بقلم : مهند سري
ذكريات العيد
كانت لتحضيرات العيد طعم خاص، تبدأ مع اقمشة أحمد في رأس الحواش، حيث يقطع لنا اقمشة البجامة البازة، التي تقوم الخياطة أم عبدالرزاق في منطقة شاكر الوادي، بتفصيلها، على ماكنتها السنجر الحقيقية، وهذه لازمة للإعلان الذي كان يروج لها، وكانت يدوية وليست بالرجل.
المحطة الثانية لدى سمير حسنين، مصري الجنسية، لنختار ملابس العيد من الشفقة والفلونكة، حتى الجوراب، بحيث نحقق انشودة القراءة الخلدونية للصف الثاني : خرجت يوم العيد بملبسي الجديد في أيام العيد الثلاثة من دون تكرار.
ننتقل بعدها لمحال الأحذية : باتا، دجلة، ساسكو، سايكو، لاستكمال طاقم العيد.
في ليلة العيد التي نسميها عرفات سواء الفطر أو الأضحى، يوقد البريمز تحت الحمام، ويغلي ماء القدر، وبرغم اني كنت اختنق من البخار المتصاعد وسخونة الأرض، لكن فرحة ملابس العيد تستاهل التضحية تحت سخونة الماء وخشونة الليفة.
كنت استيقظ في صباح العيد مبكرا جدا، متجها نحو دولاب الملابس، لاتهندم بأحسن صورة، وأخرج على أصدقاء الحي لاعايدهم، قبل ان نشرع بالخروج إلى السينما.
اتسلم من الوالد رحمه الله، العيدية، ومن الأقارب الذين يبكرون إلينا بالتهاني.
لا أحد يستطيع أن يمسك بي، ولا أن يفرض علي فسحة عائلية، وكأني أتطلع إلى الاستقلال في هذه الأيام عن الأسرة.
وتبدأ الرحلة في يومها الأول عبر الأمانة أم طابقين رقم " 5 " باتجاه أمانة رقم 4 ايكاروس، وهي خط السينمات، وكان نمط الافلام التي تستهوينا من الكابوي، وترنتي وافلام إسماعيل ياسين، وفؤاد المهندس، ومحمد عوض.
كانت لفات البيض والعنبة، لها مذاق خاص في صالة السينما.
اليوم الثاني لابد أن يكون إلى مدينة الألعاب في القناة، دولاب الهواء،، والصحن الطائر، وسيارة التصادم، مع محاولات دفع القطار الحديدي، والضحك أمام مرايا التكبير والتصغير.
وبعد العودة إلى البيت، لايهدأ نشاطنا، إذ نذهب إلى البستان الجوة في السبع ابكار لركوب المرجوحة المربوطة بين نخلتين وبوسطها " تبلية" تؤدي دور المقعد.
في اليوم الثالث ومع حسرة نهاية العيد، نتجه صوب النزيزة في الاعظمية، إذ نركب العربات التي تجرها الخيل للتجول داخل الاعظمية، كما نمتطي الحمار الحساوي، والحصان، ونكمل متعتنا بمشاهدة أحد الأفلام الهندية في سينما الاعظمية.
في اليوم التالي نذهب إلى المدرسة، ويأتي أستاذ مجيد ويطلب منا انشاء عن العيد.
1034 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع