د.نادرة الحسامي
هل انا حقا كاتبة
الكتابة هواية واستعداد ومعرفة واطلاع، انها تلخص محتواك من كل , اللغة بقواعدها الهامة والتفصيلية ان امكن , بأصول الكتابة أي كيف توصل الفكرة الى المتلقي , كيف تشده ليتابعك ما , الأسلوب الخبري ام الانشائي , النوع الادبي التي ستختاره مقالة , قصة قصيرة ام طويلة , شعر , وأيضا الإحساس بما تكتب الى أي حد انت قادر على نقل احساسك ومشاعرك بصدق وبشكل مؤثر , ثم هناك الخيال ودوره في تجميل الأشياء او تقبيحها,وبعد كل هذا ماذا تكتب ولمن ولما ؟
قلت الكتابة تلخص مضمونك , محتواك الفكري طريقة تفكيرك مشاعرك اسلوبك , أي انت , فالكاتب يكشف ذاته امام القارئ ويحدثه ويحاوره ويسرح به الى عوالم وعوالم عديدة , وبهذا فهو يجعل العالم رحبا امامه لا يخشى , ولكن عليه ان يخشى , يخشى ذاته كي لا تأخذه بعيدا فيتوه ويتوه معه قارئه , ويخشى الاخر ويحترمه لانه هو رصيده الذي يتحاور ومعه وبه يحلو الحديث , فللكتابة غاية واهدف متعددة منها : ان تحدث غيرك بما تعتقد انه يدور بخلده ويفكر به وبحاجة له , وان تنقل له رسالة وخبرة ومعرفة تحبها كي تتفاعلان معا بمحبة ويسر , ولا تبقى حبيسة ذاتك, ولها اهداف واهداف ومنها التشافي ومعرفة الذات ....
لماذا اكتب؟ سؤال طرحته على نفسي من حوالي سبع سنوات، عندما بدأت اكتب سيرة حياتي كرواية او كتوثيق ثم رواية، وكان السؤال الذي وجهته لنفسي صعبا حينها، لماذا اكتب؟ هل انا من الأهمية والامتلاء والفائض كي اسكب ماء في الساقية وادعه يمضي، ولمن اكتب؟ هل هناك من سيسمعني ويفهمني ويسعدني، وهل امتلك أدوات المعرفة والكتابة كي يكون لكلماتي وقعا وسياقا وشئنا بين اهل الكار , كل هذا استحضرني، وبدأت الكتابة وكنت سعيدة بما كتبت من وقائع واحداث , واخترت لها وحدة المكان الذي يجر معن الزمان بما يحوي .
وكنت اجد في الكتابة تلك بعدا عن واقع أعيشه في بلد الاغتراب , يتطلب مني ان اهتم به لغة وحضورا وحراكا ووالدي دوما كان بجانبي يتطلب مني الرعاية , فتوقفت عن كتابة السيرة على رواية وسرد , وبدات اكتب المقالة , وجذبتني اليها ولم اعد اعرف كيف اخرج منها , والعديد يقول لي اكتبي الرواية فهي النوع الادبي الأكثر رواجا , نعم انها ملعبا خصبا لشخصيات واحداث , ولكنها تحتاج لمقومات ينبغي اتقانها, وادرك تماما انك بالرواية يمكنك ان تطرح تساؤلا ت عديدة ولا تجيب , ولكني استطعت , وعبر المقالة وانا اتحدث عن نفسي , وهذا ليس بالأمر السهل والكثير من كبار الكتاب يخشاه ويتجنبه , وطرحت بها تساؤلات بلا إجابة , فلا احد يملك الحقيقية , وللحقيقة أوجه متعددة ولنترك الباب دوما مواربا لمن يرغب ..
05. 04. 2024 جنيف
898 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع