مباحث في اللغة والادب/ ٨١ جمال المرأة في الشعر

ضحى عبد الرحمن

 مباحث في اللغة والادب/ ٨١ جمال المرأة في الشعر

قال دعبل:

رأيتُ غزالاً وقد أطلعتْ ... فأبدتْ لعينيَّ عن منطقهْ
قصيرةُ الخلقِ دحداحةٌ ... تدحرجُ في المشيِ كالبندقهْ
كأنَّ ذراعاً على كفها ... إذا حسرت ذنبُ الملعقهْ
تخططُ حاجبها بالمدادِ ... وتربطُ في عجزها مرفقهْ
وأنفٌ على وجهها ملصقٌ ... قصيرُ المناخرِ كالفستقهْ
وثديانِ ثديٌ كبلوطةٍ ... وآخر كالقربةِ المدهقهْ
وثغرٌ إذا كشرتْ خلتهُ ... تخاتخَ قائمةٍ مغلقهْ (التشبيهات/29)

في تفضيل السمر
قال الشاعر:
لا أعشق الأبيض المنفوخ من سمن ... لكنني أعشق السمر المهازيلا
إني امرؤ اركب المهر المضمو في ... يوم الرهان فدعني وأركب الفيلا
وقال علي بن الجهم:
وعائب للسمر من جهله ... فيا ظبي مفضل للبيض ذي محك
قولوا له دعنا أما تستحي ... من جعلك الكافور كالمسك". (ديوان الصبابة/31)
قال ابو القاسم القالي" جاء بهذدل الزبيري الى ابنة الخس يسنشيرها في امرأة يتزوجها، فقال له: انظرها رمكاء (سمراء) جسيمة، أو بيضاء وسيمة، في بيت جد، أو بيت حد" .( الأمالي2/256). ونسب الأصفهاني الكلام إلى غيلان بن سلمة في وصية لأبنائه لاختيار النساء من بيوتات العرب (الأغاني13/206).
قال إبن بسام:
قَد قضيب وبدر ديجور وثغر دُر ولحظ يعفور
ناول قلبي وأي مصطبر يبقى لتلك اللواحظ الحور
كأنما نوره وسمرتـــــه مسك مشوب بذوب كافور (الذخيرة1/508).

قيل في تفضيل السواد
قال مسلمة:
لام العواذل في سوداء فاحمة ... كأنها في سواد القلب تمثال
وهام بالخال أقوام وما علموا ... أني أهيم بشخص كله خال
وقال ابن رشيق:
دعا بك الحسن فاستجيبي ... يا مسك في صبغة وطيب
تيهي على البيض واستطيلي ... تيه شباب على مشيب
ولا يرعك اسوداد لون ... كمقلة الشادن الربيب (ديوان الصبابة/31)
قال ابن أبي حجلة " ما قالته الشعراء في تشبيه الأعضاء بالحروف فأنهم أكثروا من ذلك فشبهوا الحاجب بالنون والعين بالصدغ بالواو والفم بالميمي والصاد والثنايا بالسنين والطرة المضفورة بالشين ومن أحسن ما قيل في ذلك قول محاسن الشواء أرسل فرعاً ولوى هاجري صدغاً فأعيا بهما واصفة فخلت ذا من خلقه حية:
تسعى وهذا عقرباً واقفه ... ذي ألف ليست لوصل ودي
واو ولكن ليست العاطفة. وقول الآخر:
ياسين طرتها وصاد عيونها ... إلى أعوّذ بسورة طه
وقول ابن مطروح:
قالت لنا ألف العذار بخده ... في ميم مبسمه شفاء الصادي
وقول ابن نقاده:
ضم الجمال فصاده من عينها ... والنون حاجبها بخال ينقط
والميم فوهاً فالحروف تألفت ... مكتوبة والصبر عنها يكشط
وقول الآخر:
لا تقول لي لا فمكتوب على ... وجهك المشرق نورا نعم
بحروف صورت من قدرة ... ما جرى قط عليها قلم
نونها الحاجب والعين بها ... طرفك الفتان والميم الفم
وقال شهاب الدين أحمد بن الخيمي:
إن صدغ الحبيب والفم والعا ... رض منه واو وصاد ولام
هي وصل بين المحاسن لما ... تم حسناً وبالعذار التمام
غير أني أراه وصل وداع ... فيه يفضي افتراقنا والسلام
قلت أيضاً:
يرنو إليّ بعين نون حاجبها ... كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان
(ديوان الصبابة/18)
قال ابن دريد" عن الأَصمعي، قالَ: شاور رجل من العرب رجلا في التزويج، فقال له: افعل، واياك والجمال الفائق، فانه مرعى انيق.
فقال الرجل: نهيتني عما اطلب فقال: او ما سمعت قول الشاعر:
ولت ترى الدهر مرعى مونقا ابدا ... الا وجدت به اثار مأكول.
(أمالي ابن دريد/139).
طريقة مشيي النساء
قال ابو القاسم القالي" قيل فِي مشي النساء ما أنشدناه صاحبنا أَبُو عَلَى بن الأعرابي:
شبهت مشيتها بمشية ظافر ... يحتال بين أسنّة وسيوف
صلف تناهت نفسه فِي نفسه ... لمّا انثنى بسنانه المرعوف
وقرئ عَلَى أَبِي بَكْرِ بن الانباري، فِي شعر ابن مقبل، وأنا أسمع:
يهززن للمشي أوصالاً منعمة ... هزّ الجنوب معاً عيدان يبرينا
أو كاهتزاز رديني تناوله ... أيدي النجار فزادوا متنه لينا
يمشين هيل النقا مالت جوانبه ... ينهال حيناً وينهاه الثرى حينا
ولعمر بن أبي ربيعة، قرأته عَلَى أبي عبد الله نفطويه:
أبصرتها غدوة ونسوتها ... يمشين بين المقام والحجر
بيضا حساناً خرائدا قطفا ... يمشين هوناً كمشية البقر
قد فزن بالحسن والجمال ... معاً وفزن رسلاً بالدل والخفر
وللعباس بن الأحنف:
شمس مقدرة فِي خلق جارية ... كأنّما كشحها طيّ الطوامير
كأنها حين تمشي فِي وصائفها تمشي ... عَلَى البيض أو زرق القوارير
(الأمالي/230).
ـ قال ابن الجوزي" كانت ميمونة عند هشام بن عبد الملك، خلف عليها بعد العزيز قال: لو أنّ رجلاً ابتلع ميمونة ما اعترض في حلقه منها شيءٌ للينها. وقال بشّار:
إذا مشت نحو بيت جارتها خلت من الرّمل خلفها حقف
يرتجّ من مرطها مؤزّرها وفوقه غصن بانةٍ قصف
(أخبار النساء/241).

قيل في الحسن
قال ابو القاسم القالي" مما قيل فِي الحسن:
إذا عبتها شبهتها البدر طالعاً ... وحسبك من عيب لها شبه البدر
وأنشدنا الناجم لنفسه فِي غير هذا المعنى:
طالبت من شرد نومي وذعر ... بقبلة تحسن فِي القلب الأثر
فقَال َلي مستعجلاً وما انتظر ... ليس لغير العين حظ فِي القمر
(الأمالي/230).
قال خالد بن صفوان المنقري:
عليك إذا ما كنت لا بد ناكحا ... ذوات الثنايا الغر والأعين النجل
وكل هضيم الكشح خفاقة الحشا ... قطوف الخطا بلهاء وافرة العقل
( ربيع الأبرار5/244).
ـ قال خالد ابن صفوان " خير النساء التي خمص باطنها، وعظمت عجيزتها، وملأت حضن معانقها، فأنشد إعرابي بحضرته:
عليك أبا صفوان أن كنت ناكحا فتاة أناس ذات ثوب ومئزر
لها كفل وافيِ وبطـن معكــــــن وأخثم مثل القعب غير منور
(مخطوطة الوشاح) (مخطوطة تحفة العروس).
ـ قال ابن عبد ربه" سمعت أعرابيا يصف امرأة؛ فقال: بيضاء جعدة ، لا يمس الثوب منها إلا مشاشة كتفيها، وحلمتي ثدييها، ورضفتي ركبتيها، ورانفتي أليتيها:
وأنشد:
أبت الرّوادف والثّديّ لقمصها مسّ البطون وأن تمسّ ظهورا
وإذا الرّياح مع العشيّ تناوحت نبّهن حاسدة وهجن غيورا
(العقد الفريد4/51)
ـ قال ابن الآمدي:
قَالُوا: اشْتَهَاكِ وَقَدْ رَاكِ مَلِيْحَةً ... عَجَبًا وَأيُّ مَلِيْحَةٍ لا تُشْتَهَى
(وفيات الأعيان3/397). (حياة الحيوان الكبرى1/225). (الدر الفريد8/231).

تفضيل البيضاء البشرة
ـ قال الشنفري:
فَدقَّتْ وَجلَّتْ واسبكَرَّتْ وأُكمِلَتْ ... فَلَو جُنَّ إِنسانٌ منَ الحُسنِ جُنَّتِ
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ تُوْصَفِ امْرَأَةٌ بِأحْسَنِ وَلَا أوْجَزِ مِنْ قَوْلِ الشَّنْفَرَى هَذَا.فَدَقَّت وَجَلَّتْ واسْبَكَرَّتْ. البَيْتُأي دَقَّتْ خاصِرَتُها وَجَلَّتْ عَجِيْزَتُها وامْتَدَّ قَوامُهُا واسْوَدَّ شَعْرُها وابْيَضَّ لَوْنُها وَأُكْمِلَ حُسْنَها فَكَادَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَكَمالِهَا في جَمَالِهَا يَعْتَرِيْهَا مِنْ ذَلِكَ الزَّهْوِ والإعْجابِ مِثْلُ الجنُونِ لَو كَانَ إنْسانٌ جُنَّ مِنَ الحُسْنِ قَبْلَها". (الدر الفريد7/486). (ديوان الشنفري/33).
ـ قال عديّ بن زيد يصف لون الوجه:
حمرة خلطت صفرة في بياض مثل ما حاك حائك ديباجا
وقال: إن الجارية الحسناء تتتلون بلون الشمس، فهي بالضحى بيضاء، وبالعشي صفراء
قال ذو الرمة:
بيضاء صفراء قد تنازعها لونان من فضة ومن ذهب
(العقد الفريد7/124).
ـ قال ابن عبد ربه" قال رجل: ابغني امرأة بيضاء مديدة، فرعاء جعدة؛ تقوم فلا يصيب قميصها منها إلا مشاشة منكبيها، وحلمتي ثدييها، ورانفتي أليتيها.
ـ قال أبو حية النميري:
وبيضاء مكسال لعوب خريدة لذيذ لذي ليل التمام شمامها
كأن وميض البرق بيني وبينها إذا حان من بعض البيوت ابتسامها
(البصائر والذخائر2/51).
ـ أنشد بكر بن النطاح في امرأة بيضاء بشعر أسود:
بيضاء تسحب من قيام شعرها وتغيب فيه وهو وحف أسحم
فكأنها فيه نهــــــــــار مشرق وكأنه فيها عليها مظلــم
(الأمالي1/3271). (الحماسة لأبي تمام1/42). (الحماسة البصرية2/181).
عندما يقترن البياض بالطول يزداد الجمال، قال جرير:
وإني لأرضى عبد شمس وما قضت وأرضى الطوال البيض من آل هاشم
(ديوان جرير2/997). (الكامل/123).

هجاء النساء
ومما يتصل بهجاء القيان ما هجى به النساء ومن جيد ذلك قول دعبل:
رأيتُ غزالاً وقد أطلعتْ ... فأبدتْ لعينيَّ عن منطقهْ
قصيرةُ الخلقِ دحداحةٌ ... تدحرجُ في المشيِ كالبندقهْ
كأنَّ ذراعاً على كفها ... إذا حسرت ذنبُ الملعقهْ
تخططُ حاجبها بالمدادِ ... وتربطُ في عجزها مرفقهْ
وأنفٌ على وجهها ملصقٌ ... قصيرُ المناخرِ كالفستقهْ
وثديانِ ثديٌ كبلوطةٍ ... وآخر كالقربةِ المدهقهْ
وثغرٌ إذا كشرتْ خلتهُ ... تخاتل قائمةٍ مغلقهْ
ـ قال أعرابي في امرأتهِ
ولا تستطيعُ الكحلَ من ضيقِ عينها ... فإنْ عالجتهُ صارَ فوقَ المحاجرِ
وفي حاجبيها جزةٌ لغرارةٍ ... فإنْ حلقا كانا ثلاث غرائرِ
وثديانِ أما واحدٌ فهو موزةٌ ... وآخرُ فيه قربةٌ للمسافرِ
وقال آخر:
الاستُ رسحاءُ مشكولٌ مناكبها ... كأنَّ معلفَ شاةٍ في تراقيها
والثديُ منها على الفخذينِ منسدلُ ... كأنه قربةٌ قد سالَ ما فيهاد
وقال دعبل المنسرح:
كأنما كفها إذا اختضبتْ ... مخالبُ البازِ ضرجتْ بدمِ
وأنشد أبو النجمِ هشام في ابنته:
كأنّ ظلامةَ أختَ شيبانْ ... يتيمةٌ ووالداها حيانْ
الرأسُ قملٌ كلهُ وصئبانُ ... وليسَ في الرجلينِ إلا خيطانْ
فهيَ التي يذعرُ منها الشيطان
فوهب له خمسين مائة دينار وقال له اجعل هذا مكان الخيطين وقال دعبل بن علي
أصرميني يا خلقةَ المسمارِ ... وصليني بطولِ بعدِ المزارِ
ذقنٌ ناقصٌ وأنفٌ طويلٌ ... وجبينٌ كساجةِ القسطارِ
وقال آخر في امرأته:
أعوذُ باللهِ من زلاءَ فاحشةٍ ... كأنما نيطَ ثوباها على عودِ
لا يمسكُ الحبلَ حقواها إذا انتطقتْ ... وفي الذنابى وفي العرقوبِ تحديدُ
أعوذُ باللهِ من ساقٍ لها خبثٌ ... كأنها من حديدِ القينِ سفودُ
وقال آخر:
إذا ضحكتْ جالتْ غضونٌ كأنها ... غباغبُ حرباءُ بحورانَ شامسِ
كأنَّ وريديها رشاءا محالةٍ ... مغارانِ من جلدٍ من القدِ يابسِ
وقال أبو نواس:
بظاهرِ وجهها عكنُ ... وثلثا وجهها ذقنُ
وأسنانٌ كريشِ الب ... طِّ بين أصولها عفنُ
وقال دعبل في امرأةٍ:
فوهاءُ شوهاءُ يبدي الكبدَ مضحكها ... قنواءُ بالعرضِ والعيناءُ بالطولِ
لها فمٌ ملتقى شدقيهِ ... نقرتها كأن مشفرها قد طر من فيل
وقال الناجم يهجو زوج عجوزٍ:
ستغبط منها إذا ما أتتك ... بأوبارِ قردٍ وأدبارِ غولِ
وعانقت منها سفا سنبلٍ ... يلاقي الضجيع بمثلِ النصولِ
وقال دعبل:
لا باركَ اللهُ في ليلٍ يقربني ... إلا مضاجعةٍ كالدلكِ بالمسدِ
لقد لمستُ معراها فما وقعتْ ... مما لمستُ يدي إلا على وتدِ
في كل عضوٍ لها قرقٌ تصكُّ به ... جنبَ الضجيع فيضحى واهيَ الجسدِ
وقال اعرابي لامرأته:
سبابةٌ للزوجِ والحماةِ ... كأن ساقيها كراعا شاةِ
في قدمٍ كأنها مسحاةِ
ـ قال دعبل:
صدغاكِ قد شمطا ونحركِ يابسْ ... والصدرُ منكِ كجؤحؤِ الطنبورِ
يا منْ معانقها يبيتُ كأنه ... في محبسٍ قملٍ وفي ساجورِ
قبلتها فوجدتُ لدغةَ ريقها ... فوق اللسانِ كلدغةِ الزنبورِ
وأنشد أبو عبيدة لأعرابي في امرأته المتقارب
بليتُ بزنمردةٍ كالعصا ... ألصَّ وأخبث من كندشِ
لها شعر قردٍ إذا زينتْ ... ووجهٌ كبيضِ القطا الأبرشِ
وساقٌ يخلخلها خاتمٌ ... كساقِ الدجاجةِ أو أحمشِ
لها ركبٌ مثلُ ظلفِ الغزالِ ... أشدُّ اصفراراً من المشمشِ
كأنّ الثآليلَ في وجهها ... إذا أسفرتْ بدرُ الكشمشِ
(التشبيهات لإبن أبي عون/29).
ـ قال الخطيب البغدادي" قرأت عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي القاسم، أَخْبَرَنَا عَن أَبِي الفرج عَلِي بْن الْحُسَيْن الأَصْبَهَانِي، حَدَّثَنِي جَعْفَر بْن قدامة، أَخْبَرَنَا أَبُو هفان, قَالَ دَخَلَ طفيلي عَلَى قوم, فَقَالَ لَهُ صاحب الْبَيْت: من أَنْتَ عافاك اللَّه؟ فَقَالَ: أنا الَّذِي أقول:
كُل يَوْم أدور فِي عرضة الباب أشم القتار شم الذباب
فَإِذَا مَا رأيت آثار عرس أَوْ ختان أَوْ دعوة لصحاب (التطفيل/134)
ـ قال البكري" العرب تسمي النساء الحسان بالحمر، ومنهم قول جرير، وقد سئل عن الأخطل، فقال: هو أوصفنا للخمر والحُمر، يعني حسان النساء". (سمك اللآلي/463).
قيل لإعرابي: تمنى! فقال: حمراء، مكسال من بنات الأقيال (الوجاهة).
قال بشار:
وإذا خرجت تقنعي بالحمر إن الحثن أحمر
(مخطوطة تحفة العروس).

ضحى عبد الرحمن
مايس 2024

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1476 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع