كتبت ودع الياسين
شهر رمضان و ضبط النفس
شهر رمضان له مكانة خاصة عند المسلمين فهو شهر الصوم و أحد أركان الإسلام، حيث يمتنع المسلمون في أيامه عن الطعام و الشراب و عن مجموعة من المحظورات التي تبطل الصوم من الفجر و حتى غروب الشمس ،يتفرغوا للعبادة و التقرب إلى الله .
شهر رمضان منحة إلاهية يعزز القيم الإنسانية و هو علاج لأي سلوك غير سوي ، من خلال اعادة التوجه في تفكير الفرد للانفعالات في السلوك الإنساني يمكن التعديل إذا رغب التغير ،
لان القوة الروحية الايمانية دافع قوي تمنح الفرد التغير نحو نفسا اكثر نضوجا من خلال الضبط و كسر العادات الغير سوية ، و تساعد الفرد في تحقيق القدرة الكاملة نحو الأفضل .
يمثل هذا الشهر المبارك فرصة لعلاج أي سلوك غير مقبول و الاقلاع عنه ،مثل العادات السيئة الإفراط في الطعام و الإنترنت و التدخين و الادمان و غيرها …
و ان تجنب الفرد السلوك السيئ خلال اليوم الواحد ذلك دليل على القدرة للانطلاق بخطوات جديدة لتعديل السلوك من خلال ضبط النفس ، و ثم تصبح عادة صحية بعد التقييم من خلال المقارنة .
و ان الامتناع عن الطعام و الشراب و البعد عن الشهوات، يقوي العزيمة و الإرادة لدى الفرد و يساعد على التحكم في الذات و إحداث التوازن بين حاجة الجسد و حاجة النفس و هو دافع مهم و ضروري لبناء و تنمية الشخصية السوية و الشعور بالرضا و تقبل الذات و تطويرها و معرفة نقاط القوة و الضعف .
و ان الشعور بالطمأنينة و السكينة من خلال العبادات ، تساعد الفرد في التخلص من المشاعر السلبية مثل القلق و التوتر و الاكتئاب و الخوف و الغضب و غيرها كما أثبتت بعض الدراسات في مجال الصحة النفسية أن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة و لديهم واعظ ديني و يلتزمون بأداء العبادات، أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية و أكثر تحسنا و استجابة للعلاج عند الإصابة بأي مرض نفسي .
و تعتبر العبادات و التقرب إلى الله علاجا وقائياً اثناء تعرض الفرد لحالات صدمة او فراق شخص او موت عزيز حيث هؤلاء الأفراد لديهم المقدرة على التشافي اسرع من غير هم
و كما للجسد مطالب للنفس و " الروح " ايضا مطالب يصبح الفرد سويا و متزنا علية تغذية كلا الجانبين الروحي و الجسدي و يصبح سلوك مستدام بمعنى و صفة علاجية مدى الحياة تعتمد على اجتهاد الذات في ضبط النفس .
قال تعالى:
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَ الْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَ مَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ "
سورة البقرة "
______
ارشاد الصحة النفسية
744 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع