المحامي المستشار
محي الدين محمد يونس
عقيد الشرطة عزيز حسن الحديثي
كان رجلاً يتصف بقوة الشخصية و الجُرأة في اتخاذ القرار، في عام (1982) كان مديراً لشرطة محافظة البصرة وبسبب تردي علاقته مع محافظها (غازي العبيدي) وصعوبة إنجاز وتسيير أعمال المحافظة في ظل هذا التوتر في العلاقات بين الرجلين أصدرت وزارة الداخلية أمراً بنقله الى منصب مدير شرطة محافظة أربيل، كان ضابطا مسلكيا في الشرطة حيث بدأ حياته الوظيفية فيها بدرجة مفوض وبعد دخوله دورة الضباط العالية منح رتبة ملازم في الشرطة،وتدرج في الرتب والمناصب اشتغل في العديد من المدن العراقية في الشمال والجنوب وتقول سيرته بانه نقل عام (1962) الى مديرية شرطة محافظة السليمانية كإجراء إداري اتخذته السلطة حينذاك لإبعاده عن العاصمة بغداد بسبب نشاطه الحزبي ضمن تنظيمات حزب البعث، بالرغم من كون الفترة التي اشتغل فيها كمدير لشرطة محافظة أربيل قصيرة إلا أنه ترك آثاراً إيجابية وطيبة لدىٰ الأغلبية من منتسبي الشرطة من الضباط والأفراد، حصلت في فترة إدارته لشرطة محافظة أربيل أحداث ووقائع عديدة تناولت الحديث عن بعضها ومنها حركة المظاهرات والعصـيان المدني التـي انـدلعت فــــــي جامعـــة صـلاح الـدين فـي شـهر( آذار 1983) من قِبل طلبتها ضد السلطة وممارساتها غير المقبولة في شأن الحقوق القومية للشعب الكردي،
غازي حمود العبيدي
كانت الأوامر الصادرة من السلطة في بغداد تسمح وتطلب استعمال القوة والقسوة مع الطلبة المتظاهرين ووصلت الأمور الى استعمال السلاح الناري الحي دون الاكتراث للنتائج التي تحصل من جراء اتخاذ مثل هذه الخطوات من قبل القوات المشتركة المشكلة من الأمن والشرطة والجيش الشعبي في مواجهة المتظاهرين وتجنباً من حصول خسائر في الأرواح بين المتظاهرين أصدر مدير الشرطة (عزيز الحديثي) أمراً بنزع سلاح الشرطة وتجهيزهم بالعصي لغرض مطاردة وتعقيب الطلبة المتظاهرين، في احد الأيام وكنا في حالة الإنذار القصوىٰ بسبب هذه الأحداث وكان الوقت ظهرا طلب مني مدير الشرطة الانصراف الى داري لغرض تناول طعام الغداء وعودتي سريعاً لكي ينصرف هو أيضا الى داره للاستراحة وفور خروجي بسيارة الشرطة ومعي سائقي وحمايتي لمسافة قصيرة شاهدت تجمهراً للناس في الشارع الرئيسي المحاذي لقلعة أربيل وحينها طلبت من السائق التوقف وعندما ترجلت شاهدت الملازم الأول (غسان) وهو من ضباط مديرية أمن محافظة أربيل
العميد الركن بارق الحاج حنطة ويقف الى يساره العقيد عزيز حسن الحديثي
ممسكاً بأطراف قميص أحد منتسبي شرطتنا ويسحبه بكل قوته ويعاونه مراتب الأمن المرافقين له لغرض وضعه داخل سيارتهم (البيك - أب) وما أن شاهدني هذا الشرطي وكانت ملابسه ممزقة من أثر سحبه من قبل الجماعة بادرني باللغة الكردية وهو يتوسل سيدي خلصني لاتخليهم ياخذوني... سيدي آني بعرضك، وقبل أن أسترسل في حكايتي هذه لابد أن أحدثكم عن جامعة السليمانية والتي تأسست عام (1968) وفي عام (1982) تم نقلها الى محافظة أربيل وجرىٰ استبدال تسميتها الى جامعة (صلاح الدين) وكان ذلك بسبب نشاطات طلبتها ضد السلطة في العراق وعدم تمكنها من السيطرة عليهم وكان هذا القرار خاطئا بكل المعايير إذ لم تكن المشكلة في بناية جامعة السليمانية ومحل وجودها وإنما المشكلة كانت تكمن في طلبتها أينما وجدوا وهذا ما حصل فعلاً عندما اندلعت المظاهرات والعصيان المدني في جامعة صلاح الدين عام (1983) وهنا أعود لإكمال الحكاية حيث بادرت الملازم الأول (غسان) مستفسراً منه عن سبب هذا التصرف مع احد منتسبي دائرتنا بهذا الشكل القاسي والمهين
أجابني لقد كنا نعقب أحدىٰ الطالبات المشاركات في التظاهر ضد الحكومة والحزب واستطعنا الإمساك بها وعند محاولتنا وضعها داخل سيارتنا تدخل شرطيكم هذا المجرم والمخرب ومنعنا من القيام بواجبنا والانشغال معه مكَّن الطالبة من الإفلات والهرب والتواري عن الإنظار، الشرطي لم يكن يجيد اللغة العربية ولكنه فهم ما قاله ضابط الأمن حيث بادرني وهو يستنجد معقبا...سيدي هل تقبل مروتك وأخلاقك وغيرتك يسحلون بالبنت على الشارع وهم يحاولون وضعها داخل سيارة الأمن وملابسها ممزقة وأجزاء من جسدها مكشوف، طلبت من الملازم الأول غسان ... أخي هذا شرطي منسوب لمديريتنا اتركه وسوف اصطحبه معي الى الدائرة وبإمكانكم مخاطبتنا بكتاب رسمي حول تصرفاته معكم ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية معه، بادرني ضابط الأمن... أي كتاب آني ما أجوز منه ولازم آخذه للدائرة، في هذا الأثناء ازداد واصبح عدد مراتب الشرطة والناس المتجمهرين كثيراً وكانوا يشجعوني على عدم الخضوع لتصرفات ضابط الأمن ومرافقيه الأربعة وحثي على تخليص الشرطي منهم، صاح احد مفوضي الشرطة وكان واقفاً خلفي سيدي – لا تخاف إحنا معاك، بس إنطينا أمر وما عليك، كلام المفوض شجعني اكثر على تشديد موقفي من ضابط الأمن وتأكيدي له استحالة فسح المجال له لأخذ الشرطي وعندما أيقن بدوره لهذه النتيجة تركه واستقل سيارة الأمن وقبل تحركه وانصرافه خاطبني قائلاً ( رائد محي الدين – تره هاي تصرفاتك راح تندم عليها ) أجبته – (روح شتسوي سوي)، الجماهير الواقفة والمترقبة للمشهد تصفق لي وتبدي أعجابها بشجاعتي وموقفي الرجولي وأنا مع قرارة نفسي أفكر بالعواقب الوخيمة لتصرفي هذا في ذلك الظرف وفي هكذا موضوع حساس يهم السلطة وأردد مع نفسي مخاطباً جمهرة الواقفين والله راح تورطوني وجاك الموت يا تارك الصلاة. عدت الى الدائرة ومعي الشرطي وهو بحالة يرثىٰ لها، ممزق الثياب وبحالة نفسية مضطربة وأدخلته فور وصولي الى مكتب مدير الشرطة (العقيد عزيز حسن الحديثي) فبادرني على الفور... ها محي الدين هذا شبيه الشرطي منو سوىٰ بي ها لشكل – أجبته بتفاصيل الواقعة واعتداء جماعة الأمن عليه وتخليصه منهم بصعوبة وتهديدي بعواقب ذلك، مدير الشرطة – رفع سماعة الهاتف الرسمي السري الرابط بين رؤساء الدوائر وكان المتحدث معه في الطرف الثاني مدير أمن محافظة أربيل (أبو فرح) العقيد (خيري جلميران)
وبعد السلام المقتضب بادره مدير الشرطة غاضباً (أبو فرح من عداك أي واحد من جماعتك ينزل للسوگ شوف شراح اسوي بي) وبعد أن أخبره بتفاصيل الحادث، اغلق الهاتف وطلب مني أن أذهب لمواجهة (مدير الأمن) مستصحباً معي الشرطي، ذهبت الى مديرية الأمن ودخلت على مديره (أبو فرح) الذي استقبلنا ورحب بنا وقام بواجب الضيافة والاعتذار من الشرطي وأخرج من جيبه عشرة دنانير ناولها له وطلب منه شراء ملابس جديدة، كنت أقوم بترجمة كلام الاثنين لكون الشرطي كما ذكرت لا يجيد اللغة العربية وبعدها وبعد تطييب خاطره خرجنا من دائرة الأمن وأخبرت مدير الشرطة بنتائج الزيارة، بعد عدة اشهر على هذا الحادث راجعني نفس هذا الشرطي وهو يشكو من مراقبة جماعة الأمن له ويخشىٰ منهم على حياته فأخبرته بأن الوضع قد تغير بعد نقل مدير الشرطة (عزيز الحديثي) وبأنني والمدير الجديد ليس باستطاعتنا حمايته من أي أجراء تتخذه دائرة الأمن بحقه وعلى أثر ذلك قرر ترك وظيفة الشرطة والالتحاق بصفوف البيشمرگە واستشهاده بعد فترة نتيجة غارة لطائرة عراقية في الموقع الذي كان فيه، إن العمل بأمرة مدير شجاع وكفوء تجعل العاملين معه يشعرون بالأمان والثقة بالنفس وعدم الخضوع للمؤثرات الخارجية أثناء العمل والالتزام بالسياقات الأصولية والقانونية وبحيادية من اجل تحقيق العدالة للجميع، لقد كانت الفترة التي عملت فيها بأمرة العقيد (عزيز حسن الحديثي) بمنصبي مديراً لشرطة بلدة أربيل (مدير جميع مراكز الشرطة في مركز المحافظة) ومعاون مدير الدائرة القانونية من احلىٰ وأجمل الفترات في حياتي الوظيفية بالرغم من كونها فترة قصيرة وبحدود السنتين حيث كنا نشعر بنظرة المواطن لجهاز الشرطة والقيمة الاعتبارية لهم من خلال وجود هذا الرجل على قمة الهرم الوظيفي لشرطة المحافظة والوحدة بآمرها كمال يقول المثل العسكري، الحديث عنه وعن مآثره يقودني للحديث عن هذه الحكاية... عندما حضر ثلاثة شبان بسيارتهم الخاصة وأوقفوها أمام الباب الرئيسي لمديرية الشرطة مما حدا برئيس العرفاء (لطيف) مسؤول حراسة ذلك الباب بالطلب منهم سحب السيارة من ذلك المكان ودون استجابة منهم وعندما الح عليهم قائلاً (إخوان وخروا سيارتكم تره المدير بعدين يحاسبني) أجابه احدهم (روح ولي أنت ومديرك) عاد رئيس العرفاء (لطيف) مسرعاً وتوجه الى غرفة مدير الشرطة مباشرة منفعلاً وهو يشرح لمدير الشرطة ما حصل له مع الشبان الثلاثة وما بدر منهم من كلام وإساءة شخصية لشخص المدير،
على أثر ذلك خاطب (لطيف) قائلاً... شوف تأخذ عشرة مراتب شرطة معاك وتجتفوهم وتأخذون سلاحهم اذا كانوا يحملون سلاح واتجيبوهم يمي، فعلاً بعد دقائق جاءوا بالشبان الثلاثة بالدفعات وهم يصرخون ويهددون، أحنا ضباط مخابرات (شوفوا شراح إنسوي بيكم)، لدىٰ إحضارهم أمام مدير الشرطة انهال عليهم بالتوبيخ والتقريع والضرب بالعصا على سوء تصرفاتهم وسلوكهم المشين بينما كان الثلاثة يصرخون ويرددون (إحنا ضباط مخابرات ومكلفين من بغداد بمهمة خاصة في أربيل)، طلب مني مدير الشرطة أخذ هوياتهم ألا أن أحدهم أجاب (إحنا ما ننطي هوياتنا، رد عليه زميله يمعود انطو الهويات هذا ما يتفاهم "يقصد مدير الشرطة" ) وفعلاً سلموني هوياتهم وأمرني مدير الشرطة إيداعهم التوقيف وتم ذلك وبعد نصف ساعة على هذا الإجراء طلبني مدير الشرطة وعند دخولي مكتبه شاهدت جالساً عنده (نجيب الحديثي) مدير مخابرات أربيل وطلب مني إحضار الضباط الثلاثة وعند إحضارهم توجه أحدهم وجلس فنهره مدير الشرطة قائلاً ( منو اللي گلك تگعد گوم) فتوجه بالكلام أحدهم لمدير الشرطة (شوف شراح نسوي بيك) أجابه (ولي لك ليش آني كردي حتىٰ تتهموني بالتعاطف أو التعاون مع المخربين) (الأحزاب الكردية المناوئة للسلطة) ونهض مهدداً إياهم بسوء العاقبة إن لم يكفوا عن تصرفاتهم هذه والتي انتهت عندما نهض (نجيب الحديثي) واستلم هوياتهم ومسدساتهم واستصحبهم معه، لم أكن مرتاحاً من الإجراءات التي اتخذت بحق الضباط الثلاثة من قِبل مدير الشرطة وعواقب ذلك عليه، لاحظت بعد انصراف المذكورين قيام مدير الشرطة (عزيز حسن الحديثي) بالاتصال هاتفياً مع (برهان الدين عبدالرحمن التكريتي) وزير الدولة لشؤن الحكم الذاتي وأخبره بتفاصيل ما بدر من ضباط المخابرات الثلاثة من تصرفات لا تليق بهم وبالجهاز الذي ينتمون إليه وكما يقال ومع بعض الملح والبهارات، لم تمضي سوىٰ خمسة عشرة يوماً على هذا الحدث عندما طلبني مدير الشرطة وحضرت عنده وأخبرني ضاحكاً...(تدري اشصار بالضباط الثلاثة؟...أجبته لا والله...قال لقد طردوا من جهاز المخابرات وبسبب وجود ضوابط في الأجهزة الأمنية أنا على علم بها بعدم جواز تجاوزها وإعطاء الفرصة لتحقيقها باعتبارها مثلباً ضد منتسب هذه الأجهزة ومنها:
• أخذ هوية منتسب الأجهزة الأمنية وكشف محل أنتسابه.
• أخذ سلاح منتسب الأجهزة الأمنية.
• إهانة منتسب الأجهزة الأمنية والاعتداء عليه بالضرب.
نعود بالمناسبة للحديث عن (برهان الدين عبد الرحمن التكريتي) وزميليه في قيادة حزب البعث كل من (طاهر توفيق العاني) و (جعفر قاسم حمودي) الذين تعرضوا لهجوم ونقد عن تصرفاتهم بسبب ممارستهم الشعائر الدينية في الجوامع والتكايا والذي أطلق عليه في حينه التكتل الديني داخل الحزب، وكان الهجوم والنقد من قبِل كل من (برزان التكريتي) و (فاضل البراك التكريتي) في اجتماع للحزب بحضور (صدام حسين) الذي أيدهما في طرحهما هذا في مكيدة مدبرة سلفاً وكان القصد من ذلك إبعادهما عن موقع القرار لأغير بهذه التهمة والعجيب في هذا الأمر أن يصبح (صدام حسين) حامل لوائها لاحقاً وسميت (بالحملة الإيمانية) بعد تدني شعبيته وشعوره بالمخاطر الخارجية والداخلية التي تحيط به وتهدد موقعه ومستقبله في الانفراد بالسلطة في العراق والذي هو غايته الأساسية في الحفاظ عليه.
جعفر قاسم حمودي
طاهر توفيق العاني
نعود لسيرة العقيد (عزيز حسن الحديثي) وعلاقته بمحافظ أربيل (يحيىٰ محمد رشيد الجاف) والتي اتسمت في أول الأمر بالانسجام والتوافق والعلاقة الجيدة إلا أن هذه العلاقة بين الرجلين على هذا المِنوال لم تستمر بهذا الشكل الإيجابي ومؤشرات أخذت تظهر للعيان نحو أفول هذه العلاقة وبوادر على تدنيها وذات يوم كنت جالساً في مكتبي وإذا بالعقيد (عزيز) يفتح علىَّ الباب ويخبرني بأنه متوجه الى بناية المحافظة لوجود مهمة تخص اللجنة الأمنية للسفر الى قضاء (كويسنجق) لدراسة مشروع القرار المتخذ من قِبل السلطة في بغداد لإلغاء هذا القضاء القديم والعريق وأزالته من الوجود من خلال هدم أبنيته ودوره وتهجير جميع سكانه الى مجمعات قسرية تبنىٰ من قِبل الحكومة العراقية لهذا الغرض في أماكن أخرى بحجج ودوافع أمنية، لم تكد تمضي إلا دقائق قليلة إلا وشعرت بعودة العقيد (عزيز) فأسرعت لاستطلع الأمر وأسباب عودته فوجدته بحالة انفعال شديدة وعصبية وهو يتهجم على شخص المحافظ (يحيىٰ) وعند استفساري منه عن ما حصل أجابني قائلاً ( لقد دخلت على المحافظ وسلمت عليه سلاماً اعتيادياً إلا إنه فاجئني ورد عليَّ قائلاً...عقيد عزيز... أخذ تحية عسكرية)... فأجبته غاضباً ومتوتراً (گوم طرطور انت شنو آخذ لك تحية عسكرية والله لو ما أخاف على درجتي الحزبية لأكسر رأسك بهاي العودة " وهو يشير الى العصا التي في يده" ) وكان ذلك بحضور جميع أعضاء اللجنة الأمنية للمحافظة والتي يرأسها المحافظ نفسه (يحيىٰ ) وهم كل من (أمين سر فرع أربيل لحزب البعث، قائد الفيلق الخامس، مدير أمن محافظة أربيل، ومدير مخابرات محافظة أربيل)،
يحيىٰ محمد رشيد الجاف
على أثر هذه المشادة الكلامية عدل المحافظ عن قرار السفر الى قضاء (كويسنجق) وبدلاً من ذلك استقل سيارته متوجهاً الى العاصمة بغداد لمقابلة وزير الداخلية (سعدون شاكر) ليشكو عنده العقيد (عزيز)، بعد أيام قليلة أرسل الوزير في طلبه ولدىٰ مقابلته
سعدون شاكر محمود
رحب به وأشاد بمواقفه ونضاله الطويل في صفوف حزب البعث إلا إنه اخذ عليه في عدم تمكنه من الانسجام والتفاهم مع المحافظين الذين يعمل معهم كما حصل من مشاكل بينه وبين محافظي البصرة وأربيل وتأثير ذلك على المصلحة العامة وأخبره صراحة (آني راح انقلك الى مكان ما بي محافظ وقررت نقلك الى قيادة قوات حماية النفط في "كركوك" واللي يقودها العميد الركن بارق الحاج حنطة)، عند انفكاك العقيد (عزيز حسن) من مديرية شرطة محافظة أربيل تم توديعه من قِبل حشد كبير من ضباط ومراتب المديرية وكانت لي كلمة أخيره معه (سيدي الله خليك لا تتعارك مع بارق الحاج حنطة) رد عليَّ ضاحكاً مع المتواجدين ( لا لا ما اتعارك مع " بارق " خو مو هو هم محافظ)
بارق الحاج حنطة
ولم تمض فترة شهرين على نقله وصدر أمر آخر بنقله الى احدىٰ الوحدات العسكرية في محافظة (السليمانية) بسبب عدم انسجامه مع العميد (بارق الحاج حنطة) وحصول مشاكل بينهما، اختم الحديث عن هذا الرجل بحادث طريف حصل معه عندما كلف برئاسة مجلس تحقيقي في الوحدة العسكرية التي نقل إليها للتحقيق مع رائد ركن اعتدىٰ بالسب والشتم على مقدم وعندما استفسر العقيد (عزيز) من الرائد... أبويا ليش اعتديت على المقدم؟ أجابه الرائد – سيدي خلي يولي مقدميش هذا من جماعة الشرطة السرسرية، فما كان من العقيد (عزيز) إلا أن يرفع عصاه وينهض ويتعقب الرائد محاولاً ضربه لولا تدخل الحاضرين وهو يردد شبيهم الشرطة...الشرطة أحسن منكم. في ختام مقالي هذا أملي في أن يحظىٰ بالقبول والرضا من القارئ الكريم كما وأرجو العفو والمعذرة عن أي خطأ ورد فيه أو إساءة حيث لا اقصدها وهمي ومقصدي تثبيت وتوثيق الوقائع وأطلب الرحمة والغفران من الله العلي القدير للرجل صاحب المآثر (عزيز حسن الحديثي) والله من وراء القصد.
1955 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع