخر عنهم بمراحل. فلقد نقلوا من تال بغداد والبصرة ومصر وتونس والجزائر وغيرها من ديار النخل فزكا وراع كل الريع لأنهم يتخذون كل الوسائل لتحسينه ولطرد كل آفة عنه - بخلاف ما يجري في بلادنا فإن طريقة غرسه اليوم لم تتغير عما كانت عليه قبل نحو 4 آلاف سنة في عهد البابليين والكلدانيين". (مجلة لغة العرب3/440).
النخيل في الشرع الاسلامي
ذكر الهمداني" قال جلّ وعزّ: وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ. فقدّم ذكر الكرم وجعل النخل نداء للزرع، ولله أن يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وقال جلّ وعزّ: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً. فجعل الكرم أصلا للجنّتين والنخل من الزوائد، وقال:
وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ
وقال: أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ
فالجنّات حدائق الكرم وقال: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا
فجعل النخل في ترتيب من الخلق والكرم في مكانه من التقدّم وقال: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ
قال بعض المحدثين:
النّخل عبد وهذا الكرم سيّده ... ومن يقايس بين التّمر والعنب ( كتاب البلدان للهمداني/172).
قَالَ رَسُول الله (ص) " من أكل سبع تمرات عَجْوَة حِين يصبح لم يضرّه سحر وَلَا سمّ حَتَّى يُمْسِي". أوقال" مَا يُؤْكَل من التَّمْر مَا كَانَ وثراً وَمن اصطبح بِسبع تمرات عَجْوَة مِمَّا بَين لابتيها لم يضرّه يَوْمه ذَلِك سمّ وَلَا سحر". قَالَ " الْعَجْوَة من الْجنَّة وَهِي شِفَاء من السمّ". وَكَانَت عَائِشَة تنْعَت لصَاحب الدوار (يَعْنِي الدوران) أَن يَأْكُل سبع تمرات عَجْوَة كل غدْوَة على الرِّيق سَبْعَة أَيَّام". وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب: من أكل عِنْد نَومه سبع تمرات من عَجْوَة قتلن الدُّود فِي بَطْنه.وَعَن الْحسن أَن رَسُول الله (ص) قال " خير تمراتكم البرني يخرج الدَّاء وَلَا دَاء فِيهِ". قَالَ عبد الْملك: يَعْنِي أَنه خير التمرات بعد الْعَجْوَة". (العلاج بالأعشاب/44).
ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أكْرموا النَّخْلَةَ فإنها عمتُكُمْ"حديث موضوع. أخرجه العقيلى (4/256) في الضعفاء الكبير، وابن عدى (6/431) في الكامل، وأبو يعلى، كمت في المجمع (5/39، 89) ، وابن أبي حاتم، وأبن السنى، وأبو نعيم كلاهما في "الطب النبوي" كما في الدر المنثور (4/269) ، وأنظر الكلام عليه في السلسة الضعيفة/263).
ـ روى عدي بن حاتم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم "اتَّقُوا النارَ ولو بِشقِّ تَمْرَةٍ". (أخرجه الدارقطني عن جابر3/28).
ـ قال ابن الجوزي" عن عبد الجبار بن صيفي، عن جدّه، قال: إنّ صهيباً قدم على النبيّ (ص) ، وبين يديه تمرٌ وخبزٌ، فقال: " ادن فكل ". قال: فأخذ يأكل من التمر، فقال النبي: إنّ بعينك رمداً " فقال: يا رسول الله! أنا آكل من الناحية الأخرى؛ فتبسم النبي(ص) ". ( أخبار الظراف/51)
ـ قال الجزائري" قال النبي لصهيب بن سنان: اتأكل التمر وبك رمد؟ فقال يا رسول الله: أنا امضغ على الناحية الأخرى". (زهر الربيع/04)
ذكر الجزائري" كان النبي (ص) يأكل رطبا مع ابن عمه علي، وكان يضع النوى قدام علي، فلما فرغا من الأكل، كان النوى كله مجتمعا عنده (اي علي)، فقال له النبي: يا علي إنك لأكول! فقال: يا رسول الله ان الأكول من يأكل الرطب والنواة". (زهر الربيع/04)
ـ قال اليغموري " في فضل البصرة، روى أبو ذر قال: أُهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طبقٌ من تمرٍ أو رطب، فجعل يأكل منه البَرْنيَّ والقريثاء، ثم قال: اللهمَّ إنك تعلم أني أُحبها فأنبتها في أحب البلاد إليك واجعل عندها آية بينة! - قال الحسن: فوالله ما أعلمها في بلدٍ أكثر منهما بالبصرة، وقد جعل الله عندها آية بينة المَدَّ والجزر". (نور القبس/63)
ـ قال القيرواني" قال عمر لابنه حين سألهم النبي عليه الصلاة والسلام عن شجرة ضربها مثلاً للمؤمنين، قال: فقلت في نفسي هي النخلة، ولم أتكلم بذلك، فقال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا". (الجامع في السنن/177)
سئل مالك عن الرجل يدخل الحوائط فيجد التمر ساقطًا؟ قال: لا يأكل منه إلا أن يعلم أن صاحبه طيب النفس إلا أن يكون محتاجًا". (الجامع في السنن/187)
ـ قال الزمخشري" عن أنس: استعينوا على قيام الليل بقائلة النهار، واستعينوا على صيام النهار بسحور الليل، واستعينوا على حر الصيف بالحجامة، واستعينوا على برد الشتاء بأكل التمر والزبيب".( ربيع الأبرار1/142).
ـ قال الزمخشري" عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: أكرموا عمتكم النخلة. وعن علي رضي الله عنه: إن أول شجرة استقرت على الأرض النخلة، فهي عمتكم أخت أبيكم".( ربيع الأبرار1/208).
ـ قال الماوردي" كَانَ صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ مَزَّاحًا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَتَأْكُلُ تَمْرًا وَبِك رَمَدٌ؟ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّمَا أَمْضُغُ عَلَى النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى» . وَإِنَّمَا اسْتَجَازَ صُهَيْبٌ أَنْ يُعَرِّضَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْمَزْحِ فِي جَوَابِهِ؛ لِأَنَّ اسْتِخْبَارَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ كَانَ يَتَضَمَّنُ الْمَزْحَ، فَأَجَابَهُ عَنْ اسْتِخْبَارِهِ بِمَا يُوَافِقُهُ مُسَاعِدَةً لِغَرَضِهِ، وَتَقَرُّبًا مِنْ قَلْبِهِ". (أدب الدنيا والدين/312)
ـ قال ابو القاسم القالي" ذَكَرُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيُّهُمَا أَطْيَبُ، الْعِنَبُ أَمْ الرُّطَبُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: أَرْسِلُوا إِلَى أَبِي حَثْمَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَثْمَةَ، أَيُّهُمَا أَطْيَبُ، الرُّطَبُ أَمْ الْعِنَبُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ كَالصَّقْرِ فِي رُءُوسِ الرَّقْلِ، الرَّاسِخَاتِ فِي الْوَحْلِ، الْمُطْعِمَاتِ فِي الْمَحْلِ، تُحْفَةِ الصَّائِمِ وَتَعِلَّةِ الصَّبِيِّ، وَنُزْلِ مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ، وَيَنْضَجُ وَلا يُعَنَّى طَابِخُهُ، وَيُحْتَرَشُ بِهِ الضَّبُّ مِنَ الصَّلْعَاءِ، لَيْسَ كَالزَّبِيبِ الَّذِي إِنْ أَكَلْتَهُ ضَرِسْتَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ غَرِثْتَ". (الأمالي 2/58).
ـ قال عمر رضي الله عنه: إذا وجدتم تمرة ملقاة في الطريق فليلتقطها من هو أحوج إليها. ووجد النبي صلّى الله عليه وسلم تمرة ساقطة، فقال: لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها". (محاضرات الأدباء1/582).
ـ قال المقدسي" سيّدة الأشجار التمر والنخل، أخبرنا ابو عبد الله محمّد بن احمد بقصبة ارّجان قال حدّثنا القاضي الحسن بن عبد الرحمان بن خلاد قال حدّثنا موسى بن الحسين قال حدّثنا شيبان بن فرّوخ قال حدّثنا مسرور بن سفيان التميميّ عن الأوزاعيّ عن عروة بن رويم عن عليّ بن ابى طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الّذي خلق منه آدم وليس من الشجر شجرة تلقح غيرها وأطعموا نساءكم إذا ولدن الرطب فان لم يكن رطب فالتمر الحديث". (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/106)
ـ روي أن نعيمان رضي الله عنه أصابه رمد في عينه، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده يأكل تمراً، فقال له: أتأكل التمر وأنت أرمد؟ فقال له نعيمان: إنما أنا آكل من الجهة الأخرى، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم". (حدائق الأزهار/27)
ـ قدم صهيب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقباء ومعه أبو بكر وعمر، بين أيديهم رطب قد جاءهم به كلثوم بن الهدم أمّهات جراذين وصهيب قد رمد في الطّريق، وأصابته مجاعة شديدة، فوقع في الرّطب، قال صهيب: فجعلت آكل، فقال عمر: يا رسول الله، ألا ترى إلى صهيب يأكل الرّطب وهو رمد؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أتأكل الرّطب وأنت رمد؟» فقال صهيب: أنا آكل بشقّ عيني الصحيحة، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم".(الإمتاع والمؤانسة3/296).
ضحى عبد الرحمن
تموز 2024
908 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع