مسرحية الاول من مارس قد فشلت

سعاد عزيز

مسرحية الاول من مارس قد فشلت

حالة السخرية والاستهزاء في داخل وخارج إيران والتي رافقت إجراء النظام الايراني للانتخابات الاخيرة والتي أثبتت حقيقة إستحالة أن تکون هناك أبسط أنواع الحرية والديمقراطية في ظل نظام ولاية الفقيه، ليست آخر الفضائح کما قد يحاول البعض ذلك، فهذا النظام هو بالاساس نظام الفضائح المستمرة ولاسيما وقد سقطت الاقنعة الکاذبة(وليس قناع واحد فقط) عن وجه هذا النظام الممارس وبشکل مستمر للکذب والخداع الذي طالما سعى للتمويه على الحقيقة وقلبها رأسا على عقب أو تزييفها وتحريفها من أجل تحقيق أهداف ومآرب معينة، ولاريب من إن المعارضة الايرانية الجادة في صراعها ضد النظام، ومن خلال مواجهتها وصراعها المستمر ضده کانت وراء کشفه وفضحه وإظهاره على حقيقته البشعة وذلك بوضعه في زوايا حرجة ليس هناك من مجال فيها ليمارس الکذب والخداع.
الانتخابات التي جرت في الاول من مارس الجاري ومن خلال المقاطعة الشعبية الواضحة لها وحالة التخبط التي وقع فيها قادة النظام من جراء ذلك، قد أثبتت زيفها وخوائها ومن إن الشعب الايراني قد أصبح يعرف تماما بأنها مجرد مسرحية معروفة کل فصولها ومشاهدها ولايمکن لها أن تحدث أي تغيير في الاوضاع الايراني بما ينفع الشعب الذي أصبح أغلبيته يعيشون تحت خط الفقر، بل وحتى يمکن إعتبار إجرائها بمثابة نذير شٶم لإستمرار الاوضاع السيئة في جميع المجالات.
النظام الايراني وبعد أن وصل اليوم الى مفترق صار فيه کالعالق الذي لايتمکن من الحرکة للأمام أو للخلف وإنما هو متسمر في مکانه فيما تزداد أوضاعه سوءا وسلبية وإن الذي أوصله الى هذا المفترق الذي يمکن تسميته بالمفترق الاخير في مسير هذا النظام الاستبداي، يکمن في نقطتين؛ الاولى نهجه المثير للجدل والقائم على أساس نظرية ولاية الفقيه والذي يسمح للنظام بقمع الشعب وإستعباده مع منحه الحق في التدخل في البلدان العربية والاسلامية ومايترتب على ذلك من تبعات وآثار وتداعيات لايمکن للنظام أن يتحملها بسهولة، والنقطة الثانية هي المواجهة المحتدمة بينه وبين المعارضة الايرانية الفعالة والمتمثلة في منظمة مجاهدي خلق ولاسيما من حيث کشف مستوره وجعل الشعب الايراني والعالم على إطلاع بذلك حتى يعرفون هذا النظام على حقيقته، وإن فضائح هذا النظام التي لاتنتهي حيث کانت فضيحة تورطه في الحرب الدائرة في غزة وکذلك تأزيمه للأوضاع في المنطقة من خلال منحه أدوارا محددة لأذرعه تزامنا مع تلك الحرب، ولذلك فإنه سعى من خلال هذه الانتخابات الفاشلة إبعاد الانظار عن دوره المشبوه من جهة وکذلك إلهاء الشعب الايراني بهذه المسرحية المعروفة النتائج ولکن يبدو واضحا بأنه قد فشل في تحقيق الامرين.
الفشل الذريع للإنتخابات والذي لمسه العالم برمته، لاتنفع معها أية تبريرات إذ صار جليا بأن الشعب الايراني صار يعرف هدف وغاية النظام من وراء هذه المسرحية المفتعلة التي يجريها النظام من أجل التغطية على واقع حقيقته الاستبدادية المعادية للحرية والديمقراطية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

636 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع