د. رافد علاء الخزاعي
كلمة قديمة تقاذفها الزمان وحاول ان يدثرها التغيير ضمن الزمن الماضي ولكن ابى المجتمع العراقي لايتغيير في ظروف غياب العادلة الاجتماعية وقوة القانون والقضاء.
فصلية هي تسمية لاي امرأة تدفع ثمن خطاء عائلتها لتكون بلسم لاطفاء نيران العداوة والقتل والكراهية والثار.....
ثمن تدفعه احدى نساء العائلة او القبيلة نتيجة تصرف طائش لاحد افرادها في ارتكاب جريمة قتل من عائلة او عشيرة مجاورة اخرى فاستدعت الحكمة وقتها ان تؤدي قبيلة القاتل بدفع احدى نسائها كعروس تزف بدون مهر او هلاهل او صفكة او تصفيق لاحد ذوي المقتول وهذه العادة كانت سائدة في جنوب وشمال العراق وتركيا حتى اواخر الستينات وبداية السبيعنات لحين اقرار قوانين حرية المرأة بعد ان تحولت لقضية رأي عام عندما غنى المطرب الريفي عبادي العماري اغنيته المشهورة فصلية ويسمعها الرئيس البكر وقتها ويقر بقرار منع زواج الفصلية ولكن العوائل الجنوبية تغض النظر عن هذا القانون من اجل اطفاء الفتنة والثار وتيار الدم .
ولكن في بداية الالفية الثالثة تصل بريدي الخاص رسالة من احدى طالباتي في كلية الطب وهي في الصف الخامس تشرح لي قصتها وهي تسكن احدى مناطق شمال واسط انها صحت في احدى الايام وهي تستحضر استعدادها للدوام في
الصف الخامس من قراءة المحاضرات التي استعارتها من زميلاتها ان في احدى هذه الصبوحات تسمع لغطا وصياحا لابيها مع بعض المعكلين من ابناء عمومتهم لان ابن عمها قتل جيرانه المزراع وابنته وجرح ابنه نتيجة عراك على مشاكل السقي وتوزيع الحصص المائية وان عشيرة المجني عليهم اشترطت ان يدفعوا الدية مع فصلية تزف لهم لارضاء الخواطر واطفاء الفتنة وليقع اختيار العشيرة على طبيبة المستقبل لتعيش معاناة بين عجز والداها ومسؤليتها امام عشيرتها والحفاظ على قيمته المعنوية في ضمن هذا الجو المفعم بالحيرة والضغوطات العشائرية انصاغات طبيبة المستقبل لقرار عائلتها وعشيرتها لتكون فصلية لابن المقتول وتزف له بدون هيصة او زمبليطة كما يقول عادل امام او لا خبر و لاجفية ولاحامض حلو كما يغنيها فاضل عواد وكما يغني عبادي ظلموتها جابوها دفع للدار لاديرم ولاحنة ولاصفكة....لاهلوهلة لاملكه....نشدت الناس عن قصة هذه البنية ..... رديتت بكلب حزنان لما كالولوي فصلية....غصوبتها وزفيتوها فصلية .....
وتكمل رسالتها ان زوجها كان روحوما وشغوفا بها وهو يعاملها معاملة حسنة ويمنع الاساءة اليها ويحاول مساعدتها غي اكمال دراستها ولكن امه واواخواته يقفن عائقا امامه.....
صفنت كثيرا وان اقراء الرسالة تلك لانها احد الطالبات المجدات والمجتهدات فقلت لها كوني بلسما لهذه العائلة
واكسبي قلوبهم بحسن تصرفك واسلوبك في المعاملة ومع العسر يسر ومع العسر يسر.......
http://www.youtube.com/watch?v=Lk2R9k45a8w&feature=player_embedded
الدكتور رافد علاء الخزاعي
1099 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع