د.طلعت الخضيري
سيرة حياة بابلو بيكاسو - ألحلقه/١
قد يسأل الناس عن من كان أشهر رسام في القرن العشرين سيكون إسمي إذا هو أول إسم سيأتي إلى أذهانهم.
تباع اليوم أعمالي بأسعار خياليه وسأكتب سيره حياتي كما ترد إلى ذهني.
ولدت في مدينه ملقا جنوب إسبانيا سنه 1881 , كان والدي مدرس في إحدى مدارس الفنون في المدينه ، وهو الذي ساعدني أن أرسم وألون وأنا في سن مبكر, يساعدني وينتقدني في آن واحد.
وفي سن مبكر أيضا أصبحت فنانا جيدا ، ونلت رضى واستحسان أساتذتي في معهد برشلونه للفنون ، وفي سن الثالثه عشر وجدت نفسي طالبا في المدرسه الإعداديه لذلك الفرع من الدراسه . كنت أتتبع بشغف أعمال الفنانين الآخرين . لم تكن لدي الرغبه بتقليد أعمالهم ، بل أردت أن يكون لي طابع خاص بالرسم.
عندما بلغت سن ألسادسه عشره ، ذهبت لإدرس في ألأكاديميه الملكيه للفنون الجميله في مدريد عاصمه إسبانيا ، ولم أبق هناك طويلا ، فلقد ساد بي الضجر بسبب أن الأساتذه يريدونني أن أعمل تماما كعمل الآخرين ، لذا قررت ترك تلك الأكاديميه ووجدت أنه أكثر فائده هو زياره متحف (دل براندو) في مدريد ، وفي ذلك المتحف درست أعمال كبارالرسامين وبلأخص أعمال ( ألكريكو).
كانت الخطوه التاليه هي أن أذهب إلى باريس عاصمه فرنسا وهناك تعرفت على أشخاص مهمين بالنسبه لي ، أمثال ألشاعر ماكس جاكوب ، وجمعتنا صداقه متينه واتفقنا أن نسكن سويه في شقه .كانت الحياة صعبه لنا ، فلم يكن لدينا المال ولا ما يكفي من الغذاء ، ولكنني استطعت خلال ذلك الزمن أن يكون لي طابع فني خاص بي ، ولمده سنتان رسمت لوحاتي باللون الأزرق أو مزيج من أللونين الأزرق والأخضر.
لقد كانت تلك اللوحات بسيطه التكوين ولمواضيع مختلفه تشابهها في البساطه.
رجعت أخيرا إلى مدريد ، ولسبب رئيسي وهو الفقر، وكنت لا أملك شيئا ، والسبب ألآخر هو إنني بدأت أهتم بالسياسه.
بالتعاون مع فرانسسكو سولير ، أصدرنا مجله كانت تتضمن علاوه على مواضيع الفن رساله سياسيه أيضا ، وقد رسمت بها رسوم تعبر عن القصص القصيره (كارتون) ، وبطابع سياسي وقعتها بإسم بيكاسو ، وهو جزء من إسمي الطويل. تعمدت ذلك لأنني لم أكن أرغب أن يعرف رجال السلطه شخصيتي الحقيقيه.
كان هدفي هو تغيير نضام الحكم في بلدي ولكن ذلك لم يحصل وقد يكون حصول عكس ذلك ، وهو أن النظام هو الذي بدلني وبصوره غريبه.
في تلك الحقبه تعرفت على سيده أمريكيه تبنت أعمالي ، وهي ألكاتبه جرترود ستاين ،ألتي سكنت باريس وأسست بها مع أخيها ليو مجموعه فنيه . قابلتها عند رجوعي إلى باريس وحصل ذلك اللقاء في بيتها في أمسيه يوم السبت ، في مجلس كان يضم كثير من كان يهتم بالفن ، وأتاح لي ألتعرف بأشخاص مهمين طلبوا مني بعض رسومي وهي في تلك الحقبه باللون الأحمر ألوردي بعد أن كانت فيما سبق باللون الأزرق، و قد بدأت أتأثر وأرسم بوحي أفكار ثقافات جديده وبالأخص تحت تأثير ألفن ألأفريقي.
يتبع...
1012 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع