كتبت ودع الياسين
الفنان التشكيلي الكويتي الدكتورحسين علي الابراهيم"التجريد الحديث"
الفنان الدكتور حسين علي الابراهيم فنان تشكيلي و سينغرافي مسرحي و مدرب معتمد ، و إستشاري و باحث أكاديمي و محكم مهرجانات دولية .
و لديه خبرة في مجال الر سم بشتى أنواعه .
و أول فنان تشكيلي كويتي يشارك في اليونان بمعارض الفنون التشكيلية و الحرفية طور خبراته و تجاربه بشكل احترافي نموذجي .
من مواليد دولة الكويت عام ١٩٧٦.
بدأ الرسم منذ الطفولة و شارك اول معرض عام ١٩٨١ .
والده فنان تشكيلي معروف علي عاشور أحمد الإبراهيم من الرواد و المؤسسين للحركة الفنية التشكيلية في دولة الكويت، حيث تأسست الجمعية الكويتية للفنون التشكلية عام ١٩٦٨ كجمعيّة نفع عام تضم فنانين الكويت المحترفين و الهواة و قد نشر قرار إشهارها في الجريدة الرسمية العدد"٦٦٤" ١١ فبراير ١٩٨٦ .
سلك الفنان خطوات والده فهو له بمثابة الاستاذ و المعلم في البداية لكن سرعان ما حقق أسلوب جديد ،
تأثر بالفنان العالمي الفرنسي " كلود مونيه " رائد المدرسة الانطباعية .
و مارس الفنان الرسم بكل أنواع المدارس الفنية ابتداء من الواقعية ….إلى التجريد
و اكتسب مهارة مميزة تركت بصمة واضحة بخبرة ٣٧ عام بمجاله
و هو حاصل على بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية تخصص تصميم ديكور مسرحي و أزياء عام ١٩٩٩ ،
و حاصل على ماجستير من جامعة حلوان قسم علوم مسرح تخصص ديكور مسرحي و أزياء سنة ٢٠١٩ ،
و دكتوراة في نفس التخصص من جامعة الاسكندرية سنة ٢٠٢٢ ،
و له مشاركات محلية ،خليجية ،دولية ،عالمية ، نذكر منها مصر ، الأردن ،اليونان ، الدنمارك ، انقرا ، موسكو ، و غيرها
و مشاركات بمعارض التصوير الفوتغرافي ، و كذلك تصميم أعمال تلفزيونية مختلفة ، تصميم طوابع من ضمنها تصميم طابع لدولة الكويت عام ٢٠٠٥ و رسم جداريات تشكيلية مختلفة .
و هو عضو الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية و عضو في إتحاد الجمعيات التشكيلية لدول الخليج ، عضو إتحاد التشكيليين العرب في مصر ، عضو رابطة الحرف اليدوية لقارة آسيا ، عضو الرابطة الدولية للفنون و اتحاد الفنانين في باريس ،و غيرها .
حاليا موظف بوزارة الاعلام الكويتية قطاع التلفزيون ، إدارة الخدمات المساندة رئيس قسم المنجرة ،
و حاصل على العديد من شهادت الشكر و التكريم و الجوائز المحلية و الدولية.
التجريد الحديث ..
بما ان تجربة الفنان التجريد الحديث
سنتحدث في البداية عن مفهوم التجريد الحديث و ذلك حتى يتسنى للمتلقي فهم آلية العمل ، فمن أولويات التجريد الابتعاد عن النقل عن الطبيعة، و رفض نظرية المحاكاة ، و ممكن الاستغناء عن الموضوع في اللوحة " فن لا موضوعي " فتصبح اللوحة مجرد علاقة بين الخط و اللون و المساحة .
و كذلك الاستغناء عن الشكل و بهذا يكون تجريد غير تشخيصي و مرتبط هذا النوع باللون و يتميز بوجود صبغات لونية فيصبح المتلقي غير قادر على التميز.
و يظهر هذا النّوع في الأعمال الفنيّة للفنان أوسكار كلود مونيه، خاصّةً في سلسلة لوحاته المشهورة التي سمّاها زنابق الماء، كما اشتهر فنانون آخرون في هذا النوع من الفن التجريدي كالفنان جوزيف مالورد.
قائلا الفنان حسين علي الابراهيم عن تجربته ((بدأت محاولات التجريد سنة ١٩٩٢ و بالمحاولات المستمرة و التطبيق على مواد مختلفة لابراز الصورة بنقل من الصورة الواقعية الى الصورة التجريدية التشكيلية،
و بالاعتماد الأساسي على الفكرة المطروحة من قبل تحضير سابق أو تكون وليدة اللحظة بمعنى نوع من أنواع الاسترسال الفكري.
و لايوجد سر في نجاح أي لوحة أو عمل تشكيلي انما صيغة السر بنجاح مفهوم الاندماج بين علاقة صدق المشاعر للفنان التشكيلي و تبني موقف الادراك الحسي و الانفعلات بما يليق للمتلقي أو التأثير و التأثر بما هو يتناسب مع مشاعر و احاسيس و اندماج المتلقي،
هنا يبدأ النجاح بنظر من هو يشكل هذا التشكيل الفني لتلقي و تأثر الفرد برؤية العمل التشكيلي الفني )).
سلك الفنان بتجربته طريق مغاير نوعا ما من ناحية المواد و الالوان و الخامات المستخدمة ،
أعمال الفنان المرفقة نفذت على سطح معدني و طريقة الرسم بالاير برش مت اماسيد و احماض و غازات و هي من اصباغ السيارات النارية اللامعة ماعدا لوحة بالون الأحمر
استخدم بها القماش ، فرشاة ، واير برش ، الالوان اكريليك .
عندما نتحدث عن اللون بالطريقة التي نفذ بها إلا عمال الفنية نلاحظ تكوين لوني غير منتهي ،
ولابد ان يكون للفنان علم بالصفات و خصائص اللون و تأثيره حتى يتمكن من استخدامه بأسلوب جيد بعملية التنفيذ .
و في ذات السياق اللون بالعمل التجريدي يعتبر موضوع معقد لانه يشكل جزء من الخبرة الادراكية و يعتمد على حاسة البصر بالدرجة الاولى للمتلقي .
و العمل التجريدي يأخذ اتجاهان الاول يرتبط بفلسفة اللون و الثاني النفس البشرية و كل فنان له طريقته بأختيار الالون حسب فلسفته و كذلك النفس و ما تميل ،
و اللون قادر على تغيير الحالة المزاجية و الاحساس ، و أن آلية اللون من سطوع و انسجام تنعكس على المتلقي ، حين إذ تتشكل مرحلة مهمة بالنسبة للفنان ،
فهناك من يظهر شعور مقبول للون معين و اخر يظهر استياء من ناحية تقييم العمل ،
هذا دليل على أن الالوان لها تأثير واضح على النفس البشرية وكل هذه الأمور مجتمعة تؤثر على الإدراك الجمالي و يختلف من شخص لآخر و مدى تقبل الاعمال الفنية التجريدية .
و لا يوجد معيار معين لقياس جمالية العمل الفني التجريدي أو جودته إلا بأعجاب المتلقي ، يصفه البعض اشبهه بمعزوفة موسيقية ، يتقبلها البعض ، اما صاخبة أو هادئة.
لكن الناقد الجيد يمكن ان يجزم بجودة العمل من خلال قدرة الفنان تطويع ما يمتلك من خبرات و مواد أساسية بالعمل و مدركات حسية
صياغتها بالصورة النموذجية .
ونلتمس القبول بتجربة الفنان حسين علي الابراهيم تجربة تستحق العرض امام المتلقي .
و لابد ان يكون هناك وعي جمعي رفض التجريد بصيغة التقليد الاعمى المطروح على الساحة الفنية بأشكاله المختلفة يستسهله البعض من الفنانين الغير متمكنين و هي ظاهرة صعب السيطرة عليها مع تدني الوعي الفني من قبل المتلقي !
————
المصادر : الدكتور الفنان التشكيلي حسين علي الابراهيم .
1150 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع